السبت، 17 يناير 2015

منير الخباز "على فتات مائدة المدافعين عن المتصوّفين"

منـــــــير الخبــــــــــــــاز
"على فتات مائدة المدافعين عن المتصوّفين"

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم
سعى العرفاء (المتلبّسون بلباس التشيّع) بكل قوة  لتعظيم شخصية الزنديق ابن عربي لعنه الله ورفع شأنه, فقاموا بدراسات كثيرة لإحياء تراثه والدفاع عنه وتبرير أقواله وإلباسها لباس الإسلام فحققوا نجاحاً كبيراً وخدعوا الملايين من الشيعة فأوهموهم بأنّ ابن عربي من الشيعة الموالين لأهل البيت عليهم السلام لكي يبرروا الأخذ عنه والاقتداء به، وقد تشبثوا ببعض الأقوال الشاذة لبعض العلماء كي يثبتوا هذا الادعاء الباطل!
ولكنّ هذه الكذبة لم تستمر طويلاً لأنّ الواقع يكذبها فتصريحات ابن عربي واضحة في تسننه البكري بل نصبه !! وقد اعترف كبير العرفاء في هذا العصر أو أنطقه الله من غير أن يشعر فصرّح بأنّ ابن عربي بكري وليس من الشيعة الموالين!
ينقل غلام علي رجائي عن آية الله الشيخ المحمدي الجيلاني أنه قال : سمعت من الإمام (الخميني) يوماً قوله إن المرحوم القاضي سعيد القمي هو في الشيعة نظير محيي الدين بن عربي عند أهل السنة!!
المصدر : قبسات من سيرة الامام الخميني - في ميدان التعليم الحوزوي والمرجعية- ص105 .
وينقل محقق كتاب الخميني (التعليقة على الفوائد الرضوية) قول أحد تلامذته إنه (أي الخميني) كان يعبّر عن احترام خاص لمحيي الدين (ابن عربي) في المدرسة "السنية"، ولصدر المتألهين والقاضي سعيد القمي في مدرسة أهل البيت!!
المصدر : التعليقة على الفوائد الرضوية , الخميني , ص12, طبعة مؤسسة البلاغ بيروت , الطبعة الأولى سنة 1425 هـ.
وبهذا الاعتراف لم تعد تنفع استماتتهم في التشبث بهذه الكذبة !!
وقد كسر بعض العلماء حاجز التقية من النظام السياسي الإيراني المروّج لابن عربي في هذا العصر فصرحوا بزندقة ابن عربي وإلحاده وبينوا أباطيل عرفانه الزائف (كالمرّجع الشيخ إسحاق الفياض دام ظله الذي وصف ابن عربي بالزنديق في تسجيل منشور) , وهنا وقع المتزلفون للنظام في مشكلة كبيرة إزاء العرفاء وتصريحاتهم وكتاباتهم المادحة لابن عربي والموافقة لنهجه الباطل فحاولوا أن يوهموا الناس بأنّ عرفان العرفاء (المتلبسين بالتشيّع) يختلف عن عرفان ابن عربي وأنهم لا يعتقدون بوحدة الموجود كما يعتقد بها ابن عربي، وهذا الأمر يكذّبهُ الواقع فأي باحث بمجرّد أن يطلع اطلاعة بسيطة على كتبهم العرفانية سيكتشف موافقتهم له في العقيدة ويرى مدحهم وتعظيمهم له ولأقواله والثناء عليه عند ذكر هذه الأقوال! كقولهم (الشيخ الأكبر أو الكبير) و (العظيم) وغيرها من عبارات التعظيم والتبجيل!
وقد دخل على هذا الخط بعض المشايخ والسادة للأسف الشديد وأخذوا يدافعون عن العرفاء ويصوّرون للناس بأن عرفانهم عرفان أهل البيت عليهم السلام وليس عرفان ابن عربي! ومن هؤلاء السيد منير الخباز حفظه الله حيث اشتبهت عليه الأمور وأخذ يردد ما يقوله العرفاء وأذنابهم من غير تأمل!
