السبت، 27 سبتمبر 2025

العقيدة الحلاجية عند كمال الحيدري!

 

العقيدة الحلاجية عند كمال الحيدري!

 

بعض العرفاء يستخدم الطلاسم والعبارات المبطّنه لكي يخفي عقيدته الحلاجية، ولكن مع قليل من التأمل تكتشف عقيدته بوضوح.

ومن الأمثلة على ذلك كمال الحيدري الذي يقول عند حديثه عن الفناء الذاتي: (وهو الأرقى وبه يصل العبد إلى التوحيد الذاتي فهو الفناء وعدم الالتفات إلى الذات فضلاً عن أفعالها وصفاتها، وبذلك لا يرى العبد غير الله تعالى، وأنه مجرد مملوك لا يناسبه حتى قول (أنا) فضلاً عن الشعور بها ... إن حجاب الإنّية هو أكثف الحُجب وأعقدها حيث يحتجب القطرُ عن البحر، وممّا لا شك فيه هو أننا لا نلتفت إلى حجابيّة (الأنا) ....(بيني وبينك إني ينازعني) فإنّية النفس والذات مانعة عن الانفتاح على ذلك الأفق النوراني الذي لا يحدّه حدّ. إذن ينبغي أن يكون الهدف الأسمى هو العود إلى ذلك الأصل واندراج وانطفاء ذواتنا في طيّ الذات الواجبة (الله) كما تندرج القطرة في البحر، وهذا هو معنى الفناء الحقيقي للذات، فلا غضاضة بعد ذلك إذا ما سُئلت القطرة: ما أنتِ؟ فتقول: أنا البحر)[1]!

أقول: إذاً لا غضاضة -عند كمال الحيدري- إذا ما سُئل الحلاّج من أنت؟ فقال: أنا الحق!

وهذا التلميح من كمال الحيدري مطابق لتصريح العارف تقي الموسوي حينما قال: (إذا قال الحلاج: "أنا الحق" فلا غرابة في ذلك)[2]!

ومطابق أيضاً لقول حيدر الآملي: (نفرض هناك ناراً موصوفة بالضوء والإحراق والحرارة والإنضاج وغير ذلك، ونفرض بإزائها فحماً موصوفاً بالظلمة والكدورة وعدم الحرارة والإنضاج، ثم نفرض أنه حصل لهذا الفحم قرباً إلى تلك النار بالتدريج واتصف بجميع صفاتها فصار ناراً وحصل منه ما حصل من النار، بل صار هو هي، فلا يجوز له أن يقول أنا النار؟ كما قال العارف (الحلاّج) أنا الحق؟ ومعلوم أنه يجوز لأنه صادق)[3]!

فالعرفاء حلاجيون في الحقيقة ولكن ليست لديهم الشجاعة الكافية -كالحلاج- للاعتراف بعقيدتهم الحقيقية في العلن!

إن وصف كمال الحيدري للفناء الذاتي بأنه الأرقى يذكرك بوصفهِ لمرتبة الحلاّج حينما قال: (أنا الحق) بالمرتبة السامية والرفيعة[4]! وكذلك لاحظ قوله: (لا يرى العبد غير الله تعالى) وقوله: (وعدم الالتفات إلى الذات فضلاً عن أفعالها وصفاتها).

فهو نفس الكلام الذي وصف به الحلاّج والبسطامي حينما قال: (إن القائلين بذلك -أي أنا الحق وسبحاني وغيرها- هم من السُلاك الذين وصلوا إلى مرتبة لا يرون في الوجود أحداً غير الله تعالى، فهم لا يرون حتى ذواتهم لأنها فنيت في الله تعالى، بمعنى عدم الالتفات لها أبداً)[5]!

إذاً الحلاّج وصل إلى الفناء الذاتي الذي وصفه الحيدري بأنه الأرقى والهدف الأسمى!

فليس عند الحيدري مشكلة في مقولة الحلاّج (أنا الحق) بل يعتبر هذا القول من المراتب السامية والراقية في العرفان!

