الأربعاء، 14 يناير 2015

المثنوي أصل أصول الدين الخامنئي!!

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم
انتشر عبر وسائل الاتصال مقطع مرئي للخامنئي وهو يصف ديوان المثنوي للعارف الصوفي جلال الدين الرومي بأنه أصل أصل أصول  الدين!
وهذا تصريح خطير جداً إذ أن هذا الديوان يحوي مخالفات صريحة للقرآن والعترة ومناقض لأصول الدين فكيف يكون أصل أصل أصول الدين؟!
يقول خامنئي في ذلك المقطع : جزء مهم من شعرنا الديني هو ما يرتبط بالمسائل العرفانية والروحانية , وهذا بحر عظيم (من المعارف). اطلعوا (على سبيل المثال) على شعر المولوي (جلال الدين الرومي) اطلعوا على شعر المولوي , لو فرضنا عدم تمكن أحدكم من دراسة ديوان شمس (للمولوي أيضاً) لكونه من نوع خاص (يتعسّر فهمه) , فكثير منا لا يستطيع إدراكه وفهمه, ولكن عندنا المثنوي الذي هو بنفسه (أي الرومي) يقول : وهو (أي المثنوي) أصول أصول أصول الدين!!
وواقعاً هذا هو اعتقادي أيضاً (أي اعتقاد الخامنئي نفسه)!! وقد سألني مرة المرحوم آية الله المطهري أن : ما رأيك في المثنوي؟!
فأجبته بهذا , أن رأيي كما قال هو أنه (أصول أصول أصول الدين)
فقال (المطهري) : هذا صحيح كاملاً , وعقيدتي هي هذه كذلك (أن المثنوي هو أصول أصول أصول الدين) !!
وهذا هو المقطع المرئي:



رداً على ما سبق نقول: من الواضح عند الباحثين التملّق الذي أبداه الخامنئي بمدح المثنوي إذ أنه (أي الخامنئي) لا ينتمي للمدرسة العرفانية أبداً ولا علاقة له بالعرفان أصلاً بل خطه وطريقته مختلفة تماماً عن العرفان والتصوّف ولكنه قال هذا الكلام تملقاً للعرفاء المؤسسين للنظام الذي يحكمه , ولذلك يمتدح الخامنئي العرفاء وكتبهم من ذلك الباب، فما اكتفى الخامنئي بذكر  قول المطهري مثلاً باعتبار المطهري من العرفاء, (والعرفاء يعتقدون بقداسة كتاب المثنوي) بل يأتي ويدخل نفسه في العرفان زاعما مثل هذا الزعم الباطل مدعيا انّ المثنوي  أصول أصول أصول الدين!
فتملقه هنا واضح وهو غير مُعفى من تبعات هذا التصريح الخطير!
أما من ناحية مدى شناعة المقولة نفسها وهي أن المثنوي هو أصل أصل أصول الدين، فسنترك الحكم للقارئ الكريم بعد عرض نماذج من هذا الكتاب.

النموذج الأول : ليس في جبتي سوى الله على لسان صاحب المثنوي!!
يقول جلال الدين الرومي : عندما طارت عنقاء الانسلاخ عن الذات بدأ أبو اليزيد (البسطامي) في ذلك الكلام. (أي الكلمات الكفرية)
– إختطف سيل الحيرة منه العقل فنطق بأفظع مما نطق به في البداية!
قال (البسطامي) ما في الجبة غير الله فإلامَ بحثك في الأرض والسماء؟
-فجن أولئك المريدون جميعاً وأخذوا يطعنون جسده الطاهر بالمدى! (أي جسد البسطامي)
كان كل واحد منهم كملحدى (كزده كوه) قد أخذ في طعن شيخه (البسطامي) دون انقطاع!
وكان كل من يطعن الشيخ بسلاحه يرتد إليه ويمزق جسده هو!!
ولم يكن هناك أثر واحد على جسد صاحب الفضل ذاك (أي البسطامي), وأولئك المريدون جرحى وغرقى في الدم!
فكل من وجه في صدره مزق صدره هو وأصبح ميتاً إلى الأبد!
وذلك الذي كان عارفاً ـ نصف معرفة ـ  بمقام ذلك السلطان (البسطامي) لم يطاوعه قلبه على أن يطعنه طعنة ثقيلة!
لقد قيدت نصف معرفة يده فكسب روحه إلا أنه جرح نفسه فحسب.
وانتهى اليوم وقد ارتفع النواح من بيوت أولئك المريدين الناقصين!
ذلك أن المنسلخ عن الذات فانٍ في الله وآمن وهو ساكن إلى الأبد في الأمن.
لقد صارت صورته فانية وصار هو مرآة ولا يبدو في المرآة إلا صورة وجه الغير.
فإن بصقت في المرآة فإنما تبصق على نفسك وإذا ضربت أمام المرآة فإنك تضرب نفسك.
وإذا رأيت وجها قبيحاً فهو وجهك وإن رأيت عيسى بن مريم فهو أنت أيضاً!!
المصدر : المثنوي , جلال الدين الرومي ,ج4 ص221-222.

