الثلاثاء، 18 فبراير 2014

توبة الخميني .. حقيقة مؤنسة أم دعاية مُفلسة ؟!

توبة الخميني
حقيقة مؤنسة أم دعاية مُفلسة ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم

لقد سعى الجهاز الإعلامي التابع للنظام الإيراني لرفع منزلة الزنديق ابن عربي لعنه الله بعد وصول الخميني إلى سدة الحكم (وقد فرض هذا الأخير تدريس كتبه في الحوزات العلمية ) فقاموا بدراسات كثيرة لإحياء تراثه والدفاع عنه وتبرير أقواله وإلباسها لباس الإسلام فحققوا نجاحاً كبيراً وخدعوا الملايين من الشيعة فأوهموهم بأنّ ابن عربي من الشيعة الموالين لأهل البيت عليهم السلام لكي يبرروا الأخذ عنه والاقتداء به، وقد تشبثوا بأقوال شاذة لبعض العلماء كي يثبتوا هذا الادعاء الباطل!
ولكنّ هذه الكذبة لم تستمر طويلاً لأنّ الواقع يكذبها فتصريحات ابن عربي واضحة في تسننه البكري بل نصبه !! وقد اعترف كبير العرفاء في هذا العصر أو أنطقه الله من غير أن يشعر فصرّح بأنّ ابن عربي بكري وليس من الشيعة!
قال غلام علي رجائي عن آية الله الشيخ المحمدي الجيلاني قال : سمعت من الإمام (الخميني) يوماً قوله إن المرحوم القاضي سعيد القمي هو في الشيعة نظير محيي الدين بن عربي عند أهل السنة!!
المصدر : قبسات من سيرة الامام الخميني - في ميدان التعليم الحوزوي والمرجعية- ص105 .

وينقل محقق كتاب الخميني (التعليقة على الفوائد الرضوية) قول أحد تلامذته إنه (أي الخميني) كان يعبّر عن احترام خاص لمحيي الدين (ابن عربي) في المدرسة "السنية"، ولصدر المتألهين والقاضي سعيد القمي في مدرسة أهل البيت!!
المصدر : التعليقة على الفوائد الرضوية , الخميني , ص12, طبعة مؤسسة البلاغ بيروت , الطبعة الأولى سنة 1425 هـ.
وبهذا الاعتراف لم يعد ينفع استعمالهم الفاشل لهذه الكذبة !!

وقد كسر بعض العلماء حاجز التقية من النظام السياسي الإيراني المروّج لابن عربي في هذا العصر فصرحوا بزندقة ابن عربي وإلحاده وبينوا أباطيل عرفانه الزائف, وهنا وقع المتزلفون في مشكلة كبيرة إزاء الخميني وتصريحاته وكتاباته المادحة لابن عربي والموافقة لنهجه الباطل فحاولوا أن يوهموا الناس بأنّ عرفان الخميني يختلف عن عرفان ابن عربي وانّ الخميني لا يعتقد بوحدة الموجود كما يعتقد بها ابن عربي، وهذا الأمر يكذبه الواقع فأي باحث بمجرّد ان يطلع اطلاعة بسيطة على تعليقات الخميني على شرح الفصوص أو كتبه العرفانية الأخرى سيكتشف توافقه معه في العقيدة وكذلك يرى مدحه وتعظيمه إياه والثناء عليه عند ذكر أقواله! كقوله (الشيخ الأكبر أو الكبير)        و (العظيم) وغيرها من عبارات التعظيم والتبجيل!
ولو راجع الباحث أشعار الخميني أيضاً لرأى ما هو أعظم من ذلك فقد نطق الخميني بكلمة الحلاج الكفرية (أنا الحق) في شعره بل تمنى أن يعلّقَ مثله على حبل المشنقة!!

يقول في قصيدة العشقية:
ذُهلتُ عن نفسي وأطلقتُ صرخةَ أنا الحق
وكما فَعَل الحلاّج اشتريتُ حبل المشنقة!!
المصدر: نهاية العشق, عبد الله الفاطمي,ص24.

ويعلق الجوادي الآملي وهو يشرح عبارة (أنا الحق) : ان الخميني يتمنى ذلك المقام وتلك المنزلة!! وقد وصف ذلك المقام (للحلاّج) بالرفيع!!
المصدر: الإمام الخميني ثورة العشق الإلهي, الجوادي الآملي, ص140.

وهنا لم يعُد أمام المتزلفين من مخرج أو مفر إلا أن يدّعوا بأنّ الخميني تاب عن عرفانه الصوفي في آخر حياته وقد تشبثوا برسالة أرسلها الخميني إلى فاطمة الطباطبائي زوجة ابنه أحمد وتركوا الأدلة والبراهين التي تدينه وتثبت عدم توبته وليس عندهم دليل يتشبثون به غير هذه الرسالة التي هي قشة الغريق بالنسبة لهم.

