السبت، 26 أكتوبر 2013

كمال الحيدري بين مطرقة ابن تيمية وسندان ابن عربي!

كمال الحيدري بين مطرقة ابن تيمية وسندان ابن عربي!

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم
في البداية وكمقدمة لحديثنا عن كمال الحيدري أنقل لكم قول محمد كاظم الغروي حول ممارسة الألاعيب السياسية بين إيران والسعودية.
يذكر الغروي بعض هذه الممارسات و هذه واحدة منها: الوحدة الإسلامية هدف نبيل , وإثارة القضايا الخلافية مؤامرة استعمارية لتمزيق الصف الإسلامي الواحد ... فإذا اختلفت إيران وتنازعت مع السعودية, تألقت الإنسانية في قناة العربية وصارت تنقل أخبار قمع المتظاهرين في طهران وتتابع أنشطة المعارضة هناك , فيأتيها الجواب من قناة الكوثر بتغطية قمع زوار البقيع في المدينة المنورة وأُفسح المجال بشكل رائع للسيد كمال الحيدري , الذي صار يغرّد كما يشاء وبما يثلج صدور الشيعة ويرغم أنوف السنة , ويلقمهم حجراً بعد حجر!!
والفضيحة ستكون عندما يتصالح البلدان ثانية وتعود المياه بينهما إلى مجاريها , عندها لن تظهر الكوثر أدلة بطلان التسنن , وانحراف الوهابية ولا يعود قمع الشيعة والتضييق عليهم في زيارة البقيع واضطهادهم في الإحساء والقطيف خطباً يستحق هذه التغطية ولا شأناً يمكن الحديث عنه وتعود الوحدة الإسلامية هدفاً نبيلاً وغاية إصلاحية عظيمة!!
المصدر : الجنازة الماسونية , محمد كاظم الغروي , ص 71- 72.

محمد كاظم الغروي هذا خميني الهوى ويعرف ذلك من اطلع على كتابه الجنازة الماسونية وهو هنا يبيّن بأن كمال الحيدري مجرّد أداة من أدوات النظام الإيراني يستخدمونه كورقة ضغط!
وهذه العناوين البراقة (وحدة إسلامية وغيرها) يستخدمها الأنظمة لخداع السذج من الناس!
وإننا لا نتفق معهم في قولهم الوحدة الإسلامية, فليس هناك وحدة مع المخالفين و إنما هناك أخوة إنسانية بالدرجة الأولى وتعاون ثقافي واجتماعي, و أخوة إسلامية تحت العنوان العام للإسلام الذين يندرجون تحته في الحياة الدنيا, فهم مسلمون في الحكم كفار في الموضوع لذا نجري عليهم أحكام الإسلام فلهم ما لنا وعليهم ما علينا.
إثارة قضايا الخلاف ليس مؤامرة استعمارية كما يزعمون بل هو مطلب ديني أساسي والزهراء أول من أثارت تلك القضايا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنذ ذلك اليوم ونحن أتباع محمد وآله الأطهار أُمة والقوم أمة. نحن مع إثارة قضايا الخلاف ومناقشتها ولكن شريطة أن يبقى الصراع في ميدان الجدل الكلامي فقط وأن لا يتحول إلى صراع دموي على الساحة, كما حولته الطائفة الوهابية.
وهناك أمر آخر يجعل الحيدري يقوم بهذه الحملة على ابن تيمية وأتباعه وسوف تعرف  عزيزي القارئ السبب من خلال السطور القادمة.

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
يشن المدعو كمال الحيدري في الوقت الراهن حملة شعواء على ابن تيميه لعنه الله ويصفه بالمشبّه والمجسّم بينما يغمض عينيه عما في كتبه وكتب أساتذته العرفاء والمتصوفة من طامات في التشبيه والتجسيم و وحدة الوجود والموجود التي هي أشد كفراً وإلحاداً وزندقة من عقيدة ابن تيمية في التشبيه!
ونحن هنا لا ندافع عن الزنديق ابن تيميه لعنه الله ولا نبرؤه.
ولكن نقول : لِمَ الكيل بمكيالين يا كمال الحيدري؟؟
لماذا ترى القشة في عيون غيرك ولا ترى الخشبة في عينك؟
كمال الحيدري لماذا أنت أسد على ابن تيمية ونعامة على ابن عربي؟
كيف تهاجم ابن تيمية وتترك ابن عربي لعنهما الله؟
أنت من وضعت نفسك محامياً عن عرين التوحيد فكن أهلاً لذلك بحق وقل بأن ابن عربي ضال كافر زنديق لا يختلف عن ابن تيمية بل أشد كفراً منه.
وإلا فاسكت ولا تتدخل في التوحيد فمن كان بيته من زجاج لا يرمينّ ابن تيمية وأمثاله بالحجر!
إن هذه الإستراتيجية التي ينتهجها اليوم أتباع الفلسفة والعرفان ومن بينهم كمال الحيدري للتغطية على كفريات ابن عربي وزمرته هي نفس الإستراتيجية التي انتهجها الوهابيون في نسبة التشيع إلى عبد الله ابن سبأ اليهودي لكي يغطوا على فضيحة مذهبهم الفاسد الذي يرجع أصله لكعب الأحبار اليهودي!!


وبما أنّ الحيدري لا يستطيع مواجهة خصومه من المدرسة التفكيكية (الثابتين على نهج محمد وآل محمد) ومحاججتهم فلذلك ذهب للتشنيع على ابن تيمية و أتباعه لكي يوهم العوام بأنه صمام الأمان للعقيدة وحامي عرين التوحيد!!
وبهذا يصد الناس عن الالتفات إلى كفريات ابن عربي وزمرته من جهة , ومن جهة أخرى يعتقد الناس العوام البسطاء بسلامة عقيدة ابن عربي لكون كمال الحيدري الذي يهاجم ابن تيمية ويدافع عن التوحيد لا يحارب ابن عربي أو يشنع عليه!

كمال الحيدري يقول بأنّ ابن تيمية مجسّم ولكنه يتناسى بأنّ ابن تيمية يُعتبر تلميذاً صغيراً في مدرسة أستاذ الحيدري وبقية العرفاء وهو الملا صدرا القائل بالجسم الإلهي!!
يقول السيد الخوئي: العجب من صدر المتألهين حيث ذهب إلى هذا القول في شرحه على الكافي وقال ما ملخّصه : إنّه لا مانع من التزام أنه سبحانه جسم إلهي ، فإنّ للجسم أقساماً فمنها : جسم مادي وهو كالأجسام الخارجية المشـتملة على المادّة لا محالة . ومنها : جسم مثالي وهو الصورة الحاصلة للإنسان من الأجسام الخارجيـة وهي جسم لا مادّة لها . ومنها : جسم عقلي وهو الكلِّي المتحقِّق في الذهن وهو أيضاً مما لا مادّة له بل وعدم اشتماله عليها أظهر من سابقه . ومنها : جسم إلهي وهو فوق الأجسام بأقسامها وعدم حاجته إلى المادّة أظهر من عدم الحاجة إليها في الجسم العقلي ، ومنها : غير ذلك من الأقسام ، ولقد صرّح بأن المقسم لهذه الأقسام الأربعة هو الجسم الذي له أبعاد ثلاثة من العمق والطول والعرض. وليت شعري أن ما فيه هذه الأبعاد وكان عمقه غير طوله وهما غير عرضه كيف لا يشتمل على مادة ولا يكون متركباً حتى يكون هو الواجب سبحانه . نعم ، عرفت أن الالتزام بهذه العقيدة الباطلة غير مستتبع لشيء من الكفر والنجاسة (حكماً) ، كيف وأكثر المسلمين لقصور باعهم يعتقدون أنّ الله سبحانه جسم جالس على عرشه ومن ثمة يتوجهون نحوه توجه جسم إلى جسم مثله لا على نحو التوجه القلبي .
المصدر : التنقيح, المحقق الخوئي, ج2 ص78.