وهذا هو المقطع المرئي:
التعليق على ما جاء في كلامه:
يقول السيد منير الخباز : إلتفت لهذه النقطة أريد أرفع شبهة, البعض يتصوّر أن علم العرفان يعني محيي الدين ابن العربي، يعني هناك تقارن إذا تقول عرفان يعني محيي الدين ابن العربي وبما أن محيي الدين ابن العربي فيه كلام إذن هذا علم العرفان علم غير موثوق ومو معلوم.. ,لا, إلتفت لي جيداً لابد من الفصل بين الأمرين! ... هناك خلاف في محيي الدين ابن العربي إحنا ما نريد نخوض في هالخلاف هذا له أهله، نريد أن نقول نقطة واحدة الخلاف في تراث ابن العربي لا يعني الخلاف في قيمة علم العرفان, علم العرفان كعلم مستند إلى المعطيات المستفادة من روايات أهل البيت شيء وكون تراث ابن العربي في كتابيه الفتوحات والفصوص مقبولا أم غير مقبولا شيء آخر هذا لا يستلزم هذا ماكو ملازمة بين الأمرين.. انتهى كلامه.
أقول: إن العرفان بهذا المنهج الاعتقادي والسلوكي الشائع اليوم عند الناس هو باطل وليس من منهج أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم، إذ ليس هو سوى الوجه الآخر للتصوّف، وكلاهما منبعه الفلسفة، ولا أدلّ على أن العرفان والتصوّف كلاهما وجهان لعملة واحدة, أنك تجد أهل العرفان يعظّمون رموز التصوّف كالحلاج وابن عربي وجلال الدين الرومي وغيرهم، وأنك تجد مشاربهم وأذواقهم متحدّة وإن أنكر المكابرون منهم ذلك.
وهذا المنهج العرفاني القائم اليوم إنما هو منهج شيطاني كما تنبأ بذلك أئمتنا صلوات الله عليهم، إذ هو يزعم أن بمقدور العبد أن يصل إلى معرفة الله بغير الطريق الذي رسمته الشريعة, كما يسمى عندهم بالكشف والشهود وقطع الأسفار الأربعة: من الخلق إلى الحق، من الحق إلى الحق، من الحق إلى الخلق، من الخلق إلى الخلق! وهي كما ترى لا أصل لها في شريعة الإسلام.
والأخطر في هذا المنهج الشيطاني أنه يوقع صاحبه في الشرك باعتقاده بوحدة الوجود والموجود باستخدام عبارات جذابة براقة تستقطب ضعفاء القلوب.
وقد ورد عن أئمتنا (صلوات الله عليهم) ذم مؤكد لمن يسلك هذا المسلك، فقد سئل إمامنا الصادق (صلوات الله عليه) عن الصوفية فقال: (إنهم أعداؤنا، فمن مال إليهم فهو منهم ويُحشر معهم، وسيكون أقوام، يدّعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبهون بهم، ويلقبون أنفسهم بلقبهم، ويقولون أقوالهم، ألا فمن مال إليهم فليس منا، وإنا منه براء، ومن أنكرهم ورد عليهم، كان كمن جاهد الكفار بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله). المصدر : سفينة البحار للمحدث القمي ج2 ص57.
أما العرفان الإسلامي الصحيح فهو ذاك الذي عبّر عنه إمامنا الباقر (صلوات الله عليه) ضمن جوابه على أسئلة أبي حمزة الثمالي رضوان الله تعالى عليه. فقد روى العياشي عن أبي حمزة قال: (قال أبو جعفر عليه السلام: يا أبا حمزة.. إنما يعبد الله من عرف الله، فأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضالا.
قلت: أصلحك الله وما معرفة الله؟
قال: يصدّق الله ويصدّق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة علي والإئتمام به، وبأئمة الهدى من بعده، والبراءة إلى الله من عدوّهم، وكذلك عرفان الله.
