السبت، 7 يونيو 2014

وأخيراً .. كمال الحيدري يثبت وحدة الوجود!

وأخيراً
كمال الحيدري يثبت وحدة الوجود!

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم
أرسل لي أحد الأخوة الأفاضل مقطع فيديو لكمال الحيدري بعنوان (الدليل القرآني على وحدة الوجود) يدّعي فيه المتحدث بطريقة بهلوانية أن القرآن الكريم يُقرًُّ بوحدة الوجود الشخصية! وأن الذين لا يقولون بها لم يقرؤوا القرآن ولم يتدبّروا فيه!
يقول ذلك بطريقة استهزائية مخالفاً العرف العلمائي في أدب الحوار والمناظرة!
وهذا هو المقطع المرئي :
تعليقنا على المقطع:
لقد أثبتنا فيما سبق بطلان وحدة الوجود عقلاً ونقلاً وفصّلنا الحديث عنها في موضوع : (إرشاد المصدود إلى رأي السيد الخوئي في وحدة الوجود)

أما استدلالاته المزعومة بالقرآن الكريم فهي تأويلٌ باطل وخزعبلات يضحك منها الأطفال الصغار!! وهذه الطريقة في التأويل هي طريقة شيخه الأكبر ابن عربي الذي كان يؤول القرآن على حسب هواه! وبتعسّف كما قال أحد المعلقين على الفصوص!
فقد نقل الدكتور أبو العلا عفيفي (المعلّق على فصوص الحكم) قول أستاذه الذي وصفه بالعلامة نيكولسون في وصف أسلوب ابن عربي في الفصوص : إنه يأخذ نصاً من القرآن أو الحديث ويؤوله بالطريقة التي نعرفها في كتابات فيلون اليهودي وأريجن الإسكندري... يستند كل فص من الفصوص السبعة والعشرين إلى طائفة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتصلة بالكلمة الخاصة (النبي) الذي تنسب حكمة الفص إليه .... يعتمد ابن عربي في كل ذلك إلى تخريج المعاني التي يريدها من الآيات والأحاديث بطريقة خاصة في التأويل ... ولا تخلو طريقة تأويله للآيات من تعسف وشطط أحياناً.
المصدر : فصوص الحكم , ابن عربي , بتعليق العفيفي, ص12-13.
فتلاحظ أخي القارئ اعترافهم بأنّ ابن عربي يؤول الآيات والروايات على حسب هواه , وقد سار العرفاء على نهجه وتناولوا من فتات مائدته (كما يعبّر المطهري) لذلك هم أيضاً يؤولون القرآن بتعسف وشطط, وهذا ما فعله الحيدري في هذا المقطع!

قال كمال الحيدري: إن كنت عارفاً أو قائلاً بالوحدة الشخصية للوجود, أنتم على أي أساس تقولون أن كل هذا العالم ليس له وجود؟
أقول: يعتقد العرفاء بأن هذا العالم لا وجود له في الحقيقة, فوجوده وجود خيالي كالظل  فهو عندهم خيال في خيال ووهم في وهم فليس في الدار غير الله ديار كما يعبّرون!
وقد رد عليهم علماؤنا بقولهم : هذا الكلام يرفضه منطق العقل , فإن العقلاء لا يمكنهم التصديق بأن كل هذه الموجودات الكثيرة بمناشئها المختلفة وآثارها الخاصة والمتنوعة , هي وهم , وأن الوجود الحقيقي لا يعدو أن يكون وجوداً واحداً.
المصدر: أسئلة في مدار العقيدة , السيد دستغيب, ص11-14.
ولأن العرفاء يمارسون التقية مع المؤمنين فإنهم يبررون اعتقادهم هذا بقول أنّ وجودنا في مقابل وجود الله لا شيء!
وهذا التبرير باطلٌ أيضاً , لأن الله سبحانه وتعالى عند الحديث عن وجود عباده في مقابل وجوده تعالى لم يذكر أبداً أنهم عدم أو وهم وخيال ولا حقيقة لوجودهم بل يصفهم بالذلة والفقر والعبودية كما في الآيات الشريفة والأدعية المأثورة عن آل رسول الله عليهم الصلاة والسلام.
(أنت الرب وأنا المربوب) , (أنت الغني وأنا الفقير) , (أنت الخالق وأنا المخلوق)  , (أنت القوي وأنا الضعيف) هذه وجوه المقابلة ولم يقل أحد من المعصومين عليهم السلام (أنت الحقيقة وأنا الخيال)!