أقول: إن العرفاء لا يكشفون عن عقيدتهم الأصلية ولا يصرّحون بها أمام الناس فهي عندهم سر من الأسرار التي لا يمكن كشفها إلى غيرهم بل لا يكشفونها حتى للسالك نفسه إلا إذا تعدى مرحلة الشريعة والطريقة ووصل إلى مرحلة الحقيقة!!
فهم لا يكشفون عن هذا السر للسالك إلا بعد عملية مسح دماغ تبدأ بإجهاده بالرياضات النفسية لكي يختل عقله أولاً  ثم بعد ذلك يسهل اعتقاده بهذه الخزعبلات!!
ولكن أبا يزيد البسطامي صرّح بهذه العقيدة أمام مريديه وهم في بداية المشوار لذلك ثاروا عليه وطعنوه بالسكاكين!!
فيقول الرومي المعتقد بوحدة الموجود: قال (البسطامي) ما في الجبة غير الله ...فجنّ أولئك المريدون جميعاً وأخذوا يطعنون جسده ( أي البسطامي)  الطاهر بالمُدَى (أي السكاكين)!
ولأنه كان في حالة الفناء المطلق مع الله التي عبر عنها بقوله: أن المنسلخ عن الذات فانٍ في الله وآمن وهو ساكن إلى الأبد في الأمن, لقد صارت صورته فانية وصار هو مرآة ولا يبدو في المرآة إلا صورة وجه الغير.
فأصبح البسطامي عين ذات الله لأنه فُني في الذات الإلهية! فهو الله والله هو (والعياذ بالله) فقد فنيت صورة البسطامي فأصبحت عين الذات وبهذا تحول إلى مرآة تبدو فيها صورة وجه الكائنات الأخرى. فحتى المريدون على هذا هم ذات الله ولكن لا يشعرون.
ما الذي يراه الإنسان في المرآة؟ صورته, أي عند ذلك الزنديق (الرومي) المخلوق يرى من خلال النظر إلى الخالق انعكاس صورته! أي ليس يوجد شيء في الحقيقة سوى المخلوق وبهذا يكون هو الله والعياذ بالله!
يقول الرومي ليوضح عقيدته: إن بصقت في المرآة فإنما تبصق على نفسك وإذا ضربت أمام المرآة فإنك تضرب نفسك, وإذا رأيت وجها قبيحاً فهو وجهك وإن رأيت عيسى بن مريم فهو أنت أيضاً!! (كل شيء هو أنت وأنت كل شيء)
المريدون الجهلة لم يكونوا يعلمون بأنهم عين ذات الله ولم يعلموا بأن البسطامي فانٍ في الذات الإلهية! فهم إذا طعنوا البسطامي يطعنون أنفسهم!
أما الذي كانت عنده نصف معرفة بعقيدتهم وحدة الموجود لم يطعن شيخه بقوة ولو كان عنده النصف الآخر لأيقن بأنه لا يستطيع الطعن في الذات الإلهية!!
هكذا يعرض الرومي عقيدته وحدة الموجود في المثنوي فهو على دين الحلاّج والبسطامي والعرفاء تبعاً له يعتقدون بهذا الاعتقاد الكافر!
فهل هذه العقيدة الكفرية في المثنوي هي أصل أصل أصول الدين كما يزّعم الخامنئي؟!

