السبت، 17 يناير 2015

منير الخباز "على فتات مائدة المدافعين عن المتصوّفين"

منـــــــير الخبــــــــــــــاز
"على فتات مائدة المدافعين عن المتصوّفين"

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم
سعى العرفاء (المتلبّسون بلباس التشيّع) بكل قوة  لتعظيم شخصية الزنديق ابن عربي لعنه الله ورفع شأنه, فقاموا بدراسات كثيرة لإحياء تراثه والدفاع عنه وتبرير أقواله وإلباسها لباس الإسلام فحققوا نجاحاً كبيراً وخدعوا الملايين من الشيعة فأوهموهم بأنّ ابن عربي من الشيعة الموالين لأهل البيت عليهم السلام لكي يبرروا الأخذ عنه والاقتداء به، وقد تشبثوا ببعض الأقوال الشاذة لبعض العلماء كي يثبتوا هذا الادعاء الباطل!
ولكنّ هذه الكذبة لم تستمر طويلاً لأنّ الواقع يكذبها فتصريحات ابن عربي واضحة في تسننه البكري بل نصبه !! وقد اعترف كبير العرفاء في هذا العصر أو أنطقه الله من غير أن يشعر فصرّح بأنّ ابن عربي بكري وليس من الشيعة الموالين!
ينقل غلام علي رجائي عن آية الله الشيخ المحمدي الجيلاني أنه قال : سمعت من الإمام (الخميني) يوماً قوله إن المرحوم القاضي سعيد القمي هو في الشيعة نظير محيي الدين بن عربي عند أهل السنة!!
المصدر : قبسات من سيرة الامام الخميني - في ميدان التعليم الحوزوي والمرجعية- ص105 .
وينقل محقق كتاب الخميني (التعليقة على الفوائد الرضوية) قول أحد تلامذته إنه (أي الخميني) كان يعبّر عن احترام خاص لمحيي الدين (ابن عربي) في المدرسة "السنية"، ولصدر المتألهين والقاضي سعيد القمي في مدرسة أهل البيت!!
المصدر : التعليقة على الفوائد الرضوية , الخميني , ص12, طبعة مؤسسة البلاغ بيروت , الطبعة الأولى سنة 1425 هـ.
وبهذا الاعتراف لم تعد تنفع استماتتهم في التشبث بهذه الكذبة !!
وقد كسر بعض العلماء حاجز التقية من النظام السياسي الإيراني المروّج لابن عربي في هذا العصر فصرحوا بزندقة ابن عربي وإلحاده وبينوا أباطيل عرفانه الزائف (كالمرّجع الشيخ إسحاق الفياض دام ظله الذي وصف ابن عربي بالزنديق في تسجيل منشور) , وهنا وقع المتزلفون للنظام في مشكلة كبيرة إزاء العرفاء وتصريحاتهم وكتاباتهم المادحة لابن عربي والموافقة لنهجه الباطل فحاولوا أن يوهموا الناس بأنّ عرفان العرفاء (المتلبسين بالتشيّع) يختلف عن عرفان ابن عربي وأنهم لا يعتقدون بوحدة الموجود كما يعتقد بها ابن عربي، وهذا الأمر يكذّبهُ الواقع فأي باحث بمجرّد أن يطلع اطلاعة بسيطة على كتبهم العرفانية سيكتشف موافقتهم له في العقيدة ويرى مدحهم وتعظيمهم له ولأقواله والثناء عليه عند ذكر هذه الأقوال! كقولهم (الشيخ الأكبر أو الكبير) و (العظيم) وغيرها من عبارات التعظيم والتبجيل!
وقد دخل على هذا الخط بعض المشايخ والسادة للأسف الشديد وأخذوا يدافعون عن العرفاء ويصوّرون للناس بأن عرفانهم عرفان أهل البيت عليهم السلام وليس عرفان ابن عربي! ومن هؤلاء السيد منير الخباز حفظه الله حيث اشتبهت عليه الأمور وأخذ يردد ما يقوله العرفاء وأذنابهم من غير تأمل!
وهذا هو المقطع المرئي:
التعليق على ما جاء في كلامه:
يقول السيد منير الخباز : إلتفت لهذه النقطة أريد أرفع شبهة, البعض يتصوّر أن علم العرفان يعني محيي الدين ابن العربي، يعني هناك تقارن إذا تقول عرفان يعني محيي الدين ابن العربي وبما أن محيي الدين ابن العربي فيه كلام إذن هذا علم العرفان علم غير موثوق ومو معلوم.. ,لا, إلتفت لي جيداً لابد من الفصل بين الأمرين! ... هناك خلاف في محيي الدين ابن العربي إحنا ما نريد نخوض في هالخلاف هذا له أهله، نريد أن نقول نقطة واحدة الخلاف في تراث ابن العربي لا يعني الخلاف في قيمة علم العرفان, علم العرفان كعلم مستند إلى المعطيات المستفادة من روايات أهل البيت شيء وكون تراث ابن العربي في كتابيه الفتوحات والفصوص مقبولا أم غير مقبولا شيء آخر هذا لا يستلزم هذا ماكو ملازمة بين الأمرين.. انتهى كلامه.
أقول: إن العرفان بهذا المنهج الاعتقادي والسلوكي الشائع اليوم عند الناس هو باطل وليس من منهج أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم، إذ ليس هو سوى الوجه الآخر للتصوّف، وكلاهما منبعه الفلسفة، ولا أدلّ على أن العرفان والتصوّف كلاهما وجهان لعملة واحدة, أنك تجد أهل العرفان يعظّمون رموز التصوّف كالحلاج وابن عربي وجلال الدين الرومي وغيرهم، وأنك تجد مشاربهم وأذواقهم متحدّة وإن أنكر المكابرون منهم ذلك.
وهذا المنهج العرفاني القائم اليوم إنما هو منهج شيطاني كما تنبأ بذلك أئمتنا صلوات الله عليهم، إذ هو يزعم أن بمقدور العبد أن يصل إلى معرفة الله بغير الطريق الذي رسمته الشريعة, كما يسمى عندهم بالكشف والشهود وقطع الأسفار الأربعة: من الخلق إلى الحق، من الحق إلى الحق، من الحق إلى الخلق، من الخلق إلى الخلق! وهي كما ترى لا أصل لها في شريعة الإسلام.
والأخطر في هذا المنهج الشيطاني أنه يوقع صاحبه في الشرك باعتقاده بوحدة الوجود والموجود باستخدام عبارات جذابة براقة تستقطب ضعفاء القلوب.
وقد ورد عن أئمتنا (صلوات الله عليهم) ذم مؤكد لمن يسلك هذا المسلك، فقد سئل إمامنا الصادق (صلوات الله عليه) عن الصوفية فقال: (إنهم أعداؤنا، فمن مال إليهم فهو منهم ويُحشر معهم، وسيكون أقوام، يدّعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم، ويلقبون أنفسهم بلقبهم، ويقولون أقوالهم، ألا فمن مال إليهم فليس منا، وإنا منه براء، ومن أنكرهم ورد عليهم، كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله). المصدر : سفينة البحار للمحدث القمي ج2 ص57.
أما العرفان الإسلامي الصحيح فهو ذاك الذي عبّر عنه إمامنا الباقر (صلوات الله عليه) ضمن جوابه على أسئلة أبي حمزة الثمالي رضوان الله تعالى عليه. فقد روى العياشي عن أبي حمزة قال: (قال أبو جعفر عليه السلام: يا أبا حمزة.. إنما يعبد الله من عرف الله، فأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضالا.
قلت: أصلحك الله وما معرفة الله؟
قال: يصدّق الله ويصدّق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة علي والإئتمام به، وبأئمة الهدى من بعده، والبراءة إلى الله من عدوّهم، وكذلك عرفان الله.
قلت: أصلحك الله، أي شيء إذا عملتُه أنا استكملت حقيقة الإيمان؟
قال: توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله وتكون مع الصادقين كما أمرك الله.
قلت: ومن أولياء الله ومن أعداء الله؟
فقال: أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الأمر إلينا ثم ابني جعفر - وأومأ إلى جعفر وهو جالس - فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمر الله.
قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله؟
قال: الأوثان الأربعة.
قلت: من هم؟
قال: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ومن دان بدينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله).
المصدر: تفسير العياشي ج2 ص116.
فدقّق أخي القارئ الكريم في قوله عليه السلام: (وكذلك عرفان الله) لتعرف المعنى الحقيقي السليم للعرفان، ولتعرف أيضاً المعنى المحرّف مما هو شائع اليوم عند الناس مع الأسف لما أغواهم به أئمة الضلالة والدعاة إلى النار.
إن الله تعالى لا تُعرف حقيقته، وكل من ادّعى ذلك يكون كافراً، وإنما يُعرف الله بمعرفة أوليائه وموالاتهم، وبمعرفة أعدائه والبراءة منهم، وكذلك عرفان الله، وتلك حقيقة الإيمان.