وهنا نعرض لكم نص كلام أحد المدافعين  ثم نعلق عليه:
يقول هذا المدافع : إن السيد الخميني قدس سره بعد أن مارس فن العرفان عشرات السنين، وبرع فيه، وبلغ أعلى المراتب، قد انتهى أخيراً ليعلن أسفه على عمره الذي صرفه في أمثال هذه الأمور، واعتبره... (فراغ من المدافع) فقد قال رحمه الله في رسالة منه كان قد أرسلها لأحدى قريباته في أواخر عمره، وسميت بـ «سبيل المحبة إلى السيدة فاطمة»، بتاريخ ربيع الثاني 1407هـ.  ما يلي:

«..(الأسفار الأربعة) بطولها وعرضها منعتني من السفر إلى المحبوب. لا من الفتوحات (الفتوحات المكية لابن عربي) حصل لي فتح.. ولا من فصوص الحكم (فصوص الحكم لابن عربي) حصلتُ على حكمة.. فضلاً عن غيرهما الذي له قصة محزنة....لا تكتفي بهذه الاصطلاحات التي هي الفخ الكبير لإبليس، وكوني بصدد البحث عنه جل وعلا..».
ويضيف المدافع أيضاً : لا مانع من أن يكون الإنسان حسن الظن بشخص في مجال بعينه، فيظن تميزه، أو تفوقه في ذلك المجال، ثم يظهر له عكس ما كان يظنه، فيتراجع عن ذلك. ويعلن عن رأيه، ولو بعد عشرات من السنين. ولعل هذا الذي كبته السيد قدس سره لإحدى النساء قد جاء في هذا السياق.
وقال أيضاً في موضع آخر : واللافت هنا أن بعض الأعاظم في هذا العصر، وهو آية الله السيد الخميني «قدس سره» قد مارس في أقاويل هؤلاء الناس (المتصوّفة) شطراً من عمره الشريف يصل إلى عشرات السنين، حتى بلغ أعلى درجات الخبرة في فنهم.. ثم سجل في أواخر عمره الشريف نصيحة لإحدى قريباته في رسالة سميت بـ «سبيل المحبة إلى السيدة فاطمة» ....إلخ)  ثم ساق باقي الكلام كما في العبارة السابقة.. انتهى النقل.

أقول :
أولاً : إن أصرّ القائل على أن هذا التصريح يُعدُّ توبة من الخميني عن العرفان فيستلزم منه احد أمرين أحلاهما مر , إما أن يُضلّل جميع العرفاء ويحكم عليهم بالانحراف عن طريق أهل البيت صلوات الله عليهم أو يقول بعدم توبته الخميني فتبطل دعواه.

ثانياً : ان الذين يعرفون لغة العرفاء والمتصوّفة وبرنامجهم في السلوك يدركونَ جيداً ماذا يريد الخميني من وراء هذا التصريح, ولبيان هذا الأمر  لابد من مقدمة توضيحية لكي نفهم المعنى.
انّ مراحل السير والسلوك عند العرفاء ثلاث مراحل وهي: مرحلة الشريعة ومرحلة الطريقة ومرحلة الحقيقة , وما يهمنا هنا هي مرحلة الشريعة والتي هي الالتزام بالواجبات والمستحبات مع الأذكار الكثيرة والمجاهدات فهي مرحلة عبادية بحته فلا يشغلون أنفسهم بالاصطلاحات وغيرها , والخميني يتحدث مع زوجة ابنه أحمد عن هذه المرحلة وينصحها بعدم الاكتفاء بتعلم المصطلحات في هذه المرحلة لكي لا تقع في الخطأ الذي وقع فيه هو حينما بدأ مشواره في السير والسلوك فيقول : لا تكتفي بهذه الاصطلاحات ...وهكذا غُصتُ في عمق الاصطلاحات والعبارات وانكببت على جمع الكتب بدلاً من رفع الحجب!!
المصدر : المظاهر الرحمانية, الخميني, ص98.

فهو ينصحها بالتركيز على المجاهدات وعدم الاكتفاء بتعلم الاصطلاحات أو تأجيل تعلمها إلى المراحل اللاحقة .

أما قوله : ولا من فصوص الحكم (فصوص الحكم لابن عربي) حصلتُ على حكمة.. فضلاً عن غيرهما الذي له قصة محزنة..
أقول : في طبعة مكتبة أهل الذكر العبارة مختلفة قليلاً جاء النص هكذا: وحُرمت أيّة حكمة من فصوص الحكم فما بالك بما سوى ذلك مما له قصةٌ محزنة لحاله...)
المصدر : المظاهر الرحمانية, الخميني, ص98.
و(حُرمت) بمعنى عدم التوفيق للحصول على الحكمة لا أنه يرفض فصوص الحكم , فهو كقول القائل (وحرمت أيّةَ حكمة من القرآن) بمعنى عدم التوفيق للحصول على الحكمة منه.