وكذلك الحيدري منتسب لمدرسة ابن عربي الذي يقول: انّ هذه الذات (أي الذات الإلهية) التي حجر التفكر فيها فرأيناها على النقيض مما دلت عليه العقول بأفكارها فيشاهد صاحب الكشف يمين الحق ويده ويديه والعين والأعين المنسوبة إليه والقدم والوجه ثم من النعوت الفرح والتعجب والضحك والتحول من صورة إلى صورة هذا كله شاهده...)
المصدر: الفتوحات المكية , ابن عربي, ج2 ص383.
ويحدثنا ابن عربي عن العرش والكرسي , والقدمين في مواطن عدة .
المصدر : الفتوحات المكية ج2 ص362.
وكذلك الحال عندما يؤول حديث ((كلتا يديه يمين)) تبارك وتعالى وجلّ عما يقوله العادلون بالله.
المصدر : فصوص الحكم ص 144, الفتوحات المكية ج11 ص184.
ويذكر ما يدعي بأنه صحيح عن رسول الله من الأخبار التي وصف فيها ربه وفيها صفات البشر من الفرح والضحك والتعجب والتبشبش والغضب والتردد والكراهة والمحبة والشوق...)
المصدر : الفتوحات المكية ج3 ص251 , ج1 ص190, ج7 ص199, وج13 ص129-130.

ثم يصرح في موضع آخر : إن الشارع ما أنكر إطلاقها في جناب الحق : من استواء ونزول ومعية وضحك وفرح وتبشبش وتعجب , الخ ...)
المصدر : ابن عربي عارف أم ملحد , علاء فيصل, ص 20 , نقلاً عن الفتوحات المكية, ج1 ص211.

ويصرّح ابن عربي في كتابه الفتوحات المكية بأنه قد رأى ربه في عالم الرؤيا وهو يقول له : انصح عبادي , ثم يؤكد على هذا في مواطن عديدة من الكتاب!
المصدر : ابن عربي عارف أم ملحد , علاء فيصل, ص 21 , نقلاً عن الفتوحات المكية, ج1 ص334- 658.

ثم يصرح بصحة الحديث الذي ينسب الهرولة إلى الله عز وجل ثم يقرر: أن المراد هو إثبات هذه الصفة له حسب ما يليق بجلاله , لأنه المجهول الذي لا يعرف.
ويستطرد قائلاً " وأما معقولية الهرولة فما خاطب الله أهل اللسان إلا بما يعقلونه.
فالهرولة معقولة وصورة النسبة مجهولة وكذلك جميع ما وصف الله به نفسه مما توصف به المحدثات.
المصدر : الفتوحات المكية , ج1 ص345.
ومن القائلون بمثل هذا الكلام هم الحشوية والوهابية.

وهو أيضاً يؤيد ما ورد من الأحاديث الموضوعة ويصرح قائلاً : إن الله ينزل إلى سماء الدنيا في كل ليلة في الثلث الباقي من الليل.
الفتوحات المكية , ابن عربي, ج2 ص 629.
وإله ابن عربي يمكن رؤيته عبر الكشف بتفاصيله الدقيقة!! بل يستطيع أي شخص ان يرى إله ابن عربي!!
بل يقول بأن رؤية أبا يزيد البسطامي مرة واحدة أفضل من رؤية الله ألف مرة!!
قال ابن عربي : لقي رجل بعض الناس في زمان أبي يزيد البسطامي فقال له هل رأيت أبا يزيد فقال رأيت الله فأغناني عن أبي يزيد فقال له الرجل لو رأيت أبا يزيد مرة كان خيراً لك من أن ترى الله ألف مرّة ...)
المصدر: الفتوحات المكية , ابن عربي, ج4 ص186.

ويتحدث ابن عربي في أكثر من مورد عن رؤية الله تعالى في الآخرة ثم يذكر تفاصيل مختلفة لذلك لا برهان له بها.
المصدر : ابن عربي عارف أم ملحد , علاء فيصل, ص 23 , نقلاً عن فصوص الحكم ص 87 ,184 , ...)
ومنها قوله : ان الحق عينه يتجلى يوم القيامة في صورةٍ فيُعرف ثم يتحول في صورة فيُنكر ثم يتحول عنها في صورة فيُعرف وهو هو المتجلي ليس غيره في كل صورة.
المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , ص184.

وكذلك يقول : أن الله تعالى سيتجلى في يوم القيامة للخلائق فيقول : أنا ربكم.
فيقولون : نعوذ بالله منك. هذا نحن منتظرون حتى يأتينا ربنا
فيقول لهم جل وعلا: هل بينكم وبينه علامة تعرفونه بها؟
فيقولون : نعم.
فيتحول لهم في الصورة التي عرفوه فيها بتلك العلامة فيقولون : أنت ربنا.
فيأمرهم تعالى بالسجود فلا يبقى من كان يسجد لله إلا وسجد ومن كان يسجد اتقاء ورياء جعل الله ظهره طبقة نحاس كلما أراد أن يسجد خر على قفاه وذلك قوله : {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}!!!
المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج1 ص 314.

أما عن تنزيه الله سبحانه وتعالى يقول ابن عربي بأن المنزّه لله جاهل أو صاحب سوء أدب!!
يقول في كتابه الفصوص: اعلم أيدك الله بروح منه أن التنزيه عند أهل الحقائق في الجناب الإلهي عين التحديد والتقييد. فالمنزّه إما جاهل و إما صاحب سوء أدب.
المصدر: فصوص الحكم , ابن عربي, ص68.

والخميني إمام الحيدري يعلّق على كلام ابن عربي ويؤكد على أن التشبيه ثابت!!
تعليق الخميني : أنّ الوقوف عند التنزيه إساءة الأدب وتكذيب الحق والرسل لا سيما أنّ ألسنَة الشرائع نطقت بالتشبيه بلسان العموم في بعض الموارد وبلسان الخاصة في موارد أخر أو في الكلام الذي لم يفهم منه العامة ما فهمه الخاصة في أي لسان ولغة كان وقوله فإن للحق في كل خلق ظهوراً تعليل لأصل المقصود من مقام التشبيه أي التشبيه ثابت فإنّ الحق ظاهرٌ في كل شيء بحسبه وقوله فهو الظاهر في مفهوم أي في كل حقيقة أتى بلفظ المفهوم للمشاكلة مع كلامه السّابق أي فهو تعالى مع ظهوره في كل الحقائق محجوب عن كلّ فهم فإنّ المشاهدة الحضوريّة وإن كانت واقعة ولكن الإحاطة بجميع المظاهر غير ممكن إلاّ للكمل والأقطاب.
المصدر: فصوص الحكم بتعليق الخميني, ص77.
فحسب كلام الخميني الإحاطة متحققة للكمّل والأقطاب!!

ويقول شيخهم الأكبر ابن عربي :
فإن قلت بالتنزيه كنت مقيداً *** و إن قلت بالتشبيه كنت محدداً
و إن قلت بالأمرين كنت مسدداً *** و كنت إماماً في المعارف سيداً
المصدر: فصوص الحكم , ابن عربي, ص68.