قلت: أصلحك الله، أي شيء إذا عملتُه أنا استكملت حقيقة الإيمان؟
قال: توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله وتكون مع الصادقين كما أمرك الله.
قلت: ومن أولياء الله ومن أعداء الله؟
فقال: أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الأمر إلينا ثم ابني جعفر - وأومأ إلى جعفر وهو جالس - فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمر الله.
قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله؟
قال: الأوثان الأربعة.
قلت: من هم؟
قال: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ومن دان بدينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله).
المصدر: تفسير العياشي ج2 ص116.
فدقّق أخي القارئ الكريم في قوله عليه السلام: (وكذلك عرفان الله) لتعرف المعنى الحقيقي السليم للعرفان، ولتعرف أيضاً المعنى المحرّف مما هو شائع اليوم عند الناس مع الأسف لما أغواهم به أئمة الضلالة والدعاة إلى النار.
إن الله تعالى لا تُعرف حقيقته، وكل من ادّعى ذلك يكون كافراً، وإنما يُعرف الله بمعرفة أوليائه وموالاتهم، وبمعرفة أعدائه والبراءة منهم، وكذلك عرفان الله، وتلك حقيقة الإيمان.

يقول السيد منير الخباز : البعض يتصوّر أن علم العرفان يعني محيي الدين ابن العربي يعني هناك تقارن إذا تقول عرفان يعني محيي الدين ابن العربي وبما أن محيي الدين ابن العربي فيه كلام إذن هذا علم العرفان علم غير موثوق ومو معلوم, لا التفت لي جيداً لابد من الفصل بين الأمرين!
أقول: إنّ العرفان الذي يعتقد به العرفاء اليوم هو عرفان ابن عربي وليس عرفان أهل البيت عليهم السلام ولا يستطيع أحد أن ينكر هذه الحقيقة الواضحة فالعرفاء ينتهجون نهج ابن عربي ويعيشون على فتات مائدته كما عبّر المطهري!
يقول المطهري : أوصل محيي الدين (ابن عربي) العرفان إلى مرحلة جديدة لم يسبق له بلوغها , فأنشأ القسم الثاني من العرفان , أي قسمه العلمي والنظري والفلسفي , والعرفاء بعده تناولوا فتات مائدته.
المصدر : العرفان والكلام , المطهري , ص99.
والعرفاء هم امتداد لعرفان ابن عربي الزائف وهذا ما صرّح به كمال الحيدري حين قال : لا يمكن اعتبار الإمام الخميني في منهجه صاحب مدرسة عرفانية مستقلة بل هو امتداد وحلقة على خط المدرسة العرفانية ولم يضف الإمام أي شي على نفس المدرسة العرفانية التي وضع أُسسها محيي الدين بن عربي في كتاب فصوص الحكم, وبحسب التسلسل التاريخي الذي نراه في الحكمة المتعالية فإن السيد الإمام الخميني يعتبر امتداداً لتلك المدرسة من الناحية الفلسفية سواء بالنسبة لمدرسة الحكمة المتعالية أم المدرسة العرفانية!!
المصدر : العرفان الشيعي , كمال الحيدري , ص406.
إنّ عرفاء الشيعة كلهم يعيشون على فتات مائدة ابن عربي كما صرّح بذلك المطهّري وهم امتداد لمدرسته كما قال الحيدري , وإنّ مرتكزات حكمتهم وعرفانهم عنهُ أُخِذتْ فهو من نظّر وفلسف العرفان وجعل له القسم النظري, فالحكمة المتعالية ما هي إلا شرح لفصوص الحكم والفتوحات المكية وهذا ما صرّح به كبارهم!