ومما يؤكد مسلكه الحلاجي أنه استشهد بصدر بيت شعر للحلّاج في هذا المقام وهو قوله: (بيني وبينك إني ينازعني)

يقول المقرّر في الهامش: (هذا صدر بيت شعر وعجزه هو (فارفع بلطفك إني من البينِ) وهو من أشعار الحسين بن منصور الحلاّج)[6]!

فهو يستشهد لبيان الفناء الذاتي بأشعار الحلاّج وأقواله وهذا يدل على أن عقيدتهم الأرقى هي عقيدة الحلاّج وكما عبر عنها عارف آخر بأنها أعلى درجات العرفان[7]!

أما الإشكال الوحيد عند كمال الحيدري على الحلاّج هو كشفه لهذه العقيدة أمام الملأ حينما قال الحلاج (أنا الحق) فوق رؤوس الأشهاد!

 

طالب علم

23/ذو القعدة/1434هـ



[1] - العرفان الشيعي، كمال الحيدري، ص 252-253.

[2] - قدوة الفقهاء والعارفين، تقي الموسوي، هامش ص235.

[3] - تفسير المحيط الأعظم، حيدر الآملي، ج4 ص221، أسرار الشريعة وطوار الطريقة وأنوار الحقيقة، حيدر الآملي، ص270-271.

[4] - مراتب السير والسلوك إلى الله، كمال الحيدري، ص96.

[5] - من الخلق إلى الحق، كمال الحيدري، ص95- 96.

[6] - العرفان الشيعي، كمال الحيدري، هامش ص 252.

[7] - قدوة الفقهاء والعرفاء، تقي الموسوي، هامش ص235.




الثلاثاء، 18 مارس 2025

الحوثيون يَسِمون بقية الله الأعظم –حاشاه- بالخُرافة!

 

الحوثيون يَسِمون بقية الله الأعظم حاشاه- بالخُرافة!

 

حسين بدر الدين الحوثي -الأخ الأكبر لعبد الملك الحوثي- هو أحد زعماء الزيدية في اليمن ومؤسس جماعة الشباب المؤمن التي أصبحت فيما بعد جماعة أنصار الله، أنتج مجموعة من المحاضرات في الفكر والثقافة القرآنية التي كان يلقيها على أعضاء حركة الشباب والتي عرفت بالملازم.


كان حسين الحوثي متأثراً بالخميني ومؤيداً لثورته من الجانب السياسي إلا أنه كان يسخر من عقائد الإمامية ويطعن في أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم ومنها ما جاء في مقال منشور على صفحاتهم الرسمية بعنوان: "المهدي المنتظر في ملازم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي" حيث قال:

(أحياناً الكفر يقدم بشكل ثقافة، ثقافة مزخرفة تجعلك تعشق شيئاً وهو باطل في واقعه يصبح عندك يمثل قاعدة من قواعد الدين وأساساً أو ركناً من أركان الدين، وهو في الواقع باطل، من أين أشربوا؟ عادة الباطل يحاط بهالة من الزخرفة، ويكون الأول يشرب الآخر، والعلماء يشربون العامة، عندما يحيطونهم بكلام كثير، وهالة، إلى حد أنهم يقولون عندما تشك: كفر. تجد داخل مثلاً [الإثنا عشرية] في مسألة المهدي المنتظر بأنه ولد في عام [255هـجرية] ومن ذلك اليوم إلى الآن موجود كإمام موجود فهذه ماذا؟ أحاطوها بهالة رهيبة، هالة أعني: كلام مزخرف، وأحاديث ومقولات، وتفريعات، وقواعد، لمّا قدمت المسألة أن تشك فيها كفر، لم تعد تجرؤ تشك)!

ثم يقول: (فالعالم منهم يكون عالماً متبحراً وكبيراً، ويتعمَّر زمناً كثيراً وتتوفر له وسائل كثيرة لأن يطلع على أشياء كثيرة، لم يعد يجرؤ يشك فيها تقدم كمسلّمة من المسلّمات وهذه من الأشياء السيئة أن الإنسان إذا ما تقبل هو فيصبح يعشق الحق، يعشق الأشياء الصحيحة، ينجذب لها، سينجذب لخرافات وباطل وأشياء سيئة)!

