الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

مواجهة مع الشيخ السّيف بلا حَيف

مواجهة مع الشيخ السّيف بلا حَيف
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم
تهجم الشيخ فوزي السيف على التيار البرائي في واحدة من محاضراته ووصف أتباعه هذا التيار بالشتامين السبابين وأن عملهم ما هو إلا مشروع أموي طائفي للتفرقة بين المسلمين وخلق حاجز نفسي عند أهل الخلاف يمنعهم عن تقبل الحق!
وقد بدأ الشيخ فوزي حديثه بأن الأمويين سعوا للفصل بين أتباع أهل البيت عليهم السلام وبين المخالفين فوضعوا الحواجز الجغرافية ومنعوا الكتب والمحاضرات وخطب الشيعة عن الوصول إلى المخالفين! أما في هذا العصر  فلا مجال للأمويين أن يمنعوا التواصل أو يضعوا الحواجز فلذلك سعى الأمويون الجدد لوضع الحاجز النفسي لمنع الفرق الأخرى عن تقبل الحق! فأسسوا تيار السب والشم الذي شكّل هذا الحاجز النفسي عند المخالفين فحرم الأمم الأخرى عن فقه آل محمد عليهم السلام!!
وهذا هو المقطع المرئي للشيخ فوزي السيف (هداه الله)
رابط آخر :

الرد على ما جاء به:
قال فوزي السيف: الحل ما هو في السابق كانت ان نصنع حواجز مانخلي هالفكر نمنع الكتاب مانخلي زاوية في مسجد ما نخلي فقيه من فقهاء أهل البيت قاضي ولا خطيب في جماعة ولا فيما بعد لما صارت الوسائل والأجهزة الإذاعات وما شابه ذلك خلينا نمنع من وصول الفكر, الآن في هالفترة إلي ما في مجال للمنع خلينا نسوي الحاجز النفسي ونفصل عامة الأمة عن هذه الفئة, كيف نصنع الحاجز النفسي يقول هؤلاء نصعد التشنج الطائفي ...)

أقول : في البداية قبل الشروع في الرد أريد أن أوضح مسألة في مقدمة بسيطة وهي : ان الشيخ فوزي السيف وكثير من أمثاله يحاولون تصوير التيار البرائي على أنه تيار ليس لديه إلا السب والشتم ولا يفقه غيرهما، ولا يخفى على المتتبعين أنّ هذه التهمة مغالطة كبيرة وكذبة مفضوحة فإنّ عرض الحقائق التاريخية وبيانها يقود إلى ما يعتبره الآخر سباً ولا ننكر انه كذلك حيث السب في اللغة يعني القطع ولذلك سميت الكلمة المؤلمة للطرف الآخر سباً.
فلا بد أنك ستصف الظالم بالظلم والفاسق بالفسق والكاذب بالكذب فليس أمامك خيار عند عرض تاريخ الشخصيات  سوف تصف حالها وهذا بطبيعة الحال يجرح الطرف الآخر ويؤذيه لكونه ثلباً لشخصيات هو يعظمها ولن تفرّ في جميع الأحوال مهما حاولت من أن توصف بالسبّاب من قبل الآخر الذي يعظم تلك الشخصية.
ثم إن هناك فرقًا لغويًا وعرفيًا واضحًا بين السب واللعن، فالسب هو القدح في الشرف والعرض والأخلاق والدين والمروءة بينما اللعن دعاء بطلب الطرد من رحمة الله , والتيار البرائي لا يلعن الظالمين اعتباطاً بل يقدّم في كل جلسه أو محاضرة أو مقابلة تلفزيونية ورقة بحثية يناقش فيها المطاعن على زعماء المخالفين ويعرض الأدلة والبراهين على انحرافهم وزيغهم وضلالهم , وقد كانت هذه البحوث سبباً في تبصير عدد كبير جداً من أبناء العامة وليس الأمر كما يدّعي الشيخ فوزي وغيره من أنها لا تعدو كونها مجرّد شتم وسباب!
نعم التيار  البرائي لا يتحرّج من الجهر بلعن الطغاة الأوائل وغيرهم من رموز الانحراف كما أنّك لا تتحرّج من لعن يزيد ابن معاوية , فإذا كان لعن وسب الأوائل لا يجوز في نظرك فلا تلعن وتسب يزيد أيضاً! وإلا ستكون ممن يكيل بمكيالين! ولا تسب شمراً فتصفه بانّ له بوزاً كبوز الكلب وشعراً كشعر الخنازير ولا تقل عن قتلة الحسين وأعداء أهل البيت وقتلتهم أبناء بغايا كما وصفتهم الحوراء عليها السلام.

قال فوزي السيف: الآن في هالفترة إلي ما في مجال للمنع خلينا نسوي الحاجز النفسي ونفصل عامة الأمة عن هذه الفئة, كيف نصنع الحاجز النفسي يقول هؤلاء نصعد التشنج الطائفي

أقول : إنّ الحاجز النفسي بيننا وبين المخالفين أنتم من صنعه وأنتم من أسسه وليس التيار البرائي لأنّ المشكلة بيننا وبين المخالفين هي انعدام الثقة. إنّ المخالف ليس مغفلاً كما تظنون فهو يرى في كتبنا ومصادرنا المعتبرة  الطعن في رموزه بكل صراحة ثم يسمع منكم خلاف ذلك، وهذا يجعله يعتبر كل الشيعة كذبة دجالين لأنهم لا يقولون الحقيقة الثابتة في كتبهم ومصادرهم، ومن هنا تنعدم ثقته بالشيعة فينفر منهم ولا يتقبل الحق!
التيار البرائي نستطيع تسميته بتيار المصارحة فهو يصارح  المخالفين ويبيّن لهم سبب عدائنا لرموزهم بدلاً من المراوغة واللف والدوران واستغفالهم بقول أنّا نحترم كل الصحابة وما إلى ذلك من أكاذيب مفضوحة , فلماذا الهروب من الواقع وكل المخالفين كبيرهم وصغيرهم يعلمون جيداً بأنّ الشيعة يسبون ويلعنون رموزهم؟! لم يعد هناك مجال للمجاملة لأنك مهما حاولتَ في هذا العصر أن تجامل الأطراف الأخرى فإنهم سيصمونك بالنفاق وستذل نفسك، فالأمور الآن اتضحت وانفتح العالم بعضه على الآخر ولم يعد هناك مجال لإخفاء شيء.
أي فرد في العالم إذا ما أراد أن يعرف موقف الشيعة من عائشة مثلاً، فبكبسة زر واحدة على المواقع الشيعية التي تتضمن المصادر الشيعية الأصلية، ككتب الحديث وكتب العقيدة والكلام والتفسير الروائي فيطلع ويكتشف أنّ الشيعة يهينون تلك المرأة ، فهذا يكفيه للوصول إلى الحقيقة حتى لو لم يكن هناك تيار في العالم اسمه ( التيار البرائي) قد قام بإفشاء ما في هذه الكتب من أمور هي حق وجاهر بها علانية، ففي أي مكان من الأرض يوجد مخالف لإسلام أهل البيت «عليهم السلام» وهذا بكبسة زر اليوم يعرف تلقائياً أنّ لدى الشيعة موقفاً معادياً لعائشة ورافضاً لها تبعاً لأئمة أهل البيت «عليهم السلام» الذين اعتبروها كافرة ومجرمة بالإضافة إلى تعابير علماء الشيعة الذين وصم أحد أكابر علمائهم وهو المجلسي عائشة بأم الشرور لا "أم المؤمنين" في أحد فصول كتابه وأقرّ ما نقله عن احد العلماء من وصفها بعبارات تحقيرية وهي كالتالي: عنكبوت, حيوان ضعيف , الحميراء, سخيفة العقل, قليلة العقل والدين. إلى غير ذلك من شواهد في كتب الشيعة على تسقيطهم لتلك المرأه والنيل منها بأشد التعابير، فتتضح حينها له الأمور، ولذا فإنّ التكليف الشرعي للإنسان الشيعي في هذا العصر هو أن يكون صادقاً مع الله وصادقاً مع أهل البيت وصادقاً مع الناس في شأن حقيقة عدائه لعائشة في القول والعمل بدلاً من المراوغة وتلميع العبارات فهذا لا يمكن أن نمحو به حقيقة كون علمائنا الأبرار وأئمتنا قد نالوا من عائشة وكفروها وأهانوها بناءً على ما في سيرتها من طامات وتجاوزات لأحكام الله وتعدٍ على رسول الله وأئمة أهل البيت عليهم السلام وجرائم في حقهم وحق المسلمين والإسلام... فعلى الرافضي أن يكون مستعدًا للنقاش وكشف مثالب عائشة والنيل منها بالانفتاح على كافة المصادر.

