إبقَ ضالاً واخدم المقاومة!
صرّح الإعلامي المصري العامل في قناة المنار عمر ناصيف قبل مدة على حسابه
بتويتر المعروف الآن بمنصة اكس بقوله: (مرت 14 سنة بالتمام والكمال على التحاقي
بالعمل في قناة المنار. 14 سنة ومحدش في المنار حط في عينه حصوة وملح وحاول
يشيّعني)!
ثم أضاف قائلاً: (والله أنا خايف اكتشف في الآخر انهم سُنّة ومتنكرين)!
ونريد هنا أن نلّفت الأخ الكريم عمر ناصيف ونقول له: لا تستغرب يا أخانا
الكريم فإن هؤلاء لا يهمهم تشيّعك ولا هدايتك فليس في قاموسهم هداية الناس من
الضلال! بل حتى لو قلت لهم بأنك تريد أن تعتنق التشيّع سيرفضون ذلك ويقولون لك: (إبقَ
سنّيا وركّز على خدمة المقاومة من خلال الإعلام! فأنت في الحقيقة شيعي وإن كنت
سنياً فلا فرق)!
هذا ما سيقولونه لك أيها الكريم وهذا القول ليس تكهنا منا أو رأياً من
عندنا بل هذا ما قاله إمامهم الخامنئي للمخرج السینمائی مصطفى العقاد صانع الأفلام
في هولیوود الذي یعرفه العالم بفيلم "الرسالة"!
جاء في كتاب بعنوان "روشنفكران جهان عرب" أي مثقفو العالم
العربي للأستاذ في جامعة طهران الدكتور مسعود فكري، وهو شخصية معروفه وله حضور
اعلامي كبير على قنوات إيران الرسمية كقناة الكوثر وقناة العالم.
ينقل هذا الدكتور في كتابه في الصفحة 399 عند ترجمة مصطفى عقاد نقلاً عن وكالة بانوراما في الشرق الأوسط قول العقاد: (في رحلتي الأخيرة إلى إيران التقيت مع آية الله خامنئي وطلبت منه أن أدخل التشيّع فقال لي لا ضرورة في ذلك، أنت قدمت للإسلام تحفة نفيسة، الشيعة والسنة واحد، أنت أصلا" شيعي، إبقَ سنّيا وركّز على خدمة الإسلام من خلال السينما)!
وقد نشر هذا التصريح أيضاً القسم الثقافي لسفارة إيران في الجزائر حيث
جاء في المنشور: (حوار قبيل اغتيال المخرج العالمي مصطفى العقاد بـ 48 ساعة؛
قبيل رحيله بيومين بعد جولة كويتية في حوار له مع الصحافي الكويتي جهاد أيوب،
الشهيد العالمي مصطفى العقاد في آخر حديث له: هذا ما قاله لي القائد خامنئي حينما
ذهبت إليه للتشيع فرفض!!
وهنا أحب أن أشير إلى حادثة لأول مرة أقولها: ذات يوم ذهبت إلى إيران لعرض " الرسالة" وقابلت الرئيس "خامنئي" وطلبت إليه أن أصبح شيعيا، فضحك وقال لي: السنة والشيعة واحد، والإسلام ديننا ولا خلاف على ذلك، إبقَ سنيًّا لأنك شيعيٌّ والعكس صحيح، والخلافات ليست جوهرية، المهم أنك قدَّمت لنا تحفة عالمية ستبقى مع كل الأجيال، ولا تفكر بذلك، فكر كيف ستخدم قضايا الإسلام ككل)!
https://www.facebook.com/profile/100069493973201/search/?q=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%AF
وبعد حادثة اغتيال العقاد قال الخامنئي: (رحم الله مصطفى العقاد حقاً
وينبغي أن نشكره على تصوير هذه الشخصية في فيلم الرسالة في إطار عمل فاخر إنه فاخر
للحق والإنصاف...).
https://video.moqawama.org.lb/details.php?cid=31&linkid=2962
فيا أيها الأخ العزيز -عمر ناصيف- فلو صارحت الكادر الإعلامي في القناة
برغبتك في اعتناق التشيّع-على فرض- سيكون الجواب عليك هكذا: (ابقَ سنيًا لأنك
في الحقيقة شيعي فالسني والشيعي شيء واحد! ، ولا تفكر مجرد تفكير أن تصبح شيعياً
أبداً، بل ابقَ على سنيتك واخدم المقاومة)!