ثم يصوّر اعتقاد الإمامية بالإمام المنتظر عليه السلام كاعتقاد بنو إسرائيل بالعجل (والعياذ بالله) فيقول: (ما هو العجل هذا؟ لم يشربوا في قلوبهم حب موسى؛ وكم الفرق بين موسى وبين العجل بالنسبة لهم ألم يكن الشيء الطبيعي أن يشربوا في قلوبهم حب موسى؟ أن يشربوا في قلوبهم حب الله، حب هداه؟ الإنسان لابد أن يعشق شيئاً، إذا ما تريد أن تعشق شيئاً صحيحاً ستعشق باطلاً). {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[1].

ثم يسخر على اعتقاد الإمامية ويصف الإمام المهدي صلوات الله عليه بالعجل (والعياذ بالله) فيقول: (هذا إيمانكم رأيناه فعندما تقولون هناك سابقاً: {نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا}[2] رأيناه، انظروا إيمانكم هو هكذا، ما أسوأ هذا الإيمان الذي تتمسكون به، إيمانكم أسوأ ما يأمركم به {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} في مقابل: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا}. تصبحون عاشقين للعجل، وحادثة العجل، وأساطير حول العجل، وكان الشيء الطبيعي ماذا؟ توحيد الله، وحب الله، وحب نبيّه، وحب هداه، تكونون عاشقين له)!

ثم يضيف: (ما هو هذا الإيمان! هذا إيمان سخيف إيمان ينتج عنه {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} وتشبث بعجل، وعشق لعجل، بل من العجيب أنه فيما يتعلق بهذا العجل في بعض كتبهم جعلوا هارون أنه هو الذي صنعه! السامري لم يدخلوه في الموضوع في بعض كتبهم في [العهد القديم] حقهم، هجوم على هارون أنه هو الذي صنع العجل هو)!

المصدر: https://www.alyemenione.com/167538/

 

وبعد هذا الكفر والنصب الصريحين من حسين الحوثي -الأب الروحي للحوثيين- يأتي بعض معممي الإمامية ويجعل من الحوثيين ممهدين للإمام المهدي عليه السلام، أو كما يقول أحد المعممين -من وقت قريب- مجاملا لهم بأنهم على العهد، لم يبدلوا ولم يغيروا!

 

طالب علم

17/شهر رمضان/1446هـ

ذكرى هلاك عدوة الله

 



[1] - البقرة: من الآية93.

[2] - البقرة: من الآية91.


توثيق الموقع بالفيديو:






الخميس، 28 نوفمبر 2024

إبقَ ضالاً واخدم المقاومة!

 

إبقَ ضالاً واخدم المقاومة!

 



صرّح الإعلامي المصري العامل في قناة المنار عمر ناصيف قبل مدة على حسابه بتويتر المعروف الآن بمنصة اكس بقوله: (مرت 14 سنة بالتمام والكمال على التحاقي بالعمل في قناة المنار. 14 سنة ومحدش في المنار حط في عينه حصوة وملح وحاول يشيّعني)!

ثم أضاف قائلاً: (والله أنا خايف اكتشف في الآخر انهم سُنّة ومتنكرين)!

 


ونريد هنا أن نلّفت الأخ الكريم عمر ناصيف ونقول له: لا تستغرب يا أخانا الكريم فإن هؤلاء لا يهمهم تشيّعك ولا هدايتك فليس في قاموسهم هداية الناس من الضلال! بل حتى لو قلت لهم بأنك تريد أن تعتنق التشيّع سيرفضون ذلك ويقولون لك: (إبقَ سنّيا وركّز على خدمة المقاومة من خلال الإعلام! فأنت في الحقيقة شيعي وإن كنت سنياً فلا فرق)!

