بدعوى التنقية كمال الحيدري تلويثٌ على المنهج البربري!!
بقلم : طالب علم
لقد نبّهنا منذ زمن عن انحرافات كمال الحيدري العقائدية وبيّنا خطورة تصدّي مثل هذا المنحرف للدفاع عن العقيدة وبينّا كذلك منذ ذلك الوقت أن هذا الرجل أكبر مروّج لعقيدة وحدة الوجود في هذا العصر فهو من المبلّغين لأفكار المتصوّفة والمنظّرين لأفكارهم وقد شاهده الجميع على شاشة قناة الكوثر الفضائية وهو يسرد التبريرات والترقيعات لوحدة الوجود وتجميل صورتها البشعة!
فعندما يأتي عالم بكري يفهم جيداً ما هي وحدة الوجود لن يترك هذا الأمر يمر مرور الكرام بل سيحث قومه على الطعن بالتشيّع والهجوم عليه من هذا الباب. وهذا ما وقع مع بالغ الأسف فالتشيع يُرمى بزندقة وحدة الوجود من بوابة هؤلاء المنحرفين عن أهل البيت عليهم السلام.
ولقد حذّر الأئمة عليهم السلام من الصوفية بعبارات شديدة اللهجة ونالوا منهم بأقسى درجات النيل لبيان انحرافهم وشدّة خطرهم فقد قال عنهم الإمام الصادق عليه السلام : إنهم (الصوفية) أعداؤنا، فمن مال إليهم فهو منهم ويحشر معهم , وسيكون أقوام يدّعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم، ويلقبون أنفسهم بلقبهم، ويقولون أقوالهم، ألا فمن مال إليهم فليس منا، وأنا منه برآء، ومن أنكرهم وردّ عليهم، كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله).
المصدر : مستدرك الوسائل, النوري, ج12 ص323 ح15, إكليل المنهج, الكرباسي, الإثنا عشرية, الحر العاملي, ص32 , حديقة الشيعة, المقدس الأردبيلي, ص563.
ورغم كل هذه التحذيرات الصريحة والشديدة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام نجد بعض من يسمّون أنفسهم شيعة يحترمونهم ويقدسونهم ويأخذون بأقوالهم ويتشبهون بهم ويلقبون أنفسهم بألقابهم خلافاً لتوصيات المعصومين عليهم السلام.
إنّ تصدي أمثال هؤلاء غدا حاجزاً يصد الكثير من الباحثين عن الاستبصار وما ذاك سوى نتيجة الحملات المعادية للتشيّع والتي تروّج بأن التشيّع يحمل أفكار المتصوّفة وزندقتهم المتمثلة في وحدة الوجود. وهؤلاء المتلبّسون بلباس التشيّع ومن بينهم كمال الحيدري هم السبب الرئيسي في وصم التشيّع بهذه التهمة الباطلة.
لذلك يجب الفرز بين الحق والباطل لكي يعرف المخالفون وعوام الشيعة بأنّ في أمة التشيع اتجاهين متضادين والصراع بينهما قديم, تشيع خالص نقي صافٍ وتشيع مشوب ملوث بأفكار المتصوّفة كابن عربي لعنه الله وأمثاله.
إنّ هذا الفرز مهم جداً في الوقت الراهن لأن المعادين للتشيع ألصقوا به أفكار المتصوّفة لكي يصدوا الناس عن التشيّع!
وقد بينا هذا الأمر سابقاً ولكن الناس للأسف الشديد يحسنون الظن بجميع العلماء ويعتقدون فيهم اعتقاد المخالفين في الصحابة , فكما أنّ لدى المخالفين نظرية عدالة كل الصحابة فإنّ لدى عوام الشيعة نظرية عدالة كل المشايخ والعلماء!
إنّ حال العلماء كحال الصحابة فيهم الطيب وفيهم الخبيث وفيهم المؤمن وفيهم المنافق, ولكنّ العوام مع بالغ الأسف يعتقدون في كل من اعتمر العمامة العدالة فلذلك من السهل جداً الضحك عليهم واستغفالهم كما يضحك مشايخ الضلال البكريون على أبنائهم حينما يلفقون عشرات الأكاذيب على الشيعة ولكن الفرد العامي المخالف لا يبحث إنما يسمع ويصدّق مباشرة!!
