الجمعة، 22 نوفمبر 2013

الخامنئي ليس مجتهداً

الخامنئي ليس مجتهداً
بقلم : طالب علم

عبّر أحدهم عن الخامنئي بأنه ولي أمر المسلمين المرجع الديني الأعلى!!

فقلت له : أثبت لنا أنه مجتهد حتى تثبت أنه مرجع, وبعد ذلك أثبت لنا أنه مرجع حتى تثبت أنه الأعلى!! هذا فضلاً عن سرقته للقب مولانا الإمام الحجة عليه السلام (ولي أمر المسلمين)!!
إن الاجتهاد في الفقه لا يناله الشخص إلا بعد أن يصرف حياته منذ بداية نشأته العلمية في الحوزات العلمية وإلى عقود من الزمن متناولا العلم دراسةً وتدريساً وكتابةً وتحقيقاً حتى تظهر فضيلته العلمية في تلك الأوساط من خلال دروسه وتلامذته وكتاباته .

هذا فضلاً عن المرجعية والتي تأتي في مرتبة لاحقة حيث يمارس المجتهد عملية الاستنباط لسنوات مديدة ليستوثق من نفسه تحمل مسؤولية الإفتاء ورجوع الناس إليه ، هذا بالإضافة إلى شهادات كبار المراجع له بالعلم والفضيلة والاجتهاد .

أما الخامنئي إمامك لم يكن مجتهداً حتى آخر يوم من أيام الخميني ولم يكن يلقّب بــ(آية الله) حتى بعد تسلمه قيادة الثورة!!
ومن تلك الفترة حتى إعلان مرجعيته التي سبقت سرعة الضوء!! كان مشغولاً بالسياسة والحكم وإدارة الدولة فمن أين وصل للاجتهاد فضلاً عن المرجعية!! حتى تدّعي بأنه (الأعلى)!
بل هو يصرّح بنفسه بأنه كان مشغولاً كثيراً بالسياسة لدرجة عدم تمكنه من قراءة الكتب فكيف يتفرّغ لبحث الخارج؟؟!!

يقول الخامنئي : كانت لدينا أعمال كثيرة (سياسية) وكنت أرجع إلى البيت في الساعة الحادية عشرة ليلاً أو أكثر في حين كنا نخرج للعمل في الساعة الخامسة صباحاً . أضف إلى ذلك بعض اللقاءات حيث كان يأتي البعض للقائنا إلى البيت لسهولة ذلك, وكان بيتنا قريباً من محل عملي وعندما كنت أذهب إلى البيت كنت أجد عدداً كبيراً من الإخوة من مراكز الدولة ومؤسسات الثورة والعلماء القادمين من بقية المدن ومن أقسام مختلفة أخرى .
كنت أجد هؤلاء الإخوة ينتظرونني في الغرفة لأداء أعمالهم ولم يكن لدينا وقت على الإطلاق. كانت تمر مدة طويلة في بعض الأحيان لا أرى فيها أبنائي مع أني كنت في بيتنا!!
المصدر : العنبر المنثور , علي الخامنئي, ص27-28.
ويقول أيضاً : انقطعت علاقتي مع الكتاب لمدة سنتين في أوائل الثورة!!
المصدر : العنبر المنثور , علي الخامنئي, ص27.

أقول : لاحظ قوله (انقطعت)  ولم يقل (قلّت)  فهذا الرجل الذي هو مشغول بالسياسة من رأسه حتى أخمص قدميه وليس عنده وقت لمجرّد قراءة الكتب بل قطع علاقته معها نهائياً لمدة سنتين أنى لمثله أن يتفرّغ لبحوث معمقة كبحث الخارج؟؟!!

الأدلة التي تثبت عدم اجتهاد الخامنئي:
 أولاً : رسالة الخميني له ومخاطبته بـ(حجة الإسلام) بدلاً من قوله (آية الله) لمعرفة الخميني بأن الخامنئي غير مجتهد وذلك في تاريخ: 16 ذي 1366 هـ.ش/ 15 جمادى الأول 1408هـ .ق ,, أي قبل وفاة الخميني بسنة واحدة!!

يقول الخميني : باسمه تعالى سماحة حجة الإسلام السيد الخامنئي، رئيس الجمهورية الإسلامية - دامت إفاضاته بعد إهداء التحية والسلام ...)
المصدر: صحيفة الإمام، ج: 20، ص: 366. وتجده أيضا في دار الولاية , رسائل وبرقية, تحت عنوان (كأنّك شمس متلألئة).

وفي رسالة أخرى من الخميني له (وكانت قبل وفاته بشهرين) جاء فيها : بسم الله الرحمن الرحيم سماحة حجة الإسلام السيد الخامنئي، رئيس الجمهورية الإسلامية - دامت إفاضاته...)
المصدر: صحيفة الإمام، ج: 21، ص:267.
فتلاحظ أخي  العزيز أن الخميني لم يلقّب الخامنئي (بآية الله) بل قال (حجة الإسلام) لعلمه بعدم اجتهاده!! وهذا في آخر  أيام حياة الخميني!!