النموذج الثاني : من أعلى درجة, بايزيد البسطامي أم محمد صلى الله عليه وآله؟!!
يقول شمس الدين أحمد الأفلاكي : إن جلال الدين الرومي خرج يوماً من مدرسته ... وكان معه عدد من العلماء والفضلاء وتلاميذه , فجأة شاهد شمس الدين (التبريزي أستاذ الرومي) في الطريق..
فسأله (شمس تبريزي) :من كان أعلى درجة, بايزيد البسطامي أم محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
فأجاب مولانا (الرومي) : ما هذا السؤال الغريب؟! ذاك أن محمداً خاتم الأنبياء.
قال شمس : فلماذا يقول محمد: ما عرفناك حق معرفتك , وقول بايزيد البسطامي سبحاني ما أعظم شأني! فأغمي على مولانا!
ثم يعلق الأفلاكي بقوله : ذهب مولانا عن الوعي بعد سماع قول بايزيد البسطامي , مع أن ظاهر كلامه كفر صريح ولكن مولانا عرف أن المعنى بحر وتفوح رائحة الدين من هذا الكفر الصريح ويرى مولانا أن بايزيد البسطامي لما قال ما قاله كان في حال سكر صوفي وفانياً في الله سبحانه وتعالى فنطق بما نطق به فلهذا أثر كلامه على مولانا!!
المصدر: العرفان الصوفي عند جلال الدين الرومي, فرح ناز رفعت جو, ص66 -67.
أقول : إن المسلم يقول (سبحان ربي العظيم) ولكن هؤلاء المتصوفة لأنهم يعتقدون أن كل شيء هو عين ذات الله تعالى  فليس عندهم مشكلة في القول سبحاني ما أعظم شأني !! والرومي هنا عرف من أستاذه (كما ينقل الأفلاكي) بأن هذه المقولة معناها بحر تفوح من رائحة الدين!! وهذا كفرٌ بواح ولذلك يحاول العرفاء الترقيع لهم بادعاء أنهم في حالة سكر لا في حالة صحو!! وقد بينا سخافة هذا القول في مقال بعنوان : مرافعات كمال الحيدري عن الحلاج المفتري!

ثم إن مجرّد مقارنة البسطامي الزنديق بالنبي محمد صلى الله عليه وآله هو بذاته كفر يضاف إلى كفرهم , وتلاحظ أن شمس تبريزي لعنة الله عليه كان يذكر النبي محمد صلى الله عليه وآله بدون ألقاب ولا حتى تكنيه بينما يقول (بايزيد البسطامي) معظماً له!!
فهل هذا الزنديق وتلميذه المولوي يؤخذُ عن مثلهما أصل أصل أصول الدين يا خامنئي؟!