يقول السيد منير الخباز : البعض يتصوّر أن علم العرفان يعني محيي الدين ابن العربي يعني هناك تقارن إذا تقول عرفان يعني محيي الدين ابن العربي وبما أن محيي الدين ابن العربي فيه كلام إذن هذا علم العرفان علم غير موثوق ومو معلوم, لا التفت لي جيداً لابد من الفصل بين الأمرين!
أقول: إنّ العرفان الذي يعتقد به العرفاء اليوم هو عرفان ابن عربي وليس عرفان أهل البيت عليهم السلام ولا يستطيع أحد أن ينكر هذه الحقيقة الواضحة فالعرفاء ينتهجون نهج ابن عربي ويعيشون على فتات مائدته كما عبّر المطهري!
يقول المطهري : أوصل محيي الدين (ابن عربي) العرفان إلى مرحلة جديدة لم يسبق له بلوغها , فأنشأ القسم الثاني من العرفان , أي قسمه العلمي والنظري والفلسفي , والعرفاء بعده تناولوا فتات مائدته.
المصدر : العرفان والكلام , المطهري , ص99.
والعرفاء هم امتداد لعرفان ابن عربي الزائف وهذا ما صرّح به كمال الحيدري حين قال : لا يمكن اعتبار الإمام الخميني في منهجه صاحب مدرسة عرفانية مستقلة بل هو امتداد وحلقة على خط المدرسة العرفانية ولم يضف الإمام أي شي على نفس المدرسة العرفانية التي وضع أُسسها محيي الدين بن عربي في كتاب فصوص الحكم, وبحسب التسلسل التاريخي الذي نراه في الحكمة المتعالية فإن السيد الإمام الخميني يعتبر امتداداً لتلك المدرسة من الناحية الفلسفية سواء بالنسبة لمدرسة الحكمة المتعالية أم المدرسة العرفانية!!
المصدر : العرفان الشيعي , كمال الحيدري , ص406.
إنّ عرفاء الشيعة كلهم يعيشون على فتات مائدة ابن عربي كما صرّح بذلك المطهّري وهم امتداد لمدرسته كما قال الحيدري , وإنّ مرتكزات حكمتهم وعرفانهم عنهُ أُخِذتْ فهو من نظّر وفلسف العرفان وجعل له القسم النظري, فالحكمة المتعالية ما هي إلا شرح لفصوص الحكم والفتوحات المكية وهذا ما صرّح به كبارهم!
يقول كمال الحيدري: إن أبرز مرتكزات الحكمة المتعالية (الأسفار الأربعة) تثوي في كتابات محيي الدين ابن عربي بالأخص كتابيه (فصوص الحكم) و (الفتوحات المكية) وأن كل ما يعود لصدر الدين الشيرازي هو تشييد الأبنية البرهانية لمقولات الشيخ الأكبر وأمهات أفكاره بحيث لم يكن كتاب الحكمة المتعالية (الأسفار الأربعة) إلا صيغة برهانية لمقولات ابن عربي وأفكاره.
المصدر: التوحيد, كمال الحيدري , ج1 ص229 -230.
ويقول حسن زادة آملي : إن جميع المباحث الرفيعة والعرشية للأسفار منقولة من الفصوص والفتوحات وبقية الصحف القيمة والكريمة للشيخ الأكبر (ابن عربي) وتلامذته بلا واسطة أو مع الواسطة ... ثم يقول : إذا ما اعتبرنا كتاب الأسفار الكبير مدخلاً أو شرحاً للفصوص والفتوحات فقد نطقنا بالصواب.
المصدر : التوحيد , كمال الحيدري , ج1 ص230 , نقلاً عن العرفان والحكمة المتعالية , لحسن زادة آملي ص16, 36 بالفارسية.
وعلى هذا لا يمكن الفصل بين العرفان الشيعي وعرفان ابن عربي كما يحاول السيد منير الخباز فعله!
ونحن لا نرى السيد منير بترديد هذه المقالة في الدفاع عن العرفاء سوى مقتات على فتات موائد جميع المدافعين عن العرفاء المنتسبين للتشيّع فهو لم يأتِ بجديد بهذا الشأن وتلك هي مقالتهم التي يروجونها في سبيل التلاعب بعقول أبناء هذه الأمة وتسطيح أفكارهم!

يقول السيد منير الخباز : هناك خلاف في محيي الدين ابن العربي إحنا ما نريد نخوض في هالخلاف هذا له أهله...
أقول: بينا في مقالنا (لله ثمّ للضمير وقفةٌ مع السيد منير) بأنه لا يوجد خلاف في ضلال ابن عربي وزندقته عند علمائنا الأبرار, والقول الصحيح  هو أن هناك خطان :
خط الفقهاء وهو ضد العرفان المزيّف وهذا الخط يمثله كبار أعلام الطائفة كالشيخ الصدوق والشيخ المفيد وشيخ الطائفة الطوسي والمقدس الأردبيلي والعلامة المجلسي والسيد نعمة الله الجزائري والحر العاملي والشيخ محمد بن طاهر القمي ووو... ومن هم على سيرتهم إلى هذا العصر كالميرزا مهدي الأصفهاني وتلامذته ... وأبو الحسن الأصفهاني والسيد البروجردي والسيد المرعشي النجفي والسيد الخوئي والسيد السيستاني والشيخ الفياض والشيخ الوحيد الخراساني والسيد الشيرازي والسيد الروحاني وغيرهم رحم الله الماضين وحفظ الباقين.
والخط الثاني خط العرفان المزيّف ورواده وأتباعه هم على نهج المتصوّفة وعلى رأسهم ابن عربي لعنه الله, وقد صرّح الكثير من رموز الخط الأول بكفر ابن عربي وزندقته! وهو كبير العرفاء بل أكبرهم! ولهذا سمَّوه بالشيخ الأكبر.
وهنا مقطع لأحد المراجع العظام وهو يصف ابن عربي بالزندقة ويمنع من تدريس كتبه في الحوزة :

يقول السيد منير الخباز : اختلف العلماء في تقويم محيي الدين ابن العربي, الشهيد المطهري يقول هو أعظم عرفاء الإسلام ولم يصل أحد لا قبله ولا بعده ما وصل إليه محيي الدين ابن العربي وينقل عن أستاذه العلامة السيد الطباطبائي صاحب الميزان في شرح المنظومة أنه ما كتب سطر في الإسلام كما كتب محيي الدين (ابن عربي) والفيلسوف العظيم صدر المتألهين الشيرازي صاحب كتاب الأسفار الأربعة أثنى على عرفان محيي الدين ابن العربي بل تخصص في تحليل عرفانه هو وتلميذه الفيض الكاشاني وللإمام الخميني كتب تعليقة على كتاب فصوص الحكم لمحيي الدين ابن العربي ونقل صاحب كتاب الحبل المتين عن السيد القاضي السيد علي القاضي من أعاظم العرفاء في النجف الأشرف نقل عنه أنه كان يقول يظهر من كتاب الفتوحات المكية أن محيي الدين ابن العربي من الكاملين ومعنى أنه من الكاملين أنه من الموالين لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين...
أقول : إنّ العرفاء قوم يحيطون أنفسهم بالضبابية ويتحايلون ويتلونون ويتناقضون فعقائدهم باطنية ويمارسون ما يشبه التقية من المؤمنين الموحدين الذين يسلقونهم بأحدَّ لسان وينبذونهم، ولكن الله يفضحهم فهم لا يتمكنون من إخفاء مودتهم للزنادقة من المتصوّفة فمودتهم لهم مصدرها تشابه قلوبهم.
وصدور مثل هذا التعظيم لابن عربي الزنديق مردّه لتشابه قلوبهم, فلو لم يعتقدوا بعقائده ولم يؤمنوا بديانته, لم يقولوا كل هذا الثناء فيه, ويهتموا بكتبه كل هذا الاهتمام من خلال شرحها والتعليق عليها.
فالطباطبائي صاحب الميزان حينما قال (أنه ما كتب سطر في الإسلام كما كتب محيي الدين (ابن عربي))!! غالى في الرجل لدرجة أنه قدّم أقواله على كل ما كتبه الأجلاء من أصحاب الأئمة صلوات الله عليهم والعلماء الأبرار في كل العصور!! ومثل هذا الغلو لا يصدر إلا عن شخص معتقد بعقائد ابن عربي ويدين بدينه!

يقول السيد منير الخباز : نريد أن نقول نقطه واحده الخلاف في تراث ابن العربي لا يعني الخلاف في قيمة علم العرفان...
أقول: تبين مما سبق معنى العرفان عند أهل البيت عليهم السلام وتبيّن أنه لا علاقة له بعرفان ابن عربي وأتباعه, وما يصنعه العرفاء اليوم هو تأويل للروايات والآيات لكي توافق عقيدة ابن عربي في وحدة الموجود!
وقد يتشبث العرفاء ببعض الروايات المنكرة المنسوبة إليهم عليهم السلام والتي ليس لها أصل في الكتب المعتبرة كحديث "لنا مع الله حالات فيها هو نحن ونحن هو" الذي يربطه العرفاء بعبارات ابن عربي الكفرية!
فالخميني مثلاً ذكر هذا الحديث المنكر للاستدلال به على الوحدة المزعومة, ثم يقول بعد ذكره: وكلمات أهل المعرفة خصوصاً الشيخ الكبير محيي الدين (ابن عربي) مشحونة بأمثال ذلك مثل قوله : الحق خلق والخلق حق والحق حق والخلق خلق!!
المصدر: مصباح الهداية, الخميني,114.
أقول :تلاحظ أخي القارئ كيف أرسل الخميني هذا الحديث المنكر إرسال المسلمات واستشهد به لإثبات عقيدة ابن عربي الصوفية!! مع العلم أن هذه الرواية مرسلة ومنكرة وواضحة البطلان وهي ليست موجودة في مصادرنا المعتبرة, وقد استغلّها العرفاء لتبرير معتقدهم الزائف. على أن معناها لا يمت للوحدة المزعومة بصلة لأنها مختصة بمقامات الأئمة عليهم السلام بينما يعتقد العرفاء وحدة كل شيء في كل شيء!
وقد كشف نكارة هذه الرواية وبطلانها المحقق الكبير آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي (قدس سره) حينما جاء على ذكر الصوفية في كتابه شرح إحقاق الحق.
يقول (قدس سره) : رأيت بعض من كان يدّعي الفضل منهم (أي من العرفاء) يجعل بضاعة ترويج مسلكه أمثال ما يعزى إليهم (عليهم السلام) "لنا مع الله حالات فيها هو نحن ونحن هو"وما درى المسكين في العلم والتتبع والتثبت والضبط أن كتاب مصباح الشريعة وما يشبهه من الكتب المودعة فيها أمثال هذه المناكير مما لفقتها أيادي المتصوّفة في الأعصار السالفة وأبقتها لنا تراثاً...
المصدر: شرح إحقاق الحق, المرعشي النجفي, ج1 ص184.
فيتبيّن أن العرفان الذي يدور حوله العرفاء هو عرفان ابن عربي وما ينسبونه من عرفان إلى أهل البيت عليهم السلام هو تأويل للروايات لكي تتوافق مع دين ابن عربي!

يقول السيد منير الخباز : علم العرفان كعلم مستند إلى المعطيات المستفادة من روايات أهل البيت شيء وكون تراث ابن العربي في كتابيه الفتوحات والفصوص مقبولا أم غير مقبول شيء آخر هذا لا يستلزم هذا ماكو ملازمة بين الآمرين..
أقول:
أولاً : العرفان يعتمد على المكاشفات, والمكاشفات ليست من العلوم, وقد صرّح الخميني بهذا فقال: إن العلم هو الذي يشتمل على التدّبر والتمعّن والبرهان والاستدلال , بينما قد تكون المكاشفات والمشاهدات نتيجة العلوم الحقيقية, وقد تكون من جراء الأعمال القلبية, وعلى أي حال إن المشاهدات والمكاشفات, والتحقق بحقائق الأسماء والصفات, يجب أن لا تندرج في تقسيمات العلوم, لأن العلوم من واد والمكاشفات من واد آخر!!
المصدر: الأربعون حديثاً , الخميني ,ص 361.
فالعرفان الصوفي ليس من العلوم أصلاً هذا أولاً.
ثانياً: العرفان المزيّف ليس مستفاداً من روايات أهل البيت عليهم السلام , وقد بينا معنى العرفان عندهم صلوات الله عليهم, وما يفعله المتصوّفة هو تأويل لأحاديث المعصومين عليهم السلام بما يوافق عقيدة المتصوّفة وعلى رأسهم ابن عربي .
ثالثاً: إن الأحاديث الأخلاقية والأدعية الواردة عن أهل البيت عليهم السلام تدعونا للتفكّر في خلق الله والتأمل في آياته والتدبر فيها وإدراك ما حولنا وإدراك ذواتنا وأنفسنا وهذا خلاف ما يدعو له العرفاء من حالة السكر التي يعبّر عنها المتصوّفة بالمحو والمحق وعدم الالتفات إلى الذات وتلك الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
فلا يوجد أي صلة بين العرفان الرائج اليوم وبين عرفان أهل البيت عليهم السلام.