ويعلّق إمامهم الخميني فيقول : الدعوة إلى التنزيه هي الدعوة إلى التشبيه وبالعكس فإن التنزيه محجوب في التشبيه والتشبيه مستور في التنزيه نعم كان من دأب الأنبياء عليهم السلام التصريح بالتنزيه وجعل التشبيه في الحجاب لأصحاب السر وأرباب القلوب وبحسب حالات قومهم وغلبة جهات الكثرة والوحدة عليهم كان الدعوة مختلفة في التصريح والرمز ولهذا من أخذ موسى عليه السلام بلحية أخيه ما فهم القوم إلا التنزيه مع أن أرباب المعرفة فهموا منه التشبيه)).
المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس ، الخميني , ص92-93.

أقول : حسب كلام الخميني السابق فان تنزيه الله عن الشبه هو مجرد كلام يقوله الأنبياء لنا نحن أصحاب العقول البسيطة! لذا يقول التشبيه مستور في التنزيه! يعني كما نقول في تعبيرنا الدارج( ياخذونا على قد عقلنا!) يعني في الأساس القران والأنبياء عندما دعونا إلى تنزيه الله هم في الحقيقة يدعوننا إلى التشبيه! ولكن تلك المعاني لا يعرفها إلا ابن عربي والخميني! فتنزيه الله عند الخميني وابن عربي يعني تشبيهه!
ويدعي ان للأنبياء دعوتان! دعوة في الحجاب وهي دعوة لتشبيه الله تعالى وتلك يحتملها فقط أمثال ابن عربي
أما التنزيه فهو ضحك على ذقون الغلابا من أمثالنا ! فالأنبياء يقولون بتنزيه الله لنا نحن فقط!
ومع علم الخميني بأن هذا القول مناقض لأقوال أئمة أهل البيت عليهم السلام إلا أنه يصّر عليه!!
يقول في تعليقته على فصوص الحكم : قد ورد من طريق أهل البيت وأصحاب الوحي الأمر بإخراجه تعالى عن الحدّين حدّ التشبيه وحدّ التعطيل.
المصدر : فصوص الحكم لابن عربي, بتعليق الخميني, ص116.
فهل أخرجه الخميني عن حد التشبيه أم أنه قال بأن التشبيه ثابت!!

ويواصل كمال الحيدري هجومه على ابن تيمية ويشنّع عليه لقوله بإن الله خلق آدم على صورته! وكذلك بأن الله خلق آدم على صورة الرحمن؟!!
بينما الحيدري وغيره من العرفاء أتباع ابن عربي يفسرون هذا الحديث بوحدة الوجود والموجود تارة وبالتشبّه بالله تارة أخرى !!
يقول ابن عربي :كان العالم على صورة الحق وكان الإنسان الكامل على صورة العالم وصورة الحق وهو قوله أنّ الله خلق آدم على صورته فليس في الإمكان أبدع ولا أكمل من هذا العالم إذ لو كان لكان في الإمكان ما هو أكمل من الله فإن آدم وهو من العالم قد خلقه الله على صورته وأكمل من صورة الحق فلا يكون وذلك أن ظهور العالم عن الحق ظهور ذاتي فالحق مرآة للعالم ظهر فيها صور العالم فرأت الممكنات نفسها في مرآة الحق.
المصدر: الفتوحات المكية , ابن عربي, ج4 ص24.
ويقول أيضاً : ما ظهرت الجهات السّت إلا بالإنسان، و هو على صورة الرحمن!!
المصدر : فصوص الحكم, ابن عربي ,ص 171.
تعليق: تأملوا جيداً. هو يقول بالجهات لله تعالى أي الجسمية التامة.
الجهات السّت( فوق وتحت, يمين ويسار, أمام وخلف)! والإنسان الذي ظهرت به هذه الجهات هو على صورة الرحمن والعياذ بالله!
ويقول ابن عربي أيضاً : «إن الله خلق آدم على صورته». و ليست صورته سوى الحضرة الإلهية!!
المصدر : فصوص الحكم, ابن عربي ,ص 199.
وهذا القول يصرّح به الخميني أيضاً إذ يقول: " إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُوَرتِهِ " ومعناه أن الإنسان هو المثل الأعلى للحق سبحانه...)
الأربعون حديثاً, الخميني, ص573, طبعة دار الكتاب الإسلامي ,قم .
ويقول أيضاً : فالله تعالى خلق الإنسان الكامل والآدم الأول على صورته الجامعة وجعله مرآة أسمائه وصفاته.
الأربعون حديثاً, الخميني, ص574, طبعة دار الكتاب الإسلامي ,قم .
تعليق: أنتم تعلمون انّ لله صفات ذات وصفات أفعال والخميني يعتبر هذا المخلوق مرآة والعياذ بالله لصفات الله كلها بما فيها صفات ذاته المقدسة!.
كما أن الخميني في نفس المصدر يذكر الحديث المختلق: إن الله خلق آدم على صورة الرحمن!!
الأربعون حديثاً, الخميني, ص570, طبعة دار الكتاب الإسلامي ,قم .

يقول القيصري في شرحه لفصوص الحكم : "فحفظه للأشياء كلها حفظه لصورته "_ص255_
تعليق الخميني: فحفظه للأشياء "الخ"، وإنّما ورد أن الله خلق آدم على صورته
دون سائر الأشياء فإنه (آدم) مظهر الاسم الجامع الإلهي فهو ( أي آدم) صورة الحق...)
المصدر : فصوص الحكم بتعليق الخميني, ص163.
وهنا يصرّح الخميني بأن آدم صورة الله بكل صراحة!! ثم السؤال الذي يطرح نفسه هل الله صوره؟ هل يصح التعبير عند الموحدين عن الله تعالى بأنه صورة والعياذ بالله؟! الله هو الباريء المصور ولم يصف ذاته المقدسة بأنها صورة!

ويقول الخميني أيضاً :فهو تعالى شأنه على صورته وصورة الإنسان مثاله تعالى...) وكان هذا التصريح تعليقاً على الحديث : ان الله خلق آدم على صورته!!
المصدر : فصوص الحكم بتعليق الخميني, ص92.
ويقول الخميني أيضاً : واعلم يا حبيبي أن العوالم الكلية الخمسة ظل الحضرات الخمس الإلهية، فتجلى اللّه تعالى باسمه الجامع للحضرات، فظهر في مرآت الإنسان، فإن اللّه خلق آدم على صورته.
المصدر : شرح دعاء السحر , الخميني , ص128.

ويعترف حسن زادة آملي أستاذ كمال الحيدري بكل صراحة بالتشبيه فيقول: قد ورد في الحديث أن الله خلق آدم على صورته,, وفي رواية انّ الله خلق آدم على صورة الرحمن ,, وفي رواية ان الله خلق آدم وأولاده على صورة الرحمن!!
ثم يقول : فإذا اتصف العبد بالصفات الربوبية تشّبه بارئه ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً...)
المصدر : النور المتجلي , حسن زادة آملي ,ص41.

وهنا أيضاً تصريح لكمال الحيدري نفسه يقول بأن الله خلق آدم على صورته!!

بينما جاء عن أهل البيت عليهم السلام توضيح المعنى ولكن الخميني وزمرته تركوا أهل البيت خلف ظهورهم وأخذوا بأقوال ابن عربي وأمثاله !!
عن الحسين بن خالد قال: قلت للرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله إن الناس يروون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الله خلق آدم على صورته فقال: قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديث إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر برجلين يتسابان فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبح الله وجهك ووجه من يشبهك فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته.
المصدر : توحيد الصدوق ,ص 152. عيون أخبار الرضا, الصدوق, ج2 ص110.