انّ كمال الحيدري الذي وضع نفسه محامياً عن عرين التوحيد هو ممن يكيل بمكيالين فيشن من جهة حملة شعواء على ابن تيميه لعنه الله ويصفه بالمشبّه والمجسّم بينما يغمض عينيه من جهة أخرى عما في كتبه وكتب أساتذته العرفاء والمتصوّفة من طامات في التشبيه والتجسيم ووحدة الوجود والموجود التي هي أشد كفراً وإلحاداً وزندقة من عقيدة ابن تيمية في التشبيه!
فقد كان يهاجم ابن تيمية ويترك ابن عربي الذي هو أشد كفراً منه , بل كان يدافع عنه ويمدحه ويصفه بأوصاف عظيمة كالشيخ الأكبر وغيرها!!
وكمال الحيدري يفتقد الأمانة العلمية فهو مدلّس محترف ماهرٌ في التدليس وقد رُصد أكثر من مرة يدلّس على العلماء وينسب لهم أقوالاً لم يقولوها أو يحرف مقاصدها, والعجيب أنه من جهة أخرى يطالب الوهابيين بإنصاف ابن عربي الزنديق !!
فمن كانت هذه سيرته لا يكون أهلاً لأن يتصدى للدفاع عن العقيدة ولا يُطمئن له, بل لا يُستغرب من مثله أن يأتي اليوم الذي يشن فيه الحملة الشرسة على تراث آل محمد صلوات الله عليهم.
إن الحملة الشرسة التي شنها كمال الحيدري على تراث آل محمد (صلوات الله عليهم) زاعماً بأنّ أكثره مأخوذ عن اليهودية والنصرانية والمجوسية هي في الحقيقة ردة فعل لما يحويه هذا التراث العظيم من طعن في العرفاء والمتصوّفة وبيان انحرافهم وزيغهم عن نهج آل محمد صلوات الله عليهم. وكذلك لأنّ العرفاء مُبتلونَ بهذا الأمر لكون جذور العرفان الذي يعتنقونه مستورد من كفرة اليونان والديانات الهندية والمانوية والمسيحية والبوذية .
وهذه الإستراتيجية التي ينتهجها اليوم أتباع الفلسفة والعرفان ومن بينهم كمال الحيدري للتعمية على أصول عقيدتهم الباطلة هي ذات الاستراتيجية التي انتهجها الوهابيون في نسبة التشيع إلى عبد الله ابن سبأ اليهودي للتغطية على فضيحة مذهبهم الفاسد الذي يرجع أصله لكعب الأحبار اليهودي , وبما أنّ الحيدري لا يستطيع مواجهة خصومه من الفقهاء ومحاججتهم بتراث آل محمد (صلوات الله عليهم) فقد راح يطعن في هذا التراث "بما هو", وحتى أصحاب الرجل قد ابتُلُوا به!!
كمال الحيدري الذي يحارب تراث آل محمد (بحجة تنقية التراث) ويدّعي بأنه من اليهودية والنصرانية والمجوسية هو بنفسه يعترف بأن جذور العرفان الذي يعتنقه هو مستورد من كفرة اليونان والديانات الهندية والمانوية والمسيحية والبوذية وقد أجرى الله على لسانه هذا الاعتراف من غير أن يشعر!
يقول في كتابه العرفان الشيعي : للمذهب العرفاني قواعد تختص به في الفكر الإسلامي ففي الفلسفة يُقال بأنها جاءت من اليونان وعندما انتقلت إلى الإسلام لبست ثوباً جديداً وأخذت محتوى مغايراً ومختلفاً.
أما العرفان فلا يمكن القول بأنه جاء من الهند أو أنه كان عند الفرس أو أنه حصيلة الفلسفة الأفلاطونية الجديدة والتي هي بدورها حصيلة لامتزاج أفكار أرسطو وأفلاطون وفيثاغورس أو كان في الاسكندرية أو من الديانات الهندية أو المانوية أو أنه من آثار المسيحية وانتقل إلى الإسلام نتيجة لاحتكاك المسلمين بالرهبان المسيحيين أو أنه نشأ من أفكار بوذية والعرفان الإسلامي امتداد لما كان عند هؤلاء كما يحاول بعض المفكرين أو الكتّاب الإيحاء والقول بذلك.
