الخميس، 18 يونيو 2020

مَن يحلُّ اللُّغز؟ "دراسة الخامنئي عند الشيخ الحائري"! ..

أرجو من الإخوة الكرام الاطلاع على هذا المقال بتجرّد عن العصبية والهوى وقراءته بإنصاف بعيداً عن أي أحكام مسبقة فما هدفنا –يشهد الله- إلا تنبيههم وتحذيرهم ولذلك نرجو منهم بكل ودٍّ ومحبة أن يتأمّلوا في النصوص التي سنطرحها في هذا المقال والرجوع  إلى مصادرها ثم العودة إلى عقولهم والحكم في الموضوع.

نبدأ باسم الله تعالى ونقول بأنّ أصحاب السِّيَر الخمنائية قالوا أنّ الخامنئي درس 15 سنة متواصلة –أو أكثر- عند الشيخ مرتضى الحائري في قم المقدسة حتى أجازه بالاجتهاد سنة 1974م !


فقد جاء في كتاب مختصر شمس الولاية: (وقد حصل سماحته على رتبة الاجتهاد على يد استاذه آية الله العظمى الحائري عام 1974م بعد حضور البحث الخارج أكثر من خمسة عشر عاماً)!

(مختصر شمس الولاية، مركز باء للدراسات، ص44).


وقال علي المؤمن: (تجدر الإشارة إلى أن آية الله الخامنئي ابتدأ في حوزة قم العلمية دراسة البحث الخارج في الفقه والأصول عام 1958م ... واستمر في الحضور على آية الله العظمى الحائري حتى عام 1974، حيث وصل خلالها إلى رتبة الاجتهاد، كما شهد له بذلك أستاذه الحائري نفسه، أي أنه استمر في دراسة البحث الخارج أكثر من خمسة عشر عاماً متواصلة)!

(كراس بعنوان: لماذا الخامنئي، علي المؤمن، ص39).


ويقول محمود الغريفي: (ولم يدم بقاؤه في مدينة مشهد، حيث سافر في نفس العام -أي عام 1958م- وبإذن من والده إلى عش آل محمد -مدينة قم المقدسة-، وحضر دروس الأعلام: ... آية الله الشيخ مرتضى الحائري... واستمر في البحث لديه مدة خمسة عشر عاماً حتى حصل منه على إجازة الاجتهاد)!

 (خليفة الإمام الراحل، السيد محمود الغريفي، ص32).


وجاء أيضاً: (وقد حصل سماحته على رتبة الاجتهاد على يد استاذه آية الله العظمى الحائري عام 1974م بعد حضور البحث الخارج أكثر من خمسة عشر عاماً)!

(مرجعية آية الله العظمى الخامنئي، إعداد دار الولاية للثقافة والأعلام، ص22).


وهذا يعني أنّ الخامنئي حضر عند الشيخ الحائري في قم المقدسة قبل سنة 1958م ومكث عنده إلى نهاية سنة 1974م، ومن المعروف أن الشيخ الحائري لم يخرج من قم المقدسة طيلة هذه الفترة! 

(ورثة الأنبياء، محمد أمين نجف،ص508).


ولكن حين الرجوع إلى التاريخ نجد أنّ الخامنئي لم يمكث كل هذه المدة في قم المقدسة! والمصادر نفسها تذكر بأنه لم يمكث في قم إلا ست سنوات فقط!


فقد جاء في كتاب "الإمام الخامنئي السيرة والمسيرة": (أمّا إقامة السيد في قم فقد دامت ست سنوات ليعود بعدها إلى مشهد المقدسة)!

(الامام الخامنئي السيرة والمسيرة، ص31).


وجاء في مذكراته قوله: (بعد رحيلي إلى قم سنة 1378 هـ ق/1958م شاركتُ في دروس أصول الفقه للسيد الخميني وواصلت هذه الدروس خلال السنوات الست التي قضيتها في قم)!

(مذكرات الخامنئي بعنوان إنا مع الصبر نصرا ، ص79)


وقال أيضاً : (وتوجهت في عام 1337 هـ. ش (1958م) إلى قم بإذن من والدي، وبقيت هناك حتى عام 1964م)! 

(سماحة الإمام آية الله علي الخامنئي جهاده وفكره، عبد الله النبالي، المقدمة).


وجاء في كتاب مختصر شمس الولاية على لسان الإمام الخامنئي: (وتوجهت في عام 1958م إلى قم بإذن من والدي، وبقيت هناك حتى عام 1964م).

(مختصر شمس الولاية، مركز باء للدراسات، ص40).


ويقول محمود الغريفي: (وفي عام 1964 وإثر فقدان والده البصر إضطر سماحته للعودة إلى مسقط رأسه (مدينة مشهد) ليكون في خدمة والده، ولمّا أنْ أوضح عزمه لبعض أساتذته أعربوا عن عدم ارتياحهم لهذا القرار وأصرّوا على بقائه في حوزة قم العلمية).

(خليفة الإمام الراحل، محمود الغريفي، ص32).


كما تلاحظ أخي القارئ فإنّ هذه النصوص تصرّح بأن الخامنئي مكث في قم المقدسة ست سنوات من سنة (1958م) إلى نهاية سنة (1964م)!

 

والسؤال المطروح: كيف حضر الخامنئي عند الشيخ الحائري لمدة 15 سنة أو أكثر وهو لم يمكث في قم المقدسة إلا ست سنوات؟؟!!

 

 

طالب علم