هذه هي العبارة التي سيقولونها لك أيها الكريم، ولكي تقتنع أكثر بصدق
كلامي خذ ما يؤيده من تصريح أسد قصير - وكيل خامنئي- فهذه العبارة التي ذكرتها لك
يرددها لكل شخص يريد التشيّع!
يقول في إحدى الحلقات :( الكثير يقول لي أنا تشيعت، وأنا أقول لكم يا
أنفسنا يا أهل السنة والجماعة، لا تقل أني استبصرت أو تشيعت أنت شيعي، السني شيعي
لأن التشيع ما هو؟ عقائدياً أن تؤمن بأن أهل البيت أئمة والسني يؤمن بأن عليا إمام!،
طبعًا ربما لا يؤمن بخلافته السياسية ولكن يؤمن بإمامته القرآنية! بإمامته العلمية!
والروحية! وهي هذه الإمامة! حقيقة الإمامة هي هذه! ... ما هو دور أهل البيت
الأساسي؟ ... الهداية، ألا يعتقد السني بأن أهل البيت هم هداة؟ يعتقد بذلك .
وبالتالي السُني شيعي عقائدياً! ولو تأمل السُني في نفسه وفي عقيدته يجد أنه شيعي!
والشيعي سُنّي لأن الشيعي أيضاً يؤمن بسنة الرسول صلى الله عليه وآله)!
تعلم
جيداً – يا أخ عمر- أن الشيعي يختلف تماماً عن ما يسمى بالسُنّي ولا عقائد الأخير
تشبه عقائد الشيعة، وكذلك - المسمّى بالسُنّي- لا يعرف أئمة أهل البيت عليهم
السلام فضلاً عن اتباعهم وأخذ تعاليمه منهم، ثم إن مجرّد معرفة أن الأئمة عليهم
السلام هداة، لا يكفي لكي يكون المرء شيعياً، بل يلزم منه التمسك بهم والعمل
بتعاليمهم والسير على هداهم، وكل هذا لا يلتزم به ما يسمى بالسُنّي ولا يعتقد به.
والسُنَّة
عند المخالف يعني البخاري ومسلم والخ.. وهذه الكتب لا يؤمن بها الشيعي فهو ملتزم
بسُنّة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الواردة عن طريق أهل البيت عليهم السلام
وهي على خلاف سٌنّة أبي بكر وعمر ولا تتفق معها لكي يجمعها أسد قصير في إطارٍ
واحد!
وهذا
يعني أنهم يخدعونك بهذا الكلام ولا يريدون لك الهداية لأنهم سياسيون لا يهمهم
هداية الناس إلى التشيع، ولا استنقاذ الناس من الضلال والانحراف!
فهذا زعيم حزب الله - الذي تعمل أنت في قناته - يعتبر الدعوة إلى التشيع فتنة فيقول: (فيه شغلات محدودة ممكن تصير، العالم مفتوح على بعضه، فضائيات وكتب وانترنيت معش حدا يقدر يمنع حدا يسمع فكر الثاني رأي الثاني فقه الثاني ثقافة الثاني بالنهاية الناس تتأثر، بس انو حدا عامل مشروع ومخطط وهاجم بهذا الملف، وين هذا مش صحيح، وهدفه بكل صراحة إيجاد فتنة) [1] !
فكل شخص لديه مشروع ومخطط يعمل على هداية الناس ودعوتهم إلى التشيع فهدفه إيجاد فتنة ولذلك أراد نصر الله أن ينزّه نفسه وإيران من هذه الفتنة - أي الدعوة إلى التشيّع - فقال: (ما أحد عنده مشروع نشر التشيع، هذه الليلة هي ليلة دفاع عن المظلومين، أنا أشهد أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران وأنّ قائدها وقائدنا وإمامنا سماحة الإمام السيد الخامنئي حفظه الله ودام ظله الشريف ليس لديها مشروع من هذا النوع على الاطلاق، هلّئ بتروح تفتشلي بإيران بتلاقيلي شي عالم شغال على الموضوع، في مركز ثقافي شغال على الموضوع، في واحد فاتح صفحة على الانترنيت شغال على الموضوع ، ما هذا موجود عند الكل، لكن سماحة السيد القائد، الجمهورية الإسلامية، الثورة الإسلامية في إيران على الاطلاق هذا غير صحيح، هذا ظلم، هذا تجنّي، أنا أعرف وأنا أقول ظلم لأنني أعرف ولأننا نحن هنا على صداقة ومقربة شديدة جداً من الأخوة في إيران منذ 1982م من حياة الإمام الخميني قدس سره الشريف إلى أطال الله عمره سماحة السيد القائد ونحن نعرف هذا غير صحيح وإن هذه ليست سياستهم وليست توجيهاتهم ولا هو مشروعهم ولا هو فكرتهم) [2] !