ثالثاً: العرفاء أو من هو خبير بمسلكهم لم يصرحوا بأنّ الرسالة توبة!
ان العرفاء لم يعتبروا ما صدرَ من الخميني من عبارات في تلك الرسالة توبة بل ردوا هذا الإدعاء وردوا كذلك على من زعم بأنّ عرفان الخميني يختلف عن عرفان ابن عربي!
يقول كمال الحيدري : لا يمكن اعتبار الإمام الخميني في منهجه صاحب مدرسة عرفانية مستقلة بل هو امتداد وحلقة على خط المدرسة العرفانية ولم يضف الإمام أي شي على نفس المدرسة العرفانية التي وضع أُسسها محيي الدين بن عربي في كتاب فصوص الحكم, وبحسب التسلسل التاريخي الذي نراه في الحكمة المتعالية فإن السيد الإمام الخميني يعتبر امتداداً لتلك المدرسة من الناحية الفلسفية سواء بالنسبة لمدرسة الحكمة المتعالية أم المدرسة العرفانية!!
المصدر : العرفان الشيعي , كمال الحيدري , ص406.

ويرد كمال الحيدري على من يدّعي بأنّ الخميني تاب في تلك الرسالة بقوله :           وأما ما ورد من إشارات في كلمات الإمام الخميني في الرسائل التي بعث بها إلى بعض أقربائه أو قريباته وفيها ما مضمونه (لا أسفار ملا صدرا ولا فصوص ابن عربي أوصلتني إلى الله ...) والتي يُفهم منها أنه لا يدعو إلى هذه الكتب بعينها , فإنّ مراد الإمام القول بأن الكمال المطلوب للإنسان والسلوك إلى الله لا يتحقق من خلال حفظ اصطلاحات الحكمة المتعالية أو اصطلاحات العرفان النظري واصطلاحات الفصوص وكذا اصطلاحات كل العلوم وإنما الكمال أن تبدأ المسيرة إلى الله سبحانه وتعالى أما المعرفة الاصطلاح بلا سلوك وبلا سير وبلا ارتباط بالشريعة في الناحية العملية فكل ذلك هباء منثور لأن العلم يدعو  إلى العمل فإن أجابه وإلا ارتحل.
وإلا فإن الإمام (الخميني) كغيره من الكثيرين في عصرنا الحاضر يعتبر  أن مدرسة صدر المتألهين أو مدرسة الحكمة المتعالية هي القاعدة التأسيسية للاتجاهات الفلسفية المعاصرة ولذلك فإن البحث أو الوقوف على المعالم الأساسية للرؤية الفلسفية والعرفانية للإمام الراحل, وكذا لتلامذة الإمام إنما تكمن في الغوص عمقاً في مدرسة صدر الدين الشيرازي وغيره من العلماء والعرفاء.
المصدر : العرفان الشيعي , كمال الحيدري , ص406-407.

انّ العرفاء الشيعة كلهم يعيشون على فتات مائدة ابن عربي كما صرّح بذلك المطهّري وانّ مرتكزات حكمتهم وعرفانهم عن ابن عربي وهو من نظّر وفلسف العرفان وجعل له القسم النظري!! فالحكمة المتعالية ما هي إلا شرح لفصوص الحكم والفتوحات المكية وهذا ما صرح به أهل الاختصاص في العرفان أنفسهم!
يقول كمال الحيدري: إن أبرز مرتكزات الحكمة المتعالية (الأسفار الأربعة) تثوي في كتابات محيي الدين ابن عربي بالأخص كتابيه (فصوص الحكم) و (الفتوحات المكية) وأن كل ما يعود لصدر الدين الشيرازي هو تشييد الأبنية البرهانية لمقولات الشيخ الأكبر وأمهات أفكاره بحيث لم يكن كتاب الحكمة المتعالية (الأسفار الأربعة) إلا صيغة برهانية لمقولات ابن عربي وأفكاره.
المصدر: التوحيد, كمال الحيدري , ج1 ص229 -230.

ويقول حسن زادة آملي : ان جميع المباحث الرفيعة والعرشية للأسفار منقولة من الفصوص والفتوحات وبقية الصحف القيمة والكريمة للشيخ الأكبر (ابن عربي) وتلامذته بلا واسطة أو مع الواسطة ... ثم يقول : إذا ما اعتبرنا كتاب الأسفار الكبير مدخلاً أو شرحاً للفصوص والفتوحات فقد نطقنا بالصواب.
المصدر : التوحيد , كمال الحيدري , ج1 ص230 , نقلاً عن العرفان والحكمة المتعالية , لحسن زادة آملي ص16, 36 بالفارسية.

