الأحد، 1 يوليو 2018

ملحق موضوع: أين كان الإمام الخامنئي سنة 1965م؟


ملحق موضوع: أين كان الإمام الخامنئي سنة 1965م؟

{اعتراضاتٌ خمنائية}

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين والصّلاة والسّلام على محمَّدٍ وآله الطاهرين, واللعنة على أعدائهم أجمعين, من الأولين والآخرين, إلى قيام يوم الدِّين.
بعد نشر مقال: (أين كان الإمام الخامنئي سنة 1965م؟) والذي كشف النقاب عن التناقضات الكثيرة في السيرة الخمنائية وتضارب سنوات دراسته مع بعضها البعض من جهة وتضاربها مع سنوات الجهاد من جهة أخرى, وقد أورد أشياع خامنئي اعتراضاتهم على ما جاء في المقال, كما هاجم آخرون صاحب المقال ووصفوه بالعميل للمخابرات الأجنبية!
وكعادتنا في الرد على مثل هذه الشبهات نعرض تصريح المعترض ثم نعلّق عليه, وسننقل هنا ما له صلة بموضوع البحث ونُعرِض عن الردود والتعليقات العاطفية البعيدة عن صميم البحث.

قال أحد المعترضين: (يحصل هذا وبكل بساطة أن يدرس في نفس العام عند ثلاثة أساتذه وحتي في أماكن مختلفة حيث أن دورة التدريس مثلا المكاسب من الشهر الأول إلى الثالث أو الرابع، دورة فقه عند أستاذ ثاني مدتها شهرين أو ثلاثه بنفس العام. وهكذا وليس الأمر كما في المدارس الأكاديمية. ممكن بالسنة تدرس أربعة مواد على  يدي أساتذة مختلفين وفي مدارس أخرى، وهذا حصل لك من باب الجهل بأسلوب التدريس الحوزوزي الثقيل حيث يُدرّس الفصل الواحد مدة ثلاثين عاما. بالإضافة إلى تلقِّيه دروسا أخرى. أنت جاهل بأسلوب الحوزة والمعلقين أيضا لايفهمون ومن باب اِكرَه وتكلّم، وأحبب وتكلم. كلامك فيه غيبة وحرام. اغتسِل غسل التوبة).