قال كمال الحيدري: يقول ألم تقرأ القرآن؟ أين أنت من التدّبر في القرآن؟
أقول : إنّ علماءنا الأبرار رضوان الله تعالى عليهم قرؤا القرآن وتدبروا فيه وأخذوا تفسيره وتأويله عن المعصومين صلوات الله عليهم فلم يفسروا القرآن بالرأي والهوى كما يفعل كمال الحيدري وشيخه ابن عربي!
إن تأويل القرآن من دون الرجوع إلى أهل البيت عليهم السلام انحراف عن الهدى, وإنّ تفسير القرآن بالهوى والرأي ليس تدبراً , وإنّ التمسك بالمتشابه من دون رده إلى المحكم ضلال !
وهناك روايات متنوعة في هذا الصدد تؤكد بأن علم الباطن وتأويل القرآن لا يكون إلا عن طريق أهل البيت عليهم السلام, فمن يتأول آية من القرآن الكريم دون الرجوع لأهل البيت عليهم السلام فهو ممن قال الله فيهم : { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}
وبخصوص رد المتشابه إلى المحكم فقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال : من رد متشابه القرآن إلى محكمه هُدي إلى صراط مستقيم ثم قال : إن في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن فردوا متشابهها إلى محكمها ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا .
المصدر: عيون أخبار الرضا (ع) , الشيخ الصدوق , ج 2 , ص 261.

قال كمال الحيدري: القرآن الكريم قال : { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ثم قال في ... سورة الفرقان في آية (45) {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} فكل عالم الإمكان نورٌ لو ظلٌ؟, ظلٌ، والظل أمرٌ وجودي لو أمر عدمي؟ شتقولون مولانا؟ (عدمي)، جزاكم الله خيرا انتهت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته انتهت القضية هذا هم استدلال القران, الله ما يقول ألم ترَ كيف مد الوجود , كيف مد الممكنات، أبداً أبداً، ولا عبّر كيف مد المخلوقات، ولا ولا ولا ولا.... الخ أبداً،، قال {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} لأنه النور من هو؟ الله نور السموات، وهذا يدل على الحصر فما دونه شيصير بعد؟ نورٌ أو ظلٌ؟ {وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} ، إذا ما كان يريد هم يكون له ظل أو لا يكون له ظل يعني لا يكون له خلق.. هذا من الاستدلال القرآني!
أقول: الرجل كما بينا يفسّر بالرأي والهرطقات والتأويلات السخيفة وهذا أول الوهن!
ما قيمة آرائك يا كمال؟
نحن نرجع في فهم الكتاب إلى العترة الطاهرة عِدل القرآن.
روي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن قول الله عز وجل: " الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح " فقال: هو مثل ضربه الله لنا، فالنبي والأئمة صلوات الله عليهم من دلالات الله وآياته التي يهتدى بها إلى التوحيد، ومصالح الدين و شرائع الإسلام والسنن والفرائض، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المصدر: التوحيد , الشيخ الصدوق, ص157.
يا أيها المدعو كمال الحيدري ألا تعلم أنّ الله تعالى يضرب أمثالاً لأفعاله ولمخلوقاته فقط؟
مثلا : إحياء الموتى مثّل الله تعالى له بمشهد صوّرَهُ لنا تعالى في سورة البقرة:
{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
وعندما مثّل الله تعالى لعيسى عليه السلام قال:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}
وأيضاً مثّل الله تعالى لمخلوقاته:
{إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}
لكن الله تعالى عندما ذكر ذاته المقدسة قال:
{لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى}
فلاحظ أن الله تعالى عندما أتى بمفردة المثل مقترنة بذاته المقدسة لم تأتِ بمعنى الشبيه والنظير وإنما جاءت بمعنى الصفة أو الحجة.
أي فلله تعالى الصفة الأعلى والأسمى أو ولله الحجة الأعلى. راجع في ذلك كتب التفسير , فالله تعالى لم يشبه أو يمثّل لذاته المقدسة أبداً بشيء بل قال جلّ شأنه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
لم يقل تعالى: الله (عين) نور السماوات والأرض أو الله (ذات) نور السماوات والأرض أو الله (نفس) نور السماوات والأرض.
قال تعالى { مَثَلُ نُورِهِ} ولم يقل (مثل ذاته) والنور شيء والذات شيء آخر.
في لغة العرب دارج عندهم إطلاق المصدر (الصفة) كناية عن كثرة وغلبة الفعل كما ورد في كتب التفسير كمجمع البيان , وهذا كقولهم فلان رحمة و فلان عذاب إذا كثُرَ فعل ذلك منه و على هذا قول الشاعر:
ألم تر أنّا نور قوم و إنما** يبين في الظلماء للناس نورها .
وكذا قول أبي طالب في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه، * ثمال اليتامى، عصمة للأرامل
يا كمال الحيدري تقول ( فلان جُودُ العشيرة) كناية عن مداومته على فعل الكرم والعطاء
الله تعالى ينوّر السموات والأرض بالشمس والقمر ظاهراً ، وتأويلاً ينورها بهداته والأدلاء عليه محمد وآله الأطهار صلوات الله عليهم، فلغلبة الفعل عبّر الله تعالى بالصفة محل الفعل، وهذه أيضاً يمكن أن تكون نسبة تشريف كقولنا عن الكعبة ( بيت الله)
نحن ليس بالهوى علمنا أن المقصود فعل التنوير بل لأننا قرأنا قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فكيف يصف ذاته تعالى بأنه لا شيء مثله ثم يمثل لذاته؟ كلا وإنما المقصود هنا هو فعلُ التنوير.