هذا ما سيقولونه لك أيها الكريم وهذا القول ليس تكهنا منا أو رأياً من عندنا بل هذا ما قاله إمامهم الخامنئي للمخرج السینمائی مصطفى العقاد صانع الأفلام في هولیوود الذي یعرفه العالم بفيلم "الرسالة"!



جاء في كتاب بعنوان "روشنفكران جهان عرب" أي مثقفو العالم العربي للأستاذ في جامعة طهران الدكتور مسعود فكري، وهو شخصية معروفه وله حضور اعلامي كبير على قنوات إيران الرسمية كقناة الكوثر وقناة العالم.


ينقل هذا الدكتور في كتابه في الصفحة 399 عند ترجمة مصطفى عقاد نقلاً عن وكالة بانوراما في الشرق الأوسط قول العقاد: (في رحلتي الأخيرة إلى إيران التقيت مع آية الله خامنئي وطلبت منه أن أدخل التشيّع فقال لي لا ضرورة في ذلك، أنت قدمت للإسلام تحفة نفيسة، الشيعة والسنة واحد، أنت أصلا" شيعي، إبقَ سنّيا وركّز على خدمة الإسلام من خلال السينما)!


وقد نشر هذا التصريح أيضاً القسم الثقافي لسفارة إيران في الجزائر حيث جاء في المنشور: (حوار قبيل اغتيال المخرج العالمي مصطفى العقاد بـ 48 ساعة؛ قبيل رحيله بيومين بعد جولة كويتية في حوار له مع الصحافي الكويتي جهاد أيوب، الشهيد العالمي مصطفى العقاد في آخر حديث له: هذا ما قاله لي القائد خامنئي حينما ذهبت إليه للتشيع فرفض!!

وهنا أحب أن أشير إلى حادثة لأول مرة أقولها: ذات يوم ذهبت إلى إيران لعرض " الرسالة" وقابلت الرئيس "خامنئي" وطلبت إليه أن أصبح شيعيا، فضحك وقال لي: السنة والشيعة واحد، والإسلام ديننا ولا خلاف على ذلك، إبقَ سنيًّا لأنك شيعيٌّ والعكس صحيح، والخلافات ليست جوهرية، المهم أنك قدَّمت لنا تحفة عالمية ستبقى مع كل الأجيال، ولا تفكر بذلك، فكر كيف ستخدم قضايا الإسلام ككل)!


https://www.facebook.com/profile/100069493973201/search/?q=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%AF

 

وبعد حادثة اغتيال العقاد قال الخامنئي: (رحم الله مصطفى العقاد حقاً وينبغي أن نشكره على تصوير هذه الشخصية في فيلم الرسالة في إطار عمل فاخر إنه فاخر للحق والإنصاف...).

https://video.moqawama.org.lb/details.php?cid=31&linkid=2962

 

فيا أيها الأخ العزيز -عمر ناصيف- فلو صارحت الكادر الإعلامي في القناة برغبتك في اعتناق التشيّع-على فرض- سيكون الجواب عليك هكذا: (ابقَ سنيًا لأنك في الحقيقة شيعي فالسني والشيعي شيء واحد! ، ولا تفكر مجرد تفكير أن تصبح شيعياً أبداً، بل ابقَ على سنيتك واخدم المقاومة)!

هذه هي العبارة التي سيقولونها لك أيها الكريم، ولكي تقتنع أكثر بصدق كلامي خذ ما يؤيده من تصريح أسد قصير - وكيل خامنئي- فهذه العبارة التي ذكرتها لك يرددها لكل شخص يريد التشيّع!

يقول في إحدى الحلقات :( الكثير يقول لي أنا تشيعت، وأنا أقول لكم يا أنفسنا يا أهل السنة والجماعة، لا تقل أني استبصرت أو تشيعت أنت شيعي، السني شيعي لأن التشيع ما هو؟ عقائدياً أن تؤمن بأن أهل البيت أئمة والسني يؤمن بأن عليا إمام!، طبعًا ربما لا يؤمن بخلافته السياسية ولكن يؤمن بإمامته القرآنية! بإمامته العلمية! والروحية! وهي هذه الإمامة! حقيقة الإمامة هي هذه! ... ما هو دور أهل البيت الأساسي؟ ... الهداية، ألا يعتقد السني بأن أهل البيت هم هداة؟ يعتقد بذلك . وبالتالي السُني شيعي عقائدياً! ولو تأمل السُني في نفسه وفي عقيدته يجد أنه شيعي! والشيعي سُنّي لأن الشيعي أيضاً يؤمن بسنة الرسول صلى الله عليه وآله)!