فصورة ذلك الرجل مشابهة لصورة النبي آدم لا أن صورة آدم مشابهة لله (والعياذ بالله) كما يدّعي ابن عربي والخميني وابن تيمية!!
وقد يحاول القوم المراوغة فيقولون إنّ المقصود بالصورة هي إضافة تشريف كما ورد في حديث يعارض ذلك المروي في عيون أخبار الرضا إلا انّ الخميني يتشبث به في كتابه الأربعون ويشرحه بل عبّر عن الله تعالى بقوله صورة الصور! لا مصوّر الصور!
يقول الخميني: (ويُقال للحق المتعالي صورة الصور).
المصدر : الأربعون حديثاً, الخميني, ص571, طبعة دار الكتاب الإسلامي ,قم .

ومن الأمور التي شنّع بها الحيدري على ابن تيمية هو قوله بأن الضمير في الحديث : (إن اللّه خلق آدم على صورته) يعود إلى الله .
ولكن لا يحق للحيدري الاعتراض ما دام إمامه الخميني يقول بذلك أيضاً!!
يقول الخميني : المقصود من " آدم " في نهاية الخبر " إن الله خلق آدم على صورته " هو نوع الإنسان، ويعود الضمير في قوله " على صورته " إلى الحق المتعالي.)
المصدر : الأربعون حديثاً, الخميني, ص569, طبعة دار الكتاب الإسلامي ,قم .

وهنا الحيدري أمام خيارين وكلاهما مرّ :
إما أن يقول بأنّ الضمير عائد إلى الله كما قال إمامه الخميني ويكون بذلك موافقاً لعقيدة ابن تيميه!
وإما أن يرواغ و يبرر للخميني ويوجد له الأعذار الواهية المتهالكة كما يفعل أنصار ابن تيمية وبهذا عليه أن يكف هو أيضا لسانه عن ابن تيمية لعنه الله لأنّ قومه أيضاً يوجدون له الأعذار والتبريرات فلماذا لا يقبل بها؟! فليس له أن يمنع غيره مما يجيزه لنفسه.

فـأنت يا كمال الحيدري بين مطرقة ابن تيمية وسندان ابن عربي وأتباعه الذين أبرزهم الخميني.
وبعد هذا العرض لجملة من النصوص تبين لنا بجلاء أنّ ابن عربي وزمرته العرفاء قائلون بالتشبيه والتجسيم كما هو حال ابن تيمية وزمرته, بل زادوا عليهم في القول بوحدة الوجود والموجود.
فهل يحق لأمثال كمال الحيدري التصدي للدفاع عن التوحيد بعد هذه الفضائح والمخازي؟؟

هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
طالب علم
10/7/1432هـ

كمال الحيدري والأمانة العلمية!

كمال الحيدري والأمانة العلمية!
بقلم : طالب علم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم
بغض النظر عن محتوى الموضوع فإن المتأمل في هذا المقطع يعرف جيداً بأن كمال الحيدري مدلّس نسب كلام المحقق عبد الرحيم الشيرازي للعلامة المجلسي وهذا واضح من سياق حديثه.

يقول في الدقيقة (1:04): في الواقع انه كما ذكرت في مقدمة حلقة هذا البحث في هذه الليلة هو أن هناك تقريباً يوجد إجماع من علماء مدرسة أهل البيت , طبعاً من أقول علماء مدرسة أهل البيت مقصودي وقصدي من ذلك أعلام هذه المدرسة أساطين هذه المدرسة الذين هم يمثلون الرأي الأساسي في هذه المدرسة ... نحن عندما نقول علماء المدرسة مرادنا أكابر هذه المدرسة من يشار إليهم يمثلونها حقيقةً وإن كنا نعتقد نحن أنه لا يوجد هنا ممثل للمدرسة , هؤلاء أعلام المدرسة...)

أقول : من خلال هذا المقطع من حديث كمال الحيدري تعرف بأنه يريد نقل أقوال علماء الطائفة والمشار إليهم ولا ينقل أقوال غيرهم من المجهولين أو حتى لو كانوا معروفين ولكن دون مستوى هؤلاء الأساطين!
وقد نقل في الدقيقة (2:27) قول علم من أعلام الطائفة وهو الشيخ الطوسي (قدس سره)
وفي الدقيقة (5:37) : نقل قول علم آخر من أعلام الطائفة وهو الشريف المرتضى (قدس سره)
وفي الدقيقة (8:25) قال : علم ثالث من أعلام مدرسة أهل البيت ما ورد في بحار الأنوار للعلامة المجلسي....)
أقول : حسب القاعدة التي وضعها كمال الحيدري في مقدمة بحثه فقد التزم بأنه سوف ينقل عن الأعلام لذلك هو هنا يؤكد على هذا فينقل الكلام على أن المجلسي هو من قال العبارة التي سيذكرها!
قال الحيدري في الدقيقة (9:19): بعد أن ينقل قولاً لما ورد في بعض تفاسير الشيعة انظروا ماذا يقول: فيه شناعة شديدة ، وغرابة عجيبة....)
أقول : الناقل هو المجلسي والمنقول رواية عن تفسير القمي إذاً هو ينسب القول هذا (فيه شناعة شديد ....) للمجلسي وليس للمحقق!! ولكن الحيدري نقل كلام المحقق في الهامش على أنه كلام المجلسي!

وهنا نضع بعض التساؤلات حول تصرّف الحيدري!
1- لماذا يقرأ الحيدري كلام المحقق في الهامش بدلاً من كلام المجلسي في المتن؟
2- إذا كان قصد الحيدري نقل كلام المحقق لماذا لم يشر إلى اسمه؟
3- هل المحقق من أعلام الطائفة و الأساطين المشار إليهم وهذه هي القاعدة التي وضعها هو بنفسه في مقدمة بحثه حين قال أنه لن ينقل إلا أقوالهم ؟
ومن هنا قلنا بأن الرجل مدلّس وقد أوهم الناس بأن قول المحقق هو قول المجلسي!
ثم ألا يخدش هذا الفعل عدالة الرجل وأمانته العلمية؟

محاورتي مع ملا صدرا..

محاورتي مع ملا صدرا..
بقلم طالب علم
يعتقد العرفاء وعلى رأسهم ملا صدرا بانقطاع العذاب في نار جهنم وعدم الخلود فيها بل يعتقد بتحوّل الجحيم إلى نعيم والعذاب إلى عذوبة!!
يقول كبير العرفاء (ابن عربي) :
فلم يبقَ إِلا صادق الوعد وحدهُ  *** وما لوعيد الحق عين تعَايَنُ
و إِن دخلوا دار الشقاء فإِنهم ***  على لذة فيها نعيم مباينُ
نعيمَ جنان الخلد فالأمر واحدٌ *** و بينهما عند التجلي تباينُ
يسمى عذاباً من عذوبة طعمِهِ  ***  و ذاك له كالقشر والقشر صائِنُ
فصوص الحكم, ابن عربي , تعليق الخميني, ص123.