النموذج الثالث : ابن ملجم لعنه الله هو (و العياذ بالله) يد الله التي قتلت أمير المؤمنين عليه السلام!!
يقول جلال الدين الرومي (في المثنوي) على لسان الإمام علي عليه السلام : لقد همس الرسول في أذن تابعي (ابن ملجم) أنه سيفصل رقبتي هذه عن جسدي ذات يوم.
لقد علم الرسول من وحي الحبيب , أن هلاكي في النهاية على يده.
فكان يقول لي (أي ابن ملجم) : اقتلني من البداية حتى لا يتأتى مني هذا الجرم الفظيع!!
فأقول له (القول للإمام علي) : إذا كان موتي على يدك , فكيف أستطيع أنا أن أحتال على القضاء؟؟
فكان (ابن ملجم) يسقط تحت قدمي قائلاً : أيها الكريم , بالله اشطرني نصفين حتى لا تحيق بي هذا العاقبة السيئة , حتى لا تحرق روحي من جراء روحك.
فأقول له (القول للإمام علي): إمض , لقد جف القلم , ومن ذلك المكتوب كم من الأعلام تصير مقلوبة؟
فلا بغض قط في روحي تجاهك ذلك أني أعلم أن هذا يتأتى منك إنك أداة في يد الحق (الله سبحانه وتعالى) والفعل من يد الحق فكيف أطعن أداة الحق وأحطمها؟
قال (ابن ملجم): فلما إذن هذا القصاص ؟
قال (الإمام علي) : هو أيضاً من الحق وهو سر خفي.
المصدر: المثنوي , جلال الدين الرومي,ج1 ص339-340.
أقول: لم يكتفِ هذا الزنديق (الرومي) بأنه برّأ ساحة اللعين ابن ملجم من جريمته العظمى بل زاد عليها الادعاء بأن امير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب عليهما السلام يقول بالجبر!!
تخلية الإمام علي عليه السلام بين ابن ملجم اللعين وبين ما سيقدم عليه من قتل لأعظم رجل في الوجود بعد رسول الله صلى الله عليه وآله هو من باب إمضاء المقادير الإلهية وليس من باب الجبر، فالإمام علي عليه السلام كان يتمكن من قتل ابن ملجم ولكنّ ابن ملجم هو من اختار أن يكون أشقى الأشقياء فيقتل مولى الموحدين وهذا من المقادير التي اطلع عليها أمير المؤمنين عليه السلام فسلّم لله تعالى مقاديره كدأب جميع الأوصياء عليهم السلام..
لاحظوا ماذا يقول ذلك الزنديق (الرومي) : الفعل من يد الحق. أي الفاعل هو الله والعياذ بالله!
كيف يكون ذلك القذر النجس الناصبي الكافر الملعون أداة في يد الله لقتل ولي الله؟
أليس في الحديث القدسي (الظالم سيف أنتقم به وأنتقم منه)؟
أي أنّ الظالم أداة للانتقام
هل كان ابن ملجم أداة للانتقام من مولى الموحدين مثلاً؟
نعوذ بالله من سخطه. ناقل الكفر ليس بكافر وهذا ما يشفع لنا في إيراد مثل تلك المقولات الكفرية التي تكاد الجبال أن تميد من نكارتها وشناعتها!!
ولكن نقول للخامنائي: هل هذه المقولة الكفرية والمخالفة العقائدية هي أصل أصل أصول الدين؟!

النموذج الرابع: النبي موسى عليه السلام والطاغية فرعون كلاهما من العرفاء!!
يقول جلال الدين الرومي : موسى وفرعون كلاهما بالنسبة للمعنى سالك (عارف) والفرق أن ذاك يجد الطريق بينما يضل هذا وكان موسى شاكياً إلى الله نهاراً , بينما كان فرعون باكياً في جنح الليل!!
المصدر: المثنوي , جلال الدين الرومي,ج1 ص233.
أقول: فرعون الطاغية المتكبر الذي قال أنا ربكم الأعلى أصبح عارفاً؟!!
نعم هذه هي عقيدتهم لذلك صحّح ابن عربي قول فرعون : أنا ربكم الأعلى!
المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , ص211.
فهي نظير قول الحلاج : أنا الحق أي أنا الله!
فهل هذا الكفر الموجود في المثنوي هو أصل أصل أصول الدين يا خامنئي؟!