يقول كمال الحيدري: إن أبرز مرتكزات الحكمة المتعالية (الأسفار الأربعة) تثوي في كتابات محيي الدين ابن عربي بالأخص كتابيه (فصوص الحكم) و (الفتوحات المكية) وأن كل ما يعود لصدر الدين الشيرازي هو تشييد الأبنية البرهانية لمقولات الشيخ الأكبر وأمهات أفكاره بحيث لم يكن كتاب الحكمة المتعالية (الأسفار الأربعة) إلا صيغة برهانية لمقولات ابن عربي وأفكاره.
المصدر: التوحيد, كمال الحيدري , ج1 ص229 -230.
ويقول حسن زادة آملي : إن جميع المباحث الرفيعة والعرشية للأسفار منقولة من الفصوص والفتوحات وبقية الصحف القيمة والكريمة للشيخ الأكبر (ابن عربي) وتلامذته بلا واسطة أو مع الواسطة ... ثم يقول : إذا ما اعتبرنا كتاب الأسفار الكبير مدخلاً أو شرحاً للفصوص والفتوحات فقد نطقنا بالصواب.
المصدر : التوحيد , كمال الحيدري , ج1 ص230 , نقلاً عن العرفان والحكمة المتعالية , لحسن زادة آملي ص16, 36 بالفارسية.
وعلى هذا لا يمكن الفصل بين العرفان الشيعي وعرفان ابن عربي كما يحاول السيد منير الخباز فعله!
ونحن لا نرى السيد منير بترديد هذه المقالة في الدفاع عن العرفاء سوى مقتات على فتات موائد جميع المدافعين عن العرفاء المنتسبين للتشيّع فهو لم يأتِ بجديد بهذا الشأن وتلك هي مقالتهم التي يروجونها في سبيل التلاعب بعقول أبناء هذه الأمة وتسطيح أفكارهم!

يقول السيد منير الخباز : هناك خلاف في محيي الدين ابن العربي إحنا ما نريد نخوض في هالخلاف هذا له أهله...
أقول: بينا في مقالنا (لله ثمّ للضمير وقفةٌ مع السيد منير) بأنه لا يوجد خلاف في ضلال ابن عربي وزندقته عند علمائنا الأبرار, والقول الصحيح  هو أن هناك خطان :
خط الفقهاء وهو ضد العرفان المزيّف وهذا الخط يمثله كبار أعلام الطائفة كالشيخ الصدوق والشيخ المفيد وشيخ الطائفة الطوسي والمقدس الأردبيلي والعلامة المجلسي والسيد نعمة الله الجزائري والحر العاملي والشيخ محمد بن طاهر القمي ووو... ومن هم على سيرتهم إلى هذا العصر كالميرزا مهدي الأصفهاني وتلامذته ... وأبو الحسن الأصفهاني والسيد البروجردي والسيد المرعشي النجفي والسيد الخوئي والسيد السيستاني والشيخ الفياض والشيخ الوحيد الخراساني والسيد الشيرازي والسيد الروحاني وغيرهم رحم الله الماضين وحفظ الباقين.
والخط الثاني خط العرفان المزيّف ورواده وأتباعه هم على نهج المتصوّفة وعلى رأسهم ابن عربي لعنه الله, وقد صرّح الكثير من رموز الخط الأول بكفر ابن عربي وزندقته! وهو كبير العرفاء بل أكبرهم! ولهذا سمَّوه بالشيخ الأكبر.