والملا صدرا يعتقد كشيخه الأكبر أنّ العذاب بمعنى العذوبة ولذلك هو يحاول التبرير له فيقول : إنّ العذاب كما قد يراد منه المعنى المصدري - أي التعذّب - كذا يراد منه اسم ما يتعذب به كالنار مثلاً، وهذا غير مستلزم لذاك، فالنصوص الواردة في الخلود في العذاب لو كانت مثل قوله تعالى: {لا يخفف عنهم العذاب} يمكن أن يُأوّل فيها العذاب بالمعنى الاسمي لا المصدري، وان كان الثاني أظهر بحسب اللفظ.
المصدر : تفسير القران الكريم , الملا صدرا, ج5 ص300.
واستنكر الملا صدرا الاعتقاد بالعذاب الأبدي وأشكل على القائلين به, فيقول موجهاً خطابه ضد القائلين بالتحسين والتقبيح العقليين :
إعلم  أنّ في تعذيب الله بعض عباده عذاباً أبدياً إشكالاً عظيماً , خصوصاً عند القائلين بالتحسين والتقبيح العقليين , فإن الله خالق العباد وموجدهم ومبدئهم ومعيدهم, وشأن العلة الفاعلة الإفاضة والإيجاد على معلولها , إذ ليس المعلول إلا رشحات وجوده , ولمعة من لمعات وجوده , والتعذيب الأبدي منافي الإيجاد والعلية!!
المصدر : تفسير القرآن الكريم, الملا صدرا , ج5 ص298.
أقول : عندما أقول انّ (في) قولٍ ما إشكالاً واصفه أيضاً بالعظيم فأنا بصدد النكير على هذا القول.
والقول المستنّكر هنا هو العذاب الأبدي.
 والملا صدرا هو الذي أشكل واستنكر على هذا الأمر موجهاً خطابه ضد جميع المسلمين وخصوصاً القائلين بالتحسين والتقبيح العقليين!
وتصريح الملا صدرا هذا واضح وصريح في إنكار العذاب الأبدي ولكن أحد الأخوة الكرام اعترض علينا  بقوله : أن الملا صدرا لا ينكر العذاب الأبدي للمنافقين والكافرين بل يقصد العاصين من المؤمنين حيث يعذبون في النار على حسب ذنوبهم ثم يخرجون منها إلى الجنة وهذا معنى تحوّل العذاب إلى عذوبة!!

فعاتبنا الملا صدرا وقلنا له لماذا لا تبيّن للأخ العزيز عقيدتك في نار جهنم بكل وضوح وتكشف له الأمر بكل صراحة وتوضّح له المعنى بكل شفافية لكي يقتنع بأنك تقول العذاب يتحوّل إلى عَذْب في نار جهنم؟!

فقال الملا صدرا:  حسناً يا طالب علم سوف أوضح له الأمر بكل شفافية.
إعلم (يا أخانا الكريم) أن أهل العذاب هم الذين نفوسهم كانت مستعدة لدرجة من درجات الجنان ثم بطل استعدادهم بارتكاب المعاصي فحالهم كحال من انحرف مزاجه عن الاعتدال اللائق به وعن الصحة التي له بحسبه فيكون في ألم شديد حتى يرجع إلى الاعتدال الذي كان له أو بطل استعداده بالكلية وانتقل مزاجه إلى مزاج وافقه تلك الحالة التي كانت مخالفة لمزاجه الأول وكان مرضا في حقه فصار المرض صحة له والألم راحة له و انقلب العذاب عذوبة في حقه لانقلاب جوهره إلى جوهر أدنى فكذلك حال من يدخل في النار و يتعذب بها مدة لأجل الأعمال السيئة فإن بقي في قلبه نور الإيمان فمنع أن ينفذ ظلمة المعاصي في باطن قلبه و يحيط به السيئات فلا محالة يخرج من النار و يبرأ من العذاب و أما من اسود قلبه بالكلية و غاص في باطن قلبه ظلمة المعاصي لأجل الكفر فلا يخرج من النار أبداً مخلداً.
المصدر: الأسفار , الملا صدرا , ج5 ص346.

طالب علم : يا ملا صدرا  أخبر أخانا الكريم عن حال المخلّدين في النار من المنافقين والمشركين والكفار ؟
الملا صدرا :  بالنسبة إلى المنافقين الذين لهم استعداد الكمال واستعداد النقص و إن كان (العذاب) أليما لإدراكهم الكمال وعدم إمكان الوصول إليه لهم ولكن لما كان استعداد نقصهم أغلب رضوا بنقصانهم و زال عنهم تألمهم بعد انتقام المنتقم منهم بتعذيبهم وانقلب العذاب عذباً كما يشاهد ممن لا يرضى بأمر خسيس أولا ثم إذا وقع فيه و ابتلي و تكرر صدوره منه تألّف به واعتاد فصار يفتخر به بعد أن كان يستقبحه!!
المصدر: الأسفار , الملا صدرا , ج5 ص361, تفسير القرآن الكريم , الملا صدرا ,ج5 ص304.

طالب علم : لا بأس يا  ملا صدرا تحمّل اخانا العزيز فهو لربما لم يستوعب بعد فخذه بحلمك وأخبره عن حال المشركين أيضاً؟
الملا صدرا  :  بالنسبة إلى المشركين الذين يعبدون غير الله من الموجودات فينتقم منهم لكونهم حصروا الحق فيما عبدوه و جعلوا الإله المطلق مقيداً و أما من حيث إن معبودهم عين الوجود الحق الظاهر في تلك الصور فما يعبدون إلا الله فرضي الله منهممن هذا الوجهفينقلب عذابهم عذبا في حقهم!!
المصدر: الأسفار , الملا صدرا , ج5 ص362-361, تفسير القرآن الكريم , الملا صدرا ,ج5 ص305.

طالب علم : هل يعني هذا ان عبادة الأصنام والأوثان هي عبادة الله؟
الملا صدرا : ان عبدة الأصنام إنما يعبدون أصنامهم لظنهم الألوهية فيها , فهم أيضاً يعبدون الله بوجه , إلا أن كفرهم لأجل غلطهم في المصداق , وإسنادهم التجسيم والنقص إلى المعبود , فلا فرق يعتد به بينهم وبين كثير من الإسلاميين قال تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ), ان لجميع الموجودات طاعة جبلية ودين فطري لله سبحانه لا يتصور منها تمرد ولا عصيان أصلاً , لأن أمره سبحانه ماض وحكمه جار لا مجال لأحد في التمرد والعصيان أعني بذلك الأمر التكويني!!
المصدر : مجموعة رسائل فلسفية , الملا صدرا, ص343, طبعة دار إحياء التراث العربي بيروت, الطبعة الأولى 1422هـ..

طالب علم : لا أريد الخوض في خرافة أخرى من خرافاتكم فينحرف الحوار  عن مطلوبنا, ما أريد بيانه هو التوضيح للأخ الكريم بأنك تعتقد أن العذاب يتحوّل إلى عذْب في نار جهنم  وقد أجبتنا عن حال المنافقين والمشركين , فما حال الكفار ؟
الملا صدرا :  بالنسبة إلى الكافرين أيضاً و إن كان العذاب عظيماً لكنهم لم يتعذبوا به لرضاهم بما هم فيه فإن استعدادهم يطلب ذلك كالأتوني يفتخر بما هو فيه وعظم عذابه بالنسبة إلى من يعرف أن وراء مرتبتهم مرتبة و أنواع العذاب غير مخلد على أهله من حيث إنه عذاب لانقطاعه بشفاعة الشافعين و آخر من يشفع هو أرحم الراحمين كما جاء في الحديث لذلك ينبت الجرجير في قعر جهنم و بمقتضى سبقت رحمتي غضبي!!
المصدر: الأسفار , الملا صدرا , ج5 ص362, تفسير القرآن الكريم , الملا صدرا ,ج5 ص305.