فصحيح أن للعرفان جذوراً عند هؤلاء ولكنه عندما جاء إلى الإسلام نما وترعرع وصار له محتوى جديد ومتغاير أيضاً لما هو موجود عند الآخرين!!
المصدر : العرفان الشيعي , كمال الحيدري , ص26-27.
أقول : لقد حاول الحيدري في هذا النص أن ينكر أن العرفان جاء من الخارج بقوله : فلا يمكن القول بأنه ( أي العرفان) جاء من الهند أو أنه كان عند الفرس...) ولكنه أقّر بما قد أنكره في البداية بقوله : فصحيح أن للعرفان جذوراً عند هؤلاء ولكنه عندما جاء إلى الإسلام ...) !!
فهذا الذي عرفانه مستورد من الخارج كيف لا يستحي على وجهه ويتورع عن الطعن في تراث آل محمد صلوات الله عليهم ؟
ولكن لو غضضنا الطرف عن كل هذا وجاريناه في مشروعه الزعوم (تنقية التراث) فنقول له : يا كمال الحيدري إن كنت صادقاً في ادعائك وتريد حقاً تنقية التراث فكن أهلاً لذلك بحق وابدأ بتنقية نفسك ومعتقدك ورد على العرفاء الذين يسعون بكل قوة لإدخال الاحاديث المروية من طرق الصوفية في تراثنا الطاهر العظيم بل استدلوا على بعض كلمات ومقولات المتصوفة الكفرية بأحاديث منسوبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وقد تم التعامل من قبلهم معها على ظاهرها وأخذوا بها وتعاملوا معها على انها احاديث معتبرة!
من المعروف المشهور أنّ مقولة (سبحاني ما أعظم شأني) هي من مقولات أبي يزيد البسطامي لعنه الله ولكن العارف حيدر الآملي وهو من كبار العرفاء عندكم جعل مضمون ومعنى هذه المقولة حديثاً نبوياً ينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ويتعامل معه على أنه حديث معتبر!
فقال : يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( من رآني فقد رأى الحق , وسبحاني ما أعظم شأني))
المصدر: أسرار الشريعة وأطوار الطريقة وأنوار الحقيقة , حيدر الآملي ,ص 270.
وقد استدل حيدر الآملي بهذا الحديث المنّكر لكي يبرّر مقولة الحلاج (أنا الحق) !! فلماذا لا تتصدى له يا من تدّعي تنقية التراث ؟!
ومن المقولات الصوفية التي جعل العرفاء من مضامينها أحاديث نبوية "معتبرة" هي مقولة الصوفي المعروف أبو سعيد أبي الخير (إذا تم الفقر فهو الله) فهي كلمة تعادل كلمة الحلاج (أنا الحق) !
المصدر : منازل السائرين, عبد الله الأنصاري , شرح عبد الرزاق الكاشاني, ص 108.
يقول العارف حسين العالم (الأخ الأصغر لحسن مسقطي) :يظن الناس أن الفقر هو فقدان المال والثروة كلا إنه فناء الذات في ذات الله ، إنه الإلمام والإحاطة واليقين الكامل بفقر الإنسان التام المطلق في ذات الله!!
المصدر : قدوة الفقهاء والعارفين, تقي الموسوي, ص210.
وقد سُئل أحد زعماء المتصوفة وهو شاه نقشبند عن قول البعض « اذا تم الفقر فهو الله» فقال: هذا إشارة إلى الفناء. وأنشد يقول :
من كان لم تكن …لم يك إلا الله
واذا فنيت من بقي…لم يبق إلا الله
وقد تركوا للحلاج تبيين المعنى فقالوا: هو كقول الحلاج: أنا الحق وقول أبي يزيد: سبحاني.
المصدر : البهجة السنية في آداب الطريقة النقشبندية, ص81 .الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية, ص180.
فمعنى هذه المقولة (إذا تم الفقر فهو الله) هو نفس معنى قول الحلاج (أنا الحق) وقد جعل العرفاء والمتصوفة من مضمونها حديثاً نبوياً "معتبرا" ليشرعنوا لهذا المعتقد الكفري الباطل ويلبسوه ثوب الإسلام!!