الخلاصة:
تبيّن مما تقدم بأن العرفان الشائع اليوم هو مسلك منحرف عن أهل البيت عليهم السلام لأنه امتداد لنهج المتصوّفة (وعلى رأسهم ابن عربي الزنديق) والاعتقاد بعقيدتهم الباطلة, وإن العرفاء يعيشون على فتات مائدة ابن عربي, فهم لم يأتوا بشيء جديد غير ما جاء به , بل هم سائرون على نهجه ومتبعون لمسلكه الشيطاني البعيد كل البعد عن منهج أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.
فمحاولة تخليص العرفاء من خزعبلات ابن عربي والمتصوّفة وإلباسها لباس الإسلام والتشيّع هي بضاعة كاسدة لا سوق لها في ساحة العلم والحقيقة.
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
طالب علم
23/ربيع الأول/1436 هـ

الأربعاء، 14 يناير 2015

المثنوي أصل أصول الدين الخامنئي!!

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم
انتشر عبر وسائل الاتصال مقطع مرئي للخامنئي وهو يصف ديوان المثنوي للعارف الصوفي جلال الدين الرومي بأنه أصل أصل أصول  الدين!
وهذا تصريح خطير جداً إذ أن هذا الديوان يحوي مخالفات صريحة للقرآن والعترة ومناقض لأصول الدين فكيف يكون أصل أصل أصول الدين؟!
يقول خامنئي في ذلك المقطع : جزء مهم من شعرنا الديني هو ما يرتبط بالمسائل العرفانية والروحانية , وهذا بحر عظيم (من المعارف). اطلعوا (على سبيل المثال) على شعر المولوي (جلال الدين الرومي) اطلعوا على شعر المولوي , لو فرضنا عدم تمكن أحدكم من دراسة ديوان شمس (للمولوي أيضاً) لكونه من نوع خاص (يتعسّر فهمه) , فكثير منا لا يستطيع إدراكه وفهمه, ولكن عندنا المثنوي الذي هو بنفسه (أي الرومي) يقول : وهو (أي المثنوي) أصول أصول أصول الدين!!
وواقعاً هذا هو اعتقادي أيضاً (أي اعتقاد الخامنئي نفسه)!! وقد سألني مرة المرحوم آية الله المطهري أن : ما رأيك في المثنوي؟!
فأجبته بهذا , أن رأيي كما قال هو أنه (أصول أصول أصول الدين)
فقال (المطهري) : هذا صحيح كاملاً , وعقيدتي هي هذه كذلك (أن المثنوي هو أصول أصول أصول الدين) !!
وهذا هو المقطع المرئي:



رداً على ما سبق نقول: من الواضح عند الباحثين التملّق الذي أبداه الخامنئي بمدح المثنوي إذ أنه (أي الخامنئي) لا ينتمي للمدرسة العرفانية أبداً ولا علاقة له بالعرفان أصلاً بل خطه وطريقته مختلفة تماماً عن العرفان والتصوّف ولكنه قال هذا الكلام تملقاً للعرفاء المؤسسين للنظام الذي يحكمه , ولذلك يمتدح الخامنئي العرفاء وكتبهم من ذلك الباب، فما اكتفى الخامنئي بذكر  قول المطهري مثلاً باعتبار المطهري من العرفاء, (والعرفاء يعتقدون بقداسة كتاب المثنوي) بل يأتي ويدخل نفسه في العرفان زاعما مثل هذا الزعم الباطل مدعيا انّ المثنوي  أصول أصول أصول الدين!
فتملقه هنا واضح وهو غير مُعفى من تبعات هذا التصريح الخطير!
أما من ناحية مدى شناعة المقولة نفسها وهي أن المثنوي هو أصل أصل أصول الدين، فسنترك الحكم للقارئ الكريم بعد عرض نماذج من هذا الكتاب.

النموذج الأول : ليس في جبتي سوى الله على لسان صاحب المثنوي!!
يقول جلال الدين الرومي : عندما طارت عنقاء الانسلاخ عن الذات بدأ أبو اليزيد (البسطامي) في ذلك الكلام. (أي الكلمات الكفرية)
– إختطف سيل الحيرة منه العقل فنطق بأفظع مما نطق به في البداية!
قال (البسطامي) ما في الجبة غير الله فإلامَ بحثك في الأرض والسماء؟
-فجن أولئك المريدون جميعاً وأخذوا يطعنون جسده الطاهر بالمدى! (أي جسد البسطامي)
كان كل واحد منهم كملحدى (كزده كوه) قد أخذ في طعن شيخه (البسطامي) دون انقطاع!
وكان كل من يطعن الشيخ بسلاحه يرتد إليه ويمزق جسده هو!!
ولم يكن هناك أثر واحد على جسد صاحب الفضل ذاك (أي البسطامي), وأولئك المريدون جرحى وغرقى في الدم!
فكل من وجه في صدره مزق صدره هو وأصبح ميتاً إلى الأبد!
وذلك الذي كان عارفاً ـ نصف معرفة ـ  بمقام ذلك السلطان (البسطامي) لم يطاوعه قلبه على أن يطعنه طعنة ثقيلة!
لقد قيدت نصف معرفة يده فكسب روحه إلا أنه جرح نفسه فحسب.
وانتهى اليوم وقد ارتفع النواح من بيوت أولئك المريدين الناقصين!
ذلك أن المنسلخ عن الذات فانٍ في الله وآمن وهو ساكن إلى الأبد في الأمن.
لقد صارت صورته فانية وصار هو مرآة ولا يبدو في المرآة إلا صورة وجه الغير.
فإن بصقت في المرآة فإنما تبصق على نفسك وإذا ضربت أمام المرآة فإنك تضرب نفسك.
وإذا رأيت وجها قبيحاً فهو وجهك وإن رأيت عيسى بن مريم فهو أنت أيضاً!!
المصدر : المثنوي , جلال الدين الرومي ,ج4 ص221-222.

أقول: إن العرفاء لا يكشفون عن عقيدتهم الأصلية ولا يصرّحون بها أمام الناس فهي عندهم سر من الأسرار التي لا يمكن كشفها إلى غيرهم بل لا يكشفونها حتى للسالك نفسه إلا إذا تعدى مرحلة الشريعة والطريقة ووصل إلى مرحلة الحقيقة!!
فهم لا يكشفون عن هذا السر للسالك إلا بعد عملية مسح دماغ تبدأ بإجهاده بالرياضات النفسية لكي يختل عقله أولاً  ثم بعد ذلك يسهل اعتقاده بهذه الخزعبلات!!
ولكن أبا يزيد البسطامي صرّح بهذه العقيدة أمام مريديه وهم في بداية المشوار لذلك ثاروا عليه وطعنوه بالسكاكين!!
فيقول الرومي المعتقد بوحدة الموجود: قال (البسطامي) ما في الجبة غير الله ...فجنّ أولئك المريدون جميعاً وأخذوا يطعنون جسده ( أي البسطامي)  الطاهر بالمُدَى (أي السكاكين)!
ولأنه كان في حالة الفناء المطلق مع الله التي عبر عنها بقوله: أن المنسلخ عن الذات فانٍ في الله وآمن وهو ساكن إلى الأبد في الأمن, لقد صارت صورته فانية وصار هو مرآة ولا يبدو في المرآة إلا صورة وجه الغير.
فأصبح البسطامي عين ذات الله لأنه فُني في الذات الإلهية! فهو الله والله هو (والعياذ بالله) فقد فنيت صورة البسطامي فأصبحت عين الذات وبهذا تحول إلى مرآة تبدو فيها صورة وجه الكائنات الأخرى. فحتى المريدون على هذا هم ذات الله ولكن لا يشعرون.
ما الذي يراه الإنسان في المرآة؟ صورته, أي عند ذلك الزنديق (الرومي) المخلوق يرى من خلال النظر إلى الخالق انعكاس صورته! أي ليس يوجد شيء في الحقيقة سوى المخلوق وبهذا يكون هو الله والعياذ بالله!
يقول الرومي ليوضح عقيدته: إن بصقت في المرآة فإنما تبصق على نفسك وإذا ضربت أمام المرآة فإنك تضرب نفسك, وإذا رأيت وجها قبيحاً فهو وجهك وإن رأيت عيسى بن مريم فهو أنت أيضاً!! (كل شيء هو أنت وأنت كل شيء)
المريدون الجهلة لم يكونوا يعلمون بأنهم عين ذات الله ولم يعلموا بأن البسطامي فانٍ في الذات الإلهية! فهم إذا طعنوا البسطامي يطعنون أنفسهم!
أما الذي كانت عنده نصف معرفة بعقيدتهم وحدة الموجود لم يطعن شيخه بقوة ولو كان عنده النصف الآخر لأيقن بأنه لا يستطيع الطعن في الذات الإلهية!!
هكذا يعرض الرومي عقيدته وحدة الموجود في المثنوي فهو على دين الحلاّج والبسطامي والعرفاء تبعاً له يعتقدون بهذا الاعتقاد الكافر!
فهل هذه العقيدة الكفرية في المثنوي هي أصل أصل أصول الدين كما يزّعم الخامنئي؟!

النموذج الثاني : من أعلى درجة, بايزيد البسطامي أم محمد صلى الله عليه وآله؟!!
يقول شمس الدين أحمد الأفلاكي : إن جلال الدين الرومي خرج يوماً من مدرسته ... وكان معه عدد من العلماء والفضلاء وتلاميذه , فجأة شاهد شمس الدين (التبريزي أستاذ الرومي) في الطريق..
فسأله (شمس تبريزي) :من كان أعلى درجة, بايزيد البسطامي أم محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
فأجاب مولانا (الرومي) : ما هذا السؤال الغريب؟! ذاك أن محمداً خاتم الأنبياء.
قال شمس : فلماذا يقول محمد: ما عرفناك حق معرفتك , وقول بايزيد البسطامي سبحاني ما أعظم شأني! فأغمي على مولانا!
ثم يعلق الأفلاكي بقوله : ذهب مولانا عن الوعي بعد سماع قول بايزيد البسطامي , مع أن ظاهر كلامه كفر صريح ولكن مولانا عرف أن المعنى بحر وتفوح رائحة الدين من هذا الكفر الصريح ويرى مولانا أن بايزيد البسطامي لما قال ما قاله كان في حال سكر صوفي وفانياً في الله سبحانه وتعالى فنطق بما نطق به فلهذا أثر كلامه على مولانا!!
المصدر: العرفان الصوفي عند جلال الدين الرومي, فرح ناز رفعت جو, ص66 -67.
أقول : إن المسلم يقول (سبحان ربي العظيم) ولكن هؤلاء المتصوفة لأنهم يعتقدون أن كل شيء هو عين ذات الله تعالى  فليس عندهم مشكلة في القول سبحاني ما أعظم شأني !! والرومي هنا عرف من أستاذه (كما ينقل الأفلاكي) بأن هذه المقولة معناها بحر تفوح من رائحة الدين!! وهذا كفرٌ بواح ولذلك يحاول العرفاء الترقيع لهم بادعاء أنهم في حالة سكر لا في حالة صحو!! وقد بينا سخافة هذا القول في مقال بعنوان : مرافعات كمال الحيدري عن الحلاج المفتري!

