السبت، 27 سبتمبر 2025

العقيدة الحلاجية عند كمال الحيدري!

 

العقيدة الحلاجية عند كمال الحيدري!

 

بعض العرفاء يستخدم الطلاسم والعبارات المبطّنه لكي يخفي عقيدته الحلاجية، ولكن مع قليل من التأمل تكتشف عقيدته بوضوح.

ومن الأمثلة على ذلك كمال الحيدري الذي يقول عند حديثه عن الفناء الذاتي: (وهو الأرقى وبه يصل العبد إلى التوحيد الذاتي فهو الفناء وعدم الالتفات إلى الذات فضلاً عن أفعالها وصفاتها، وبذلك لا يرى العبد غير الله تعالى، وأنه مجرد مملوك لا يناسبه حتى قول (أنا) فضلاً عن الشعور بها ... إن حجاب الإنّية هو أكثف الحُجب وأعقدها حيث يحتجب القطرُ عن البحر، وممّا لا شك فيه هو أننا لا نلتفت إلى حجابيّة (الأنا) ....(بيني وبينك إني ينازعني) فإنّية النفس والذات مانعة عن الانفتاح على ذلك الأفق النوراني الذي لا يحدّه حدّ. إذن ينبغي أن يكون الهدف الأسمى هو العود إلى ذلك الأصل واندراج وانطفاء ذواتنا في طيّ الذات الواجبة (الله) كما تندرج القطرة في البحر، وهذا هو معنى الفناء الحقيقي للذات، فلا غضاضة بعد ذلك إذا ما سُئلت القطرة: ما أنتِ؟ فتقول: أنا البحر)[1]!

أقول: إذاً لا غضاضة -عند كمال الحيدري- إذا ما سُئل الحلاّج من أنت؟ فقال: أنا الحق!

وهذا التلميح من كمال الحيدري مطابق لتصريح العارف تقي الموسوي حينما قال: (إذا قال الحلاج: "أنا الحق" فلا غرابة في ذلك)[2]!

ومطابق أيضاً لقول حيدر الآملي: (نفرض هناك ناراً موصوفة بالضوء والإحراق والحرارة والإنضاج وغير ذلك، ونفرض بإزائها فحماً موصوفاً بالظلمة والكدورة وعدم الحرارة والإنضاج، ثم نفرض أنه حصل لهذا الفحم قرباً إلى تلك النار بالتدريج واتصف بجميع صفاتها فصار ناراً وحصل منه ما حصل من النار، بل صار هو هي، فلا يجوز له أن يقول أنا النار؟ كما قال العارف (الحلاّج) أنا الحق؟ ومعلوم أنه يجوز لأنه صادق)[3]!

فالعرفاء حلاجيون في الحقيقة ولكن ليست لديهم الشجاعة الكافية -كالحلاج- للاعتراف بعقيدتهم الحقيقية في العلن!

إن وصف كمال الحيدري للفناء الذاتي بأنه الأرقى يذكرك بوصفهِ لمرتبة الحلاّج حينما قال: (أنا الحق) بالمرتبة السامية والرفيعة[4]! وكذلك لاحظ قوله: (لا يرى العبد غير الله تعالى) وقوله: (وعدم الالتفات إلى الذات فضلاً عن أفعالها وصفاتها).

فهو نفس الكلام الذي وصف به الحلاّج والبسطامي حينما قال: (إن القائلين بذلك -أي أنا الحق وسبحاني وغيرها- هم من السُلاك الذين وصلوا إلى مرتبة لا يرون في الوجود أحداً غير الله تعالى، فهم لا يرون حتى ذواتهم لأنها فنيت في الله تعالى، بمعنى عدم الالتفات لها أبداً)[5]!

إذاً الحلاّج وصل إلى الفناء الذاتي الذي وصفه الحيدري بأنه الأرقى والهدف الأسمى!

فليس عند الحيدري مشكلة في مقولة الحلاّج (أنا الحق) بل يعتبر هذا القول من المراتب السامية والراقية في العرفان!

ومما يؤكد مسلكه الحلاجي أنه استشهد بصدر بيت شعر للحلّاج في هذا المقام وهو قوله: (بيني وبينك إني ينازعني)

يقول المقرّر في الهامش: (هذا صدر بيت شعر وعجزه هو (فارفع بلطفك إني من البينِ) وهو من أشعار الحسين بن منصور الحلاّج)[6]!

فهو يستشهد لبيان الفناء الذاتي بأشعار الحلاّج وأقواله وهذا يدل على أن عقيدتهم الأرقى هي عقيدة الحلاّج وكما عبر عنها عارف آخر بأنها أعلى درجات العرفان[7]!

أما الإشكال الوحيد عند كمال الحيدري على الحلاّج هو كشفه لهذه العقيدة أمام الملأ حينما قال الحلاج (أنا الحق) فوق رؤوس الأشهاد!

 

طالب علم

23/ذو القعدة/1434هـ



[1] - العرفان الشيعي، كمال الحيدري، ص 252-253.

[2] - قدوة الفقهاء والعارفين، تقي الموسوي، هامش ص235.

[3] - تفسير المحيط الأعظم، حيدر الآملي، ج4 ص221، أسرار الشريعة وطوار الطريقة وأنوار الحقيقة، حيدر الآملي، ص270-271.

[4] - مراتب السير والسلوك إلى الله، كمال الحيدري، ص96.