النموذج الخامس : الطعن على الشيعة لقيامهم بالعزاء يوم عاشوراء من كل عام..
يقول جلال الدين الرومي: تشبيه المغفل الذي يضيّع العمر وعند الموت في تلك الشدة يأخد في التوبة والاستغفار بقيام شيعة حلب بالتعزية كل سنة في أيام عاشوراء!
- في يوم عاشوراء يكون كل أهل حلب على باب أنطاكية حتى الليل.
- يتجمع جمع عظيم من الرجال والنساء ويقيم مأتم تلك الأسرة من آل البيت.
- يصرخ الشيعة وينوحون باكين في عاشوراء ذكرى كربلاء .
- يعددون ذلك الظلم والبلاء الذي لقيه آل البيت من شمر ويزيد.
- وتمضي صيحاتهم وتهديداتهم بالويل والثبور حتى تمتلئ بها الصحراء والوادي.
- فوصل شاعر غريب من الطريق يوم عاشوراء وسمع تلك الضحة .
- فترك المدينة واتجه إلى تلك الناحية بهدف البحث والتفتيش عن سر هذه الضجة .
- أخذ يمضي متسائلاً بإمعان : ما هذا الحزن؟ وعلى من أقيم هذا المأتم؟!
- أهو رئيس عظيم ذلك الذي مات؟ إن مثل هذا التجمع لا يكون بالشي الهين!!
- حدثوني عن اسمه وعن ألقابه , فأنا غريب وأنتم أهل هذا البلد!
- ما اسمه ؟! وما عمله؟! وما هي أوصافه؟! حتى أنظم مرثية في مناقبه .
- ولا نظم مرثية فأنا رجل شاعر , حتى أحصل من هنا على الزاد والعطاء.
- فقال له أحدهم ....ماذا؟ هل أنت مجنون , إنك لست من الشيعة, بل عدو لآل البيت. ألا تعلم أن اليوم عاشوراء وهو مأتم لروح تفضل رجال قرن بأجمعهم.
- وبالنسبة للمؤمن فإن مأتم طاهر الروح ذلك أكثر شهرة من مائة طوفان لنوح.
(قول الشاعر لنقطة دقيقة طعناً بشيعة حلب)
قال : نعم  لكن أين عهد يزيد؟! ومتى كان هذا الحزن ؟! ولماذا وصل هنا متأخراً؟!
- لقد رأت عيون العميان هذه الخسارة وسمعت بها آذان الصم.
- فهل كنتم نائمين  حتى الآن بحث تمزقون ثيابكم حداداً !!
- إذن فأقيموا العزاء على أنفسكم أيها النائمين ذلك أنه موت سيء هذا النوم الثقيل!!
المصدر : ديوان مثنوي, جلال الدين الرومي , ج6 ص94- 95.

أقول : وهل كان الناس كلهم نياماً موتى ولم يستيقظوا سوى في الحج فراحوا يضجون إلى ربهم بالبكاء والاستغفار في أيام الحج؟ فلماذا لا تعيب على الحجيج وربهم الذي يوقظهم في موسم معين من السنة ويتركهم وفق تعبيرك الشيطاني نياماً سائر أيامه؟ نعوذ بالله من تلك الأفكار الشيطانية.
هل تخصيص مواسم معينة لصيحة جماعية فيها إحياء وإظهار لقضية نبيلة شريفة يعني النوم في سائر الأيام؟ مثال بليد وإسقاط سخيف خبيث ليس من منشأ ومنبع له سوى النصب والنجاسة المتغلغلة في أعماق ذلك الزنديق.. وإلا فإنّه هو وأمثاله من الصوفية الزنادقة لديهم حلقات رقص يصيحون فيها الله حي.. فلماذا لا يتحلق كل فرد منهم حول نفسه ويُرقّص عليها سجلّ أعماله ليرى إن كانت حية نفسه الملوثة بالخطايا أم لا؟
ثم يأتي أمثال خامنئي ويقول عن هذا الكتاب الناصبي بأنه أصل أصل أصول الدين!

أقوال العلماء في الرومي وكتابه المثنوي..

العلامة الحلي قدس سره :
ذكر العلامة الحلي في كتابه نهج الحق وكشف الصدق ان بعض المتصوفة كانوا يتركون الصلاة... ثم قال في الهامش: استدل جلال الدين الرومي في مقدمة المجلد الخامس للمثنوي بأنه : لو ظهرت الحقائق بطلت الشرايع ، لأن الشرايع سراج في الوصول إلى الحق ، فطلب الدليل بعد الوصول إلى المدلول قبيح!!
المصدر : نهج الحق وكشف الصدق, العلامة الحلي, ص59.
أقول : فهل إبطال الشرائع هو أصل أصل أصول الدين يا خامنئي؟!

العلامة المجلسي قدس سره :
يقول العلامة المجلسي في حديث طويل عن المتصوّفة وبدعهم جاء فيه : (......أو تتشفّع بالمولى الرومي القائل بأنّ أمير المؤمنين عليه السلام سيشفع لابن ملجم فيدخل الجنّة ، وانّ أمير المؤمنين عليه السلام قال له : لا ذنب عليك ، هكذا قُدّر وكنت مجبوراً في فعلك, ولم تجد صفحة من ديوان المثنوي لم يذكر في أشعاره الجبر ، أو وحدة الوجود ، أو سقوط العبادة ، أو غيرها من الاعتقادات الفاسدة ، وكما هو المشهور منه....)
المصدر: عين الحياة , المجلسي, ج2 ص404.
أقول : فهل هذه الأعتقادات الباطلة في المثنوي هي أصل أصل أصول الدين يا خامنئي؟!