طالب علم : الله يقطع سوالفك يا ملا صدرا ضحكتنا في أيام الحزن, جرجير في قعر جهنم!! شكلك جوعان بقوة والجوع كافر خلاك تهذي!
طيب أنت بينّت للأخ العزيز حال المنافقين والمشركين والكافرين ولكن لم تبيّن له حال الغافلين أتباع المنّحرفين كيف يكون وضعهم في جهنم؟
الملا صدرا : بالنسبة إلى المحجوبين الغافلين عن اللذات الحقيقية أيضاً (يكون العذاب) عَذب من وجه كما جاء في الحديث : ( إن بعض أهل النار يتلاعبون فيها بالنار) و(الملاعبة) لا تنفك عن التلذذ (وإن كان معذباً) لعدم وجدانه ما أمن به من جنة الأعمال التي هي الحور والقصور.
المصدر: الأسفار , الملا صدرا , ج5 ص361, تفسير القرآن الكريم , الملا صدرا ,ج5 ص304.

طالب علم : لم اسمع بهذا الحديث سابقاً ولا أعلم من أين تأتي لنا بأحاديث الف ليلة وليلة ؟؟
حسناً دعنا من هذا, نحن نسمع بأنّ في نار جهنم حيات وعقارب يتعذّب بها أهل النار هل هذا أيضاً يتحوّل إلى لذة ونعيم لأهل النار؟
 الملا صدرا : نعم يا طالب علم فقد قال شيخنا الأكبر ابن عربي في الفتوحات: يدخل أهل الدارين فيهما السعداء بفضل الله و أهل النار بعدل الله و ينزلون فيهما بالأعمال و يخلدون فيهما بالنيات فيأخذ الألم جزاء العقوبة موازيا لمدة العمر في الشرك في الدنيا فإذا فرغ الأمد جعل لهم نعيما في الدار التي يخلدون فيها (أي في النار) بحيث إنهم لو دخلوا الجنة تألموا لعدم موافقة الطبع الذي جبلوا عليه فهم يتلذذون بما هم فيه من نار و زمهرير و ما فيها من لدغ الحيات والعقارب كما يلتذ أهل الجنة بالظلال والنور ولثم الحسان من الحور لأن طبائعهم تقتضي ذلك ألا ترى الجعل على طبيعة يتضرر بريح الورد و يلتذ بالنتن, والمحرور من الإنسان يتألم بريح المسك فاللذات تابعة للملائم والآلام تابعة لعدمه!!
المصدر: الأسفار , الملا صدرا , ج5 ص349.

طالب علم : ملا صدرا ان  هذه الأقوال الدالة على انقطاع العذاب عن أهل النار تنافي ما ذكرته سابقاً من دوام الآلام عليهم؟
الملا صدرا : لا نسلم المنافاة إذ لا منافاة بين عدم انقطاع العذاب عن أهل النار أبداً وبين انقطاعه عن كل واحد منهم في وقت.
المصدر: الأسفار , الملا صدرا , ج5 ص350, تفسير القرآن الكريم , الملا صدرا ,ج5 ص305.
ثم لا يذهب على أحد أن الكون في الجحيم غير مستلزم للعذاب الأليم فإن الزبانية والسدنة من سكانها ليسوا معذّبين ... والقول بانتهاء مدة التعذيب للكفار وإن كان باطلاً عند جمهور الفقهاء والمتكلمين وبدعة وضلالة لادعائهم تحقق النصوص الجلية في خلود العذاب ووقوع الإجماع من الأمة في هذا الباب إلا أن كلاً منها غير قطعي الدلالة بحيث تعارض الكشف الصريح أو البرهان النيّر الصحيح!!
المصدر: تفسير القرآن الكريم , ملا صدرا, ج5 ص300.

طالب علم : (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) تخالفون إجماع الفقهاء والمتكلمين بحجة الكشف؟!!. 
يا ملا صدر إن قولك بانقطاع العذاب مخالف للنصوص الدينية الواضحة أيضاً وهي نصوص قطعية الدلالة؟!
الملا صدرا : ما من لفظ إلا ويمكن حمله على معنى آخر غير ما هو الموضوع له بأحد الدلالات وإن كان الأصل والمعتبر هو المعنى المطابقي لكن الكلام هنا ليس في الأصل والترجيح كما في الفروعات الظنية التي يكتفي للعمل بها مجرّد الأصل والرجحان بل في اليقينيات التي لا ينجح فيها إلا العلم بالبرهان والشهود بالعيان.
المصدر: تفسير القرآن الكريم , ملا صدرا, ج5 ص300.

طالب علم : إن قولك هذا يفتح باب التأويل على مصراعيه, ولكن لو سلمّنا جدلاً بذلك لماذا رفضه جمهور الفقهاء وأجمعوا على بطلانه؟
الملا صدرا : إنّ إجماع علماء الظاهر (الفقهاء) في أمر  يخالف مقتضى الكشف الصحيح الموافق للكشف الصريح النبوي والفتح الصحيح المصطفوي (على الصادع به وآله أفضل الصلوات والتسليمات) لا يكون حجة عليهم فلو خالف من له هذه المشاهدة والكشف إجماع من ليس له ذلك لا يكون ملاماً في المخالفة ولا خارجاً عن قانون الشريعة لأخذه ذلك عن باطن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
المصدر: تفسير القرآن الكريم , ملا صدرا, ج5 ص301.

طالب علم : ملا صدرا أنا لا أتفق معك فيما ذكرته لأني غير ملتزم بكشفكم الخرافي هذا وهو ليس بحجة علينا, أنا ملتزم بظواهر النصوص الدينية ومتبع لسيرة الفقهاء الذين أجمعوا على بطلان ما تدعونه.
ولكن كان هدفي من الحوار  معك هو أن أخي العزيز غير مقتنع بأنك تقول انّ العذاب بمعنى العذوبة وكذلك غير مقتنع بأنك تؤيد كلام ابن عربي في هذا الاعتقاد؟!
الملا صدرا : كلام الشيخ (ابن عربي) رضي الله عنه لا ينافي ذلك لأن كون الشيء من وجه عذاباً لا ينافي كونه من وجه آخر عذباً.
المصدر: تفسير القرآن الكريم , ملا صدرا, ج5 ص305.

طالب علم : ان تأييدكم لابن عربي مطابق لتأييد القيصري في شرح الفصوص فهل أنت متفق معه في هذه القول؟
الملا صدرا : نعم يا طالب علم ولو لم أكن كذلك لم أرسل قواله في كتابي إرسال المسلمات بل أقمت الدليل على رجحانه, ولكي يقتنع أخانا العزيز أكثر بأني أنكر العذاب الأبدي في نار جهنم قل له بأن أحد المحققين على كتابي الأسفار حاول الدفاع عني فقال بأن: العذاب الأبدي ليس من الضروريات فلا يجوز تكفير منكريه!!
المصدر: الأسفار, الملا صدرا, هامش ج9 ص306, طبعة دار إحياء التراث العربي بيروت, الطبعة الأولى.