أقول: أخي الكريم حاول أن تُحكِّم عقلك.. لا عواطفك.. وتجنّب العصبيّة ولا تتّهِم الآخرين بالجهل! حاول أن تتحرّر من هذه العُقدة وتُحطِّم حاجز التقديس ثم راجع المقال بتأمُّل.
فقد حاولنا قبلكم أن نجد تبريراً للتناقضات الخامنئية ولكن دون جدوى فالتناقضات صريحة وواضحة ولا تقبل التأويل بأيِّ حال من الأحوال.
إنّ النصوص التي عرضناها في المقال تتحدث عن مكوث الخامنئي في هذه الحواضر العلمية لا عن تنقُّلات بينها, لاحظ مثلاً ما جاء في السيرة والمسِيرة: (إنّ لهفة التعرف على الحوزات العلمية.. كانت قد دفعت السيد -أي الخامنئي- ذي الثماني عشرة سنة أن يشد الرحال عام 1958م  إلى مدينة النجف الأشرف ليقيم فيها سنتين ونصف ... وقد حضر أبان إقامته في النجف...). (الامام الخامنئي السيرة والمسيرة, ص31).
وكذلك ماقاله خامنئي: (وتوجهت في عام (1958م) إلى قم ... "وبقيت" هناك حتى عام 1964م).
وقوله: (وبعد عودتي من قم إلى مشهد عام 1964م  ... كنت أقوم بالتدريس أيضاً وكنت أحضر درس الفقه حتى عام 1970م) (سماحة الإمام آية الله علي الخامنئي جهاده وفكره, عبد الله النبالي, المقدمة).
وقوله: (في ربيع عام 1344هـ ش (1965) علمتُ أنّ الإمام -الخميني- قدس سره قد سافر من منفاه في تركيا إلى العراق ... أنّ الإمام –أي الخميني- عليه الرحمة بادر ومن اليوم الثاني لوصوله النجف إلى الشروع في التدريس والبحث وكان محور بحثه في كتاب البيع والخيارات... وبعدها بحث الإمام في الخلل... وقد اشتركت في هذين الدرسين طول أربعة عشر عاماً)! (تاريخ الإمام الخميني من كلام السيد الخامنئي,اعداد علي عاشور,ج1 ص65).
وقوله: (كنت أشارك في درس الاصول للإمام –أي الخميني- بصورة مستمرة)! (مرجعية آية الله خامنئي, ص22).
ويقول محمود الغريفي: (وذكر سماحته –أي الخامنئي- أن حضوره لديه-أي لدى الخميني- كان في بحث الأصول، وانه لم ينقطع يوماً عن درسه)! (خليفة الإمام, محمود الغريفي,ص 32).
ويقول علي المؤمن: (واستمر –أي الخامنئي- في الحضور على آية الله العظمى الحائري حتى عام 1974, حيث وصل خلالها إلى رتبة الاجتهاد, كما شهد له بذلك استاذه الحائري نفسه, أي أنه استمر في دراسة البحث الخارج أكثر من خمسة عشر عاماً متواصلة). (كراس بعنوان: لماذا الخامنئي, علي المؤمن, ص39).
إلى غيرها من النصوص التي تتحدث عن مكوث الخامنئي في هذه الحواضر لا عن تنقُّلاته بينها في نفس السنة!
ثم إنّ التنقُّلات -بين النجف وقم ومشهد- وخصوصاً في تلك الحقبة من الزمن ليست بالقضية السهلة! فهي تحتاج إلى نفقات كبيرة والراتب الحوزوي لا يكفي معيشة الطالب في نفس مكان دراسه فكيف بتنقُّلاته بين الحواضر العلمية؟!
ثم إنّ الخامنئي –كما هو معروف- عاش في أسرة فقيرة بل  كان من أُسر الفقر المُدقِع كما عبّر الغريفي. (خليفة الإمام, محمود الغريفي,ص 22).
ولو تركنا كل ما تقدم وأعرضنا عنه فماذا نفعل مع النصوص التي جاءت في سيرة الخامنئي والتي تنص على أنه مُنِعَ من السفر إلى خارج إيران, فقد جاء في كتاب مختصر شمس الولاية: (يُذكر أنّ السافاك لم يسمح لسماحته - أي الخامنئي- بالخروج من البلاد لمدة عشر سنوات من عام 1965م)! (مختصر شمس الولاية, مركز باء للدراسات, ص70).
فكيف حضر درس الخميني في النجف الأشرف في نفس العام ولمدة 14 سنة؟!

ومن طرائف تناقضات خامنئي أنه قال: (في ربيع عام 1344هـ ش (1965) علمتُ أنّ الإمام –الخميني- قدس سره قد سافر من منفاه في تركيا إلى العراق ... فبادرت وبسرعة للالتحاق به...ثمّ ذهبنا إلى النجف... والمُلفِت للأمر أنّ الإمام عليه الرحمة بادر ومن اليوم الثاني لوصوله النجف إلى الشروع في التدريس والبحث وكان محور بحثه في كتاب البيع والخيارات... وبعدها بحث الإمام في الخلل في الصلاة ... وقد اشتركت في هذين الدرسين طول أربعة عشر عاماً). (تاريخ الإمام الخميني من كلام السيد الخامنئي,اعداد علي عاشور,ج1 ص65).
فكما تلاحظ أنه  يتحدث عن كونه مع الخميني في فترة منفاه إلى العراق وقد درس عنده لمدة 14 سنة!
بينما قال في كتاب العنبر المنثور: (إحدى ذكرياتي الطريفة تتعلّق بيوم رجوع الإمام –أي الخميني- إلى طهران أي في الثاني عشر من شهر بهمن لسنة 1979. عندما رجع الإمام إلى طهران ذهب إلى مقبرة جنّة الزهراء وخطب في الناس هناك... كنت مشتاقاً لرؤيته كثيراً لأنني كنت لم أره لمدة خمسة عشر سنة كان فيها في المنفى)! (العنبر المنثور,الخامنئي,ص161-162).
فكيف تجمع يا أخانا الكريم بين دراسة الخامنئي عند الخميني في منفاه 14 سنة وبين قوله أنّه لم يرهُ منذ 15 سنة حينما كان في المنفى؟!