تعلم جيداً – يا أخ عمر- أن الشيعي يختلف تماماً عن ما يسمى بالسُنّي ولا عقائد الأخير تشبه عقائد الشيعة، وكذلك - المسمّى بالسُنّي- لا يعرف أئمة أهل البيت عليهم السلام فضلاً عن اتباعهم وأخذ تعاليمه منهم، ثم إن مجرّد معرفة أن الأئمة عليهم السلام هداة، لا يكفي لكي يكون المرء شيعياً، بل يلزم منه التمسك بهم والعمل بتعاليمهم والسير على هداهم، وكل هذا لا يلتزم به ما يسمى بالسُنّي ولا يعتقد به.

والسُنَّة عند المخالف يعني البخاري ومسلم والخ.. وهذه الكتب لا يؤمن بها الشيعي فهو ملتزم بسُنّة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الواردة عن طريق أهل البيت عليهم السلام وهي على خلاف سٌنّة أبي بكر وعمر ولا تتفق معها لكي يجمعها أسد قصير في إطارٍ واحد!

وهذا يعني أنهم يخدعونك بهذا الكلام ولا يريدون لك الهداية لأنهم سياسيون لا يهمهم هداية الناس إلى التشيع، ولا استنقاذ الناس من الضلال والانحراف!

فهذا زعيم حزب الله - الذي تعمل أنت في قناته - يعتبر الدعوة إلى التشيع فتنة فيقول: (فيه شغلات محدودة ممكن تصير، العالم مفتوح على بعضه، فضائيات وكتب وانترنيت معش حدا يقدر يمنع حدا يسمع فكر الثاني رأي الثاني فقه الثاني ثقافة الثاني بالنهاية الناس تتأثر، بس انو حدا عامل مشروع ومخطط وهاجم بهذا الملف، وين هذا مش صحيح، وهدفه بكل صراحة إيجاد فتنة[1] !

https://t.me/rarrttyyyuu/4830

فكل شخص لديه مشروع ومخطط يعمل على هداية الناس ودعوتهم إلى التشيع فهدفه إيجاد فتنة ولذلك أراد نصر الله أن ينزّه نفسه وإيران من هذه الفتنة - أي الدعوة إلى التشيّع -  فقال: (ما أحد عنده مشروع نشر التشيع، هذه الليلة هي ليلة دفاع عن المظلومين، أنا أشهد أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران وأنّ قائدها وقائدنا وإمامنا سماحة الإمام السيد الخامنئي حفظه الله ودام ظله الشريف ليس لديها مشروع من هذا النوع على الاطلاق، هلّئ بتروح تفتشلي بإيران بتلاقيلي شي عالم شغال على الموضوع، في مركز ثقافي شغال على الموضوع، في واحد فاتح صفحة على الانترنيت شغال على الموضوع ، ما هذا موجود عند الكل، لكن سماحة السيد القائد، الجمهورية الإسلامية، الثورة الإسلامية في إيران على الاطلاق هذا غير صحيح، هذا ظلم، هذا تجنّي، أنا أعرف وأنا أقول ظلم لأنني أعرف ولأننا نحن هنا على صداقة ومقربة شديدة جداً من الأخوة في إيران منذ 1982م من حياة الإمام الخميني قدس سره الشريف إلى أطال الله عمره سماحة السيد القائد ونحن نعرف هذا غير صحيح وإن هذه ليست سياستهم وليست توجيهاتهم ولا هو مشروعهم ولا هو فكرتهم) [2] !