فكما تلاحظ أخي القارئ الكريم فإنّ كمال الحيدري لم يعتبر ما صدر من الخميني توبة أو دعوة لترك كتب ابن عربي بل هو توجيه لفاطمة الطباطبائي بالتوفيق بين دراسة كتب العرفان والمجاهدات!
ثم انّ فاطمة الطباطبائي نفسها لم تفهم من رسالة الخميني توبته عن العرفان الباطل لذلك درست فيما بعد فصوص الحكم عند الخميني نفسه!
ينقل غلام علي الرجائي عن آية الله السيد أحمد النجفي قال: قالت السيدة (فاطمة) الطباطبائي يوماً: كنت أدرس يوماً عند الإمام كتاب الفصوص، فدخل السيد أحمد، فالتفت إليه الإمام (الخميني) وقال: لقد قمنا بالثورة من أجل أن ندرّس وندرس كتاب الفصوص قبل كتاب جامع المقدمات!!
المصدر : قبسات من سيرة الإمام الخميني,الحالات العبادية والمعنوية, ص315.

إنّ دراسة كتاب الفصوص من المراحل المتقدمة في العرفان النظري فهذا يدل على انّ فاطمة الطباطبائي لم تعتبر تلك الرسالة من الخميني توبة بل ان الخميني نفسه هو الذي أشرف على تدريسها وهو بهذا لم يتب عن العرفان الباطل ،وقد صرّح بهذا التصريح الخطير  فقال : لقد قمنا بالثورة من أجل أن ندرّس وندرُس كتاب الفصوص!!

وهذا يدل على المنزلة العظيمة لهذا الكتاب عند الخميني ولو حاول المتزّلف صرف المعنى الظاهري إلى الكناية لما خرج عن  معنى التعظيم, وتعظيم الخميني لهذا الكتاب يعني عدم توبته..

رابعاً : تاريخ التوبة المزعومة : ربيع الثاني 1407هـ .ق.
إنّ تصريحات الخميني إلى آخر أيام حياته تدل على أنه لم يتب عن العرفان أبداً , فلو سلّمنا جدلاً بأنه تاب في ذلك التاريخ فالأدلة الأخرى تدل على أنه رجع عن توبته!

يقول المدافع: فقد قال رحمه الله في رسالة منه كان قد أرسلها لإحدى قريباته في أواخر عمره، وسميت بـ «سبيل المحبة إلى السيدة فاطمة»، بتاريخ ربيع الثاني 1407هـ. ....إلخ
أقول : هناك عدة رسائل صدرت عن الخميني تدعو للعرفان الباطل قبل وبعد هذا التاريخ فلو أنه تاب فعلاً عن هذه العقيدة الباطلة فلماذا رجع يدعو الناس لاعتناقها ومطالعة كتب  أصحابها؟ وهذه النصوص لها دلالة قاطعة على أنه لم يترك العرفان الباطل أبداً.
الدليل الأول :
رسالة الخميني إلى ابنه أحمد في تاريخ 27 ربيع الثاني 1408 هـ . ق, أي بعد سنة كاملة من تاريخ رسالته لفاطمة الطباطبائي جاء فيها .. قال الخميني : فما يُبحث عنه ويجري وراءه الجميع سواء في العلوم والفضائل والفواضل، أو في المعارف وأمثالها، أو في الشهوات والأهواء النفسانية، أو في التوجّه إلى كل شيء وأي شخص من قبيل أصنام المعابد والمحبوبات الدنيوية الأخروية الظاهرة والخيالية المعنوية والشكلية، كحب النساء والبنين والقبيلة والقادة الدنيونيين كالسلاطين والأمراء وقادة الجيوش، أو القادة الأخرويين كالعلماء المفكّرين والعرفاء والأنبياء عليهم السلام، كل ذلك هو ذات التوجّه إلى الواحد الكامل المطلق (الله) . فليس من حركة تقع إلا له تعالى، وفي سبيل الوصول إليه جل وعلا، وليس من قدم تخطو إلا نحو ذلك الكمال المطلق!!
المصدر : المظاهر الرحمانية , الخميني, ص88.

فهنا يصرّح بأن التوجه حتى للأصنام وغيرها هو ذات التوجّه لله!!
ولاحظوا ما يقول: (هو ذات التوجه إلى الله)! أي نفس التوجه لله تعالى وعينه! تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا!!
مع أنه قال قبل هذا التصريح عبارة تفيد التأسف على عمره الذي قضاه في مستنقع الضلال!!
فقال: هذه وصية من عجوزٍ عاجزٍ أمضى زهاء التسعين عاماً من عمره غارقاً في مستنقع الضلال وسكر الطبيعة يطوي الآن  أيام أرذل عمره منحدراً نحو قعر جهنم غير آمل بالنجاة وغير آيسٍ من روح الله..
المصدر : المظاهر الرحمانية, الخميني, ص85.