قال فوزي السيف: لذلك الحكمة والموعضة الحسنة والتي هي أحسن في هذا الزمان بل في كل الأزمنة هي الميل إلى التوازن هي الميل إلى الهدوء هي الميل إلى تجسير العلاقات هي الميل إلى إطفاء النيران المتقدة هنا وهناك هذا هو الحكمة هذه هي الموعظة الحسنة. لا يمكن لأحد ان تؤثر فيه بالمنطق وأنت تشتم مقدساته ما يمكن تقول خله يولي هو هم يقولك أنت هم ولي أنت حرمة هذه الأمة من فكر أهل البيت عليهم السلام  ومن علم آهل البيت ومن فقه أهل البيت لأنك لم تستعمل الموعظة الحسنة لم تستعمل الحكمة مع هذا الإنسان...)

أقول : شيخنا إنّ كلامكم هذا غير دقيق، فنحن بلا شك نعلم جيداً أنّ منهج القرآن وأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة و السلام) هو الموعظة الحسنة، ولكن لا نغفل عن انه من الجهة الأخرى من منهجهم أيضاً النيل من أعداء الله تعالى بما يجعلهم مطرودين عن دائرة الاعتبار في أعين الناس، وبما يجعل الناس تحترس من الاقتراب من هذه الشخصيات المنحرفة ومن مناهجها الوضعية والاعتراف. فليس من التوازن المنهجي في الإسلام ان نتمسك  بجانب ونترك الجانب الآخر!
شيخنا العزيز هناك فرق بين المسلم العادي ورمز الكفر والنفاق في أسلوب التعاطي والتعامل, فحينما أتعامل مع المسلم العادي أعامله بإحسان ولطف وأخلاق حسنة.
كما تعامل الإمام الحسن عليه السلام مع ذلك الشامي المخدوع الذي شتمه!

أما رمز الكفر والنفاق يجب التعامل معه بالغلظة لقوله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} كما تعامل الإمام الحسين (عليه وآله الصلاة والسلام) مع مروان بن الحكم (لعنه الله) ,في ذلك الموقف الذي عصر فيه حلقه ولوى عليه عمامته وطرحه أرضاً حتى غشي عليه.
المصدر: الاحتجاج, الطبرسي, ج2 ص21.

فتلاحظ شيخنا أن التعامل مع العوام يختلف عن التعامل مع رموز الكفر والنفاق.
ولقد لعن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام الرموز المنحرفة جهاراً نهاراً في أحاديث كثيرة فهل تستطيع القول بأنهم عليهم السلام لم يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة حينما لعنوا أعداءهم المعاندين المعتدين؟
انّ القرآن الكريم كما أنه يدعو من جهة إلى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة فإنه من جهة أخرى يلعن ويسب ويسفّه الكفار والمنافقين ورموز الضلال .
قال تعالى في حق العالم المنحرف بلعم بن باعورا { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}
وقال تعالى في أحبار اليهود { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
وقال أيضاً في حق أحد طواغيت قريش { عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} أي ابن زنا!!
وغيرها من آيات عديدة في هذا الشأن! بل إن الآية التي تدعو إلى الجدال بالتي هي أحسن مع الطوائف الأخرى تستثني منهم الظلمة !
قال تعالى { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}
فالظلمة مما ترى مستثنون وليسَ جدالهم بالتي هي أحسن إنما بالتي هي أخشن، وبالتوهين والتحقير كما استخدم القرآن في حربه لهم ألفاظاً تحقيرية توهينية، وتكون الموعظة الحسنة مع ذاك الذي نراه مخدوعاً ، مُظلَّلا، جاهلاً ، نحتمل فيه الهداية إلى الحق.
الأمر الآخر هو أنّ أهل البيت عليهم السلام قد فسروا المجادلة بالتي هي أحسن على أنها المجادلة بالقرآن والمجادلة بالقرآن لاشك تشمل اتخاذ منهج القرآن أسلوباً في المجادلة.
ومن أساليب القرآن النيل من رموز الباطل والمعاندين وتحقيرهم كوصف الكفار بالبهائم وعلماء اليهود بالحمير وبلعم بن باعورا بالكلب والوليد بن المغيرة بالزنيم أي ابن الزنا والكفار بالأنعام (البهائم) وغيرها.
وكما أسلفنا المجادلة بالتي هي أحسن قد استُثني منها الظالم فقال تعالى (إلا الذين ظلموا منهم). فالظلمة كرموز الباطل ومن تابعهم عن عناد بعد إقامة الحجة عليه ليس داخلاً في المجادلة بالتي هي أحسن بل هؤلاء حقهم السب واللعن.

قال فوزي السيف: لا يمكن لأحد ان تؤثر فيه بالمنطق وأنت تشتم مقدساته ما يمكن تقول خله يولي, هو هم يقولك أنت هم ولي, أنت حرمت هذه الأمة من فكر أهل البيت عليهم السلام  ومن علم آهل البيت ومن فقه أهل البيت...)

أقول : بينا سابقاً بأن منهج إظهار البراءة ليس مجرّد سب ولعن كما يحاول الشيخ فوزي وغيره تصويره  بل هو منهج المصارحة والحوار بكل شفافية ووضوح وعرض كل الحقائق على الطاولة بدون النزوع إلى المراوغة واللف والدوران كما يفعل ذلك المنهزمون حينما يوجه لهم أهل الخلاف أسئلة حساسة!
فمثلاً يقول لهم المخالف لماذا تسبون وتلعنون الصحابة؟!
فيجبُن المنهزم ويخاف فيجنح إلى اللف والدوران والكذب على المخالف وإجابته بأننا نحترم الصحابة وأمهات المؤمنين؟! فيخال بذلك أنه أرضى المخالف بينما في الحقيقة يحصل العكس وهو إثارة سخط المخالف الذي يعتبر ذلك الجواب استغفالاً له ويتأكد عند هذا المخالف كذب صاحب الجواب ومراوغته لأنه يعلم جيداً موقف الشيعة من بعض الصحابة ومن عائشة وحفصة.
انّ الموقف والسلوك القويم في هذا العصر هو المصارحة والوضوح لا اللف والدوران، فبدلاً من إنكار كونك تسب وتلعن رموزهم قف وجابهم بالحقائق كما فعل المرجع الديني آية الله السيد عبد الله الشيرازي (قدس سره) حينما سأله أحد علماء المخالفين في مكة عدة أسئلة منها قوله: المعروف إن الشيعة يسبون الخلفاء ، هل صحيح وبأي وجه يسبون ؟
قال (السيد عبد الله الشيرازي) : نعم ، أما العوام فأغلبهم يسبونهم وأما العلماء فبعضهم يجوّزون سبهم .
قال : كيف وبأي دليل ؟
قال السيد عبد الله : هل يجوز سب علي بن أبي طالب عليه السلام مع أنه صهر النبي صلى الله عليه وآله وابن عمه وأبو سبطيه والذي قال في حقه النبي صلى الله عليه وآله : كذا وكذا ؟ قال : لا يجوز .
قال السيد : فلم سب معاوية عليا عليه السلام ، وأمر بسبه في جميع بلاد المسلمين ؟ وهل أنتم إذا كنتم في ذلك الزمان تقتلون معاوية أو غيره ممن كان يسب علياً ؟ وهل تلعنون معاوية بفعله هذا ؟
قال : لا .
قال السيد : كيف مع أن سب علي كما اعترفت لا يجوز ، غير أنكم تقولون : ان معاوية كان مجتهداً فاجتهد ، فأدى اجتهاده إلى جواز سب علي وإن كان مخطئا في اجتهاده . فقال : نعم .
قال السيد : إن علماء الشيعة مجتهدون فأدى اجتهادهم إلى جواز سب الخلفاء والشيخين وعوام الشيعة يقلدون هؤلاء العلماء المجوزين للسب ، فبأي وجه يكون الشيعي الساب للشيخين عالماً كان أو عامياً واجب القتل عندكم ؟ ! فبهت وسكت .
المصدر : مواقف الشيعة , الأحمدي الميانجي , ج 3 ص 302 - 303.