الشيخ رجب علي الخياط الطهراني وآية الله البروجردي:
يقول الشيخ الطهراني : أردت أن أقرأ كتاب المثنوي فرأيت في عالم المعنى شخصاً أمامي وآخر ورائي يقول أحدهما للآخر : لا تدعه ينام , ففكرت في نفسي وقلت : لماذا لا يقولان : لا تدعه ينام عند قراءتي للقرآن؟ لهذا وضعت الكتاب جانباً.
ثم يقول صاحب الكتاب : حصلت لسماحة آية الله السيد حسين الطباطبائي البروجردي رحمه الله مكاشفة شبيهة بهذه.
فعند زيارة آية الله لطف الله الصافي الكلبايكاني لمركز البحوث في مؤسسة دار الحديث الثقافية في قم ... سأله كاتب هذه السطور عن حقيقة هذا الموضوع.
فقال: سمعت آية الله البروجردي يقول : عندما كنت أقرأ كتاب المثنوي لمولوي فسمعت فجأة صوتاً يقول : إن هذا الشخص (المولوي) قد ضلَّ السبيل...)
المصدر : كيمياء المحبة لمحات من حياة الشيخ رجب الخياط الطهراني , محمد الريشهري, ص59.
أقول : ضالٌ مُضل! فكيف نأخذ عنه أصول الدين وكيف يصدر عن مثل هذا الضال أصل أصل أصول الدين؟!

محاربة العلماء لكتاب مثنوي:
وبالنسبة لمحاربة العلماء لهذا الكتاب ينقل صاحب كتاب مدرسة العرفاء وكذلك صاحب كتاب أسوة العرفاء تحت عنوان (ينبغي المداراة مع الفقهاء) :
إنّ السيد محمد حسن نجل السيد علي آقا القاضي يقول : ان العلماء في النجف الأشرف كانوا يبتعدون ما أمكن عن الخوض في البحوث والمسائل العرفانية وينكرون الكتب المنسوبة إلى هذه الفرقة فإن كتاب ((مولوي)) من الكتب الممنوعة ونادراً ما كان يوجد ضمن كتب الطلبة وكان البعض يغالي بأن كان يأمر بإخراجه من ضمن الكتب الفقهية, لأنه دنس (كذا) ويجب إبعاده عن الكتب التي تحوي كلام المعصومين عليهم السلام.
المصدر : مدرسة العرفاء, إبراهيم سرور, ج1 ص372, أسوة العرفاء, صادق حسن زادة, ص142 نقلاً عن صفحات من تاريخ الأعلام, ج1 ص331.

أقول : علماء النجف الأشرف كانوا يعتبرون هذا الكتاب نجساً لا ينبغي وضعه مع سائر الكتب التي تحوي تراث المعصومين صلوات الله عليهم فهل كانوا لا يفقهون أصول الدين؟!

