الخميس، 25 يوليو 2019

ملحق مقال: تقريب القرآن هو تفسير معاني لا تفسير روائي


ملحق مقال: تقريب القرآن هو تفسير معاني لا تفسير روائي



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعدائهم

أخي الكريم سيد خراساني
حاول أن تضبط أعصابك لكي تركِّز فيما نقول، ولا تردّ على مقالتنا إلا بعد التأمل من فضلك.
أما الجواب على اعتراضكم فنقول:
أولا: إنّ العقل الغزاوي مصاب بمرض التلازم فكثيرا ما يجمع بين نقد الغزي والصنميّة ويُلازِم بينهما! فلقد رسّخ الغزي في عقول أتباعه الغزاوزة أنّ كل نقدٍ موجَّهٍ له لا يكون إلا عن صنميّة في الناقد، فبمجرّد أن تكتب حرفاً ضد تدليساته ومغالطاته وتناقضاته يواجهك الغزاوزة بالاتهام لك بالصنمية!
مع أنهم في الحقيقة أكثر الناس صنمية للغزي الذي فاحت فضائحه في التدليس وعدم الأمانة العلمية بل الفسق لنشره مقاطع الأغاني لمغنين ومغنيات متبرجات على قناته القمر! هذا عدا عن أنه دافع بوضوح عن عقيدة وحدة الوجود وزوّقها في حلقة كاملة وزعم بأنّ الفقهاء لم يعرفوا المعنى الذي يريده العرفاء!

ورغم كل ذلك يصرُّون على اتِّباعه والسير على نهجه الباطل!

ثانياً: هدفنا من المقال عرض نموذج من نماذج التدليس والتمويه عند الغزي وليس مجرّد الدفاع عن السيد الشيرازي كشخص ننتمي لمدرسته لكي تتهمنا بالصنمية!  فقد سبق أن كتبنا حول تدليس الغزي على السيد الخوئي قدس سره وكشفنا بطلان ما أوهم الناس به وسنكتب لاحقاً -إن شاء الله- حول تدليسه على السيد بحر العلوم.
فليس الدافع لنقد الغزي هو الدفاع عن الشخصيات بل كشف اسلوبه الخبيث وطريقته الملتوية.

ثالثاً: يجب التركيز على نفس النقطة التي نناقشها بدون القفز إلى مواضيع أخرى، فنحن لا ندّعي العصمة للسيد الشيرازي أعلى الله درجاته ولا لتفسيره لكي تقول سآتيك بنصوص ونماذج فكل الكتب والتفاسير فيها الغث والسمين ولكن نحن نتحدّث بخصوص أسلوب الغزي الانتقائي وطريقته الخبيثة في التدليس!
فحينما نريد معرفة شخصية معيّنة و ونريد أن نبيِّن منهجها فإنه يجب علينا مراجعة تراثها من حيث المجموع لا أن نعمد إلى الجزئيات  فنتمسك بنص ثم نبني عليه، فالمثال الذي ضربه الغزي وأدّعى من خلاله أنّ السيد الشيرازي لم يذكر سيدة نساء العالمين "صلوات الله عليها" في تفسير سورة القدر هو من قبيل النظرة الاجتزائية المشوّشة فالسيد الشيرازي قد بيّن تأويل الآية في البتول عليها السلام في كتاب آخر لأنّ ذلك من التأويل وليس هو البيان العام الظاهر فللكتاب ظاهر وباطن كما نصّ آل محمد عليهم السلام.

رابعاً: إنّ السيد الشيرازي لم يقل عن كتابه بأنه تفسير أصلاً بل تقريب وهو موجّه لعامة الناس فقد ذكر المقدِّم للكتاب في الميزة العاشرة: (إن من سمات هذا التفسير الضخم هو التواضع والإقرار بالعجز أمام كتاب الله سبحانه، ابتداء من عنوانه إلى آخر ما ذكر مصنفه الكبير قدس سره في هذا المجال. فعنوانه "تقريب القرآن إلى الأذهان" وليس تفسير، وهو دال على إعظام وإجلالٍ وإكبارٍ للقرآن وتنزيهٍ له من أن تناله عقول البشر، ولذا هم بحاجة إلى تقريب لما في التقريب من اعتراف بالقصور عن درك معانيه. وقد تكرر من السيد المؤلف نفسه قدس سره في أكثر من مرة بأن ما يذكره من مضامين مجرّد معانِ محتملة وليست بتفسير). (المصدر ج1 ص73).
وهذا رد عليكم أخي الكريم حيث ذكرتم بأننا قلنا عن التفسير بأنه تفسير معاني من جيبنا بينما هذا مذكور في مقدمة الكتاب حيث جاء بعد تعداد أنواع التفاسير قول المقدم: (هذا والتفسير الشريف الذي نتحدّث عنه وإن كان قد جارى طُرق القُدامى في نهجه وطريقته إلا أنه حاول فيه المصنف أعلى الله مقامه أن يقرُب بعض الشيء إلى الطريقة الجديدة، فسعى إلى إيجاد ربط بين الآيات المختلفة، وأشار إلى الجهات الأخرى المكتملة لمعاني الآيات المفسرة في موردها، وفي بعضها أشار إلى عنوانها، وبذلك يكون قد سهّل على القارئ الوصول إلى بعض الحقيقة كاملة...لأن من أصعب ما يجده الكاتب في مثل هذا النوع من الكتابات أن يجمع المعاني المتعددة في عبارة موجزة ومختصرة). (المصدر ج1 ص51).
فهو إذاً يجمع المعاني المحتملة للكلمات ولم يدّعي أنه مصيب بل قال هذه المعاني المحتملة للآيات وليست بتفسير! فهم المعاني اللغوية والبيانيّة والسياقيّة للعبارات يساعد في مزيد من الفهم الصحيح لها في إطار التأويل.

وقال المقدِّم عند مزايا التفسير وبالتحديد في الميزة الخامسة: (التعرُّض في تفسير الآيات الكريمة إلى الدقائق العلمية والأحكام المتعلقة بها وبيان مفرداتها بشكل دقيق ومفصّل...). (المصدر ج1 ص64)
وبهذا يتّضح أنّ ما قلناه ليس من جيبنا يا أخانا الكريم فتنبّه قبل أن ترمي الآخرين وضبط أعصابك ولا تأخذك العزة بالإثم.

والخلاصة:
إنّ الموضوع في نقد أسلوب الغزي وطريقته التمويهية الإيهاميّة، وليس بصدد الدفاع عن الشخصيات.
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
طالب علم