https://t.me/rarrttyyyuu/4831

وحينما سألوا نصر الله عن تشيع بعض المخالفين في لبنان أجاب: (إذا حزب الله يشتغل على بعض شباب السُنّة يعملهم شيعة بلبنان، شو بدّو يعمل ينفق أموال طائلة عم تقولوا مال، ماعم بتقولوا فكر وإقناع ودليل وإلى آخره، رغم أنه حتى بالفكر والإقناع والدليل احنا ما عم نشتغل حتى بهذا ليست قضيتنا، معروف من 1982م إلى اليوم مش هاي قضيتنا، لا قضيتنا نعمل سني شيعي ولا نمنع الشيعي يعمل سني، فيه شيعة بلبنان صاروا سُنّة لا أحد أثار الموضوع وعمل منها قصة[3] !

https://t.me/rarrttyyyuu/4833

فكما تلاحظ - يا عمر ناصيف - هم ملتزمون بتوجيهات قادتهم - بعدم دعوة الناس إلى الهداية - وليس بتعاليم وتوجيهات النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الذي دعا لهداية الناس حتى في وسط الميدان فقال لأمير المؤمنين عليه السلام: (فواللهِ لأن يهدي اللهُ بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمرِ النعم) .

وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام لما بعثه إلى اليمن: (يا علي لا تقاتلن أحداً حتى تدعوَهُ، وأيمُ اللهِ لأن يهدي اللهُ على يديك رجلاً خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمسُ وغربت ، ولك ولاؤُهُ يا علي) .

فطلب هداية الناس ودعوتهم لاعتناق الحق مقدّمٌ على الجهاد والقتال ولذلك لم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله: (هذه ليست قضيتنا) ! بل جعلها صلى الله عليه وآله هي القضية الأساسية ولكن هؤلاء لا يهمهم هداية الناس بل لا يهمهم حتى انحراف الشيعة عن الحق لذلك قال نصر الله: (لا قضيتنا نعمل سني شيعي ولا نمنع الشيعي يعمل سني، فيه شيعة بلبنان صاروا سُنّة لا أحد أثار الموضوع وعمل منها قصة)!

وقال أيضاً بكل برود: (أنا أعرف بخوزستان في إيران في داخل الجمهورية الإسلامية بخوزستان عائلات بأكملها كانت عائلات شيعية صارت عائلات سنّية بل وهابية، خير حدا قام الدنيا وقعدها)[4] !

https://t.me/rarrttyyyuu/4832

ولهذا نقول لك أيها الأخ الكريم: لا وجه لتخوفك أن يكون فريق قناة المنار سُنّة متنكرين بل هم سياسيون لا يهمهم إلا المصلحة حتى لو كانت على حساب الدين فلو دعت المصلحة دعوة الشيعة لاعتناق التسنن البكري فلن يمنعهم مانع!

وهذا ما فعلوه حقاً حيث صرّح أحد علماء الأزهر وهو الشيخ أحمد كريمة بأن الخامنئي يصرف على مدراس في كردستان لنشر المذهب السني!

يقول أحمد كريمة في احدى مقابلاته: (بل إني وجدت - أقسم بالله العظيم وجدت وذي كلمة حق أقولها - إن السيد علي الخامنئي مرشد الثورة الإيرانية ينفق على مدراس سنّية في كردستان لنشر المذهب السني)!



وبهذا قد أجبنا على تساؤلاتك أيها الأخ الكريم وبيّنا لك بالدليل والبرهان السبب الحقيقي لعدم دعوة فريق المنار لك لتكون من شيعة آل محمد.

ويبقى الأمر في يدك

إما أن تبقى مع النفاق السياسي أو تتحرر منه لكي تفوز في الآخرة.

 

طالب علم

26/جمادى أولى/1446



[1] - خطاب حسن نصر الله بعنوان: من القلب/ كلمات في تربية الشخصية الإسلامية: الإسلام وتنظيم التحصين الداخلي/بتاريخ 29-01-2007م.

[2] - المصدر نفسه.

[4] - المصدر نفسه.