قال معترضٌ آخر: (الباحث عن مثل هذه الهفوات والتناقضات في كتب السير ( على فرض صحة النقل ) يجد الكثير مثلها من التناقضات حتى في سير الأنبياء وهذا لا يدل مع ذلك على كذب الأنبياء بل يدل على التسامح في عبارات الكاتب والشواهد من كتب السير للنبي وأهل البيت كثيرة تحمل مثل هكذا تناقضات فمثلا قصة بدأ الوحي على الرسول وفتح بطنه وشكِّه بنبوته وذهابه إلى خال خديجة (ورقة) وهو مسيحي لكي يطمئنه بأن ما نزل عليه هو وحي وأنه أصبح نبيا، ومسرحية تشريع الأذان في كتب السير ومسلسل تشريع ونسخ زواج المتعة (حتى قال بعض علماء السنة أنها نسخت وأعيد تشريعها لستِّ مرات لكي يخرج من تضارب الروايات والسنين في التشريع ) بل كيف كان يتوضأ الرسول "صلى الله عليه وآله" ؟ تجد الآن المسلمين كل طائفة تتوضأ بكيفية مغايرة ..بالرغم من أن الرسول "صلى الله عليه وآله" كان يتوضأ في كل يوم وأمام المسلمين 5 مرات بل حتى وقت صلاة المغرب والصبح والجمع بين الصلوات ..حيث كان الرسول كل يوم يكرر هذه الأفعال ومع ذلك تناقض الصحابة في النقل وما ذكرته غيض من فيض، وركزت على هذه الأمثلة كون الرسول يفعلها بشكل متكرر ومع ذلك تجد التناقضات والارتباك في النقل... فهل يدل ذلك على كذب وتناقض الرسول والرسالة؟ ولو يسع المقام لذكرت العشرات من التناقضات في نقل سيرة الرسول وأهل البيت وهذا كله ناتج عن التسامح وعدم المسؤلية في النقل والكتابة والكلام وإلى يومك هذا..لا أريد أن أثبت بهذا أن الخامنئي صادق أو فقيه ولكن أقول أنّ نفي عدالته وفقاهته ليس بهذه البساطة؟؟؟ !!!).

أقول: أخي الكريم هذه مقايسة مُختلّة ولا يقبلُ بها العاميُّ الذي يمتلك الحدّ الأدنى من الإدراك فضلاً عن أهل العلم.
لأن الاختلافات في سيرة وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وقعت بعد حياته. ولم تُدوّن كتب في السيرة النبوية في حياته الشريفة بيده أو من خلال أصحابه وهو شاهدٌ على ما فيها فأقرّها! وكذلك سُنَّته التي تمّ تدوينها على حياته صلى الله عليه وآله فقد أحرقها الأول والثاني لعنهما الله.
فما وقع من اختلافات -في السيرة والأحاديث النبوية- إمّا نتيجة اشتباه النقلة أو غفلتهم أو تعمُّد الكذب عليه صلى الله عليه وآله بعد شهادته كما كُذِب عليه في حياته.
أما خامنئي لا زال بين ظهرانينا وسيرتُه ليست مكتوبة بعد وفاته نقلاً عمّن عايشه بل هو من كتب عن ذكرياته ومسيرته وحتى ما كتبه المُختصُّون بشأنه كان نقلاً عنه وعن الموثّقِ من سيرته! فهذه التناقضات التي عرضناها وقعت منه هو نفسه لأنّهُ كما يُقال: لا حافظة لِكَذُوب.

هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
طالب علم


رابط مقال: أين كان الإمام الخامنئي سنة 1965م؟