وهنا مقطع لأحد المراجع العظام وهو يصف ابن عربي بالزندقة ويمنع من تدريس كتبه في الحوزة :

يقول السيد منير الخباز : اختلف العلماء في تقويم محيي الدين ابن العربي, الشهيد المطهري يقول هو أعظم عرفاء الإسلام ولم يصل أحد لا قبله ولا بعده ما وصل إليه محيي الدين ابن العربي وينقل عن أستاذه العلامة السيد الطباطبائي صاحب الميزان في شرح المنظومة أنه ما كتب سطر في الإسلام كما كتب محيي الدين (ابن عربي) والفيلسوف العظيم صدر المتألهين الشيرازي صاحب كتاب الأسفار الأربعة أثنى على عرفان محيي الدين ابن العربي بل تخصص في تحليل عرفانه هو وتلميذه الفيض الكاشاني وللإمام الخميني كتب تعليقة على كتاب فصوص الحكم لمحيي الدين ابن العربي ونقل صاحب كتاب الحبل المتين عن السيد القاضي السيد علي القاضي من أعاظم العرفاء في النجف الأشرف نقل عنه أنه كان يقول يظهر من كتاب الفتوحات المكية أن محيي الدين ابن العربي من الكاملين ومعنى أنه من الكاملين أنه من الموالين لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين...
أقول : إنّ العرفاء قوم يحيطون أنفسهم بالضبابية ويتحايلون ويتلونون ويتناقضون فعقائدهم باطنية ويمارسون ما يشبه التقية من المؤمنين الموحدين الذين يسلقونهم بأحدَّ لسان وينبذونهم، ولكن الله يفضحهم فهم لا يتمكنون من إخفاء مودتهم للزنادقة من المتصوّفة فمودتهم لهم مصدرها تشابه قلوبهم.
وصدور مثل هذا التعظيم لابن عربي الزنديق مردّه لتشابه قلوبهم, فلو لم يعتقدوا بعقائده ولم يؤمنوا بديانته, لم يقولوا كل هذا الثناء فيه, ويهتموا بكتبه كل هذا الاهتمام من خلال شرحها والتعليق عليها.
فالطباطبائي صاحب الميزان حينما قال (أنه ما كتب سطر في الإسلام كما كتب محيي الدين (ابن عربي))!! غالى في الرجل لدرجة أنه قدّم أقواله على كل ما كتبه الأجلاء من أصحاب الأئمة صلوات الله عليهم والعلماء الأبرار في كل العصور!! ومثل هذا الغلو لا يصدر إلا عن شخص معتقد بعقائد ابن عربي ويدين بدينه!

يقول السيد منير الخباز : نريد أن نقول نقطه واحده الخلاف في تراث ابن العربي لا يعني الخلاف في قيمة علم العرفان...
أقول: تبين مما سبق معنى العرفان عند أهل البيت عليهم السلام وتبيّن أنه لا علاقة له بعرفان ابن عربي وأتباعه, وما يصنعه العرفاء اليوم هو تأويل للروايات والآيات لكي توافق عقيدة ابن عربي في وحدة الموجود!
وقد يتشبث العرفاء ببعض الروايات المنكرة المنسوبة إليهم عليهم السلام والتي ليس لها أصل في الكتب المعتبرة كحديث "لنا مع الله حالات فيها هو نحن ونحن هو" الذي يربطه العرفاء بعبارات ابن عربي الكفرية!
فالخميني مثلاً ذكر هذا الحديث المنكر للاستدلال به على الوحدة المزعومة, ثم يقول بعد ذكره: وكلمات أهل المعرفة خصوصاً الشيخ الكبير محيي الدين (ابن عربي) مشحونة بأمثال ذلك مثل قوله : الحق خلق والخلق حق والحق حق والخلق خلق!!
المصدر: مصباح الهداية, الخميني,114.
أقول :تلاحظ أخي القارئ كيف أرسل الخميني هذا الحديث المنكر إرسال المسلمات واستشهد به لإثبات عقيدة ابن عربي الصوفية!! مع العلم أن هذه الرواية مرسلة ومنكرة وواضحة البطلان وهي ليست موجودة في مصادرنا المعتبرة, وقد استغلّها العرفاء لتبرير معتقدهم الزائف. على أن معناها لا يمت للوحدة المزعومة بصلة لأنها مختصة بمقامات الأئمة عليهم السلام بينما يعتقد العرفاء وحدة كل شيء في كل شيء!
وقد كشف نكارة هذه الرواية وبطلانها المحقق الكبير آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي (قدس سره) حينما جاء على ذكر الصوفية في كتابه شرح إحقاق الحق.