ومثل هذه العبارات ينطقهم الله بها لكي لا يختلط الحق بالباطل كما أنطق أبا بكر عند موته فقال : (ليتني لم أكشف بيت فاطمة) !!

وقال في موضع آخر : انّ لي شيطاناً يعتريني!!
وكذلك أجرى الله سبحانه وتعالى على لسان عمر بن الخطاب (لعنه الله) الاعتراف ببطلان خلافتهم المزعومة حينما قال: كانت بيعة أبي بكر فلتة من فلتات الجاهلية, وقى الله المسلمين شرّها, فمن عاد إليها فاقتلوه!!

الدليل الثاني:
من رسالة لابنه أحمد قال في خاتمتها : السلام على من اتبع الهدى , ليلة 15 ربيع المولود 1407 هـ . ق , روح الله الموسوي الخميني , وهي قبل رسالته لفاطمة الطباطبائي باسبوعين  جاء فيها :
قال الخميني وهو يخاطب ابنه أحمد : عزيزي ... الكلام هو في السفر من الخلق إلى الخالق تعالى، ومن الكثرة إلى الوحدة، ومن الناسوت إلى ما فوق الجبروت، إلى حدّ الفناء المطلق الذي يحصل في السجدة الأولى، و الفناء عن الفناء - وهو الذي يقع في السجدة الثانية - بعد الصحو - و هذا هو تمام قوس الوجود (من الله وإلى الله) وفي تلك الحال ليس هناك ساجد ومسجود له، ولا عابد ومعبود!!
المصدر : سر الصلاة , الخميني, ص38, الطبعة الثالثة – طهران, سنة  2003 م .

وهذا التصريح غارق في وحدة الموجود فليس هناك ساجد ومسجود له، ولا عابد ومعبود فكل الأشياء واحد وذلك الواحد هو الله!!

ويقول الخميني أيضاً في نفس الرسالة : كل العالم من أعلى مراتب الوجود إلى أسفل سافلين هو لا شيء إذ أن كل ما هو موجودٌ هو (الله) تعالى لا غير؟! فماذا يمكن أن يُقال عن الوجود المطلق؟! ولو لا أمر الله وإذنه -جلّ وعلا- فربما لم يتحدث عنه بشيء أي من الأولياء، وإن كان كل ما هو موجود حديثاً عنه لا عن سواه!! والكلُّ عاجز عن التمرد عن ذكره، فكلُ ذكرٍ ذكرُه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ..}... فإنه (الله) هو الحمد والحامد والمحمود!!
المصدر : سر الصلاة , الخميني, ص40-41, الطبعة الثالثة – طهران, سنة  2003 م .

فلاحظ قوله : فكلُ ذكرٍ ذكرُه!! أي حتى ذكر الأصنام هو ذكر الله!!
وقد استشهد بالآية القرآنية {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ..} في مقام القضاء التكويني , بمعنى أنك لا تستطيع أن تعبد غير الله تكوينياً وان ذلك حكم واقع لا محال !!! وهذا القول من اعتقادات المتصوفة وعلى رأسهم ابن عربي!
يقول المطهري : ان العرفاء فسروا القضاء في قوله تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ..} بالقضاء التكويني الذي لا يمكن المحيد عنه , ومعناه أن البشر لا يمكنه أن يعبد إلا الله, ولا بن عباس في ذلك رواية في المقام مضمونها بأنّ عابد الوثن يعبد الله من حيث لا يعلم!!
ثم نقل شعراً للعارف الشبستري :
أيها المسلم لو كنت تعلم ما الوثن *** لأيقنت بأن الدين في عبادة ذاك الوثن.
المصدر : التوحيد , المطهري , ص39 , دار المحجة البيضاء.

يقول ابن عربي في هذا الخصوص : إن للحق في كل معبود وجهاً يعرفه من يعرفه و يجهله من يجهله: «وَ قَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ» أي حكم. فالعالم يعلم من عُبِدَ، و في أي صورة ظهر حتى عبدَ، و أن التفريق و الكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة و كالقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عُبدَ غير الله في كل معبود.
المصدر : فصوص الحكم,ابن عربي ص72.