ثم إن مجرّد مقارنة البسطامي الزنديق بالنبي محمد صلى الله عليه وآله هو بذاته كفر يضاف إلى كفرهم , وتلاحظ أن شمس تبريزي لعنة الله عليه كان يذكر النبي محمد صلى الله عليه وآله بدون ألقاب ولا حتى تكنيه بينما يقول (بايزيد البسطامي) معظماً له!!
فهل هذا الزنديق وتلميذه المولوي يؤخذُ عن مثلهما أصل أصل أصول الدين يا خامنئي؟!

النموذج الثالث : ابن ملجم لعنه الله هو (و العياذ بالله) يد الله التي قتلت أمير المؤمنين عليه السلام!!
يقول جلال الدين الرومي (في المثنوي) على لسان الإمام علي عليه السلام : لقد همس الرسول في أذن تابعي (ابن ملجم) أنه سيفصل رقبتي هذه عن جسدي ذات يوم.
لقد علم الرسول من وحي الحبيب , أن هلاكي في النهاية على يده.
فكان يقول لي (أي ابن ملجم) : اقتلني من البداية حتى لا يتأتى مني هذا الجرم الفظيع!!
فأقول له (القول للإمام علي) : إذا كان موتي على يدك , فكيف أستطيع أنا أن أحتال على القضاء؟؟
فكان (ابن ملجم) يسقط تحت قدمي قائلاً : أيها الكريم , بالله اشطرني نصفين حتى لا تحيق بي هذا العاقبة السيئة , حتى لا تحرق روحي من جراء روحك.
فأقول له (القول للإمام علي): إمض , لقد جف القلم , ومن ذلك المكتوب كم من الأعلام تصير مقلوبة؟
فلا بغض قط في روحي تجاهك ذلك أني أعلم أن هذا يتأتى منك إنك أداة في يد الحق (الله سبحانه وتعالى) والفعل من يد الحق فكيف أطعن أداة الحق وأحطمها؟
قال (ابن ملجم): فلما إذن هذا القصاص ؟
قال (الإمام علي) : هو أيضاً من الحق وهو سر خفي.
المصدر: المثنوي , جلال الدين الرومي,ج1 ص339-340.
أقول: لم يكتفِ هذا الزنديق (الرومي) بأنه برّأ ساحة اللعين ابن ملجم من جريمته العظمى بل زاد عليها الادعاء بأن امير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب عليهما السلام يقول بالجبر!!
تخلية الإمام علي عليه السلام بين ابن ملجم اللعين وبين ما سيقدم عليه من قتل لأعظم رجل في الوجود بعد رسول الله صلى الله عليه وآله هو من باب إمضاء المقادير الإلهية وليس من باب الجبر، فالإمام علي عليه السلام كان يتمكن من قتل ابن ملجم ولكنّ ابن ملجم هو من اختار أن يكون أشقى الأشقياء فيقتل مولى الموحدين وهذا من المقادير التي اطلع عليها أمير المؤمنين عليه السلام فسلّم لله تعالى مقاديره كدأب جميع الأوصياء عليهم السلام..
لاحظوا ماذا يقول ذلك الزنديق (الرومي) : الفعل من يد الحق. أي الفاعل هو الله والعياذ بالله!
كيف يكون ذلك القذر النجس الناصبي الكافر الملعون أداة في يد الله لقتل ولي الله؟
أليس في الحديث القدسي (الظالم سيف أنتقم به وأنتقم منه)؟
أي أنّ الظالم أداة للانتقام
هل كان ابن ملجم أداة للانتقام من مولى الموحدين مثلاً؟
نعوذ بالله من سخطه. ناقل الكفر ليس بكافر وهذا ما يشفع لنا في إيراد مثل تلك المقولات الكفرية التي تكاد الجبال أن تميد من نكارتها وشناعتها!!
ولكن نقول للخامنائي: هل هذه المقولة الكفرية والمخالفة العقائدية هي أصل أصل أصول الدين؟!

النموذج الرابع: النبي موسى عليه السلام والطاغية فرعون كلاهما من العرفاء!!
يقول جلال الدين الرومي : موسى وفرعون كلاهما بالنسبة للمعنى سالك (عارف) والفرق أن ذاك يجد الطريق بينما يضل هذا وكان موسى شاكياً إلى الله نهاراً , بينما كان فرعون باكياً في جنح الليل!!
المصدر: المثنوي , جلال الدين الرومي,ج1 ص233.
أقول: فرعون الطاغية المتكبر الذي قال أنا ربكم الأعلى أصبح عارفاً؟!!
نعم هذه هي عقيدتهم لذلك صحّح ابن عربي قول فرعون : أنا ربكم الأعلى!
المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , ص211.
فهي نظير قول الحلاج : أنا الحق أي أنا الله!
فهل هذا الكفر الموجود في المثنوي هو أصل أصل أصول الدين يا خامنئي؟!

النموذج الخامس : الطعن على الشيعة لقيامهم بالعزاء يوم عاشوراء من كل عام..
يقول جلال الدين الرومي: تشبيه المغفل الذي يضيّع العمر وعند الموت في تلك الشدة يأخد في التوبة والاستغفار بقيام شيعة حلب بالتعزية كل سنة في أيام عاشوراء!
- في يوم عاشوراء يكون كل أهل حلب على باب أنطاكية حتى الليل.
- يتجمع جمع عظيم من الرجال والنساء ويقيم مأتم تلك الأسرة من آل البيت.
- يصرخ الشيعة وينوحون باكين في عاشوراء ذكرى كربلاء .
- يعددون ذلك الظلم والبلاء الذي لقيه آل البيت من شمر ويزيد.
- وتمضي صيحاتهم وتهديداتهم بالويل والثبور حتى تمتلئ بها الصحراء والوادي.
- فوصل شاعر غريب من الطريق يوم عاشوراء وسمع تلك الضحة .
- فترك المدينة واتجه إلى تلك الناحية بهدف البحث والتفتيش عن سر هذه الضجة .
- أخذ يمضي متسائلاً بإمعان : ما هذا الحزن؟ وعلى من أقيم هذا المأتم؟!
- أهو رئيس عظيم ذلك الذي مات؟ إن مثل هذا التجمع لا يكون بالشي الهين!!
- حدثوني عن اسمه وعن ألقابه , فأنا غريب وأنتم أهل هذا البلد!
- ما اسمه ؟! وما عمله؟! وما هي أوصافه؟! حتى أنظم مرثية في مناقبه .
- ولا نظم مرثية فأنا رجل شاعر , حتى أحصل من هنا على الزاد والعطاء.
- فقال له أحدهم ....ماذا؟ هل أنت مجنون , إنك لست من الشيعة, بل عدو لآل البيت. ألا تعلم أن اليوم عاشوراء وهو مأتم لروح تفضل رجال قرن بأجمعهم.
- وبالنسبة للمؤمن فإن مأتم طاهر الروح ذلك أكثر شهرة من مائة طوفان لنوح.
(قول الشاعر لنقطة دقيقة طعناً بشيعة حلب)
قال : نعم  لكن أين عهد يزيد؟! ومتى كان هذا الحزن ؟! ولماذا وصل هنا متأخراً؟!
- لقد رأت عيون العميان هذه الخسارة وسمعت بها آذان الصم.
- فهل كنتم نائمين  حتى الآن بحث تمزقون ثيابكم حداداً !!
- إذن فأقيموا العزاء على أنفسكم أيها النائمين ذلك أنه موت سيء هذا النوم الثقيل!!
المصدر : ديوان مثنوي, جلال الدين الرومي , ج6 ص94- 95.

أقول : وهل كان الناس كلهم نياماً موتى ولم يستيقظوا سوى في الحج فراحوا يضجون إلى ربهم بالبكاء والاستغفار في أيام الحج؟ فلماذا لا تعيب على الحجيج وربهم الذي يوقظهم في موسم معين من السنة ويتركهم وفق تعبيرك الشيطاني نياماً سائر أيامه؟ نعوذ بالله من تلك الأفكار الشيطانية.
هل تخصيص مواسم معينة لصيحة جماعية فيها إحياء وإظهار لقضية نبيلة شريفة يعني النوم في سائر الأيام؟ مثال بليد وإسقاط سخيف خبيث ليس من منشأ ومنبع له سوى النصب والنجاسة المتغلغلة في أعماق ذلك الزنديق.. وإلا فإنّه هو وأمثاله من الصوفية الزنادقة لديهم حلقات رقص يصيحون فيها الله حي.. فلماذا لا يتحلق كل فرد منهم حول نفسه ويُرقّص عليها سجلّ أعماله ليرى إن كانت حية نفسه الملوثة بالخطايا أم لا؟
ثم يأتي أمثال خامنئي ويقول عن هذا الكتاب الناصبي بأنه أصل أصل أصول الدين!

أقوال العلماء في الرومي وكتابه المثنوي..

العلامة الحلي قدس سره :
ذكر العلامة الحلي في كتابه نهج الحق وكشف الصدق ان بعض المتصوفة كانوا يتركون الصلاة... ثم قال في الهامش: استدل جلال الدين الرومي في مقدمة المجلد الخامس للمثنوي بأنه : لو ظهرت الحقائق بطلت الشرايع ، لأن الشرايع سراج في الوصول إلى الحق ، فطلب الدليل بعد الوصول إلى المدلول قبيح!!
المصدر : نهج الحق وكشف الصدق, العلامة الحلي, ص59.
أقول : فهل إبطال الشرائع هو أصل أصل أصول الدين يا خامنئي؟!

العلامة المجلسي قدس سره :
يقول العلامة المجلسي في حديث طويل عن المتصوّفة وبدعهم جاء فيه : (......أو تتشفّع بالمولى الرومي القائل بأنّ أمير المؤمنين عليه السلام سيشفع لابن ملجم فيدخل الجنّة ، وانّ أمير المؤمنين عليه السلام قال له : لا ذنب عليك ، هكذا قُدّر وكنت مجبوراً في فعلك, ولم تجد صفحة من ديوان المثنوي لم يذكر في أشعاره الجبر ، أو وحدة الوجود ، أو سقوط العبادة ، أو غيرها من الاعتقادات الفاسدة ، وكما هو المشهور منه....)
المصدر: عين الحياة , المجلسي, ج2 ص404.
أقول : فهل هذه الأعتقادات الباطلة في المثنوي هي أصل أصل أصول الدين يا خامنئي؟!