سكت ذلك العالم البكري في مكة المكرمة, هكذا صنع السيد عبد الله الشيرازي. هذا رجل حقاً وكم نحن نفتقد مثله من الرجال؟
ألا كنا بمثل ثبات وشجاعة وعلم ذلك الرجل ؟
هل من الصعب علينا أن نلتزم بهذه السيرة ؟
ألم يكن المرجع السيد عبد الله الشيرازي عاقلاً ؟
ألم يكن حكيماً؟ ألم يكن حريصاً على دماء الشيعة ومصالحهم؟
الجميع يقول: نعم.
كان قدس الله نفسه كذلك بلا ريب ولا شك، فإذاً إقراره بأنّ علماء الشيعة يُجوزون سبّ رموز المخالفين وعوامهم يسبون أبا بكر وعمر وعثمان وسائر خلفاء الجور, هذا الإقرار منه لم يكن يتنافى مع الحكمة والعقلانية والحرص على دماء الشيعة ومصالحهم.
هو يدلك على أنه إن أنكر جعل لخصمه الحجة وبها يستقوي على الشيعة أكثر فأكثر فيخوض في دمائهم.
أما إن أقر السيد بصدق ما قاله ذلك البكري من كوننا نسب الصحابة ومن ثمّ كرّ عليه مهاجماً كما صنع فإنّ ذلك الخصم يتراجع ولو نفسياً فلا تكون عنده تلك الجسارة على الشيعة والتشيع، وهذا التراجع النفسي ينعكس تراجعه على جوارحه, فتُحفظ دماء الشيعة. القضية هكذا.
هذه أيضاً هي رؤية التيار البرائي وهي كما ترون تتوافق مع رؤية أفذاذ العلماء , هكذا نحن نرى أن نعالج الصراع التاريخي بيننا وبين الطوائف المعادية والمخالفة.
كل الذي نريده هو أن لا نُحرم من بيان موقفنا الحقيقي اتجاه الشخصيات الغابرة وأن نستخدم كل الوسائل التي تكفلها الاعراف الدينية والإنسانية في تسقيط الرموز المنحرفة, نبين ذلك بصدق استناداً إلى الأدلة والبراهين التي لا نجور بها على احد وإنما هو العدل, العدل يقتضي منا أن لا نسمح بأن يُسكت عن طائفة أو فئة تساوي بين الضحية والجلاد, فكيف نرضى أن يترضى الآخرون على أبي بكر وعمر وعثمان واضرابهم ونحن نعتبرهم طغاة دمويين ظلمة؟ بينما لا يُسمح لنا في المقابل أن نلعنهم على الملأ وننال منهم بل تثور ثائرة اتباعهم؟
ما هو شعور العراقيين عندما يسمعون الثناء على صدام قاتلهم؟ هل يرضون أن يسمعوا الترضي عنه؟
نحن نطلب من المخالفين إما الكف عن جرح مشاعرنا بالترضي عمن هم في عقيدتنا قتلة أو أن يعاملونا بالعدل فيكون لنا الحق في لعنهم وسبهم وفضحهم وكشف مثالبهم. هذا هو العدل.

قال فوزي السيف: لا يمكن لأحد ان تؤثر فيه بالمنطق وأنت تشتم مقدساته.

أقول : لقد استعمل هذا الأسلوب الأنبياء والأوصياء (عليهم أفضل الصلاة و السلام) غير مرّة وهو اسلوب الصدمة، ومن تلك الموارد ما قام به أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة و السلام) حين صدم عمّه العباس الذي زعم أنه لكونه صاحب سقاية الحجيج، فهو أفضل من علي (صلوات الله و سلامه عليه) هكذا كان زعمه، فذكّره أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة و السلام) أنه ضرب خرطومه بالسيف حتى آمن، وكانت صدمةً للعباس أن يخاطبه ابن أخيه بمثل هذه اللغة فشكى العباس ذلك للنبي الأعظم (صلى الله عليه و آله) فقال النبي (صلى الله عليه و آله) لعلي (صلوات الله و سلامه عليه) :{ما حملك على ما استقبلت به عمّك ؟} فقال (عليه أفضل الصلاة و السلام) :{صدمته بالحق فمن شاء فاليغضب ومن شاء فليرضَ}. تقول الرواية فنزل قوله تعالى مصدّقا لكلام أمير المؤمنين (صلوات الله و سلامه عليه) ومصححاً موقفه :{ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }.
إذاً اسلوب الصدمة ضروري في بعض الأحيان وبهذا الأسلوب يمكن ردع وزجر المتعدّي، كما يمكن أيضاً بهذا الأسلوب إرشاد الجاهل وتنبيه الغافل أيضاً، ولكن لا يقتصر منهج الدعوة على هذا الأسلوب وانما هو اسلوب من الأساليب ونحن إنما نعرض أمثله تدلل على شرعية هذا الأسلوب وصوابيّته في موارده، لذا قيّدناه وقلنا انه يصلح في التعامل مع المعتدين من أهل الريب والبدع والضلالة، ومع الظالمين ، ومع الرموز التي تشخّص بها الباطل فصارت حاملة لهذا الباطل ولا يسقط الباطل إلا بسقوطها. هذه الرموز من الطبيعي أن تجد بعضاً من الطوائف المنحرفة تقدسها وتحترمها وتسبغ عليها هاله من القداسة الدينية، هنا لا سبيل لك ولا مناص من أن تهتك هذه الرموز وتسقطها بالبرهان وبالمنطق وبشتى وسائل النيل ومن بينها السباب والتحقير والاهانة والأمثلة على ذلك من سيرة المعصومين (صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين) كثيرة.

انّ منهج إظهار البراءة هو منهج وسلوك الأنبياء والأوصياء عليهم السلام فلو راجع الشيخ فوزي (هداه الله) كيف تعامل الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) مع رموز الباطل لاكتشف أية خديعة وقع الشيعة فيها حين قيل لهم: «احترموا رموز المخالفين»!
ألم يكسر النبي إبراهيم (عليه السلام) أقدس مقدّسات قومه, وقد أمر الله تعالى بالتأسي به في ذلك حين قال: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ! كَفَرْنَا بِكُمْ! وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}!
فتأمل في تلك اللهجة الشديدة.
ألم يكن أبو لهب (لعنه الله) رمزاً من رموز قريش وبني هاشم؟ ومع ذلك أنّزل الله تعالى فيه: «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ»!
ألم يكن عمرو بن هشام رمزاً من رموز قريش وبني مخزوم؟ ومع ذلك كنّاه النبي (صلى الله عليه وآله) بما يحقّره: «أبو جهل»!
ألم يكن الأحبار في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) هم كبار رموز اليهود؟ ومع ذلك أنّزل الله تعالى فيهم: «مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا»!
فكذلك كان أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح هم كبار رموز خط السقيفة, ومع ذلك وقف أمير المؤمنين (عليه السلام) في وجوههم قائلاً: «أيتها الغدرة الفجرة! والنطفة القذرة المذرة! والبهيمة السائمة»!
المصدر: (مستدركات نهج البلاغة ج1 ص284 عن كشف اللئالي لابن العرندس)

وكذلك كان طلحة والزبير وعائشة من كبار رموز أهل الخلاف، ومع ذلك حين جاء قوم منهم من أهل البصرة إلى الصادق (عليه السلام)
وسألوه: «ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة؟
قال عليه السلام: ما تريدون بذلك؟
قالوا: نريد أن نعلم ذلك.
قال عليه السلام: إذن تكفرون يا أهل البصرة! عائشة كبير جرمها! عظيم إثمها! ما أهرقت محجمة من دم إلا وإثم ذلك في عنقها وعنق صاحبيها!
قالوا: إنك جئتنا بأمر عظيم لا نحتمله!
قال عليه السلام: وما طويتُ عنكم أكثر! أما إنكم سترجعون إلى أصحابكم وتخبرونهم بما أخبرتكم فتكفرون أعظم من كفرهم»!
المصدر: (دلائل الإمامة للطبري, ص26)