لاحظ قوله : (فما عُبدَ غير الله في كل معبود) فإنه يوضّح بأن كل المخلوقات هي عين الله تعالى فإذا عبدتها فقد عبدت الله!! ومن المستحيل أن تقع العبادة لغير الله!!
ويقول ابن عربي أيضاً : إن عبادة العجل فرقت بينهم (أي قوم موسى)، فكان منهم من عبده اتباعاً للسامري و تقليداً له، و منهم من توقف عن عبادته حتى يرجع موسى إليهم فيسألونه في ذلك , فخشي هارون أن ينسب ذلك الفرقان بينهم إليه فكان موسى أعلم بالأمر من هارون لأنه علم ما عبده أصحاب العجل، لعلمه بأن الله قد قضى ألَّا يُعْبَدإلا إياه: و ما حكم الله بشي ء إلا وقع, فكان عتب موسى أخاه هارون لِمَا وقع الأمر في إنكاره و عدم اتساعه. فإن العارف من يرى الحق في كل شي ء، بل يراه عين كل شيء!!!
المصدر: فصوص الحكم, ابن عربي, ص192.

وهنا يؤكد على أن العبادة للعجل هي عبادة لله فقال: فكان موسى أعلم بالأمر من هارون لأنه علم ما عبده أصحاب العجل، لعلمه بأن الله قد قضى ألَّا يُعْبَدإلا إياه: و ما حكم الله بشي ء إلا وقع!

ويقول بأن عتب النبي موسى لأخيه هارون بسبب إنكاره على القوم عبادتهم للعجل!! لأن العجل هو عين الله في الحقيقة فلماذا تنكر عليهم؟؟!! 
ثم ربط هذا بقوله : فإن العارف من يرى الحق في كل شي ء، بل يراه عين كل شيء!!
فهذه نصوص ابن عربي وهي كما رأيتم مطابقة لما أقرّه الخميني في رسالته لابنه أحمد، فأين التوبة؟؟!

الدليل الثالث :
رسالته إلى ميخائيل غورباتشوف (رئيس الهيئة الرئاسية للاتحاد السوفيتي) في تاريخ 22/جمادى الأولى /1409 هـ . ق.  أي قبل وفاة الخميني بأربعة أشهر تقريباً!
المصدر:صحيفة الإمام, ج21 ص202.

وفي هذه الرسالة دعا الخميني غورباتشوف لدين ابن عربي بكل صراحة من خلال الدعوة إلى الاطلاع على كتبه ومعرفة الله من خلالها، واصفاً ابن عربي بالعظيم!!
يقول الخميني في رسالته إلى غورباتشوف : ....واطلبوا من كبار الأساتذة أن يراجعوا أسفار الحكمة المتعالية لصدر المتألهين رضوان الله تعالى عليه وحشره مع النبيين والصالحين لكي يتضح أن حقيقة العلم هي ذلك الوجود المجرد عن المادة؛ وأن كل معرفة منزّهة عن المادة ولا تخضع لأحكامها. ولا أتعبكم، فلا أتطرق إلى كتب العارفين لا سيما محي الدين بن عربي، فإذا أردتم الاطلاع على مباحث هذا العظيم فيمكنكم أن تختاروا عددا من خبرائكم من الأذكياء الذين لهم باع طويل في أمثال هذه المباحث وترسلوهم إلى قم ليتعرفوا بالتوكل على الله، وبعد عدة سنين على العمق الحساس والدقيق غاية الدقة لمنازل المعرفة، ومحال بدون هذا السفر الوصول إلى هذه المعرفة.
المصدر: صحيفة الإمام, ج21 ص204-205.

فهل التائب عن الانحراف يدعو الآخرين للدخول في الدين من بوابة الانحراف؟!
وهل التائب عن عبادة الأصنام يرجع ويصف هذه الأصنام بالعظيمة؟!

الدليل الرابع :
كتب الخميني ديوانه الشعري المسمى (الفناء في الحب) في آخر أيام حياته ومن بين قصائده الترجيعات  التي كتبها في شهر رجب 1409 هـ   أي قبل وفاته بشهرين فقط جاء فيها :
قال الخميني :أنه (أي الحلاّج) المتجلي الكامل لأنا الحق في العرش العلي العالمي!!
المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,الترجيعات رقم (5) , أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 107.

يقول المعلّق على ديوان الخميني (علي صراط الحق) : يُظهر الإمام (الخميني) هنا أن الصوفي ( أي الحلاج) الذي بلغ قمة جبل الحب, يماثل أصحاب الرسالات الذين تكشّف لهم الحب الإلهي!!!
المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (5) هامش رقم (23).

ويقول الخميني أيضاً وهو يخاطب الحلاج :
يا من منك أصل شَجَرِ الظهور
في شعاع السر السرمدي
المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب, الترجيعات رقم (5).