ثانياً : ابن الخميني أحمد لم يلقب الخامنئي (بآية الله) بل قال (حجة الإسلام والمسلمين) حينما قرأ بيان تعيينه رئيساً للدولة وهذا يثبت عدم اجتهاده أيضاً:
رابط تنصيب الخامنئي الدقيقة 1:38 :

إن موقفاً كهذا يراد منه تعيين الخامنئي كرئيس للدولة, من المفترض أن يُذكر بأعلى الألقاب لكي يتضح للناس المقام الحقيقي لهذا الشخص الذي أعطي الأهلية لمنصب رئاسة الجمهورية , وأعلى (لقب) وجدوه أو اختلقوه  للخامنئي هو (حجة الإسلام والمسلمين)!! وهذا يدل على عدم اجتهاده فضلاً عن إدعاء المرجعية فكيف بمن يزّعم أنه الأعلى!!

ثالثاً: ذكر الشيخ علي الكوراني منزلة الخامنئي العلمية في تلك الحقبة بلقب (حجة الإسلام) وليس بــ(آية الله) مع أنه ذكر سلسلة طويلة من العلماء قبله بلقب (آية الله) ما عداه هو (أي الخامنئي) حينما وصل إليه قال (حجة الإسلام والمسلمين)!
المصدر  : قدوة الفقهاء , علي الكوراني , ص43.

وهذا يدل على أن موضوع عدم اجتهاد الخامنئي أمرٌ مسلّم في ذلك الوقت وأن إدعاء اجتهاده ومرجعيته لاحقاً لم يكن إلا من صنع السياسة!!

رابعاً : ومن الأدلة أيضاً على عدم اجتهاد الخامنئي حتى بعد وفاة الخميني هو تصريح السيد محمد الحسين الحسيني الطهراني المتوفى سنة 1418 هـ , في كتابه وظيفة الفرد المسلم.

يقول الطهراني : وكذلك بعد وفاة آية الله الخميني ّ وإيكال القيادة إلى سماحة السيّد الحاجّ علي الخامنئي ّ، حيث علينا هنا أن نعرف وظيفتنا، لأنه ممّا لا شكّ فيه أنّ عنوان التقليد من الآن فصاعداً قد انفصل عن عنوان الحكومة. يعني أنّ سماحة السيّد الخامنئي ّ ليس من مراجع تقليد الناس ، ولابدّ من وجود عنوان الأعلميّة في مسألة التقليد ...)
المصدر : وظيفة الفرد المسلم, الطهراني , ص195.

فالطهراني وهو من رموز الثورة ومع ذلك لا يشّك بأن الخامنئي غير مجتهد فيقول : ممّا لا شكّ فيه ..)
ولاحظ قوله : من الآن فصاعداً ...) أي أن الخامنئي ليس مجتهداً وليس قريباً من الاجتهاد أيضاً!!
ثم يصرّح الطهراني مباشرة فيقول : أنّ سماحة السيّد الخامنئي ّ ليس من مراجع تقليد الناس!!

ومن ناحية أخرى لو تأملنا في تراث الخامنئي فلا نجد لديه شيئاً يُلتفت إليه!  فليس لديه تقريرات ودورات فقهية وبحث خارج كما هو المعتاد عند الفقهاء بل حتى رسالة عملية لا يوجد لديه!!
وإنّ كتاب (أجوبة الاستفتاءات) المُؤَلف من قِبل مكتبه كما هو واضح في المقدمة يفتقر للكثير من المسائل الابتلائية لذلك يضطر الكثير من مقلديه للرجوع لكتاب تحرير الوسيلة للخميني !!
أما الذين شهدوا له بالاجتهاد كلهم من وعاظ السلاطين ممن يعملون في حكومته وتحت أمره وينتفعون من ورائه !
وقد خرج نبي الله موسى عليه السلام ومعه (70) رجلاً كان يعتقد بأنهم الصفوة من أمته وبعد ذلك قالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة!! فكيف نسلّم عقولنا لعلماء البلاط الذين يأكلون من فتات هذا الحاكم!! ونترك الأدلة والبراهين التي تنص على عدم اجتهاده!
والظريف أنهم  جعلوه آية الله وجعلوا طاعته واجبة وتركها معصية كبيرة بعد وفاة الخميني مباشرة مع اعترافهم بعدم مرجعيته في ذلك الوقت!!

يقول صانعي : إن تأييد آية الله الخامنئي ليس مجرّد أمر مستحب بل هو واجب إلهي!! ... إن عدم التأييد ترك للواجب وترك الواجب معصية وخروج عن العدالة!!
المصدر: قراءات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية (3) , علي الخامنئي جهاده وفكره , ص39.

ويقول أيضاً : إنني أطرحها مسألة شرعية  إن التخلف عن أمر آية الله الخامنئي ذنب ومعصية كبيرة!!
المصدر: قراءات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية (3) , علي الخامنئي جهاده وفكره , ص39.

قال صانعي هذا التصريح في جريدة (جمهوري إسلامي ) بتاريخ  8 ذي القعدة 1409 هـ , بعد وفاة الخميني بشهر واحد فقط!!  . أي قبل أن يدّعوا المرجعية لخامنئي , وقد ادّعوها لاحقاً بعد سبع أو ثمان سنوات من ذلك التاريخ فكيف أوجبوا طاعته كطاعة المعصوم وأسقطوا من العدالة من يخالفه وهو ليس بمرجع؟؟!!
وهذا ما يؤكد لك أخي العزيز بأن مسألة مرجعية الخامنئي لم تكن إلا من صنع السياسة !!