طالب علم : نتمنى أن يقتنع بكلامك الأخ العزيز ويتبرأ منك ومن عقيدتك الفاسدة.
ان نار جهنم عقاب الله وغضبه فهي موضع النكال والنقمة وهي دار الشقاء والعذاب وهي مكان الانتقام الإلهي وليست صورة للرحمة!
يقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام مخاطباً أخاه عقيلاً بعد أن لسعه بحديده محماة.
ثكلتك الثواكل ، يا عقيل ! أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه ، وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه ! أتئن من الأذى ولا أئن من لظى ؟ !
المصدر : رسائل الشريف المرتضى, ج3 ص139.
فالنار مكان لغضب الله وسخطه .
وقد وردت في القرآن الكريم أكثر من ثلاثين آية تشير بصريح العبارة إلى الخلود في جهنم وبتعبيرات مختلفة , تارة بصيغة الوصف مثل (خالدون , خالدين) كقوله تعالى {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} وتارة أخرى بصيغة الفعل كقوله تعالى {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} وتارة ثالثة بصيغة الإضافة وقيد العذاب كقوله تعالى : {ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ}
وقد ورد في دعاء كميل عن أمير المؤمنين عليه السلام : (وأن تخلّد فيها المعاندين)
أما بالنسبة للعذاب في الآخرة فقد وصفه الله بالعظيم تارة وبالمهين تارة أخرى وبالأليم ثالثه وبالشديد رابعة وبالسيئ خامسة  إلى غيرها من الأوصاف .
أما بالنسبة لتجديد عذاب الكافرين واستمراره وديمومته في نار جهنم قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا}
ويعرض القرآن الكريم صنوفاً وألواناً من التعذيب الذي يلقاه الكفّار في نار جهنم . قال تعالى : {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ}

الخلاصة :
اتضح من خلال هذه المحاورة انّ الملا صدرا وأتباعه  العرفاء لا يعتقدون بخلود العذاب في نار جهنم بل يتحوّل العذاب إلى نعيم ولذّة تقابل لذة ونعيم أهل الجنة أو أقل منها ببضع درجات ولكن على طريقة أهل النار!!
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

الخميس، 24 أكتوبر 2013

الشلمغاني نموذجٌ للفقيه الشيعي المنّحرف!!

الشلمغاني نموذجٌ للفقيه الشيعي المنّحرف!!
بقلم : طالب علم

إنّ حاجز التقّديس كان ولا زال حائلاً دون هداية المخالفين من أبناء العامة! ومانعاً عن وصولهم إلى العقيدة الحقه, فهم يقدّسون كل من تسمى بالصحابة مؤمناً كان أم منافقاً!!
وبسبب التقديس المفرط يعطّل عقله تجاه كل انحرافات هذا الصحابي بل يبررها حتى لو كانت تناقض أساس الدين!
وللأسف الشديد انتقل هذا المرض العضال إلى أوساطنا نحن الشيعة الإمامية فأصبحت شريحة كبيرة منا تقدّس وتحترم كل من يعتمر عمامة الدين والعلم  ولا تنظر في حقيقة ما إذا كان مؤمناً أم منافقاً! بل تبرر انحرافاتهم وخروقاتهم للدين باسم الدين!
ومع ان التحقيق في صلاح العلماء وفسادهم من تعاليم أئمتنا عليهم السلام إلا أن البعض يؤثر الضلال على الهدى أو أنه يريد الراحة ولا يكلف نفسه عناء البحث والتنقيب,  وقد وضع لنا أمير المؤمنين عليه السلام قاعدة لو التزمنا بها لرأينا الأمور بكل وضوح وبسهولة.

قال عليه السلام : اعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه ، ولن تتلوا الكتاب حق تلاوته حتى تعرفوا الذي حرّفه ، ولن تعرفوا الضلالة حتى تعرفوا الهدى ، ولن تعرفوا التقوى حتى تعرفوا الذي تعدى ، فإذا عرفتم ذلك عرفتم البدع والتكلف ورأيتم الفرية على الله وعلى رسوله والتحريف لكتابه ورأيتم كيف هدى الله من هدى فلا يجهلنكم  الذين لا يعلمون...)
المصدر : الكافي, الكليني , ج 8 ص 390, نهج البلاغة , ج2 ص32, الأربعين , القمي, ص194.

انّ كل الشخصيات الدينية الغابرة أو المعاصرة يجب عرضها على مشرحة النقد وميزان الجرح والتعديل لكي نعرف من خلال البحث الرجالي هل هي ملتزمة بمنهج وتعاليم النبي الأعظم وأهل بيته الأطهار (صلوات الله عليهم) أم لا ؟؟
هل يصح أخد الدين عن كل العلماء أم لا يصح ؟
وإذا كان لا يصح أن نأخذ عنهم كلهم فعمن نأخذ ديننا؟
فليس عندنا عدالة جميع العلماء كما يعتقد غيرنا بعدالة جميع الصحابة!
إنّ على المخالف من أبناء العامة أن يتحرّر من قيود التقديس المطلق لما يسمى صحابة فليس هناك معصوم إلا من عينه الله تعالى ثم يمحّص ويبّحث في أحوال الصحابة لكي يعرف حقيقة ومعدن كل فرد من الصحب فإذا اتضح له بأن هذا الصاحب منّحرف تبرأ إلى الله منه لقوله تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}
وإذا تبين له بأنّ هذا الصاحب مؤمن متبع للكتاب والعترة يواليه ويحترمه ويحبه ويجعله فوق رأسه.
كذلك نحن الشيعة يجب علينا البحث والتنقيب في أحوال العلماء والفقهاء ومعرفة مناهجهم.
فمن كان من الفقهاء صحيح العقيدة, راسخ المنهج , متبعاً لمحمد وآله الأطهار حق الاتباع, محمود السيرة جعلناه فوق رؤوسنا وقبلنا عنه .
أما من كان منّحرف العقيدة مائلاً عن محمد وآله الأطهار ولو قيد أنملة, مذموم السيرة جعلناه تحت أقدامنا ولا كرامة , تماماً كما نفعل تجاه المنحرف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أو أصحاب الأئمة عليهم السلام. وهذا ما حثّنا عليه أئمتنا الأطهار عليهم الصلاة والسلام.
قال الإمام العسكري عليه السلام: «فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم، فإن من ركب من القبايح والفواحش مراكب علماء العامة، فلا تقبلوا منهم عنا شيئاً ولا كرامة، وإنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك، لأن الفسقة يتحملون عنا، فيحرفونه بأسره لجهلهم، ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلة معرفتهم، وآخرون يتعمدون الكذب علينا ليجرّوا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنم, ومنهم قوم نصّاب لا يقدرون على القدح فينا، فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة، فيتوجهون به عند شيعتنا، وينتقصون بنا عند نصّابنا، ثمّ يضيفون إليه أضعافه، وأضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن براء منها، فيتقبله المستسلمون من شيعتنا على انّه من علومنا، فضلّوا وأضلّوا، وهم (أي الفقهاء المنحرفون) أضرّ على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه».
المصدر : (وسائل الشيعة ج27 ص131 عن تفسير الإمام العسكري عليه السلام).

فتلاحظ أخي القارئ العزيز قول مولانا العسكري عليه السلام: «وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم» فهذه العبارة من الإمام تفيد بأنه لا يمكن أبداً أن يكون (جميع) من يدعي المرجعية والفقاهة صالحاً، بل فيهم الكذابون والضالون والناصبون والفسقة والراكبون للقبائح والفواحش شأنهم في هذا شأن علماء العامة، وهؤلاء أضرّ على الشيعة من جيش يزيد لعنه الله لأنهم عدو ينخر الجسد الشيعي من الداخل باسم التشيع وعباءته.