[5] - من الخلق إلى الحق، كمال الحيدري، ص95- 96.

[6] - العرفان الشيعي، كمال الحيدري، هامش ص 252.

[7] - قدوة الفقهاء والعرفاء، تقي الموسوي، هامش ص235.




الثلاثاء، 18 مارس 2025

الحوثيون يَسِمون بقية الله الأعظم –حاشاه- بالخُرافة!

 

الحوثيون يَسِمون بقية الله الأعظم حاشاه- بالخُرافة!

 

حسين بدر الدين الحوثي -الأخ الأكبر لعبد الملك الحوثي- هو أحد زعماء الزيدية في اليمن ومؤسس جماعة الشباب المؤمن التي أصبحت فيما بعد جماعة أنصار الله، أنتج مجموعة من المحاضرات في الفكر والثقافة القرآنية التي كان يلقيها على أعضاء حركة الشباب والتي عرفت بالملازم.


كان حسين الحوثي متأثراً بالخميني ومؤيداً لثورته من الجانب السياسي إلا أنه كان يسخر من عقائد الإمامية ويطعن في أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم ومنها ما جاء في مقال منشور على صفحاتهم الرسمية بعنوان: "المهدي المنتظر في ملازم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي" حيث قال:

(أحياناً الكفر يقدم بشكل ثقافة، ثقافة مزخرفة تجعلك تعشق شيئاً وهو باطل في واقعه يصبح عندك يمثل قاعدة من قواعد الدين وأساساً أو ركناً من أركان الدين، وهو في الواقع باطل، من أين أشربوا؟ عادة الباطل يحاط بهالة من الزخرفة، ويكون الأول يشرب الآخر، والعلماء يشربون العامة، عندما يحيطونهم بكلام كثير، وهالة، إلى حد أنهم يقولون عندما تشك: كفر. تجد داخل مثلاً [الإثنا عشرية] في مسألة المهدي المنتظر بأنه ولد في عام [255هـجرية] ومن ذلك اليوم إلى الآن موجود كإمام موجود فهذه ماذا؟ أحاطوها بهالة رهيبة، هالة أعني: كلام مزخرف، وأحاديث ومقولات، وتفريعات، وقواعد، لمّا قدمت المسألة أن تشك فيها كفر، لم تعد تجرؤ تشك)!

ثم يقول: (فالعالم منهم يكون عالماً متبحراً وكبيراً، ويتعمَّر زمناً كثيراً وتتوفر له وسائل كثيرة لأن يطلع على أشياء كثيرة، لم يعد يجرؤ يشك فيها تقدم كمسلّمة من المسلّمات وهذه من الأشياء السيئة أن الإنسان إذا ما تقبل هو فيصبح يعشق الحق، يعشق الأشياء الصحيحة، ينجذب لها، سينجذب لخرافات وباطل وأشياء سيئة)!

ثم يصوّر اعتقاد الإمامية بالإمام المنتظر عليه السلام كاعتقاد بنو إسرائيل بالعجل (والعياذ بالله) فيقول: (ما هو العجل هذا؟ لم يشربوا في قلوبهم حب موسى؛ وكم الفرق بين موسى وبين العجل بالنسبة لهم ألم يكن الشيء الطبيعي أن يشربوا في قلوبهم حب موسى؟ أن يشربوا في قلوبهم حب الله، حب هداه؟ الإنسان لابد أن يعشق شيئاً، إذا ما تريد أن تعشق شيئاً صحيحاً ستعشق باطلاً). {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[1].

ثم يسخر على اعتقاد الإمامية ويصف الإمام المهدي صلوات الله عليه بالعجل (والعياذ بالله) فيقول: (هذا إيمانكم رأيناه فعندما تقولون هناك سابقاً: {نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا}[2] رأيناه، انظروا إيمانكم هو هكذا، ما أسوأ هذا الإيمان الذي تتمسكون به، إيمانكم أسوأ ما يأمركم به {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} في مقابل: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا}. تصبحون عاشقين للعجل، وحادثة العجل، وأساطير حول العجل، وكان الشيء الطبيعي ماذا؟ توحيد الله، وحب الله، وحب نبيّه، وحب هداه، تكونون عاشقين له)!

ثم يضيف: (ما هو هذا الإيمان! هذا إيمان سخيف إيمان ينتج عنه {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} وتشبث بعجل، وعشق لعجل، بل من العجيب أنه فيما يتعلق بهذا العجل في بعض كتبهم جعلوا هارون أنه هو الذي صنعه! السامري لم يدخلوه في الموضوع في بعض كتبهم في [العهد القديم] حقهم، هجوم على هارون أنه هو الذي صنع العجل هو)!

المصدر: https://www.alyemenione.com/167538/

 

وبعد هذا الكفر والنصب الصريحين من حسين الحوثي -الأب الروحي للحوثيين- يأتي بعض معممي الإمامية ويجعل من الحوثيين ممهدين للإمام المهدي عليه السلام، أو كما يقول أحد المعممين -من وقت قريب- مجاملا لهم بأنهم على العهد، لم يبدلوا ولم يغيروا!

 

طالب علم

17/شهر رمضان/1446هـ

ذكرى هلاك عدوة الله

 



[1] - البقرة: من الآية93.

[2] - البقرة: من الآية91.


توثيق الموقع بالفيديو: