الأحد، 20 أكتوبر 2013

مناقشة الفتوى الصادرة عن مكتب السيد السيستاني (دام ظله)

مناقشة الفتوى الصادرة عن مكتب السيد السيستاني (دام ظله)
بقلم / طالب علم



أولاً: لا وجود لهذه الفتوى في الموقع الرسمي للسيد السيستاني (دام ظله) ومجرد تداولها بين الناس وانتشارها عبر وسائل الاتصال ليس دليلا كافيا على صدور تلك الفتوى عن سماحة السيد بنفسه.

ثانياً : الفتوى صادرة بتوقيع المكتب وليس السيد السيستاني نفسه وهذا قد يكون تصرّفا شخصيا  واجتهاداً ذاتيّاً من أحد أفراد المكتب وهذا يحدث كثيراً في مكاتب المرجعيات .

ثالثا: لو تنزلنا وقلنا انّ الفتوى صدرت عن المكتب بعلم وإمضاء من السيد وموافقة من سماحته فنقول انها صدرت تقية لكونها أعقبت ردة فعل المخالفين على المسيرة التي ظهرت في الأعظمية وهذه الفتوى ليست واقعية , أي أنها تخالف النصوص الصادرة بوجوب إظهار البراءة إلا في حال التقية الشديدة. الاظهار هو الاصل والتقية استثناء وحكم ثانوي لا أولي.

رابعا: انّ من انتخب عنوان  الفتوى في هذا المنشور إما جاهل أو خبيث يستغفل السذج من المؤمنين فهو يعنون الفتوى بعبارة (سب الصحابة وزوجات النبي صلى الله عليه وآله) بينما موضوع الفتوى حول تصرّف الشباب والخروج في مظاهرة وليس في موضوع السب واللعن على إطلاقهما, فليس من مرجع او فقيه يقول بأنّ للفاسق او الظالم حرمة وإجماع الفقهاء على جواز لعن وسب الفاسق الظالم .. ولا خلاف بين الشيعة على فسق وظلم امثال عمر وابي بكر وعائشة لعنهم الله.
 جاء في الفتوى إدانة (هذا التصرّف) ولم يقل إدانة (لعن وسب عمر وعائشة) لكي يضع صاحب المنشور عنوان السب للصحابة!
فهذه  واحدة من الطرق الملتوية التي يسلكها اتباع الفرقة البترية المنتشرة هذه الأيام والتي تسعى بكل ما اوتيت من قوة في طرح  تأصيلات شيطانية لشرعنة تطبيع العلاقات مع أعداء أهل البيت عليهم السلام.
ومن الأدلة التي نسوقها على عجالة للبرهنة على أن الفتوى صدرت تقية لإسكات المخالفين قوله (على خلاف ما أمر به أئمة أهل البيت عليهم السلام) والتقية هي أن تقول خلاف الحكم الواقعي اتقاء الضرر .
لأن لعن وسب رموز الباطل من أدبيات التشّيع وليس مخالفاً لها وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بلعن وسب رموز الباطل وأهل الريب والبدع.
قال صلى الله عليه وآله: «إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة». المصدر: (الكافي الشريف ج2 ص375).

إنّ من أعظم الظلم الذي وقع على هذه الأمة هو تحريف الدين , ولذلك استحق أهل الريب والبدع وعلى رأسهم رموز النفاق والتحريف الأوائل المجاهرة بلعنهم وسبهم كما أمر الحديث النبوي الشريف.
والأصل هو الإظهار لا الكتمان ,, ولا تتعطل هذه الوظيفة إلا في حالة التقية الشديدة، أي أن يكون المؤمن مقهوراً مجبوراً لا يتمكن من الجهر بالحق وفضح الرموز المنحرفة.

يقول آية الله السيد صادق الشيرازي (دام ظله) : يجب إظهار الموالاة لله وللأنبياء والأئمة وفاطمة الزهراء عليها السلام وهكذا يجب إظهار معاداة أعداء الله وأعداء الأنبياء وأعداء الأئمة وأعداء فاطمة الزهراء عليها السلام. المصدر : المسائل الإسلامية , السيد صادق الشيرازي, ص385, المسألة رقم 2315.

بناءً على ما سبق فإنه على فرض صحة نسبة تلك الفتوى للسيد السيستاني دام ظله فإنها لا تكون ملزمة لنا بل ملزمة لمقلديه فقط..
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..