بينما حكم كبار علماء المخالفين على هذا الحديث بالوضع والبطلان!
يقول ابن حجر عن حديث الفقر فخري : باطل موضوع وأشد منه وضعاً وبطلاناً ما يذكره بعض المتصوفة (إذا تم الفقر فهو الله) سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
المصدر: تفسير الآلوسي , ج 30 ص 163.
ثم جاء العرفاء الدخلاء على التشيع والمنتسبون له فاستخدموا هذه المقولة (إذا تم الفقر فهو الله) فجعلوا من مضمونها حديثاً نبوياً "معتبرا" يستدلون به سائرين بذلك على نهج وخطى المتصوّفة من الطائفة البكرية العمرية المسماة أهل السنة والجماعة!
يقول العارف تقي الموسوي في كتابه قدوة الفقهاء والعارفين : إذا فني السالك في الله ، فهو (أنا) الذي فني في الله. "وإذا تم الفقر فهو الله" كما يقول الرسول (صلى الله عليه وآله) ، فهذا أعلى درجة العرفان, وإذا قال الحلاج: "أنا الحق" فلا غرابة في ذلك ، فقد وجد الحقيقة الثابتة ، وفني في الحقيقة الثابتة.
قدوة الفقهاء والعارفين, تقي الموسوي, هامش ص235.
وقد صرّح حيدر الآملي في تعريفه لمعنى الفقر بأن هذا الحديث هو كقولهم (أنا الحق) وقولهم (ليس في جبتي سوى الله)!
يقول حيدر الآملي : إعلم أن الفقر هو عدم التمليك مطلقاً حتى عن وجوده وكل شخص يحصل له هذا الفقر على ما ينبغي لا شك أنه يخرج من حكم الوجود الإضافي الإمكاني وإذا خرج من حكم الوجود الإضافي الإمكاني لابدّ وأن يدخل في حكم الوجود الحقيقي الواجبي الكلي لأن الشيء إذا جاوز حدّه انعكس ضدّه , والوجود إما واجبي أو إمكاني والإتصاف بأحدهما ضروري فافهم وحقق معنى قولهم: إذا تم الفقر فهو الله وأعرف بالحقيقة أن افتخار النبي عليه السلام بالفقر لم يكن إلا بمثل هذا , وسبحاني ما أعظم شأني ليس إلا في هذا المقام وكذلك أنا الحق ومن مثلي وهل في الدارين غيري وليس في جبتي سوى الله وأمثال ذلك!!
تفسير المحيط الأعظم, حيدر الآملي ,ج2 ص431.
فمعنى حديثهم المزعوم (إذا تم الفقر فهو الله) هو نفس معنى قولهم (أنا الحق) وهو أيضاً نفس معنى قولهم (ليس في جبتي سوى الله) فلم يستدلوا بهذا الحديث المنّكر إلا لتبرير هذا المعتقد الحلاجي الكافر!
وقد استشهد الخميني بذلك الحديث ذاته مورداً إياه في معرض الاستدلال على وحدة الوجود!!
يقول الخميني: العالم إذا كان في حجاب نفسه يكون مفترقاً وممتازاً بالافتراق البينوني وإذا خرج عن حجاب نفسه وتعلق بعز قدسه وأفتقر وفنا عن ذاته رفع الغيرية وإذا تم الفقر فهو الله أي الهوية له لا لغيره.
المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس ، الخميني , ص65-66.
أقول: تلاحظ أخي القارئ كيف أرسل الخميني هذا الحديث المنّكر إرسال المسلمات واستشهد به لإثبات عقيدته الحلاجية!!
فإن قال قائل بأن الخميني لم يقل عنه بأنه حديث ؟ قلنا بأنه لم يسمه بعدم الثبوت ولم يصرفه الى معنى غير ظاهره على الاقل, ولو سلّمنا جدلاً بأنه لا يقول عن هذه المقولة أنها حديث نبوي معتبر, فليس من أحد ينكر بأنّ تلك العبارة المنسوبة لرسول الله صلى الله عليه وآله هي من مختصات المتصوّفة ومضمون ظاهرها هو على نمط قولهم (أنا الحق) وقولهم (ليس في جبتي سوى الله) كما صرّح بذلك حيدر الآملي فالاستشهاد بهذه المقولة (إذا تم الفقر فهو الله) يعني اعتقاد الخميني بالعقيدة الحلاجية .