أما قولك : قال {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} لأنه النور من هو؟ الله نور السماوات وهذا يدل على الحصر فما دونه شيصير بعد؟ نورٌ أو ظلٌ؟ {وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} ، إذا ما كان يريد هم يكون له ظل أو لا يكون له ظل يعني لا يكون له خلق،،هذا من الاستدلال القرآني!
أقول : توضح مما سبق بأنّ معنى قوله تعالى {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} هو فعل التنوير.
أما الظل فقد ورد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} فقال: الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
المصدر: تفسير نور الثقلين , الحويزي, ج4 ص22.
جاء في لسان العرب: الفيء بالعَشِيِّ والظِّلُّ بالغداة، فالظِّلُّ ما كان قبل الشمس، والفيء ما فاء بعد.
ويوافق ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام ما جاء في مجمع البيان للطبرسي ونصه:
((أي: ألم تر إلى فعل ربك، ثم حذف المضاف، عن ألم تر إلى الظل كيف مده ربك، يعني الظل من وقت طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، عن ابن عباس والضحاك وسعيد بن جبير. وجعله ممدودا لأنه لا شمس معه، كما قيل في ظل الجنة ممدودا إذ لم تكن معه الشمس.
وقال أبو عبيدة: الظل ما نسخته الشمس وهو بالغداة والفئ ما نسخ الشمس وهو بعد زوال الشمس. ويسمى فيئاً لأنه فاء من جانب المشرق إلى جانب المغرب.
{وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} أي: مقيماً دائماً لا يزول، ولا تنسخه الشمس.
يقال: فلان يسكن بلد كذا: إذا أقام به. فهو مثل قول سبحانه: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) الآية.
في المعنى وفي هذا إشارة إلى أنه قادر على تسكين الشمس، حتى يبقى الظل ممدودا بخلاف ما يقوله الفلاسفة))
المصدر: تفسير مجمع البيان, الطبرسي,ج7 ص300.

قال كمال الحيدري: هسا سؤال: ليش تقولون عالم الإمكان واحد مو متعدد؟ أعزائي ليش تقولون وحدة وجود ما تقولون مولانا متعدد؟, أقول بيني وبين الله القرآن قال لنا كله واحد، تعدد ماكو، قرآن قال؟ بلي أنتم ماتقرؤون القرآن،، احنا ماذا نفعل لكم عندما ما تقرؤون القرآن!
القرآن يقول : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} خلي ذهنك يمي،سموات وأرض جمعٌ لو مفردٌ؟ شتقولون جمع لو مفرد؟ -هذي نقطة- الضمير الذي يعود عليها جمع المذكر السالم لو يعود عليها المفرد؟ يا هو منهم؟ لابد إما يعود إذا جمع مذكر غير عاقل يعود عليها ضمير التأنيث، وإذا كان مجموع عاقل يعود عليه ضمير الجمع، أما إذا كان واحد قال {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} مع أنه لابد أن يقول (ربنا ما خلقت هذه باطلا) مو هذا باطلا شنو واحد ذا يتكلم لو كثير؟ هسا هنانا المفسرين حاروا أنّ المراد مولانا الخلق، وأنّ المراد المخلوق، هذا كله خلاف ظاهر الآية المباركة، قالوا هذي الآية تقول أنّ كل السموات والأرض وما بينهما كله واحد لو متعدد؟ هذا هم دليل القران!!
أقول: لا يحتاج الأمر عبقرية لنعرف علامَ يعود ضمير المفّرد المذّكر:
الله تعالى يقول: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
ركز يا كمال في المضاف كلمة (خلق) في الآية الكريمة تعرف أنّ الضمير (هذا) راجع على (الخلق)
في مجمع البيان للطبرسي في تفسير قوله تعالى {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} :
يقول: أي ما خلقتَ هذا (الخلق) عبثا..
فما الداعي لبهلوانياتك المضحكة تلك كلها يا كمال؟ هداك الله وشفاك..
هذا وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين..
ذكرى مولد الإمام الحسين عليه السلام
3/8/1435 هـ
طالب علم