وقال الصادق عليه السلام أيضاً: «دخل عليّ أناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير؟؟
فقلت لهم: كانا إمامين من أئمة الكفر»!
المصدر: (مستدرك الوسائل ج11 ص63 عن تفسير العياشي)

جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)
وقال له: «ابسط يدك أبايعك.
قال (عليه السلام): على ماذا؟
قال: على ما عمل أبو بكر وعمر.
فمدّ عليه السلام يده وقال له: اصفق! لعن الله الإثنين! والله لكأني بك قد قُتلتَ على ضلال»!
المصدر: (بصائر الدرجات للصفار ص412)

سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبي بكر وعمر فقال: «والله هما أول من ظلمنا حقنا وحملا الناس على رقابنا وجلسا مجلسا نحن أولى به منهما، فلا غفر الله لهما ذلك الذنب، كافران! ومن يتولهما كافر».
قال راوي الخبر عبد الله بن كثير «وكان معنا في المجلس رجل من أهل خراسان (من المخالفين) يكنى بأبي عبد الله، فتغير لون الخراساني لمّا أن ذكرهما.
فقال له الصادق: لعلك ورعتَ عن بعض ما قلنا؟
قال: قد كان ذلك يا سيدي.
قال: فهلّا كان هذا الورع ليلة نهر بلخ حيث أعطاك فلان بن فلان جاريته لتبيعها فلما عبرت النهر فجرت بها في أصل شجرة كذا وكذا!
قال: قد كان ذلك، ولقد أتى على هذا الحديث أربعون سنة ولقد تبتُ إلى الله منه. قال: يتوب عليك إن شاء الله».
المصدر: (مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ج3 ص370)

إلى غيرها من شواهد كثيرة لا يتسع المجال لذكرها تدل على أن (رمز الكفر) و(رمز النفاق) و(رمز الضلالة) لا حرمة له أو حصانة لمجرد أنّ له أتباعاً وجمهوراً!
فالإسلام إنما ينظر إليه هو لا إلى أتباعه وجمهوره! فعلى هؤلاء أن يسمعوا ذمّ هذا الرمز وثلبه والنكير عليه بما يؤدي إلى انكشاف حقيقته أمامهم.
فلا يمكن تعطيل هذه الوظيفة لمجرد أن فئة من البشر تؤمن بهذه الرموز، فهذا معناه احترام حتى (إبليس) لأن هناك فئة من البشر تعبده وهم (عبدة الشيطان) فهل يقول بهذا عاقل وهناك طائفة تحترمه وتعتبره ولياً صالحاً وهي الطائفة اليزيدية فهل نحترمه من أجلهم؟
وكذلك صدام هناك الكثير من البشر في فلسطين والأردن والسعودية واليمن و الخ... يحترمون صدام ويعتبرونه شهيداً!! فهل نحترمه من أجلهم؟ أو نتوقف عن ثلبه لأن ذلك يغضبهم ويجرح مشاعرهم؟؟!

أما عن تصوير الشيخ فوزي إظهار اللعن والسب لأهل الباطل على أنه صنيعة أموية!

أقول: ان منهج النيل من رموز الكفر والنفاق والضلالة هو منهج قرآني نبوي قائم على الدليل والبرهان من السنة والقرآن وليس صنيعة أموية كما يحاول فوزي السيف تصويره!!
فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بإظهار  البراءة بسب ولعن أهل الريب والبدع.
قال صلى الله عليه وآله: «إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة».
المصدر: (الكافي الشريف ج2 ص375).

إنّ من أعظم الظلم الذي وقع على هذه الأمة هو تحريف الدين , ولذلك استحق أهل الريب والبدع وعلى رأسهم رموز النفاق والتحريف الأوائل المجاهرة بلعنهم وسبهم كما أمر الحديث النبوي الشريف.
فالأصل هو الإظهار لا الكتمان ,, ولا تتعطل هذه الوظيفة إلا في حالة التقية، أي أن يكون المؤمن مقهوراً مجبوراً لا يتمكن من الجهر بالحق وفضح الرموز المنحرفة.
يقول آية الله السيد صادق الشيرازي (دام ظله) : يجب إظهار الموالاة لله وللأنبياء والأئمة وفاطمة الزهراء عليها السلام وهكذا يجب إظهار معاداة أعداء الله وأعداء الأنبياء وأعداء الأئمة وأعداء فاطمة الزهراء عليها السلام.
المصدر : المسائل الإسلامية , السيد صادق الشيرازي, ص385, المسألة رقم 2315.

انّ لعن وسب هؤلاء الظلمة وفضحهم وكشف سوءاتهم من أبرز مصاديق (إظهار البراءة).
ثم انّ المنهي عنه من السب هو سب المؤمن لذلك ورد في الحديث بأنّ سب المؤمن فسوق.
أما سبّ المنحرفين الظلمة من كفار ومبتدعة مشروع وقد كان رسول الله يأمر به وبهذا صرح حسان ابن ثابت في قوله:
لنا في كلِّ يومٍ من معدٍّ
"سبابٌ" أو قتالٌ أو "هجاءُ"
لا تختلف معنا في كون السب والشتم من مصاديق السوء من القول. وقد فُسر السوء من القول عن المعصوم عليه السلام بأنه الشتم فقد ورد في تفسير نور الثقلين التالي :
في مجمع البيان (لا يحب الله الجهر بالسوء) الآية, قيل في معناه أقوال أحدها، لايحب الله "الشتم" في الانتصار "إلا" من "ظُلم" فلا بأس له أن ينتصر ممن ظلمه بما يجوز الانتصار به في الدين وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.
هنا تتجلى لك واحدة من أساليب الإعجاز البلاغي في القرآن الحكيم. في قوله تعالى: (السوء من القول)
لاحظ أنّ قوله تعالى: (السوء من القول) هو تعبير لا يضع حداً أو سقفاً معينا "لنوعية" الألفاظ السيئة التي يرخص الله تعالى للمظلوم الجهر بها في حق ظالمه.
السوء من القول أي الكلام الذي يستاء منه الآخرون وينفرون منه, لذا فإنّ السوء من القول تعبير يشمل حتى الألفاظ التي يستهجنها المجتمع ويستاء منها , والعجيب أنّ المخالفين الذين يفسرون القرآن بأهوائهم يقولون لك بأنّ المقصود بالسوء من القول هو وصف فعل الظالم فقط!
عندما تقول فلان قتل أو سرق أو فعل كذا وقال كذا وأنت تحكي واقعاً وتخبر عن حقيقة, فهل يكون هذا سوءاً من القول أم هذا حق؟!
هل كلمة الحق سوءٌ من القول؟
المظلوم حين يسب ظالمه ويعريه ويفضحه ليس يُلام فتلك حالة طبيعية فطرية والدين لا يقهر الفطرة إن كانت موجهة في الاتجاه الصحيح.
في الغرب يُهاجَم الساسة الفاسدون بأقذع الألفاظ ولا أحد هناك يُجرّم فعل من يهاجمون ويشتمون أولائك الساسة بل إنّ أقصى ما يُقال في حقهم أنهم يعبرون عن "غضبهم"
في الحقيقة إنّ الغرب مع بالغ الأسف يطبق تعاليم الإسلام التي تتماشى مع الفطرة السوية فيعطي من يشعر بالغبن والظلم الحق في التعبير عن نقمته تجاه الظالم المفسد وإسقاط شخصيته واعتباره وسحق كرامته.
الملحد المنصف إن فهم فلسفة سب الظلمة وأهل الريب والبدع والمنحرفين في الإسلام فلن يسعه سوى الإذعان لحقيقة سبق الإسلام في ميدان حرية التعبير الحضارية الهادفة.
إن أخذنا بتلك الرواية التي جاءتنا من طرق العامة لا من طرقنا وهي (أكره لكم ان تكونوا سبابين) فنقول المقصود كثرة السب للضال الجاهل كجُهّال أهل الشام.