هنا الخميني يصف الحلاّج بأنه أصل شجر الظهور الذي صدر منه سر عقيدتهم وحدة الموجود بقوله (أنا الحق) فهو عنده كالشجرة المباركة التي جاء النداء منها (إني أنا الله)!!
لذلك قال المعلّق على صراط الحق: إن الإمام (الخميني) في شعره العرفاني هنا يجعل من الصوفي الذي توصل إلى الكشف الإلهي (أي الحلاج) أصل شجرة الظهور التي نودي منها موسى حين أنس من جانب الطور ناراً فقصدها لعله يأتي أهله منها بخبر أو جذوة من النار {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} فالإمام (الخميني) يخاطب مثل هذا العارف (الحلاّج) البالغ هذه المرتبة من الرفعة يجعله أصل شجرة الظهور الإلهي!!!
المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (5)هامش رقم (24)., أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني, ص 104.

ثم إنّ الخميني شبّه هذا الكافر الملحد الزنديق بنبي من أولي العزم!!
يقول المعلّق في نفس الصفحة : فهو ( أي الخميني) يخاطب الصوفي الذي نعته في البيت السابق (أي الحلاج) بأنه المتجلى الكامل لفكرة (أنا الحق) ويناديه يا موسى فهو يشبه عنده النبي موسى (ع) الذي سأل الله تعالى أن يراه!!!
المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (5) هامش (23).

فالحلاّج بمقولته الكافرة أصبح عند خميني يشبه النبي موسى عليه السلام!
وهل توقف خميني عند هذا الحد؟؟ كلا, بل قال أكثر من هذا !! فرفع منزلة الحلاج حتى جعله أفضل من نبي الله موسى عليه السلام!!
يقول المعلّق على الديوان بعد العبارة السابقة : بل لعل الصوفي العارف (الحلاج) أقرب (إلى الله) حتى من موسى نفسه لأن موسى (عليه السلام) صعق من خشية الله ورهبته وعظمته بينما العارف صعق من الحق الإلهي الواحدي وطور موسى مكان أرضي مادي محدد مشهود في سيناء بينما طور العارف الواصل أبعد وأوسع وأعلى !!
المصدر : ديوان الخميني المسمى الفناء في الحب,هامش الترجيعات رقم (5) هامش (23).

يقول الدكتور طراد حمادة : الإمام (الخميني) يحسن الظن بالحلاج , ويربطه بطلب موسى للرؤية , ويعفيه من الحلول والشطح!!!
المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 108.

ويقول أيضا: إن حسن ظن الإمام (الخميني) بالحلاج يتوافق مع موقف الإمام الغزالي , لكنه يتجاوزه إلى ما هو أبعد في سلوك العاشق للفناء في المحبوب الإلهي!!
المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 109.
وقال أيضاً : ولا نرى أنه (أي الخميني) يقول بشطح الحلاج , مع أن حال الحلاج والنبي موسى(ع) حال ما قبل فناء الشهود وفناء الوجود وفناء الإرادة إنها طور من الحب لم يصل بعد إلى هذه الفناءات!!!
المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 109.

ويقول أيضاً: يقول (الخميني) في قصيدة له : أن صيحة الحلاج (أنا الحق) صيحة عاشق صيحة مستهام وأن هذه الصيحة تعبير عن الحال ولا تبلغ ما بلغته شطحات الشاطحين!!
المصدر : أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني ص 108.

فالحلاّج عند الخميني لا يعتقد بالحلول ومعفيٌ عن الشطح كما أنه يبرئه من الأقوال الكفرية بل يرفع مقامة حتى جعله يماثل أصحاب الرسالات !
فمقام الحلاّج عند الخميني رفيع ومنزلتهُ عظيمة فهو يتمنى أن يصل إلى تلك المنزلة!!
يقول الجوادي الآملي وهو يشرح عبارة (أنا الحق) ان الخميني يتمنى ذلك المقام وتلك المنزلة!! ووصف ذلك المقام (للحلاّج) بالرفيع!!
المصدر: الإمام الخميني ثورة العشق الإلهي, الجوادي الآملي, ص140.

وقد بيّنَ العارف إبراهيم الأنصاري البحراني في شرحه عبارة (أنا الحق) من القصيدة العشقية للخميني رفعة هذا المقام للحلاّج فقال : وهذه مرتبة راقية جدّاً لا يصل إليها إلاّ الأوحدي!!!
المصدر : دولة المهدي المنتظر, إبراهيم الأنصاري, ص150- 151.

فلو سلّمنا جدلاً بأن الخميني تاب في شهر ربيع الثاني 1407 هـ . ق. فهل تبقى لتوبته قيمة مع هذه النصوص الصادرة عنه في شهر رجب 1409 هـ .ق؟!