يقول (قدس سره) : رأيت بعض من كان يدّعي الفضل منهم (أي من العرفاء) يجعل بضاعة ترويج مسلكه أمثال ما يعزى إليهم (عليهم السلام) "لنا مع الله حالات فيها هو نحن ونحن هو"وما درى المسكين في العلم والتتبع والتثبت والضبط أن كتاب مصباح الشريعة وما يشبهه من الكتب المودعة فيها أمثال هذه المناكير مما لفقتها أيادي المتصوّفة في الأعصار السالفة وأبقتها لنا تراثاً...
المصدر: شرح إحقاق الحق, المرعشي النجفي, ج1 ص184.
فيتبيّن أن العرفان الذي يدور حوله العرفاء هو عرفان ابن عربي وما ينسبونه من عرفان إلى أهل البيت عليهم السلام هو تأويل للروايات لكي تتوافق مع دين ابن عربي!

يقول السيد منير الخباز : علم العرفان كعلم مستند إلى المعطيات المستفادة من روايات أهل البيت شيء وكون تراث ابن العربي في كتابيه الفتوحات والفصوص مقبولا أم غير مقبول شيء آخر هذا لا يستلزم هذا ماكو ملازمة بين الآمرين..
أقول:
أولاً : العرفان يعتمد على المكاشفات, والمكاشفات ليست من العلوم, وقد صرّح الخميني بهذا فقال: إن العلم هو الذي يشتمل على التدّبر والتمعّن والبرهان والاستدلال , بينما قد تكون المكاشفات والمشاهدات نتيجة العلوم الحقيقية, وقد تكون من جراء الأعمال القلبية, وعلى أي حال إن المشاهدات والمكاشفات, والتحقق بحقائق الأسماء والصفات, يجب أن لا تندرج في تقسيمات العلوم, لأن العلوم من واد والمكاشفات من واد آخر!!
المصدر: الأربعون حديثاً , الخميني ,ص 361.
فالعرفان الصوفي ليس من العلوم أصلاً هذا أولاً.
ثانياً: العرفان المزيّف ليس مستفاداً من روايات أهل البيت عليهم السلام , وقد بينا معنى العرفان عندهم صلوات الله عليهم, وما يفعله المتصوّفة هو تأويل لأحاديث المعصومين عليهم السلام بما يوافق عقيدة المتصوّفة وعلى رأسهم ابن عربي .
ثالثاً: إن الأحاديث الأخلاقية والأدعية الواردة عن أهل البيت عليهم السلام تدعونا للتفكّر في خلق الله والتأمل في آياته والتدبر فيها وإدراك ما حولنا وإدراك ذواتنا وأنفسنا وهذا خلاف ما يدعو له العرفاء من حالة السكر التي يعبّر عنها المتصوّفة بالمحو والمحق وعدم الالتفات إلى الذات وتلك الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
فلا يوجد أي صلة بين العرفان الرائج اليوم وبين عرفان أهل البيت عليهم السلام.

الخلاصة:
تبيّن مما تقدم بأن العرفان الشائع اليوم هو مسلك منحرف عن أهل البيت عليهم السلام لأنه امتداد لنهج المتصوّفة (وعلى رأسهم ابن عربي الزنديق) والاعتقاد بعقيدتهم الباطلة, وإن العرفاء يعيشون على فتات مائدة ابن عربي, فهم لم يأتوا بشيء جديد غير ما جاء به , بل هم سائرون على نهجه ومتبعون لمسلكه الشيطاني البعيد كل البعد عن منهج أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.
فمحاولة تخليص العرفاء من خزعبلات ابن عربي والمتصوّفة وإلباسها لباس الإسلام والتشيّع هي بضاعة كاسدة لا سوق لها في ساحة العلم والحقيقة.
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..
طالب علم
23/ربيع الأول/1436 هـ