الشيخ رجب علي الخياط الطهراني وآية الله البروجردي:
يقول الشيخ الطهراني : أردت أن أقرأ كتاب المثنوي فرأيت في عالم المعنى شخصاً أمامي وآخر ورائي يقول أحدهما للآخر : لا تدعه ينام , ففكرت في نفسي وقلت : لماذا لا يقولان : لا تدعه ينام عند قراءتي للقرآن؟ لهذا وضعت الكتاب جانباً.
ثم يقول صاحب الكتاب : حصلت لسماحة آية الله السيد حسين الطباطبائي البروجردي رحمه الله مكاشفة شبيهة بهذه.
فعند زيارة آية الله لطف الله الصافي الكلبايكاني لمركز البحوث في مؤسسة دار الحديث الثقافية في قم ... سأله كاتب هذه السطور عن حقيقة هذا الموضوع.
فقال: سمعت آية الله البروجردي يقول : عندما كنت أقرأ كتاب المثنوي لمولوي فسمعت فجأة صوتاً يقول : إن هذا الشخص (المولوي) قد ضلَّ السبيل...)
المصدر : كيمياء المحبة لمحات من حياة الشيخ رجب الخياط الطهراني , محمد الريشهري, ص59.
أقول : ضالٌ مُضل! فكيف نأخذ عنه أصول الدين وكيف يصدر عن مثل هذا الضال أصل أصل أصول الدين؟!

محاربة العلماء لكتاب مثنوي:
وبالنسبة لمحاربة العلماء لهذا الكتاب ينقل صاحب كتاب مدرسة العرفاء وكذلك صاحب كتاب أسوة العرفاء تحت عنوان (ينبغي المداراة مع الفقهاء) :
إنّ السيد محمد حسن نجل السيد علي آقا القاضي يقول : ان العلماء في النجف الأشرف كانوا يبتعدون ما أمكن عن الخوض في البحوث والمسائل العرفانية وينكرون الكتب المنسوبة إلى هذه الفرقة فإن كتاب ((مولوي)) من الكتب الممنوعة ونادراً ما كان يوجد ضمن كتب الطلبة وكان البعض يغالي بأن كان يأمر بإخراجه من ضمن الكتب الفقهية, لأنه دنس (كذا) ويجب إبعاده عن الكتب التي تحوي كلام المعصومين عليهم السلام.
المصدر : مدرسة العرفاء, إبراهيم سرور, ج1 ص372, أسوة العرفاء, صادق حسن زادة, ص142 نقلاً عن صفحات من تاريخ الأعلام, ج1 ص331.

أقول : علماء النجف الأشرف كانوا يعتبرون هذا الكتاب نجساً لا ينبغي وضعه مع سائر الكتب التي تحوي تراث المعصومين صلوات الله عليهم فهل كانوا لا يفقهون أصول الدين؟!

العلامة الأميني رحمة الله عليه
تعليق العلامة الأميني على صاحب المثنوي وبعض العرفاء الذين قالوا بأن المثنوي أصل أصل أصول الدين!
يقول رحمه الله في إحدى محاضراته: إن استمعت لكلامه (أي أمير المؤمنين)؛ سررت بذلك..إن تعلَّمت من علمه؛ سررت بذلك.. إن قبلت ولايته؛ سررت بذلك..فانصرف لتتعلم كَلِمِ صاحب الولاية..واذهب وانظر ماذا قال أمير المؤمنين..وكيف خاطب الله عزَّ وجل..لترى كيف العشق.. وكيف المحبة..ولن تجد علماً صحيحاً عند حافظ الشيرازي..ولا في المثنوي..من حافظ أصلاً؟! وما هو المثنوي؟! جِدْ عالماً واجعل بين يديه دعاء السجاد عليه السلام.. وهو يقرأ لك لتفهم ما العشق..
لنفترَّض أنه قد جيء بي - أنا الأميني - إلى القيامة..وأنا (على حسب الفرض) لم أُذنب..وحافظتُ على صلاتي وصيامي..لم أغتب ولم أستعمل الربا ولم أشرب الخمر ولم أجعل امرأتي تتبرَّج وتتعرَّى في الشوارع ولم أستمع للموسيقى والأغاني ولم أرتكب السيئات التي منعها الله.. ويُجاء بي إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فيسألني.. يا شيخ، أتعتقد بي؟ فأقول نعم..أتحبني؟ نعم..أأنا وليك المطلق؟ نعم.. أتراني روح الأرواح؟ نعم.. أتراني محب الله؟ نعم.. أتعتقد بالنبي (صلى الله عليه وآله)؟ نعم.. والنبي هو الذي قال أن أحب خلق الله إلى الله علي بن أبي طالب.. أتعرف علاقتي بالله؟ نعم.. على هذه الأحوال (الكلام لأمير المؤمنين) أكان من الأفضل أن تتغنَّى بكلامي وتقرأه وتبكي عليه أم تفعل ذلك بكلام حافظ الشيرازي؟! أأُجعل أنا وحافظ في مستوى واحد؟! أيُجعل كلامي والمثنوي في مستوى واحد؟!
المحشر..يأتي أمير المؤمنين..وأنا أأتي أيضاً.. فيقول: هذا حافظ..ألحافظ عقل كعقلي؟!ألحافظ علم كعلمي؟!أأرادة حافظ كإرادتي؟! أكان حافظ عالماً بالحقائق مثلي؟! أكان حافظ نورانياً مثلي؟! أكان حافظ ربَّانياً مثلي؟! ألحافظ عظمة كعظمتي؟!
أكان حافظ عارفاً بحقيقة المحبة مثلي؟! أكان حافظ عارفاً بالله مثلي؟!
أكان حافظ عالماً مثلي؟! أكان لحافظ مثل ملكاتي النفسانية؟! أكان لحافظ مثل نفسياتي الكريمة؟! لماذا ضيَّعت مقامي هذا وجعلتني وحافظ في مستوى واحد؟! المثنوي!! المثنوي!! سيأتي الله بهذا الكتاب في يوم المحشر.. وهذه عقيدتي فإن شاء الله يأتي به..يُؤتى بهذا الكتاب..
ويُؤتى بهؤلاء (المولوي ومن يوافقه من العرفاء) ليُسئلوا عن هذه الكلمة التي كتبوها أن المثنوي أصل أصل الأصول!
المثنوي أصل أصل الأصول؟!!!! والله.. لو شربت الخمر لمائة سنة لربما عفى الله عنك..ولكنه لا يعفو عن مثل هذه الكلمة..
المقطع الصوتي:

الخلاصة:
تبين مما سبق بأن كتاب المثنوي يحوي اعتقادات باطلة فاسدة تدل على انحراف صاحبها , وهذه الاعتقادات تضاد وتخالف أصول الدين عند الإمامية, وقد ذكرنا بعض النماذج فقط رعاية للاختصار وإلا فالكتاب مليئ بالخرافات والخزعبلات والمخالفات الصريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة. وذكرنا بعض أقوال العلماء في المولوي وكتابه المثنوي وقد كشفت هذه الأقوال مدى انحراف صاحب المثنوي وعظم ما يحويه كتابه من كفر وزندقة حتى اعتبره علماء النجف الأشرف (دنساً) ويجب إبعاده عن الكتب التي تحوي كلام المعصومين عليهم السلام.
والحاصل أنّ وصف هذا الكتاب بأنه (أصل أصل أصول الدين) هو تأييد للباطل والضلال والإنحراف الذي يحويه ودعوة صريحة واضحة لإضلال المؤمنين وإدخالهم في دين المتصوّفين.
فأرجو منك أخي المؤمن أن تكون كيساً فطناً فلا تنخدع بهؤلاء الدجّالين الذين يسوقونك إلى نار جهم من حيث لا تعلم!
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ..
طالب علم
9/ذو الحجة /1435

السبت، 10 يناير 2015

لله ثمّ للضمير وقفةٌ مع السيد منير‎ "الحلقة الأولى"

بسم الله  الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم
لفت انتباهي قبل أيام مقطع فيديو للسيد منير الخباز حفظه الله يتحدّث فيه عن وحدة الوجود التي يعتقد بها العرفاء, ويصف خصومهم بعدم الفهم لمقصودهم من هذه الوحدة, وقبلها ردد ما يقوله العرفاء من تأويلات يستدلون بها على الوحدة المزعومة ! فرأيتُ من واجبي أن انتهز الفرصة لوقفة حوار ومراجعة مع السيد منير أسجلها لله تعالى ولمحمد وآله الطاهرين ثمّ لضميري الذي أثقله الألم والأسى على استمرار سياسة التسطيح لعقول أبناء الأمة الرافضية العظيمة من قبَل من يفترض أنهم أمناء على عقولهم وأديانهم, فبالله تعالى نستعين وبمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم واللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين.
لقد وضّحنا فيما سبق من مقالات وحوارات معنى وحدة الوجود وبينّا الفرق بينها وبين وحدة الموجود , وقد أثبتنا بالأدلة والبراهين اعتقاد العرفاء بوحدة الموجود لا وحدة الوجود فقط , و فندنا في تلك البحوث التأويلات السخيفة التي يستند عليها العرفاء لإثبات اعتقادهم!
والحديث في ذلك يطول ولهذا أُرجع القارئ الكريم إلى بحثنا بعنوان (إرشاد المصدود إلى رأي السيد الخوئي في وحدة الوجود)
ومن أراد التوسع أكثر فليراجع كتاب (وخرست شقاشق الشياطين, حوارات في العرفان المزّيف) الجزء الثاني:

وهنا نعرض مقطع السيد منير الخباز:
يقول السيد منير الخباز : (بك عرفتك وأنت دللتني عليك) وإلى ما ورد عنه عليه السلام (يا من دل على ذاته بذاته) إذن العرفاء يقولون معنى وحدة الوجود عندنا وحدة الموجود والطريق إليها طريقٌ قلبيٌ شهودي وليس طريقاً تصورياً عقلياً, وبهذا تشوف بعض الحملات على العرفاء وذولا كفار يؤمنوا بوحدة الوجود –ما قاعد يفهم هذا المشكل شنهو مقصودهم من وحدة الوجود, هم لا يقصدون أن الوجود الواجبي وهو الله والوجود الإمكاني وهو الإنسان يتحدان يصيروا وجود واحد- هذا ما يقصدوه –هذا كفر بلا إشكال– لا يقصدون اتحاد المرتبتين حقيقةً وواقعاً –هذا كفر بلا إشكال- ولا يقصدونه إنما يقصدون رؤية قلبيه لا أكثر, ان ما يترتب على طريق العبادة رؤية قلبيه شهودية تصل بان لا ترى غير الله (مازال العبد يتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه ) هذا المقصود , فإذا أحببته (خلاص ما يشوف غيري)كنت قلبه الذي يعقل به وسمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولسانه الذي ينطق به) انتهى.