يقول المرجع الراحل الميرزا جواد التبريزي (قدس سره) : قد يقال: إن ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) من قوله: إني أكره لكم أن تكونوا سبابين دال على حرمة اللعن والسب.
فنقول: إن هذه المقالة ناشئة عن عدم التأمل وذلك
أولاً: إن كلمة (أكره) لا تدل على الحرمة الاصطلاحية إلاّ مع القرينة وهي مفقودة.
وثانيًا: إن الحكم متوجه للمخاطبين الذين قال لهم "لكم" ولا يحرز شموله لجميع المسلمين لاحتمال خصوصية للأفراد المقاتلين معه، بلحاظ أن مقام القتال والحرب على العدو يقتضي الابتعاد عن المواجهة الكلامية والتوجه لما هو أهم وأجدى في تلك الحال.
وثالثًا: إن مصب الكراهة هو السبّاب، وفرق بين السبّاب والساب بلحاظ أن الكلمة الأولى صيغة مبالغة مفادها كثرة السب، ومن الواضح أن كراهة كثرة السب لا تستلزم كراهة السب في نفسه.
ورابعًا: إن النهي في الرواية نهي إرشادي لا مولوي، بقرينة ما في ذيلها: فلو وصفتم أعمالهم وذكرتم أفعالهم لكان ذلك أصوب في القول وأبلغ في العذر.
مما يعني أن مضمون الرواية الإرشاد إلى أهمية وصف الحال من السب في التأثير على نفوس الطرف الآخر لا أن مفادها تحريم السب أو بيان مرجوحيته.

وخامسًا: إن هناك فرقًا لغويًا وعرفيًا واضحًا بين السب واللعن، فالسب هو التعريض بالشرف والعرض بينما اللعن دعاء بطلب الطرد من رحمة الله، فالنهي عن الأول لا يستلزم النهي عن الثاني، وبذلك يتضح عدم صحة الاستدلال على مرجوحية اللعن بما ورد في المنصوص من ذم الفحاش البذيء اللسان فإن الفحش والبذاءة وسوء القول من مصاديق السب، والنهي عن السب بتمام مصاديقه لا يستلزم النهي عن اللعن.
مضافًا لإمكان الجمع العرفي بين النصوص الدالة على رجحان اللعن من القرآن والسنة والنصوص التي يشم منها النهي، بالفرق بحسب المتعلق، وأن المنهي عنه هو لعن المؤمنين والنيل منهم وأن الراجح المطلوب هو لعن الظالمين، خصوصًا ظالمي أهل البيت (عليهم السلام).
المصدر : زيارة عاشوراء فوق الشبهات, التبريزي , ص8-9.

نضيف إلى ما ذكره آية الله التبريزي ثلاث نقاط نبينها:
أولا: هذه رواية عامية واردة من طرق المخالفين فلا حجية فيها علينا في قبال الروايات المعتبرة الصحيحة الواردة من طرقنا كرواية سب أهل الريب والبدع والرواية التالية التي سيتفاجأ بها شيخنا الفاضل.

ثانياً: تبين أنّ السب للمستحق جائز بل مندوب واعلم أنّ السب في اللغة هو القطع ومن هنا سميت الكلمة الجارحة سبا لأنها موجعة جارحة قاطعة كحد السيف حيث يُطلق على السيف (سبّاب العراقيب) فإن علمت هذا فاعلم انّ هذه العبارة لا تنسجم والبلاغة المعهودة عن أمير المؤمنين عليه السلام (أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكن لو وصفتم أفعالهم وذكرتم حالهم لكان أصوب)
لا فرق بين سبهم ووصف حالهم الدنيئة وأفعالهم القبيحة!
إن قالوا لهم أنتم منحرفون ظلمة مارقون! هل سيعتبر أهل الشام هذا مدحاً؟ هذا سب في اللغة.
الله تعالى حينما يصف حال أحبار اليهود فيقول انهم كالحمير التي تحمل أسفاراً! هذا الوصف هو اهانة لهم وليس من يهودي لا يعتبره سباً !
فسواءً كانت الكلمة الجارحة الموجعة منطبقة على صاحبها انطباقاً واقعياً كليا أو كانت من قبيل الشتم بألفاظ تحقيرية لها انطباق نفسي أو شخصي كوصف علماء اليهود بالحمير , فهذا كله سب وهو مشروع جائز في حق الظلمة من أهل الريب والبدع وغيرهم.

ثالثا: إنّ سب ولعن المنحرفين والظلمة هو سلوك إنساني نابع من الفطرة لذا جاءت الشريعة الغراء موافقة له.
ولا تختلف معنا يا شيخنا الفاضل في كون السوء من القول من مصاديقه ( السب و الشتم) فالله سبحانه وتعالى يحب ذلك إن كان من المظلوم في حق ظالمه كما بينا سابقاً
قال جلا وعلا : {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}, سورة النساء (48)
ولا شك أنك يا شيخنا العزيز شهدت الأحداث التي جرت على الساحة البحرانية وشاهدت ما تعرض له هذا الشعب المظلوم من قتل همجي وحشي على يد القوات المعتدية الغاشمة وقد سمعت على مقاطع الفيديو وغيرها المنتشرة على مواقع الانترنت كثيراً من الألفاظ المستهجنة القبيحة في عرفنا وقد كانت تصدر من بعض المتضررين المظلومين ولكن لا أحد منا يتمكن أن يصف هؤلاء بأنهم بذيؤون بل نعذرهم وننقم على ظلمتهم ونعتبر تلك الأوصاف التي يطلقها هؤلاء المظلومون في حق أولائك المجرمين الظلمة أقل ما يستحقون.
تلك هي فطرة الإنسان فالمظلوم يضج ويصرخ ويشتم ظالمه ويفضحه, الدين لا يعاكس الفطرة فتنبه لهذه النقطة جيداً ياشيخنا العزيز.
إنّ صاحب القلب السليم لن يُوجه لومه لذلك المظلوم الذي يشتم ظالمه ولو استخدم أقذع الأوصاف و إنما سيصب جام نقمته على ذلك الظالم إن كان عارفاً بحقيقته.
أما إن كان يجهل حقيقة ذلك الظالم فإنّ تلك الثورة اللفظية المحملة بسيل من الشتائم والسباب للظالم من المظلوم سوف تدفع صاحب القلب السليم إلى محاولة البحث عن السبب والتقصي عن القضية فحينها تنكشف له الحقيقة فيبرأ من ذلك الظالم ويعاديه.
أما صاحب القلب المريض فإنّه سيهاجم ذلك المظلوم ويصفه بالبذيء والهمجي والوقح وسيتعامى عن الأسباب.
العاقل شيخنا لا يركز على "الأعراض" وإنما يبحث عن "العلل"
سب الظالم وشتمه والهجوم عليه هي أعراض لعلة حقيقية يعاني منها المظلوم وهي الظلم.
بالمثل يا شيخنا لا يكوننّ الظلم في حق الله تعالى ورسوله أهون عندنا من المظالم الشخصية أو الاجتماعية, فإنّ التلاعب بدين الله وتحريفه وإدخال البدع والريب فيه هو ظلم عظيم في حق الله تعالى ورسوله الذي بذل في سبيل هذا الدين كل ما يملك وضحى بعترته وأهل بيته في سبيله ثمّ يأتي من يتلاعب فيه! كيف نرضى هذا؟
لذلك جاء في الحديث الشريف الإكثار من سب المبتدع .
هل تتصور يا شيخنا العزيز أنّ رجلاً يُذبح طفله في حجره يرضى أن يُطلب منه اختيار ألفاظه بعناية تجاه قاتل ولده؟!
إنّ الرافضي بحق يعيش ألم ما جرى على آل رسول الله الأطهار عليهم الصلاة والسلام في كل لحظة ومصائبهم ماثلة أمامه دائماً لذا ليس من العدل أن تلومه لأنه يفقد شعوره حين يأتي على ذكر قتلة آل رسول الله وظلمتهم ومن "حرّفوا دينهم وتلاعبوا به" فهذا خطب لا يدانيه خطب.
إنّ مشكلة الآخر هي التركيز على "الأعراض" لا على "العلل"! عندما تعرف العلة يصبح العرض عندك أمراً طبيعياً, عندما ترى عرضا لعلة بدنية فإنك تستغربه وتهلع منه ولكن عندما تعرف علته وسببه فإنك تبدأ في التعامل معه بشكل طبيعي وتصرف اهتمامك لعلاج العلة والتخلص منها بدلاً من صرف عمرك في الجزع من الأعراض.
آل رسول الله وكذلك شيعتهم لا يتجنون وعندما يصفون أحدهم بوصف فإنه يكون مستحقاً له.