السبت، 7 سبتمبر 2024

هل كلمة "ياسين" هي "ياحسين" لكن مقطوعة الرأس؟

 

 

 

هل كلمة "ياسين" هي "ياحسين" لكن مقطوعة الرأس؟

 

تداول بعض الإخوة على مواقع التواصل الاجتماعي منشوراً يحمل صورةً تضم العارف علي القاضي مع الفيلسوف محمد حسين الطباطبائي "صاحب الميزان" وقد جاء في هذا المنشور قول الطباطبائي: (كنت منهمكاً بتفسير سورة "يس" ومرة من المرات التفت إلي السيد علي القاضي فقال لي من يعلم ربما كلمة "ياسين" هي "ياحسين" لكن مقطوعة الرأس)!



والجواب على هذا من عدة وجوه:

أولا: لم أعثر على هذه الحكاية في المصادر المتوفرة بحوزتي ممن ترجم للشخصيتين، ومن يجد لها مصدر فليتفضل مشكورا بإرساله إلي.

 

ثانياً: لو سلمنا جدلاً بوجود هذه الحكاية فإنها تتعارض مع التاريخ حيث توفي علي القاضي في النجف الأشرف عام 1366هـ الموافق لعام ١٩٤٧م[1] بينما شرع الطباطبائي -وهو في قم المقدسة- بشرح القرآن الكريم عام ١٩٥٤م[2] وهذا يعني بأنه بدأ بكتابة تفسير الميزان بعد سبع سنوات من وفاة أستاذه القاضي. 

 

ثالثاً: حضر الطباطبائي دروس القاضي في النجف الأشرف، ثم عاد إلى تبريز عام ١٣٥٤ الموافق لعام ١٩٣٥م[3] ومن ذلك التاريخ لم يلتقِ بالقاضي أبداً حيث مكث في تبريز أكثر من عشر سنوات ثم توجه إلى قم المقدسة. فالفاصلة الزمنية بين افتراق الرجلين حتى شرع الطباطبائي في كتابة التفسير أكثر 20 سنة!

 

رابعاً: بدأ الطباطبائي في كتابة تفسيره بشرح سورة الفاتحة ثم البقرة وهكذا واستمر على ذلك أكثر من ٢٠ عاماً حتى أتم التفسير[4] .. و"سورة يس" في نصف القرآن تقريباً.. فحينما وصل الطباطبائي إلى تفسيرها يكون القاضي بتعبيرنا الدارج مات وشبع موتا..

 

خامساً: قد يقول قائل: ربما يكون التفسير للقاضي وليس للطباطبائي ولكن حدث التباس.

أقول: هذا بعيد جداً، لأن الطباطبائي يقول - كما جاء في المنشور-: (كنت منهمكا بتفسير سورة "يس"...) فالمفسر هو الطباطبائي وليس القاضي ولكن لو سلمنا جدلاً بأن التفسير للقاضي.

نقول في الجواب: أن تفسير القاضي لم يتم ولا يصل لمورد النزاع.. فقد شرع القاضي بتفسير سورة الفاتحة ثم البقرة إلى سورة الأنعام فقط! ولم يصل إلى "سورة يس" وهذا ما ذكره العلامة آغا بزرك الطهراني عن هذا التفسير[5].

 

سادساً: بالنسبة إلى النص المنقول لا يعدو عن كونه استحساناً ذوقياً فقط...فهو ليس بتفسير للآية الكريمة بل هو قول في باطن الكتاب العزيز وتأويله بلا نص وهذا مُحرم لأنّ تأويل الآيات محصور بالمعصومين عليهم السلام.

 

هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

طالب علم



[1] -العطش العرفاني، بتعريبب عبد الرحيم الحمراني، ص11.

[2] - رسالة التشيع في العالم المعاصر، ترجمة جواء علي كسار، ج2 ص349.

[3] - العلامة الطباطبائي، كمال الحيدري، ص21.

[4] - مبادئ الفلسفة الإسلامية، عبد الجبار الرفاعي، ج1 ص95.

[5] - طبقات أعلام الشيعة، ج15ص1566.