تعليقنا على ما جاء في كلامه:
يقول السيد منير الخباز : (بك عرفتك وأنت دللتني عليك) وإلى ما ورد عنه عليه السلام (يا من دل على ذاته بذاته)
أقول: إنّ عجز العرفاء والمتصوّفة عن إثبات معتقدهم بالدليل والبرهان دفعهم لتأويل الآيات والروايات لكي تتوافق مع  معتقدهم الباطل (وحدة الوجود), وقد ناقشنا استدلالاتهم السخيفة في حواراتنا وبعض مقالاتنا السابقة , وبيّنا هناك بطلان هذا الاعتقاد وتفاهة استدلالاتهم عليه.
أما السيد منير الخباز هداه الله يردد ما قاله العرفاء من غير تأمل! لأن قول الإمام عليه السلام (بك عرفتك وأنت دللتني عليك) لا يمت للوحدة المزعومة بصلة.
(بك) بمعنى بواسطة رسلك وآياتك, والقرينة على هذا مستخرجة من نفس النص (دللتني عليك) فالله تعالى دلنا عليه برسله وحججه وآياته.

أما قوله: وإلى ما ورد عنه عليه السلام (يا من دل على ذاته بذاته)
أقول : بينّا مراراً وتكراراً في حواراتنا ومقالاتنا السابقة ضرورة رد المتشابه من الآيات والروايات للمحكم وهذا ما أمرنا به المعصومون صلوات الله عليهم.
عن الإمام الرضا عليه السلام قال : من رد متشابه القرآن إلى محكمه هُدي إلى صراط مستقيم ثم قال : إن في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن فردوا متشابهها إلى محكمها ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا.
المصدر: عيون أخبار الرضا (ع) , الشيخ الصدوق , ج 2 , ص261.
فلابد من رد أي نص يخالف في ظاهره اعتقاداتنا الأصيلة للمحكم نظير ما جاء في دعاء الصباح للإمام علي عليه السلام (يا من دل على ذاته بذاته)
فإذا بدا لك متشابهاً فرده إلى المحكم لتفهمه في نفس الدعاء يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
(وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته وجلّ عن ملائمة كيفياته) وهذا رد على مدّعي وحدة الوجود, فلا وحدة بين الخالق والمخلوق مطلقاً بل هناك غيرية.
يقول العلاّمة المجلسي (قدس سره) في شرح كلمة ( تَــنَــزّهَ ) أي تباعد وتقدّس عن (مجانسة مخلوقاته) أي أن يكون من جنسها إذ لا يشاركه شيء في المهيّة.
المصدر : بحار الأنوار , العلامة المجلسي, ج84 ص344.
ولآل رسول الله عليهم الصلاة والسلام أحاديث كثيرة يثبتون فيها (الهيمنة)المطلقة لله تعالى على مخلوقاته مقترنة (بالغيرية) لا الوحدة.
فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ((إِنَّ اللهَ خلوٌ من خلقِهِ، وخلقُهُ خلوٌ منه، وكلُ ما وقع عليه (شيءٌ) ما خلا اللهَ فهو مخلوقٌ، واللهُ خالقُ كلَّ شيءٍ، تبارك الذي ليس كمثلِهِ شيءٌ وهو السميعُ البصير)
المصدر : الكافي , الكليني, ج1 ص82.
وقد جرت عادة مدّعي العرفان على بتر النصوص الدينية ثم يستدلون بالمبتور على إثبات عقيدتهم الباطلة على طريقة استدلال  منكر الصلاة بقوله تعالى:(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ)!

يقول السيد منير الخباز : إذن العرفاء يقولون معنى وحدة الوجود عندنا وحدة الموجود والطريق إليها طريقٌ قلبيٌ شهودي وليس طريقاً تصورياً عقلياً, وبهذا تشوف بعض الحملات على العرفاء وذولا كفار يؤمنوا بوحدة الوجود –ما قاعد يفهم هذا المشكل شنهو مقصودهم من وحدة الوجود, هم لا يقصدون أن الوجود الواجبي وهو الله والوجود الإمكاني وهو الإنسان يتحدان يصيروا وجود واحد- هذا ما يقصدوه –هذا كفر بلا إشكال– لا يقصدون اتحاد المرتبتين حقيقةً وواقعاً –هذا كفر بلا إشكال- ولا يقصدونه إنما يقصدون رؤية قلبيه لا أكثر...
أقول : إن العرفاء يمارسون ما يشبه التقية فلا يصرحون بحقيقة اعتقادهم بوحدة الموجود علناً في المحافل العامة لأن حقيقة ذلك الاعتقاد عندهم سر من الأسرار التي لا يمكن البوح بها إلا للخواص!

يقول كمال الحيدري تعليقاً على قول الحلاج (أنا الحق) و (ليس في جبتي سوى الله) : إن الشطحات هي ضرب من كشف الأسرار التي لا يصح أن تعرض لأي أحد وإنما لابد من حصر الإفشاء بها إلى أهلها... (و) كتمان السر هو من أوجب الشروط التي اشترطها العرفاء في السير والسلوك، وأن الإفشاء بها مخل بالهدف ومانع عن تحقيق المطلوب!!
المصدر : مراتب السير والسلوك إلى الله, كمال الحيدري, ص96.
ويقول الخميني: وهذا من الأسرار التي لا يمكن إفشاء حقيقتها والتصريح بها فالعالم خيال في خيال ووهم في وهم ليس في الدار غيره ديار!!
المصدر : الفصوص بتعليق الخميني , ص381.
إذن ثبت أن كل ما يقوله العرفاء للناس عن اعتقادهم كذب ودجل وخداع ولا يمثل عقيدتهم الحقيقية  التي هي سر من الأسرار ولا ينبغي عرضها لأي أحد!!
لكن يصرّح بعض من يأمنون على أنفسهم من العقاب في المحافل العامة أو من اختاروا الانتحار كالحلاّج, ولكنهم بصورة عامة يبقون عقيدتهم تلك طي الكتب فيصرحون بها في بعض المواضع حين يشرحونها بلغة لا يفهمها "عامة الناس" لأنها لغة عرفانية صوفية فلسفية وإنما يتلقفها عنهم أمثالهم ممن يبحثون عن الضلال ويدرسون تلك الأراجيف والخزعبلات المُلبّسة ثوب العلم, ومن ناحية أخرى يحتاطون من يقظة الجماهير ويأتون بعبارات توهم بأنهم لا يقصدون المعاني الكفرية في مواطن أخرى وهكذا جرت كلماتهم على التمويه.
فإن العرفاء في حقيقة اعتقادهم كالحلاّج ولكنهم لا يظهرون هذه العقيدة (وحدة الموجود) أمام الملأ كما فعل الحلاّج بل يكتمونها أشد الكتمان ولا يصرحون بها إلا في مجالسهم الخاصة وبين خواصهم.

فالسيد محمد حسين الحسيني الطهراني على سبيل المثال حينما تطرّق لكلمات الحلاّج كقوله (أنا الحق) وقوله (ليس في جبتي سوى الله) عاب على الحلاّج التصريح بها فقط وليس عنده مشكلة في التفوّه بهذه الأقوال الكفرية في المجالس الخاصة!!
يقول الطهراني : لا إشكال في هذا النحو من التعبيرات (أنا الحق , ليس في جبتي سوى الله ) في المجالس الخاصّة مع بعض الأحبّة والأعزّة من الأولاد أو الأصحاب لتعريف ذات الحقّ ووصول عبد الله إلى مقام الفناء في الله!!!
المصدر : الروح المجرّد , الطهراني, ص443.
فتبين أن من يسمون أنفسهم بالعرفاء يقولون للناس نحن نقول بوحدة الوجود فقط ويخدعونهم بهذه العبارة (الكثرة في عين الوحدة والوحدة في عين الكثرة) كالنصارى الذين يقولون (الثلاثة في واحد والواحد في ثلاثة)!! ولكنهم في مجالسهم الخاصة ينطقون بوحدة الموجود صراحة وعلى طريقة الحلاّج أيضاً فيهتفون مثله (أنا الحق)!! ويعتبرون هذه المرتبة أعلى درجات العرفان!!
المصدر : قدوة الفقهاء والعرفاء, تقي الموسوي, هامش ص235.

لقد أجرى الله على لسان أحد كبارهم وهو القاضي الطباطبائي الاعتراف بأن الزنديق المسمى بالحلاّج عارفٌ لا يختلف عن باقي العرفاء ومطالبه الكفرية هي نفس مطالبهم واعتقاده الكفري بوحدة الموجود هو نفس اعتقادهم!
ولكنه أضاف إلى ذلك قوله بأن مشكلة الحلاّج الوحيدة هي كشفه للأسرار الإلهية والتي يعني بها حقيقة عقيدتهم (وحدة الموجود) !!
يقول القاضي الطباطبائي : إن أساس مطالب منصور الحلاّج هي نفس مطالب سائر العرفاء وليس لديه شيء آخر دونهم لكنّه كان مفشياً للأسرار الإلهيّة !!!
المصدر: الروح المجرد, الطهراني ص444 طبعة دار المحجة البيضاء.
لاحظ قوله هنا: هي نفس مطالب سائر العرفاء!
فتكون كل مطالب الحلاّج الكفرية هي نفس مطالب سائر العرفاء! و يؤكد الطباطبائي على تطابق معتقدهم بقرينة قوله : وليس لديه شيء آخر دونهم!! فالحلاّج يساوي سائر العرفاء.
أما عن الأسرار التي كشفها الحلاّج , فهو لم يكشف إلا عن عقيدتهم (وحدة الموجود) حينما قال : أنا الحق (أي هو الله)
وقال أيضاً :ليس في جبتي سوى الله!!
وغيرها من التصريحات الواضحة في هذه العقيدة الباطلة عقلاً وشرعاً.
وقد صرح حيدر الآملي بصحة عقيدة الحلاج فقال : كما قال العارف (الحلاّج) أنا الحق، ومعلوم أنه يجوز (أي النطق بها) لأنه صادق في قوله وفيه قيل : أنا من أهوى ومن أهوى أنا !! ثم يقول : وهاهنا أسرار لا يجوز إفشاؤها أكثر من هذا!!
المصدر : أسرار الشريعة وأطوار الطريقة وأنوار الحقيقة, حيدر الآملي , ص270-271.