وحينما سألوا نصر
الله عن تشيع بعض المخالفين في لبنان أجاب: (إذا حزب الله يشتغل على بعض شباب
السُنّة يعملهم شيعة بلبنان، شو بدّو يعمل ينفق أموال طائلة عم تقولوا مال، ماعم
بتقولوا فكر وإقناع ودليل وإلى آخره، رغم أنه حتى بالفكر والإقناع والدليل احنا ما
عم نشتغل حتى بهذا ليست قضيتنا، معروف من 1982م إلى اليوم مش هاي قضيتنا، لا
قضيتنا نعمل سني شيعي ولا نمنع الشيعي يعمل سني، فيه شيعة بلبنان صاروا سُنّة لا
أحد أثار الموضوع وعمل منها قصة) [3] !
فكما تلاحظ - يا عمر ناصيف - هم ملتزمون بتوجيهات قادتهم - بعدم دعوة
الناس إلى الهداية - وليس بتعاليم وتوجيهات النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الذي
دعا لهداية الناس حتى في وسط الميدان فقال لأمير المؤمنين عليه السلام: (فواللهِ
لأن يهدي اللهُ بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمرِ النعم) .
وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام لما
بعثه إلى اليمن: (يا علي لا تقاتلن أحداً حتى تدعوَهُ، وأيمُ اللهِ لأن يهدي
اللهُ على يديك رجلاً خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمسُ وغربت ، ولك ولاؤُهُ يا علي)
.
فطلب هداية الناس ودعوتهم لاعتناق الحق مقدّمٌ على الجهاد والقتال ولذلك لم
يقل رسول الله صلى الله عليه وآله: (هذه ليست قضيتنا) ! بل جعلها صلى الله
عليه وآله هي القضية الأساسية ولكن هؤلاء لا يهمهم هداية الناس بل لا يهمهم حتى
انحراف الشيعة عن الحق لذلك قال نصر الله: (لا قضيتنا نعمل سني شيعي ولا نمنع
الشيعي يعمل سني، فيه شيعة بلبنان صاروا سُنّة لا أحد أثار الموضوع وعمل منها قصة)!
وقال أيضاً بكل برود: (أنا أعرف بخوزستان في
إيران في داخل الجمهورية الإسلامية بخوزستان عائلات بأكملها كانت عائلات شيعية
صارت عائلات سنّية بل وهابية، خير حدا قام الدنيا وقعدها)[4] !
ولهذا نقول لك أيها الأخ الكريم: لا وجه لتخوفك أن يكون فريق قناة المنار
سُنّة متنكرين بل هم سياسيون لا يهمهم إلا المصلحة حتى لو كانت على حساب الدين فلو
دعت المصلحة دعوة الشيعة لاعتناق التسنن البكري فلن يمنعهم مانع!
وهذا ما فعلوه حقاً حيث صرّح أحد علماء الأزهر وهو الشيخ أحمد كريمة بأن
الخامنئي يصرف على مدراس في كردستان لنشر المذهب السني!
يقول أحمد كريمة في احدى مقابلاته: (بل إني وجدت - أقسم بالله العظيم
وجدت وذي كلمة حق أقولها - إن السيد علي الخامنئي مرشد الثورة الإيرانية ينفق على
مدراس سنّية في كردستان لنشر المذهب السني)!
وبهذا قد أجبنا على تساؤلاتك أيها الأخ الكريم وبيّنا لك بالدليل
والبرهان السبب الحقيقي لعدم دعوة فريق المنار لك لتكون من شيعة آل محمد.
ويبقى الأمر في يدك
إما أن تبقى مع النفاق السياسي أو تتحرر منه لكي تفوز في الآخرة.
طالب علم
26/جمادى أولى/1446
[1] -
خطاب حسن نصر الله بعنوان: من القلب/ كلمات في تربية الشخصية الإسلامية: الإسلام
وتنظيم التحصين الداخلي/بتاريخ 29-01-2007م.
[2] -
المصدر نفسه.
[4] -
المصدر نفسه.