قال فوزي السيف: والتشنج مو معناه ان الإنسان موالي زايد إلى أهل البيت ليس كذلك تعالوا شوفوا في علمائنا شلون كانت لغتهم شلون كانت مناقشتهم هذا السيد شرف الدين أعلى الله مقامه السيد عبد الحسين هذا العالم المجاهد جاهد الفرنسيين وجاهد التخلف وجاهد التفرق والتمزق وكتب من الكتب في الدفاع عن أهل البيت أروع الكتب تعال شوف طريقته في المراجعات كيف هي هذا أنا لما اسب واشتم يعني أنا أكثر ولاءً لأهل البيت منه كم من الناس كم من الآلاف كم من عشرات الآلاف كم من مئات الآلاف ممن اهتدوا إلى طريق أهل البيت بواسطة المراجعات هذا يفتح القلب هذا محاسن كلامنا هذا بالتي هي أحسن وينتج النتائج المطلوبة

أقول : عرض مثالب أعداء أهل البيت وبيان مخازيهم ليس تشنجاً بل هو بيان واقع وكشف حقيقة.
وكذلك عرض نصوص وأحاديث أهل البيت عليهم السلام الطاعنة في أعدائهم ليس تشنجاً بل هو عرض لتراث آل محمد وفيه آهاتهم وشكاياتهم تجاه أعدائهم وقد دون علماؤنا الأبرار هذه النصوص وروجوها وكانت سبباً في استبصار المخالفين .
ان العلامة المجلسي رحمه الله شيّع أكثر من سبعين ألفاً من أبناء العامة وهو لم يتنازل عن البراءة من أعداء أهل البيت عليهم السلام فألّفَ ثلاثة أجزاء في موسوعة البحار سماها أجزاء المطاعن وهي مشحونة بشتى انواع الطعن في رموز السقيفة.
شيخنا العزيز إقرأ سيرة أبي هلال الثقفي صاحب الغارات وهو من علمائنا الأكابر فقد سَألَ هذا العالم عن أكثر البلاد نصباً لأهل البيت عليهم السلام فقالوا له أصفهان، فقال: لن أُحدّثَ بأحاديث المثالب إلا في أصفهان، فذهب إلى هناك وحدّث بها وقُتلَ شهيداً لكنه بذر بذرة التشيع فيها!
المصدر: الغارات , الثقفي, مقدمة التحقيق.

وكذلك المحقق الكركي الذي لا يركب ولا يمضي إلى موضع إلا والسّباب يمشي في ركابه مجاهراً بلعن الشيخين ومن على طريقتهما.
المصدر : روضات الجنات , الخونساري, ج4 ص360.
انّ الكليني صاحب الكافي أخرج أحاديث المطاعن وكذلك الشيخ المفيد ألف كتاب الكافئه في إبطال توبة الخاطئة وكتاب الجمل وقد شحنهما بالمطاعن في عائشة وطلحة والزبير وحتى عمر ! فقد روى على سبيل المثال في كتابه الجمل عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : اللهم اجزِ عمر لقد ظلم الحجر والمدر.
المصدر : الجمل , الشيخ المفيد, ص171.
وكذلك ابن شهر آشوب ألف كتاب مثالب النواصب وشحنه بالطعن في كبار رموزهم ! وكذلك المحقق الكركي ألف كتاب نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت! وغيرهم الكثير من كبار رموز الطائفة ، فهل كل هؤلاء لا يفقهون إذ اخرجوا لنا ما يثير التشنج ويصد أبناء العامة عن تقبل الحق كما تدّعي؟!
لقد كان الشيعة عبر العصور يُقتلون من أجل ما سطّره علماء الرافضة في كتبهم ، فلماذا لم يمتنع أسلافنا عن تسطير مثالب رموز المخالفين في كتبهم وتلك المطاعن عليهم؟ ألم يكن أسلافنا يعلمون أنّ تلك الأخبار سوف تكون سبباً في نقمة المخالفين؟
نعم يعلمون ذلك جيداً ولكن حفظ الدين أولى من حفظ الدماء ولقد قدّم الإمام الحسين عليه السلام دمه من أجل هذا الدين فلذلك قام هؤلاء العلماء الأبرار ونشروا هذا الأحاديث الطاعنة في رموز المخالفين رغم المخاطر, وقد استشهد الكثير منهم في هذا الطريق لكي تصل إلينا هذه الأحاديث ونعرف موقف المعصومين عليهم السلام من الطغاة الأوائل.

قال فوزي السيف: تعالوا شوفوا في علمائنا شلون كانت لغتهم شلون كانت مناقشتهم هذا السيد شرف الدين أعلى الله مقامه السيد عبد الحسين هذا العالم المجاهد جاهد الفرنسيين وجاهد التخلف وجاهد التفرق والتمزق وكتب من الكتب في الدفاع عن أهل البيت أروع الكتب تعال شوف طريقته في المراجعات... كم من مئات الآلاف ممن اهتدوا إلى طريق أهل البيت بواسطة المراجعات هذا يفتح القلب هذا محاسن كلامنا هذا بالتي هي أحسن وينتج النتائج المطلوبة!

أقول: شيخنا الفاضل انّ استخدام اسلوب سلمان لا يعني الاستغناء عن اسلوب أبي ذر  . {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}
فاستخدام السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره) لأسلوب الموادعة مع من يرى السيد حسب تقديره انه كان ينفع معه لا يعني الاستغناء عن الأساليب الأخرى ومن بينها اسلوب الصدمة الذي تحدثنا عنه سابقاً وبينا بأنه سلوك الأنبياء والأوصياء عليهم الصلاة والسلام وقد انتهجه علماؤنا الأبرار رضوان الله عليهم.
فلو راجع شيخنا الفاضل سيرة الشيخ الصدوق والشيخ المفيد وابن شهر آشوب والمحقق الكركي والعلامة المجلسي وغيرهم من علمائنا الأبرار لوجد في سيرة هؤلاء العظماء سلوك منهجية الطعن الصريح في رموز المخالفين، وفي مجالسهم كما ذكرنا آنفاً.
ونذكر هنا أيضاً على سبيل المثال مناظرة الشيخ المفيد رحمه الله لأحد علماء المخالفين وقد أثبت له فيها كفر عُمر بن الخطاب لعنه الله بالإجماع! لدرجة انّ العالم البكري صُدم  صدمة عنيفة وأُفحِم فلم يستطع بعدها الرد على الشيخ المفيد!
المصدر: الفصول المختارة, المفيد, ص9, البحار , المجلسي, ج10 ص114.

وكذلك مناظرة كانت للشيخ الصدوق عند الملك ركن الدولة وبحضور علماء المخالفين أثبت فيها كفر أبي بكر وأفحمهم فلم يستطيعوا الرد عليه!
المصدر : مناظرة الملك ركن الدولة للصدوق, طبعة دار المحجة البيضاء ,لبنان .

قال فوزي السيف: ربما أنت في مكان آخر تقدر تسوي شي لكن هذا الإنسان ضمن هالظرف وفي هذا المكان يحتاج إلى أسلوب يفتح قلبه...)