يقول السيد منير الخباز : هم (أي العرفاء) لا يقصدون أن الوجود الواجبي وهو الله والوجود الإمكاني وهو الإنسان يتحدان يصيروا وجود واحد- هذا ما يقصدوه –هذا كفر بلا إشكال– لا يقصدون اتحاد المرتبتين حقيقةً وواقعاً – هذا كفر بلا إشكال- ولا يقصدونه إنما يقصدون رؤية قلبيه لا أكثر...
أقول : توضح مما سبق أن العرفاء يخفون هذا المعتقد ولا يصرحون به في العلن ولكن تصدر منهم بعض الفلتات التي تكشف حقيقة ما يعتقدون!
قال أمير المؤمنين عليه السلام :ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه!
المصدر: نهج البلاغة ج 2 ص 148 .
وهذه الفلتات يُنطقهم الله بها لكي لا يختلط الحق بالباطل كما أنطق أبا بكر وعمر من قبل ببعض الفلتات التي كشفت للأجيال التالية حقيقة أمرهما!
كقول عمر : إن بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها فمن عاد لمثلها فاقتلوه!!
وقول أبي بكر : إن لي شيطاناً يعتريني!!
وسنعرض هنا بعض تصريحات العرفاء في وحدة الموجود والتزامهم بوحدة الواجب والممكن, ونأمل من السيد منير الخباز أن يلتزم بما  ألزم به نفسه بأن هذا القول كفر بلا إشكال!
وقبل عرض النماذج ننقل ما جاء في مادة العرفان للدكتور الشيخ محمد شقير (التي تدرّس في جامعة آزاد الإيرانية (المصطفى) كلية الفلسفة والإلهيات) بعد أن عدّد أنواع وحدة الوجود يقول : تعتقد فئة أخرى وهم العرفاء بوحدة الوجود والموجود معاً أي أن حقيقة الوجود أمر واحد وشخصي وأما بقية الموجودات فهي من تجليات تلك الحقيقة!!
ويضيف أيضاً : يعتقد العرفاء أنه لا يوجد في الواقع سوى وجود وموجود واحد, وهذه الحقيقة الواحدة هي حقيقة مقيدة بجملة من القيود الاعتبارية , وهذا التقيّد الذي هو سبب ظهور تلك الكثرات الوهمية وإلا فلا تكثر لا في الوجود ولا في الموجود!!
المصدر : مادة العرفان , الشيخ محمد شقير, ص17, جامعة آزاد الإسلامية, كلية الفلسفة والإلهيات.
فهم إذاً يعتقدون بوحدة الموجود لا وحدة الوجود!

ونأتي الآن لعرض النصوص:
يقول ابن عربي : إن الذات الإلهية (الواجب) هي التي تظهر بصور العالم (الممكن)!
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 70.
تعليق: يقول ابن عربي في هذاالمقام بأن الوجود الواجبي وهو الله يظهر بصورة الوجود الإمكاني وهو العالم!!
وهذا القول كفر بلا إشكال كما عبّر السيد منير الخبّاز حفظه الله!
ويقول ابن عربي أيضاً : بل هو (الله تعالى) عينها لا غيرها, أعني الموجودات العينية!!
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 80.
تعليق: يصرّح ابن عربي هنا بكل وقاحة بأن الله تعالى هو عين الموجودات الإمكانية (المخلوقات)!! ولكي لا تتوهم أنه يقصد شيئاً آخر أردفها بقوله (لا غيرها) فالوجود الواجبي (وهو الله)  عين الوجود الإمكاني (الموجودات)  فلا مغايرة بينهما!!
وهذا القول كفر بلا إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله!
ويقول ابن عربي أيضاً : إذا شهدنا نفوسنا شهدناه، لأن ذواتنا عين ذاته لا مغايرة بينهما.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 85
تعليق: وهنا أيضاً بكل صراحة يقول إذا شاهد نفسه شاهد الله  لأن ذاته هي عين ذات الله ولكي لا يشتبه عليك المعنى ألحقها بقوله : لا مغايرة بينهما!
وهذا كقول الحلاّج :
أنا من أهوى و من أهوى أنا*** نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته*** و إذا أبصرته أبصرتنا
أيها السائلُ عن قصتنا*** لو ترانا لم تُفرق بيننا
روحهُ روحي وروحي روحه*** من رأى روحين حلت بدنا؟!
المصدر : ديوان الحلاّج, قافية النون, ص80, طبعة منشورات الجمل.
فهنا يقول بكل صراحة أنه الله والله هو ولا فرق بينهما!!
فأصبح الوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود الإمكاني (وهو الإنسان) فلا مغايرة بينهما!
وهذا القول كفر بلا إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله!
وقبل أن نتعدى تصريح ابن عربي ننقل تعليق الخميني عليه :
يقول : أي شهودنا للحق (لله) شهود أنفسنا!!
المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس, للخميني , ص65.
فمشاهدتك لنفسك هي  مشاهدتك لله تعالى! فأنت هو وهو أنت!
وهذا القول كفر بلا إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله!
ويقول ابن عربي أيضاً :
يا خالق الأشياء في نفسه** أنت لما تخلقه جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه** فيك، فأنت الضيق الواسع.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 88.
تعليق:  لاحظ أخي القارئ هذه الجرأة على الله تعالى ! يصفه بالضيق والسعة! لأنه يعتقد بأن الله جسم كسائر الأجسام فما تلك الأجسام سوى عينه وذاته تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا!
والملا صدرا يعتقد بهذا كشيخه الأكبر ابن عربي!
المصدر : التنقيح, المحقق الخوئي, ج2 ص78.
ولا شك بأن قول ابن عربي هذا كفر بلا إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله.
ويقول ابن عربي أيضاً : ليس وجود إلا وجود الحق (الله)، بصور أحوال ما هي عليه الممكنات (المخلوقات) في أنفسها وأعينها.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 96.
تعليق: ابن عربي الزنديق يقول أن كل ما في الوجود هو الله تعالى ولكنه في صور أحوال الموجودات في نفسها وعينها ,أي هو يؤكد بأن الله هو نفس تلك المخلوقات بعينها!!
وهذا  القول كفر بلا إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله.
ويقول ابن عربي أيضاً : الإخبار الصحيح أنه (أي الله) عين الأشياء.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 111.
تعليق: الله عين الأشياء! أي الأشياء هي الله والعياذ بالله! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا!
فالوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود الإمكاني (وهو الأشياء) وهذا  القول كفر بلا إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله.
وقال ابن عربي أيضاً: إن العارف من يرى الحق في كل شي ء، بل يراه عين كل شيء.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 108.
تعليق : الوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود الإمكاني ( وهو كل شيء) أي وحدة موجود حقيقةً وواقعاً!!
وهذا القول كفر بلا إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله!
يقول الخميني: يكون صور الخلائق ظهور الحق (الله) لا ظهورها!! و باطنها (أي باطن الخلائق) بطونه (الله) لا بطونها فالعالم غيب ما ظهر والحق ظاهر ما غاب والغيب بمعنى عدم الوجود مطلقاً لا وجود غيبي باطني.
المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس ، الخميني , ص161.
تعليق: يقول الخميني هنا بأن الوجود الواجبي (وهو الله) يظهر بصورة الوجود الإمكاني (الخلائق)!! أي كل ما تراه من مخلوقات هو ظهور الله بصورها!
وهذا القول كفر بلا إشكال كما عبّر السيد منير حفظه الله!

ويقول حسن زادة آملي : العارف في هذا المقام (أي مقام الفناء في الذات) يرى جميع أنواع الكائنات المختلفة متحدة كما أن الجاهل يحسبها متكثرة... وفي هذا المقام يتحقق بحقيقة التوحيد وكلمة ((لا إله إلا الله)) الطيبة، قائلاً بلسان الحقيقة ((يا هو يا من ليس إلا هو)) فإذن لا يبقى له ولا للممكنات الأخرى هوية، بل هوية الكل مضمحل ومتلاشٍ في تجلّي حقيقة الحق!!
المصدر : السير إلى الله , حسن زاده آملي, ص164- 165.
تعليق : وهذا نص صريح وواضح من حسن زادة آملي على أنّ كل الكائنات متحدة مع الله (أي وحدة موجود)
فالوجود الواجبي (وهو الله) متحد مع الوجود الإمكاني (كل الكائنات) وهذا كفر بلا إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله!
يقول الخميني: فإن المفنى فيه بما أنه مفنى فيه هو الفاني كما أن الفاني بما أنه فانٍ هو المفنى فيه!!!
المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس ، الخميني , ص114.
تعليق: الفاني هو السالك الذي فنى في الله, والمفنى فيه هو الله!, فالخميني هنا يقول بكل صراحة هذا هو هذا ولا فرق بينهما!
فالوجود الواجبي (وهو المفنى فيه) عين الوجود الإمكاني (وهو السالك الفاني) وبالعكس!
وهذا القول كفر بلا إشكال كما عبّر السيد منير حفظه الله!
والخميني صرّح في شعر له بموافقته لمقولة الحلاّج : (أنا الحق) أي هو الله!
يقول:
ذَهَلَتْ نفسيَ عن نفسي ـ «أنا الحقُّ» صرختُ
فاشتريتُ، مثلما الحلاّجِ يوماً، حَبْلَ شَنْقي
المصدر: نهاية العشق, عبد الله الفاطمي,ص3.
فهاهو الخميني يصرّح كالحلاّج بقوله (أنا الحق) أي هو الله بل يتمنى أن يُعلق مثله على حبل المشنقة! فعند الخميني أن الوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود الإمكاني (وهو الإنسان) لذلك صرّح بقوله (أنا الحق) أي هو الله!!
وهذا القول كفر بلا إشكال عند السيد منير الخباز حفظه الله!
وقد صرّح بكفر قائل هذه المقولة كبار الفقهاء , أنقل هنا إحدى الفتاوى وهي للمرجع الشيخ إسحاق الفياض دام ظله.
نص الفتوى :
سماحة آية الله المرجع الديني الشيخ إسحاق الفياض دام ظله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم من يقول (أنا الحق) أي هو الله؟ وهل يجوز التبرير له بأنه في حالة محو لا حالة صحو بسبب الحب والوجد؟ أو التبرير له بأنه قال ذلك على سبيل الحكاية كأنه يقرأ قوله تعالى (إني أنا الله)؟ أو التبرير له بأنّ مثل من يقول (أنا الحق) كمثل الشجرة التي نودي منها نبي الله موسى عليه السلام (إني أنا الله)؟ فما قولكم في كل ذلك رحمكم الله ؟
الجواب : بسمهِ تعالى , إن كان بكامل قواه العقلية فهو محكوم بالكفر والزندقة.
نعم إذا كان بحال الهذيان والتخريف فلا يحكم بذلك .
أقول : إما التخريف والهذيان أو الكفر والزندقة فليختر العرفاء أحلى المُرّين!