العلامة الأميني رحمة الله عليه
تعليق العلامة الأميني على صاحب المثنوي وبعض العرفاء الذين قالوا بأن المثنوي أصل أصل أصول الدين!
يقول رحمه الله في إحدى محاضراته: إن استمعت لكلامه (أي أمير المؤمنين)؛ سررت بذلك..إن تعلَّمت من علمه؛ سررت بذلك.. إن قبلت ولايته؛ سررت بذلك..فانصرف لتتعلم كَلِمِ صاحب الولاية..واذهب وانظر ماذا قال أمير المؤمنين..وكيف خاطب الله عزَّ وجل..لترى كيف العشق.. وكيف المحبة..ولن تجد علماً صحيحاً عند حافظ الشيرازي..ولا في المثنوي..من حافظ أصلاً؟! وما هو المثنوي؟! جِدْ عالماً واجعل بين يديه دعاء السجاد عليه السلام.. وهو يقرأ لك لتفهم ما العشق..
لنفترَّض أنه قد جيء بي - أنا الأميني - إلى القيامة..وأنا (على حسب الفرض) لم أُذنب..وحافظتُ على صلاتي وصيامي..لم أغتب ولم أستعمل الربا ولم أشرب الخمر ولم أجعل امرأتي تتبرَّج وتتعرَّى في الشوارع ولم أستمع للموسيقى والأغاني ولم أرتكب السيئات التي منعها الله.. ويُجاء بي إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فيسألني.. يا شيخ، أتعتقد بي؟ فأقول نعم..أتحبني؟ نعم..أأنا وليك المطلق؟ نعم.. أتراني روح الأرواح؟ نعم.. أتراني محب الله؟ نعم.. أتعتقد بالنبي (صلى الله عليه وآله)؟ نعم.. والنبي هو الذي قال أن أحب خلق الله إلى الله علي بن أبي طالب.. أتعرف علاقتي بالله؟ نعم.. على هذه الأحوال (الكلام لأمير المؤمنين) أكان من الأفضل أن تتغنَّى بكلامي وتقرأه وتبكي عليه أم تفعل ذلك بكلام حافظ الشيرازي؟! أأُجعل أنا وحافظ في مستوى واحد؟! أيُجعل كلامي والمثنوي في مستوى واحد؟!
المحشر..يأتي أمير المؤمنين..وأنا أأتي أيضاً.. فيقول: هذا حافظ..ألحافظ عقل كعقلي؟!ألحافظ علم كعلمي؟!أأرادة حافظ كإرادتي؟! أكان حافظ عالماً بالحقائق مثلي؟! أكان حافظ نورانياً مثلي؟! أكان حافظ ربَّانياً مثلي؟! ألحافظ عظمة كعظمتي؟!
أكان حافظ عارفاً بحقيقة المحبة مثلي؟! أكان حافظ عارفاً بالله مثلي؟!
أكان حافظ عالماً مثلي؟! أكان لحافظ مثل ملكاتي النفسانية؟! أكان لحافظ مثل نفسياتي الكريمة؟! لماذا ضيَّعت مقامي هذا وجعلتني وحافظ في مستوى واحد؟! المثنوي!! المثنوي!! سيأتي الله بهذا الكتاب في يوم المحشر.. وهذه عقيدتي فإن شاء الله يأتي به..يُؤتى بهذا الكتاب..
ويُؤتى بهؤلاء (المولوي ومن يوافقه من العرفاء) ليُسئلوا عن هذه الكلمة التي كتبوها أن المثنوي أصل أصل الأصول!
المثنوي أصل أصل الأصول؟!!!! والله.. لو شربت الخمر لمائة سنة لربما عفى الله عنك..ولكنه لا يعفو عن مثل هذه الكلمة..
المقطع الصوتي:

الخلاصة:
تبين مما سبق بأن كتاب المثنوي يحوي اعتقادات باطلة فاسدة تدل على انحراف صاحبها , وهذه الاعتقادات تضاد وتخالف أصول الدين عند الإمامية, وقد ذكرنا بعض النماذج فقط رعاية للاختصار وإلا فالكتاب مليئ بالخرافات والخزعبلات والمخالفات الصريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة. وذكرنا بعض أقوال العلماء في المولوي وكتابه المثنوي وقد كشفت هذه الأقوال مدى انحراف صاحب المثنوي وعظم ما يحويه كتابه من كفر وزندقة حتى اعتبره علماء النجف الأشرف (دنساً) ويجب إبعاده عن الكتب التي تحوي كلام المعصومين عليهم السلام.
والحاصل أنّ وصف هذا الكتاب بأنه (أصل أصل أصول الدين) هو تأييد للباطل والضلال والإنحراف الذي يحويه ودعوة صريحة واضحة لإضلال المؤمنين وإدخالهم في دين المتصوّفين.
فأرجو منك أخي المؤمن أن تكون كيساً فطناً فلا تنخدع بهؤلاء الدجّالين الذين يسوقونك إلى نار جهم من حيث لا تعلم!
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ..
طالب علم
9/ذو الحجة /1435