فلماذا لا يتصدّى كمال الحيدري لهذه الكفريات التي يتم التنظير لها و تُنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من خلال احاديث غير ثابتة الصدور, وهو يزعم التصدّي لتنقية التراث ؟!
ومن الأحاديث المطروحة بالكتاب والسنة حديث ينسبه المتصوّفة لأحد المعصومين عليهم السلام وهو : لنا مع الله حالات هو هو، ونحن نحن؛ وهو نحن، ونحن هو.
المصدر: شرح دعاء السحر, الخميني,ص111 , مصباح الهداية, الخميني, ص114.
فبعض العرفاء ينسب هذا الحديث للإمام الصادق عليه السلام على انه ثابت الصدور! وبعضهم كالخميني لا ينسبه إلى أحد منهم عليهم السلام بالخصوص فمرة قال : بلسان أحد الأئمة! وأخرى قال: ورد بدون أن ينسبه إلى أحدهم عليهم السلام!
والخميني يستشهد بهذا الحديث المطروح ليبرّر أقوال ابن عربي الزنديق لذلك قال بعد ان ذكر الحديث : وكلمات أهل المعرفة خصوصاً الشيخ الكبير محيي الدين (ابن عربي) مشحونة بأمثال ذلك؛ مثل قوله: الحقّ خلق، والخلق حقّ والحقّ حقّ والخلق خلق. وقال في فصوصه: ومن عرف ما قرّرناه في الأعداد وأنّ نفيها عين ثبتها علم أنّ الحق المنزّه هو الخلق المشبّه وإن كان قد تميّز الخلق من الخالق فالأمر الخالق المخلوق والأمر المخلوق الخالق إلى أن قال :
فالحقّ خلق بهذا الوجه فاعتبروا***وليس خلقاً بذاك الوجه فادّكروا
من يدر ما قلت لم تخذل بصيرته***وليس يدريه إلا من له البصر
جمّع وفرّق فإنّ العين واحدة*** هي الكثيرة لاتبقى ولا تذر.
المصدر: مصباح الهداية, الخميني, ص114.
فالخميني يوّظف هذا الحديث المنكر المعارض للكتاب والسنة لخدمة عقيدته وحدة الموجود ولتبرير أقوال ابن عربي الزنديق الأكبر.
وقد كشف ما في هذا الحديث من خلل المحقق الكبير آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي (قدس سره)حينما جاء على ذكر المتصوّفة في كتابه شرح إحقاق الحق
فقال (قدس سره) : رأيت بعض من كان يدّعى الفضل منهم (أي من العرفاء) يجعل بضاعة ترويج مسلكه أمثال ما يعزى إليهم (عليهم السلام) "لنا مع الله حالات فيها هو نحن ونحن هو"وما درى المسكين في العلم والتتبع والتثبت والضبط ان كتاب مصباح الشريعة وما يشبهه من الكتب المودعة فيها أمثال هذه المناكير مما لفقتها أيادي المتصوفة في الأعصار السالفة وأبقتها لنا تراثاً...
المصدر: شرح إحقاق الحق, المرعشي النجفي, ج1 ص184.
فالرواية منكرة ومرسلة أيضاً وليست موجودة في مصادرنا المعتبرة ومع هذا يستخدمها العرفاء لتبرير معتقدهم الزائف!
فلماذا لا تتصدى لهذا يا كمال الحيدري يا من تدّعي تنقية التراث ؟!
ومن الروايات الصوفية التي يروّجها العرفاء ما ذكره الخميني في كتابه تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس مستشهداً بحديث لم أجد مصدره والثاني مُنكر قطعاً:
قال القيصري : كما ورد في الخبر أن لله ثلاثمائة خلق من تخلّق بواحد منها دخل الجنة فقال أبو بكر هل في منها شيء يا رسول الله قال صلى الله عليه وآله كلها فيك"
(فقال الخميني) : قوله: قال صلى الله عليه وآله كلها فيك بحكم اضمحلال الكثرات واندكاكها في الحضرة الأحدية وفنائها فيها لدى شهود القيامة الكبرى وبهذا الاعتبار يكون كل الصفات في كل موجود ولهذا ورد أنه تعالى أوحى إلى موسى (ع) ان جيء بموجود أخس منك فأخذ برجل ميتة كلب ثم تنبه على خطأه فتركها فأوحى الله تعالى إليه ان لو جئت بها لسقطت من مقامك فافهم ولا تغفل.
المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس ، الخميني , ص310-311.
أقول : الخميني لم يرد هذا الحديث بل وافقه وراح يؤول معناه بديانة وحدة الموجود فقال بأن الصفات الإلهية في كل موجود ومن بين الموجودات أبو بكر فلا اختصاص له فكل المخلوقات هي عين ذات الله تعالى وفيها كل الصفات الإلهية!
وفي الحديث الثاني طعن صريح في النبي موسى عليه السلام وقد تشبّث العرفاء بهذا الحديث المنكر ليبيّنوا وحدة المخلوقات مع الخالق وأنه لا فرق (والعياذ بالله) بين رجل ميتة الكلب والنبي موسى عليه السلام!!!
فلماذا لا تتصدى لهذه الخرافات يا كمال الحيدري يا من تدّعي تنقية التراث !؟
أم لأن هذه الأحاديث المنكرة والمطروحة تخدم دينك الصوفي المنّحرف؟!
الخلاصة :
توضح من خلال هذه المقالة مايلي:
أن كمال الحيدري لا يصلح أن يتصدى للدفاع عن العقيدة لأنه منحرف وهذا ما يفتح باب الطعن على التشيع بما هو بريء منه.
انّ كمال الحيدري غير أمين علمياً لأنه مدلّس وقد رُصد وضُبطَ أكثر من مرة وهو ينسب أقولاً لعلماء مقتطعاً بعض كلماتهم التي لا تخدم منهجه أو محرفاً معاني ومقاصد كلامهم.
يطعن في تراث آل محمد (صلوات الله عليهم) بما هو مبتلى به فدين العرفاء مستورد من كفرة اليونان والديانات الهندية والمانوية والمسيحية والبوذية وقد اعترف كمال الحيدري بهذا في كتابه العرفان الشيعي.
ان كمال الحيدري يدعي تنقية التراث بينما يغمض عينيه عما في كتب العرفاء من البدع والخرافات والروايات المنكرة والمطروحة مما هو منسوب للأئمة عليهم السلام , لأن العرفاء لم يتورعوا عن الكذب على الله ورسوله بتزييف دين الله تعالى وادخال ما ليس منه فيه والاستدلال على اباطيلهم بأحاديث منكرة ومطروحة مما ينسبونه للأئمة عليهم السلام.
وقد كشفنا طريقتهم في ذلك وبينا زيف منهجهم, وقد ذكرنا أربعة نماذج فقط رعاية للاختصار وإلا فالأمثلة كثيرة جداً تحتاج إلى كتاب مستقل!
كمال الحيدري في الواقع يمارس بهلوانياته الأخيرة بدون أدنى احترام لعقول أبناء الأمة الشيعية! حتى أطفال الشيعة يدركون جيداً أنّ ما يتحدث عنه من روايات جاءتنا من طرق العامة وهي تلك التي سماها كمال الحيدري باليهوديه والمجوسية قد تصدى لها أعلام الطائفة المتقدمون والمتأخرون منهم وبينوا ما فيها من خلل ولم تتسرب افكارها للثقافة الدينية الرافضية الاصيلة ولم تختلط بعاقائدنا الراسخة, وانما من تأثر بما تسرب إلى تراثنا من طرق المخالفين كالصوفية وأخذ عنهم هم قومك العرفاء يا كمال الحيدري فابدأ بنفسك وانهها عن غيّها! وكفّ عن هذا المنهج البربري الغوغائي البعيد عن العلمية, فما تمارسه محض تشويه وتلويث لا تنقية كما تزعم! وإلا لو كان الأمر كما تزعم فانت أول من ينبغي بتنقية نفسه من عقائد العرفاء الباطلة وتراثهم المشوب..
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
طالب علم
7/10/1434 هـ