إذاً العلماء على صنفين :
عالمٌ رباني يسلك بك الطريق الحق ويوصلك للجنة.
وعالمٌ شيطاني يسلك بك الطريق الوعرة ثم يقذف بك في قعر جهنم!!
فالذين ركبوا مراكب العامة وأخذوا دينهم عن المتصوّفة  كالحلاج والبسطامي وابن عربي وغيرهم لا نقبل منهم شيئاً ولا كرامة.
إنّ انتساب عرفاء الشيعة لأهل البيت عليهم السلام لا يعطيهم الحق في تحريف العقيدة فمن كان من المنتحلين للتشيع والمنتسبين له ثم ينحرف إلى عقيدة أخرى يكون غضب الأئمة (عليهم السلام) عليه مضاعفاً وردة الفعل تجاهه منهم تكون شديدة!!

 وكنموذج على هذا الشلمغاني : وهو أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني, كان سفيراً بين الناس وبين السفير الثالث للإمام المهدي عليه السلام الحسين بن روح (رضوان الله عليه), فهذا يعني بأنّ الشلمغاني كان قد بلغ منزلة عظيمة ورفيعة تفوق مراجع التقليد في هذا الزمان .
جاء في تاريخ آل زرارة : وكان (أي الشلمغاني) مستقيماً لم يظهر منه ما ظهر منه من الكفر والإلحاد  (وحدة الموجود)، وكان الناس يقصدونه ويلقونه ، لأنه كان صاحب الشيخ أبى القاسم الحسين بن روح سفيراً بينهم وبينه في حوائجهم ومهماتهم....)
المصدر : تاريخ آل زرارة , أبو غالب الرازي, ص221.

وقال المحقق الخوئي (قدس سره) : (كان الرجل ثقة , وثبت انحرافه....)
المصدر: معجم رجال الحديث, المحقق الخوئي, ج17 ص335.

قال المحقق السبزواري : أبي جعفر الشلمغاني ...كان من قدماء الأصحاب وكان مستقيم الطريقة ثم تغير وظهر منه مقالات منكرة....)
المصدر: ذخيرة المعاد, السبزواري, ج1 ص175.

تأمل أخي القارئ الكريم في هذه النصوص جيداً فهي تبين لك بأنّ الشلمغاني كان من قدماء أصحاب الأئمة (عليهم السلام) وأنه كان مستقيماً وثقة وكان حلقة وصل بين الناس والسفير الثالث للإمام الحجة (عليه السلام)!
 وإلى اليوم يُعمل بأحاديثه التي رواها قبل انحرافه وهذا يُعد إنجازاً عظيماً له حيث أنه أوصل كلام المعصومين عليهم السلام إلينا, ومع هذا كله لم يمنع ذلك الإمام الحجة (عليه السلام) من لعنه والبراءة منه حينما انحرف!!

وهذا هو نص التوقيع الشريف الصادر عن الإمام الحجة (عيه السلام) للسفير الثالث في حقه:" أعرف أطال الله بقاءك ، وعرفك الخير كله ، وختم به عملك ، من تثق بدينه وتسكن إلى نيته من إخواننا أدام الله سعادتهم بأن محمد بن علي المعروف بالشلمغاني عجل الله له النقمة ولا أمهله ، قد ارتد عن الإسلام وفارقه وألحد في دين الله وادعى ما كفر معه بالخالق جل وتعالى وافترى كذبا وزورا وقال بهتانا وإثما عظيما ، كذب العادلون بالله وضلّوا ضلالا بعيدا ، وخسروا خسرانا مبينا ، وإنّا برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله وآله صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليهم منه ولعناه ، عليه لعائن الله تترا ، في الظاهر منا والباطن ، في السر والجهر وفي كل وقت وعلى كل حال ، وعلى من شايعه وتابعه وبلغه هذا القول منا فأقام على توليه بعده, وأعلمهم تولاكم الله أننا في التوقي والمحاذرة منه على مثل ما كانا عليه ممن تقدمه من نظرائه من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم ، وعادة الله جل ثناؤه مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة ، وبه نثق وإياه نستعين ، وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل .
المصدر : الإحتجاج ,الطبرسي,ج2ص228-229.

هل لاحظت أخي القارئ الكريم ردة فعل الإمام الحجة عليه السلام تجاه المنحرف من الداخل الشيعي وكيف تبرأ منه ولعنه بأقسى وأشد العبارات؟!!

وهل تعرف عزيزي القارئ لماذا تبرأ منه الإمام الحجة عليه السلام ؟؟ ولماذا قال عنه : قد ارتد عن الإسلام وفارقه وألحد في دين الله وادعى ما كفر معه بالخالق جل وتعالى وافترى كذبا وزورا وقال بهتانا وإثما عظيما؟؟؟
يجيبك على هذا السؤال السفير الثالث للأمام الحجة عليه السلام حينما قال: هذا (الشلمغاني) كفر بالله تعالى , وإلحاد قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم ليجعله طريقا إلى أن يقول لهم بأن الله اتحد به وحل فيه كما يقول النصارى في عيسى (عليه السلام) ويعدو إلى قول الحلاج لعنه الله......)
المصدر : كتاب الغيبة ,الطوسي, 249.

أقول : لقد  اعتنق الشلمغاني دين الحلاّج (وحدة الموجود) بقرينة قول السفير الثالث:  ويعدو إلى قول الحلاج لعنه الله......) فكان  (الشلمغاني) مستحقاً لكل هذا اللعن والبراءة من قبل الإمام الحجة عليه السلام.
لذلك نقول: ان كل من تطابقت عقيدته بعقيدة الحلاّج كان مشمولاً  بهذا اللعن من قِبَل الإمام الحجة عليه السلام ومن قبل سفيره الثالث الحسين بن روح (رضوان الله تعالى عليه) وكان مصيره كمصير  الشلمغاني حتى لو كان حسب الظاهر محسوباً على علماء الشيعة.
ومن الأدلة على اعتناق الشلمغاني ديانة وحدة الموجود ما ذكره هاشم معروف الحسيني في كتابه (بين التصوّف والتشيع) حيث قال : كان الشلمغاني يقول : الحق واحد وإنما تختلف قمصه فيوماً يكون أبيض ويوماً أسود ويوماً أصفر وإلى ذلك يرجع ابن عربي في تفسيره لوحدة الوجود.
المصدر: بين التصوف والتشيع, هاشم معروف الحسيني, ص264.

فالسبب الذي دعى الإمام الحجة عليه السلام إلى تكفير الشلمغاني ولعنه والبراءة منه هو اعتقاده بدين الحلاّج وابن عربي المتمثل في وحدة الموجود! إضافة إلى إدعائه النيابة!
وفي هذا الأمر يقول شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) : كل هؤلاء المدعين (للسفارة) إنما يكون كذبهم أولاً على الإمام (الحجة) وإنهم وكلاؤه فيدعون الضعفة بهذا القول إلى موالاتهم ثم يترقى بهم القول إلى قول الحلاجية (أنا الحق) كما اشتهر من أبي جعفر الشلمغاني ونظرائه عليهم جميعاً لعاين الله تترى!!
المصدر : الغيبة , الطوسي , ص397 , الاثنا عشرية في الرد على الصوفية, الحر العاملي,ص179-180, بحار الأنوار , المجلسي,ج51 ص367.

أقول: أيضاً المراجع المزيفون المنحرفون اليوم ينّتحلون مقام النيابة عن الإمام الحجة عليه السلام كذباً وزوراً وهو مقام خاص بالمرجع الحق العادل ثم يروّجون هذا المعتقد الباطل كما فعل سلفهم الطالح الشلمغاني!! ويرددون قول الحلاّج (أنا الحق) ويختلقون له الأعذار!!

هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..