أقول : لست مُجبراً شيخنا على اتخاذ هذا الاسلوب فلك أن تختار أسلوب الحمائم وتترك أسلوب الصقور لمن يجد في نفسه الأهلية { كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}
فالتزم اسلوب الحمائم إن شئت ولكن لا تطعن في الظهر من يتخذ أسلوب الصقور ولا تتنازل عن مسلمات العقيدة بحجة التقارب، فقط إلزم الصمت فلستَ مجبراً على أن تتحدث بما ينافي عقيدتك ولك المجال في التحدث بما يسعك بيانه والجهر به من العقائد.
من فضلكم شيخنا تكاتفوا معنا فنحن نحتاج في الوقت الراهن إلى يدٍ تصفع ويدٍ تصافح وكل منا يكمّل الآخر . هذا خير من أن نتطاحن ويسقط بعضنا الآخر من اجل اختلاف الرؤى في أساليب الدعوة.

قال فوزي السيف: لا يمكن لأحد ان تؤثر فيه بالمنطق وأنت تشتم مقدساته ما يمكن تقول خله يولي هو هم يقولك أنت هم ولي أنت حرمت هذه الأمة من فكر أهل البيت عليهم السلام  ومن علم آهل البيت ومن فقه أهل البيت...)

أقول: هذا خلاف الإنصاف يا شيخنا الفاضل فالتيار البرائي يقدم في كل نقاشاته ومقابلاته ورقة بحثية علمية يناقش فيها المطاعن على زعماء المخالفين ويعرض الأدلة والبراهين على انحرافهم وزيغهم وضلالهم, وقد ساهمت هذه البحوث في تبصير عدد كبير جداً من أبناء أهل الخلاف, فكيف تقول بأنه ينفّرهم أو يحرمهم من فقه أهل البيت؟؟ وكيف تختزل النتاج العلمي لهذا التيار في السب والشتم تأسياً بأسلوب ومنهج المخالفين في التعاطي معنا حيث يقولون الشيعة ليس عندهم سوى السب!
التيار البرائي يحقّر ويسقّط رموز الباطل وينال منها في سياق طرح موضوعي مدّعم بالحجج والبراهين والأدلة والطرح العلمي الرصين, ولا يُشكل شتم ولعن رموز المخالفين من مجموع الكلام في أطروحاته العلمية شيئاً يُذكر.
فمن الإجحاف بحق هذا التيار أن يُقال بأنّ أكثر ما يطرحه هو سب رموز المخالفين وإنّا نربأ بشيخ فاضل مثلكم عن ترديد ما يقوله خصوم هذا التيار حسداً منهم وبغياً.
ثم انّ عرض مثالب وجرائم الظلمة والطواغيت لا يتنافى مع الجدال بالتي هي أحسن فحينما نذكر على الملا بأن يزيد ظالم طاغية شارب للخمور قاتل للنفس المحترمة فنحن هنا نصف حاله ونعرض أفعاله بما يفضي إلى تبصير الطرف الآخر ان كان قابلاً للهداية.
إذا لعنت وسببت هذا الظالم في سياق الحديث عن جرائمه والبرهنة عليها لا يكون هذا منهجاً مخالفاً للقرآن والسنة المطهرة في ذكر جرائم بعض الأقوام ومثالبهم ثم لعنهم وتحقيرهم والنيل منهم.
قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}
وأنت يا شيخنا الفاضل لأنك تعودت منذ الصغر على لعن يزيد ومعاوية وسبهما وذكر مثالبهما لذلك لا تقول للخطيب الذي يفعل ذلك بأنه سبّاب شتّام بل تقول بأنهما يستحقان ذلك! نحن نقول أنّ طواغيت السقيفة الأوائل يستحقون أكثر مما يناله معاوية منا لأنهم هم من أسس أساس الظلم والجور على أهل البيت عليهم السلام بل لديهم من الجرائم والموبقات ما يفوق جرائم يزيد ومعاوية!
ولو لاحظت شيخنا فإنّ كثيراً من العامة لا يقيمون ليزيد ولا معاوية وزناً, لماذا؟؟
لأننا حينما أصررنا على ذكر مثالبهما ومخازيهما وأظهرنا البراءة منهما تأثر الكثير من أبناء العامة واستبصروا بحقيقتهما والذي لم يستبصر تعوّد على هذه اللغة وتعايش مع حقيقة وجود طائفة تنال من يزيد ومعاوية لعنهما الله.
فلو أصررنا على ذكر مثالب الأوائل بنفس هذه اللغة التي نستخدمها مع معاوية ويزيد سيستبصر أغلب أهل العامة ومن لم يستبصر يتعود على هذه اللغة فتقل ثورته تدريجياً ويصبح ثلب الأوائل تماماً كثلب يزيد ومعاوية لا يشكل أي حساسية زائدة عند المخالفين ولا يستدعي هلعهم.

شيخنا الفاضل
لقد لاحظتم من خلال الضجة التي حدثت قبل ثلاث سنوات على أثر الاحتفال الأول بهلاك عائشة كيف هلع المخالفون وكأنّ الأرض تزلزلت من تحت أقدامهم ولكن في الاحتفال الثاني لم يحدث ربع ما حدث في الأول من ضجة وصيحة وهلع, أما في الاحتفال الثالث والرابع فكأنّ شيئاً لم يحدث أصلاً وأصبح الأمر طبيعياً , بل إنّ كثيراً ممن هاجم التيار البرائي معترضاً على إقامته الاحتفال الأول أصبح الآن يجهر بالبراءة ويشاركنا الاحتفال ويُظهر مثالب الأوائل بكل صراحة بعد أن كان الحديث عنهم خطاً أحمرا!!
الشخصية المذمومة الملعونة صاحبة المثالب والموبقات لا بد أن يُنفّر الناس منها لذلك أكد الشارع المقدس على إظهار البراءة منها وسبها ولعنها.
قال صلى الله عليه وآله: «إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة».
المصدر: (الكافي الشريف ج2 ص375).

وهذا ما فعله التيار البرائي لذلك تحقق على يده ببركات محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم استبصار الكثير من المخالفين ولو راجعت الفيديوهات على اليوتيوب ستجد العشرات من المستبصرين أعلنوا تشيعهم بسبب هذا التيار .

هذا وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..
طالب علم


الجمعة، 22 نوفمبر 2013

الخامنئي ليس مجتهداً

الخامنئي ليس مجتهداً
بقلم : طالب علم

عبّر أحدهم عن الخامنئي بأنه ولي أمر المسلمين المرجع الديني الأعلى!!

فقلت له : أثبت لنا أنه مجتهد حتى تثبت أنه مرجع, وبعد ذلك أثبت لنا أنه مرجع حتى تثبت أنه الأعلى!! هذا فضلاً عن سرقته للقب مولانا الإمام الحجة عليه السلام (ولي أمر المسلمين)!!
إن الاجتهاد في الفقه لا يناله الشخص إلا بعد أن يصرف حياته منذ بداية نشأته العلمية في الحوزات العلمية وإلى عقود من الزمن متناولا العلم دراسةً وتدريساً وكتابةً وتحقيقاً حتى تظهر فضيلته العلمية في تلك الأوساط من خلال دروسه وتلامذته وكتاباته .

هذا فضلاً عن المرجعية والتي تأتي في مرتبة لاحقة حيث يمارس المجتهد عملية الاستنباط لسنوات مديدة ليستوثق من نفسه تحمل مسؤولية الإفتاء ورجوع الناس إليه ، هذا بالإضافة إلى شهادات كبار المراجع له بالعلم والفضيلة والاجتهاد .

أما الخامنئي إمامك لم يكن مجتهداً حتى آخر يوم من أيام الخميني ولم يكن يلقّب بــ(آية الله) حتى بعد تسلمه قيادة الثورة!!
ومن تلك الفترة حتى إعلان مرجعيته التي سبقت سرعة الضوء!! كان مشغولاً بالسياسة والحكم وإدارة الدولة فمن أين وصل للاجتهاد فضلاً عن المرجعية!! حتى تدّعي بأنه (الأعلى)!
بل هو يصرّح بنفسه بأنه كان مشغولاً كثيراً بالسياسة لدرجة عدم تمكنه من قراءة الكتب فكيف يتفرّغ لبحث الخارج؟؟!!