يقول السيد منير الخباز : هم (أي العرفاء) لا يقصدون أن الوجود الواجبي وهو الله والوجود الإمكاني وهو الإنسان يتحدان يصيروا وجود واحد- هذا ما يقصدوه –هذا كفر بلا إشكال– لا يقصدون اتحاد المرتبتين حقيقةً وواقعاً – هذا كفر بلا إشكال- ولا يقصدونه إنما يقصدون رؤية قلبيه لا أكثر...
أقول : توضح مما سبق بطلان هذا الادعاء إذ أن تصريحات العرفاء وأقوالهم تدل على الوحدة المحضة بين الله وخلقه (وحدة الموجود) وليس كما ذكر السيد منير الخباز بأنهم لا يقصدون الوحدة الحقيقية!
يقول الدكتور خنجر علي حمية: و (حيدر) الآملي كما هو الحال مع ابن عربي شديد الحماس لفكرة وحدة الوجود ... وهو شأنه شأن المنتمين إلى تيار وحدة الوجود , يرى أن الوجود واحد لا كثرة فيه ولا تعدد , وهو الوجود الحق الواجب الذي لا يحيط به زمان ولا يحده مكان , ولا تحيط به معرفة , ولا يستنفده تصور أو إدراك , وهو الحقيقة التي لا ثاني لها ولا شيء يشبهها , والتي تتصف وحدها بالوجود على نحو الحقيقة, وما سواها وهم لا حقيقة له ولا وجود, لا في خارج ولا في ذهن!!!
المصدر : العرفان الشيعي , د. خنجر علي حمية, ص773, طبعة دار الهادي بيروت.

أما قوله : إنما يقصدون رؤية قلبيه لا أكثر , إن ما يترتب على طريق العبادة رؤية قلبية شهودية تصل بأن لا ترى غير الله (مازال العبد يتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه ) هذا المقصود , فإذا أحببته (خلاص ما يشوف غيري)كنت قلبه الذي يعقل به وسمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولسانه الذي ينطق به)
أقول : بل يقصدون رؤية عين لا رؤية قلب وتصريحاتهم تكشف هذا الأمر! فهذا كبير العرفاء ابن عربي يقول : فما في الوجود مثل فما في الوجود ضد، فإن الوجود حقيقة واحدة والشيء لا يضاد نفسه!
فلم يبق إلا الحقُّ، لم يَبْقَ كائنٌ **فما ثَمَّ موصولٌ وما ثَمَّ بائنُ
بِذا جاء برهانُ العَيانِ، فما أرى **- بعيِنيَ - إلا عينِهُ، ذا أَعايِنُ.
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 93.
لاحظ هنا أن ابن عربي يصرّح أن كل ما يراه بعينه هو عين الله! أي هو ذات الله سبحانه وتعالى! فهي إذاً رؤية عين لا رؤية قلب!
ويقول في تصريح آخر : إنّ الحق (الله) عينه يتجلى يوم القيامة في صورةٍ فيُعرف ثم يتحول في صورة فيُنكر ثم يتحول عنها في صورة فيُعرف وهو هو المتجلي ليس غيره في كل صورة!
المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , ص184.
فكيف يعرف وينكر إذا لم تكن الرؤية هي رؤية عين؟!
وجاء في تعليق للسيد المدرسي على ما روي عن الإمام علي عليه السلام أنه قال : ((ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه))
قال : وقد توهموا (أي العرفاء) أن معنى ذلك انتشار الله في الموجودات, وأنّ الكلمة تشبه ما قاله - مثلاً- القائلون بوحدة الوجود, من أننا نرى كل شيء في الله, ولا نرى شيئاً إلا وهو الله كما قال شاعرهم:
هو الواحد الكثير بنفسه **** وليس سواه إن نظرتَ بدقةٍ
بدا ظاهرا بالكل للكل بيننا **** تشاهده العينان في كل ذرة
... يتوهم الشاعر أن كل شيء هو ذات الله, وأنّ العين - وليس القلب- تراه في كل ذره.
المصدر : العرفان الإسلامي, المدرسي, ص296.
توضح للقارئ الكريم مما سبق توهم السيد منير أن مقصود العرفاء رؤية قلب بينما كشفت تصريحات العرفاء أنها رؤية عين !

يقول السيد منير الخباز : إذن العرفاء يقولون معنى وحدة الوجود عندنا وحدة الموجود والطريق إليها طريقٌ قلبيٌ شهودي وليس طريقاً تصورياً عقلياً, وبهذا تشوف بعض الحملات على العرفاء وذولا كفار يؤمنوا بوحدة الوجود ما قاعد يفهم هذا المشكل شنهو مقصودهم من وحدة الوجود...
أقول : توّضح مما سبق معنى ما يقصده العرفاء من وحدة الوجود, فقد أثبتنا أنهم يعتقدون بالوحدة على نحو الحقيقية بين الله ومخلوقاته, وإن الوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود الإمكاني (وهو المخلوقات)  وهذا القول كفر بلا إشكال كما عبّر السيد منير نفسه.
أما فيما يتصل بما تتحدثون عنه يا سيد منير وتصورونه على أنه فناء معنوي فهذا عند العرفاء من لازمه أن يكون المرء مغيّب العقل عن كل ما يحيط به ولا يرى ما يحيط به ويفقد الشعور بكل شيء وهو هذا الذي يسمونه وحدة الشهود وهو مخالف لتعاليم الكتاب العزيز الذي يحثنا على تعقّل وملاحظة ما حولنا من خلق وإدراكه وتأمله، لا إلى عدم الالتفات إليه والشعور به.. ثمّ حتى هذا الذي تحدث عنه سماحتكم من شهود قلبي غير متحقق في الوجدان مطلقاً على النحو الذي يدعيه العرفاء!
إنّ حالة الانقطاع إلى الله تعالى تزيد معها حالة الوعي والإدراك لنعم هذا الخالق العظيم والتي من أعظمها شرف الوقوف بين يديه تعالى وهذا الشعور هو "شيء من الأشياء" التي لا تنفك النفس عن استحضارها في حال الانقطاع له جل وعلا وهذه الحالة يستلزم منها ملاحظة المرء "لوجوده" هو على الأقل فأينَ هذا مما يسمونه وحدة شهود؟
زخارف عرفاء هذا العصر الترقيعية لا تجدي في تجميل الوجه القبيح لكفرياتهم التي سطرتها كتبهم..

أما قوله : وبهذا تشوف بعض الحملات على العرفاء وذولا كفار يؤمنوا بوحدة الوجود...
أقول: لقد تصدى علماء الطائفة للرد على شبهات وضلالات هذه الفرقة المنحرّفة الدخيلة على التشيّع وتفنيد أباطيل كهنتها وتعريتهم منذ القرون الأولى و استمر الخلف على سيرة السلف في بيان انحرافات العرفاء حتى عصرنا هذا, وقد ألفوا عشرات الكتب والرسائل والمقالات في رد اعتقاداتهم الباطلة و دحضها.
وهناك العديد من الأقوال لأكابر علمائنا في ذمّهم وتسفيه معتقداتهم و تضليلهم والحكم عليهم بالكفر والزندقة والإلحاد.
فليس موضوع تعرية وفضح العرفاء أمراً طارئاً على الساحة الشيعية لكي ينتفض السيد منير الخباز ويقول: هناك حملات ! أو يصوّر من ينبرون للرد على العرفاء على أنهم من الجهّال  الذين لا يفقهون شيئاً!!
إنّ خط الفقهاء واضح معروف وهو ضد العرفان المزيّف وهذا الخط يمثله كبار أعلام الطائفة كالشيخ المفيد والطوسي والمقدس الأردبيلي والمجلسي والسيد نعمة الله الجزائري والحر العاملي ووو... ومن هم على سيرتهم إلى هذا العصر كالميرزا مهدي الأصفهاني وتلامذته ... والسيد المرعشي النجفي والسيد الخوئي والسيد السيستاني والشيخ الفياض والشيخ الوحيد الخراساني والسيد الشيرازي والسيد الروحاني وغيرهم رحم الله الماضين وحفظ الباقين.
والخط الثاني خط العرفان المزيّف ورواده وأتباعه هم على نهج ابن عربي الصوفي لعنه الله, وقد صرّح الكثير من رموز الخط الأول بكفر ابن عربي وزندقته! وهو كبير العرفاء بل أكبرهم! ولهذا سمَّوه بالشيخ الأكبر.
فالتصدي للعرفاء وكشف باطلهم اليوم ليس حملات طارئة كما يريد تصويرها السيد منير الخباز بل هي اقتفاء لنهج العلماء الأبرار في التصدّي لهذا الخط المنحرّف.

يقول السيد منير الخباز : إذن العرفاء يقولون معنى وحدة الوجود عندنا وحدة الموجود والطريق إليها طريقٌ قلبيٌ شهودي وليس طريقاً تصورياً عقلياً...
أقول: العارف لا يمتلك أيّاً من الدليلين العقلي والنقلي وهما الحجة في الشرع لإثبات معتقداته فليس من طريق أمامه سوى أن يدّعي علم الغيب بنسبة العلم اللدني إلى نفسه فيزعم بأنّه يوحى إليه ولكنه يسمي ذلك كشفاً أو شهوداً للتحايل والخداع! ولكي يتبيّن للقارئ الكريم عدم حجية كشفهم من جهة وينكشف له كذبهم وخداعهم ودجلهم من جهة أخرى فليراجع مكاشفاتهم الخرافية التي من بينها تشبيه الله تعالى بخلقه ورؤية الله في الآخرة! وقولهم (والعياذ بالله) بكفر مؤمن قريش شيخ البطحاء أبي طالب صلوات الله عليه وإيمان فرعون! بل القول بأنّ فرعون من العرفاء الشامخين. هذا عدا عن قولهم بعدم النص على الخلافة وقولهم بانقطاع العذاب في نار جهنم وتحوّل العذاب إلى عُذُوبة! وقولهم بأنّ الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل عليهما السلام، وقولهم بتخطئة الأنبياء وتصحيح عمل الكفار! وادعائهم بأن كتاب فصوص الحكم عديم المثال والنظير وأنه مماثل للقرآن الكريم!! وغيرها من الكفريات والخرافات الكثيرة التي لا يسع المجال لذكرها هنا ومن أراد الاطلاع بشكل مفصّل فليراجع كتابنا (مكاشفات العرفاء وحيٌ إلهي أم وسوسة شيطانية؟)
إذن لا حجية للشهود والمكاشفات التي يدعيها العرفاء وأما قولهم بوحدة الوجود فهو باطلٌ عقلاً ونقلاً.

الخلاصة :
تبيّن من خلال ما تقدّم بطلان ادعاء السيد منير الخباز بأن العرفاء لا يقصدون الوحدة الحقيقية, إذ تكشّف للقارئ الكريم من خلال تصريحات العرفاء وأقوالهم أنهم يعتقدون بالوحدة المحضة بين الله وخلقه (وحدة الموجود) وليس كما ذكر السيد بأنهم لا يقصدون ذلك !
كما تبيّن بطلان قوله (إنما يقصدون رؤية قلبيه لا أكثر) حيث كشفت تصريحاتهم أنهم يقصدون رؤية عين لا رؤية قلب!
وقد ثبت من خلال الأدلة التي ذكرناها أنهم يعتقدون بأن الوجود الواجبي (وهو الله) عين الوجود الإمكاني (المخلوقات) , وهذا القول كفر بلا إشكال بحسب تصريح السيد منير نفسه!
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
طالب علم
9/ربيع الأول/1436 هـ
عيد الغدير الثاني