الدليل الخامس:
انّ الخميني هو أكبر مروّج للعرفان في هذا العصر فهو الآمر بتدريسه في الحوزات العلمية بل هو من بدأ بتدريس العرفان علناً بعد أن كان يُدرّسُ في السراديب والكهوف بعيداً عن الأنظار!!
راجع مقالتنا بعنوان (العرفاء في زمن التقية)
واستمر الخميني إلى آخر أيام حياته يروّج العرفان الباطل بطباعة الكتب الصوفية وتدريس كتاب الفصوص في الحوزات العلمية  بل حتى الجامعات الإيرانية وما نهى أبداً عن تدريسه وترويجه إلى آخر يوم من حياته، واستمرّ ذلك حتى كبر على ذلك الصغير وشاب الكبير , وقد طبعت جميع كتب الخميني العرفانية بعد الثورة ومن بينها تعليقاته على شرح فصوص الحكم!!
فكيف يقال بعد ذلك بأنه تاب ؟!
هل الذي يتوب عن النصرانية يقوم بترويج كتبه السابقة التي تدعو للنصرانية؟!
وهل التائب عن اليهودية يقوم بتدريس التوراة المحرّفة في حوزات المسلمين؟؟!
فهل هذه تسمى توبة ؟؟
لا أعتقد ذلك أبداً إلا إذا كانت كتوبة كعب الأحبار اليهودي!

هذا وختامنا مسك :
نختم هذه المقالة بحديث عن العترة الطاهرة صلوات الله عليهم ونقول قبل إيرادنا للحديث الشريف : (على فرض) انّ الخميني تاب .. فهل توبته مقبولة عند الله عز وجل ؟! وما هي الشروط لقبول توبة المبتدع أو المروّج للعقائد الباطلة؟
نقول : انّ الخميني (على فرض أنه تاب) فشأنه شأن ذلك الذي ابتدع ديناً ثم ندم و أعلن توبته و لكن جاءه نداء من السماء عن طريق أحد الأنبياء عليهم السلام انّ توبته غير مقبولة وذلك ﻷنّ أفواجاً من البشر قد انخدعوا به و ماتوا على دينه المُبتدَع فهنا لا تُقبل التوبة منه أبداً !!
روى هشام بن الحكم، وأبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رجل في الزمن الأول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها، وطلبها من حرام فلم يقدر عليها فأتاه الشيطان فقال له: يا هذا إنك قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها، فطلبتها من حرام فلم تقدر عليها، أفلا أدلك على شيء تكثر به دنياك و تكثر به تبعك؟
فقال: بلى
قال: تبتدع ديناً و تدعو إليه الناس ففعل فاستجاب له الناس فأطاعوه فأصاب من الدنيا ثم إنه فكر فقال: ما صنعت، ابتدعت ديناً و دعوت الناس إليه و ما أرى لي توبة إلا أن آتي من دعوته فأرده عنه فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه فيقول: إن الذي دعوتكم إليه باطل وإنما ابتدعته، فجعلوا يقولون:
كذبت هو الحق و لكنك شككت في دينك فرجعت عنه، فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتداً ثم جعلها في عنقه وقال:
لا أحلها حتى يتوب الله علي، فأوحى الله عز وجل إلى نبي من الأنبياء قل لفلان: 
و عزتي وجلالي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه "
المصدر : من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق عليه الرحمة, ج ,حديث رقم "4958".

أقول : فكم من الناس ماتوا وهم يعتقدون بما روّجه الخميني من العرفان الباطل وكم من الناس لا زالوا يعتقدون بهذا الضلال؟! فكيف يقبل الله توبته؟!
وهذا نقوله على فرض انه تاب وإلا فهو لم يتب إلى آخر يوم من حياته!

الخلاصة:
لقد انكشفَ للقارئ الكريم من خلال هذه المقالة الجامعة المانعة إن شاء الله بأن الخميني لم يتب عن العرفان الصوفي الباطل أبداً وأنّ الرسالة التي أرسلها الخميني إلى فاطمة الطباطبائي لم تكن تعني التوبة من خميني ولذلك لم تترك فاطمة كتب ابن عربي بل ذهبت تدرس كتاب الفصوص عند الخميني نفسه!! إضافة إلى ما بيناه من أنّ للخميني نصوصا صريحة في العرفان الباطل قد تَلَت تاريخ تلك الرسالة.
فلا يمكن بعد هذا الالتفات إلى الدعايات المفسلة الكاسدة الباطلة التي يُروّج لها المفلسون والمتحاذقون هذه الأيام حول توبة الخميني في آخر سنيّ عمره عن ضلالات العرفان الصوفي فتلك بضاعة كاسدة لا سوق لها في ساحة العلم والحقيقة..
هذا وصلى الله على محمد وآل الطيبين الطاهرين..
طالب علم
17/4/1435 هـ