يقول الخامنئي : كانت لدينا أعمال كثيرة (سياسية) وكنت أرجع إلى البيت في الساعة الحادية عشرة ليلاً أو أكثر في حين كنا نخرج للعمل في الساعة الخامسة صباحاً . أضف إلى ذلك بعض اللقاءات حيث كان يأتي البعض للقائنا إلى البيت لسهولة ذلك, وكان بيتنا قريباً من محل عملي وعندما كنت أذهب إلى البيت كنت أجد عدداً كبيراً من الإخوة من مراكز الدولة ومؤسسات الثورة والعلماء القادمين من بقية المدن ومن أقسام مختلفة أخرى .
كنت أجد هؤلاء الإخوة ينتظرونني في الغرفة لأداء أعمالهم ولم يكن لدينا وقت على الإطلاق. كانت تمر مدة طويلة في بعض الأحيان لا أرى فيها أبنائي مع أني كنت في بيتنا!!
المصدر : العنبر المنثور , علي الخامنئي, ص27-28.
ويقول أيضاً : انقطعت علاقتي مع الكتاب لمدة سنتين في أوائل الثورة!!
المصدر : العنبر المنثور , علي الخامنئي, ص27.

أقول : لاحظ قوله (انقطعت)  ولم يقل (قلّت)  فهذا الرجل الذي هو مشغول بالسياسة من رأسه حتى أخمص قدميه وليس عنده وقت لمجرّد قراءة الكتب بل قطع علاقته معها نهائياً لمدة سنتين أنى لمثله أن يتفرّغ لبحوث معمقة كبحث الخارج؟؟!!

الأدلة التي تثبت عدم اجتهاد الخامنئي:
 أولاً : رسالة الخميني له ومخاطبته بـ(حجة الإسلام) بدلاً من قوله (آية الله) لمعرفة الخميني بأن الخامنئي غير مجتهد وذلك في تاريخ: 16 ذي 1366 هـ.ش/ 15 جمادى الأول 1408هـ .ق ,, أي قبل وفاة الخميني بسنة واحدة!!

يقول الخميني : باسمه تعالى سماحة حجة الإسلام السيد الخامنئي، رئيس الجمهورية الإسلامية - دامت إفاضاته بعد إهداء التحية والسلام ...)
المصدر: صحيفة الإمام، ج: 20، ص: 366. وتجده أيضا في دار الولاية , رسائل وبرقية, تحت عنوان (كأنّك شمس متلألئة).

وفي رسالة أخرى من الخميني له (وكانت قبل وفاته بشهرين) جاء فيها : بسم الله الرحمن الرحيم سماحة حجة الإسلام السيد الخامنئي، رئيس الجمهورية الإسلامية - دامت إفاضاته...)
المصدر: صحيفة الإمام، ج: 21، ص:267.
فتلاحظ أخي  العزيز أن الخميني لم يلقّب الخامنئي (بآية الله) بل قال (حجة الإسلام) لعلمه بعدم اجتهاده!! وهذا في آخر  أيام حياة الخميني!!

ثانياً : ابن الخميني أحمد لم يلقب الخامنئي (بآية الله) بل قال (حجة الإسلام والمسلمين) حينما قرأ بيان تعيينه رئيساً للدولة وهذا يثبت عدم اجتهاده أيضاً:
رابط تنصيب الخامنئي الدقيقة 1:38 :

إن موقفاً كهذا يراد منه تعيين الخامنئي كرئيس للدولة, من المفترض أن يُذكر بأعلى الألقاب لكي يتضح للناس المقام الحقيقي لهذا الشخص الذي أعطي الأهلية لمنصب رئاسة الجمهورية , وأعلى (لقب) وجدوه أو اختلقوه  للخامنئي هو (حجة الإسلام والمسلمين)!! وهذا يدل على عدم اجتهاده فضلاً عن إدعاء المرجعية فكيف بمن يزّعم أنه الأعلى!!

ثالثاً: ذكر الشيخ علي الكوراني منزلة الخامنئي العلمية في تلك الحقبة بلقب (حجة الإسلام) وليس بــ(آية الله) مع أنه ذكر سلسلة طويلة من العلماء قبله بلقب (آية الله) ما عداه هو (أي الخامنئي) حينما وصل إليه قال (حجة الإسلام والمسلمين)!
المصدر  : قدوة الفقهاء , علي الكوراني , ص43.

وهذا يدل على أن موضوع عدم اجتهاد الخامنئي أمرٌ مسلّم في ذلك الوقت وأن إدعاء اجتهاده ومرجعيته لاحقاً لم يكن إلا من صنع السياسة!!

رابعاً : ومن الأدلة أيضاً على عدم اجتهاد الخامنئي حتى بعد وفاة الخميني هو تصريح السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني المتوفى سنة 1418 هـ , في كتابه وظيفة الفرد المسلم.

يقول الطهراني : وكذلك بعد وفاة آية الله الخميني ّ وإيكال القيادة إلى سماحة السيّد الحاجّ علي الخامنئي ّ، حيث علينا هنا أن نعرف وظيفتنا، لأنه ممّا لا شكّ فيه أنّ عنوان التقليد من الآن فصاعداً قد انفصل عن عنوان الحكومة. يعني أنّ سماحة السيّد الخامنئي ّ ليس من مراجع تقليد الناس ، ولابدّ من وجود عنوان الأعلميّة في مسألة التقليد ...)
المصدر : وظيفة الفرد المسلم, الطهراني , ص195.

فالطهراني وهو من رموز الثورة ومع ذلك لا يشّك بأن الخامنئي غير مجتهد فيقول : ممّا لا شكّ فيه ..)
ولاحظ قوله : من الآن فصاعداً ...) أي أن الخامنئي ليس مجتهداً وليس قريباً من الاجتهاد أيضاً!!
ثم يصرّح الطهراني مباشرة فيقول : أنّ سماحة السيّد الخامنئي ّ ليس من مراجع تقليد الناس!!

ومن ناحية أخرى لو تأملنا في تراث الخامنئي فلا نجد لديه شيئاً يُلتفت إليه!  فليس لديه تقريرات ودورات فقهية وبحث خارج كما هو المعتاد عند الفقهاء بل حتى رسالة عملية لا يوجد لديه!!
وإنّ كتاب (أجوبة الاستفتاءات) المُؤَلف من قِبل مكتبه كما هو واضح في المقدمة يفتقر للكثير من المسائل الابتلائية لذلك يضطر الكثير من مقلديه للرجوع لكتاب تحرير الوسيلة للخميني !!
أما الذين شهدوا له بالاجتهاد كلهم من وعاظ السلاطين ممن يعملون في حكومته وتحت أمره وينتفعون من ورائه !
وقد خرج نبي الله موسى عليه السلام ومعه (70) رجلاً كان يعتقد بأنهم الصفوة من أمته وبعد ذلك قالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة!! فكيف نسلّم عقولنا لعلماء البلاط الذين يأكلون من فتات هذا الحاكم!! ونترك الأدلة والبراهين التي تنص على عدم اجتهاده!
والظريف أنهم  جعلوه آية الله وجعلوا طاعته واجبة وتركها معصية كبيرة بعد وفاة الخميني مباشرة مع اعترافهم بعدم مرجعيته في ذلك الوقت!!

يقول صانعي : إن تأييد آية الله الخامنئي ليس مجرّد أمر مستحب بل هو واجب إلهي!! ... إن عدم التأييد ترك للواجب وترك الواجب معصية وخروج عن العدالة!!
المصدر: قراءات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية (3) , علي الخامنئي جهاده وفكره , ص39.

ويقول أيضاً : إنني أطرحها مسألة شرعية  إن التخلف عن أمر آية الله الخامنئي ذنب ومعصية كبيرة!!
المصدر: قراءات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية (3) , علي الخامنئي جهاده وفكره , ص39.

قال صانعي هذا التصريح في جريدة (جمهوري إسلامي ) بتاريخ  8 ذي القعدة 1409 هـ , بعد وفاة الخميني بشهر واحد فقط!!  . أي قبل أن يدّعوا المرجعية لخامنئي , وقد ادّعوها لاحقاً بعد سبع أو ثمان سنوات من ذلك التاريخ فكيف أوجبوا طاعته كطاعة المعصوم وأسقطوا من العدالة من يخالفه وهو ليس بمرجع؟؟!!
وهذا ما يؤكد لك أخي العزيز بأن مسألة مرجعية الخامنئي لم تكن إلا من صنع السياسة !!