الخميس، 4 يونيو 2015

لله ثم للضمير وقفةٌ مع السيد منير "الحلقة الثامنة"

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن أعداءهم
يحاول المتصوّفة التشبّث بكل قشة لإثبات معتقدهم الباطل (وحدة الوجود) فيتمسكون بالمتشابه من الآيات والروايات ومن ثمّ يجنحون إلى تأويلها بما يوافق عقيدتهم الباطلة دون ردها إلى المحكم ! أو يتمسّكون بظواهر النصوص الدينية كما يفعل الوهابيون المجسّمة حيث يثبتون لله تعالى الأعضاء كالوجه واليد والساق وغيرها من خلال ظواهر الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية!
ومن بين ما استدل به السيد منير الخبّاز لإثبات صحة عقيدة العرفاء الخرافية (وحدة الوجود) ما جاء في دعاء الإمام الحسين عليه السلام يوم عرفه.
قال عليه السلام : كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك، عميت عين لا تراك عليها رقيبا...
المصدر: بحار الأنوار , المجلسي, ج95 ص225-226.
فيقول العرفاء بأنّ هذه الموجودات هي ظهور الله تعالى بصورها! بل هي عينه! (والعياذ بالله) استناداً لهذا المقطع من دعاء عرفة.
وكما هي عادتنا في التوثيق نطرح بين أيديكم أولاً مقطع التسجيل المرئي :
يقول السيد منير : وهذا ما يُستدل من الأدعية الشريفة "يا من دل على ذاتهِ بذاتهِ" يعني أنا لم استدل عليك بمخلوقاتك بل بنورك الذي قذفتهُ فِي قلبي، "يا من دل على ذاتهِ بذاته، بك عرفتك وأنت دللتني عليك"، لأنك وضعت نورك وتجليت في قلبي، لذلك أدركت نورك إدراكًا قلبيًا وجدانِيًا. ويستدلون على هذا بالدعَاء الوارد عن الِإمام الحُسين فِي يوم عرفة، "كيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ في وُجودِهِ مُفْتَقِرٌ إلَيْكَ؟! أيَكونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهورِ ما لَيْسَ لَكَ حَتَّى يَكونَ هُوَ المُظْهِرَ لَكَ؟، متى غبت حتى تحتاج ِإلى دليل يدل عليك ومتى كانت الآثار هِي التِي تدل عليك، عميت عين لا تراك عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل من ودك نصيبا".
أقول : أجبنا على القسم الأول في الحلقة السابعة من هذه السلسلة وفي هذه الحلقة سنناقش بإذن الله تعالى القسم الثاني وهو الاستدلال بدعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة.
وبيان ذلك في عدة نقاط:
أولاً : لا بدّ من إرجاع المتشابه من أقوال المعصومين عليهم السلام للمحكم فلا نأخذ بأي رواية أو أي نص من كلامهم صلوات الله عليهم ثم نبني عليه معتقداتنا قبل رده إلى المحكم والرجوع إلى الأصول في الاعتقاد.
وقد أمرنا الأئمة الأطهار عليهم الصلاة السلام برد المتشابه من كلامهم إلى المحكم : عن الإمام الرضا عليه السلام قال : من رد متشابه القرآن إلى محكمة هُدي إلى صراط مستقيم ثم قال : إن في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن فردوا متشابهها إلى محكمها ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا.
المصدر: عيون أخبار الرضا (ع) , الشيخ الصدوق , ج 2 , ص261.
فلابد من إرجاع المتشابه من النصوص إلى المحكم كما أمرنا الإمام الرضا صلوات الله عليه وإلا وقعنا في الضلال والانحراف.
وبالرجوع إلى المحكم من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تنتفي الشبهة التي يروجها العرفاء الذين يتمسكون بالمتشابه دون المحكم.
قال الله تعالى : {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}.

ثانياً: هل ما قاله الإمام الحسين عليه السلام يدل على الوحدة المزعومة؟
يقول عليه السلام: (كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟) أي أن الله تعالى مستغنٍ حتى عن مخلوقاته في الدلالة عليه فهي المفتقرة إليه وهو خالقها.
ويؤكد الإمام مرة أخرى على ذلك ويثبت الغيرية لله تعالى بما لا يدع مجالاً للشك. فيقول عليه السلام (أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون المُظهر لك؟) فالإمام عليه السلام هنا يؤكد على أن الله تعالى مستغنٍ عن مخلوقاته في إظهار عظمته والدلالة عليه, فاحتياج مخلوقاته إليه واستغناؤه عنها تعالى دال عليه, إن الله تعالى ظاهر باستغنائه عن خلقه واحتياج خلقه إليه فهل لمخلوقاته هذا الظهور؟!
وهل مخلوقاته ظاهرة باستغنائها عن خالقها؟
فالإمام يثبت هنا استغناء الله تعالى حتى عن خلقه في الدلالة على وجوده لأن احتياجها في كل شيء إليه تعالى واستغناءه المطلق عنها دال عليه.
فما علاقة هذا بوحدة الوجود ؟!
ثالثاً : مشكلتنا مع أدعياء وحدة الوجود أنهم كالوهابية لا يفقهون كلام العرب وكناياته, فالأوائل في صدر الإسلام لم يكن لديهم مشكلة في فهم معنى اليد والوجه ولم يظنوا لحظةً أنها على وجه الحقيقة يد أو وجه بالمعنى العضوي, بل هي كنايات معروفة في لغة العرب.
بنفس هذا المنطق يفكّر أدعياء وحدة الوجود, وإلا فإن من عاصر الأئمة عليهم السلام لم يفهم كلامهم كما فهمه هؤلاء المتصوّفة.
يقول الإمام عليه السلام : (أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون المُظهر لك؟)
يقول ابن منظور : وظَهَرَ الشيءُ يظهَر ظُهُورًا تبيَّن وبرز .
(لسان العرب)
الظهور يعني البروز, فعندما نقول فلان بارز في البلاد أو بارز في المجتمع, هل يعني ذلك أنه متّحدٌ بهم؟! أم نقصد أنه متفرّد عنهم ومتميّز عنهم ؟
فظهور الله تعالى في خلقه يعني تمايزه عن خلقه وتفرّده عنهم, وهذا إثبات لغيريته ووحدانيته تعالى وليس العكس!
لذلك يؤكد مولانا الحسين عليه السلام على ذلك بإثباته أن الله تعالى مستغنٍ عن مخلوقاته في إظهار عظمته! (أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك) فلله تعالى صفات تميّز بها عن خلقه فهو مستغنٍ عنهم في الدلالة عليه, وأحد تلك الصفات استغناؤه المطلق عنهم واحتياجهم إليه تعالى.
يقول السيد المدرسي : وحكم العقل بأن الله لا تصل إليه منفعة من لدن خلقه والظهور بعد الخفاء نوع من المنفعة، و لذلك نقرأ في الدعاء المأثور :
" كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك " .
المصدر: تفسير من هدى القرآن , السيد محمد تقي المدرسي, ج14 ص54.
أقول: أين هذا ممّن يقول إن الله عين كل شيء؟ أو أن الموجودات هي ظهور الله تعالى بصورها؟!

رابعاً : هناك فرق شاسع بين كلام الإمام الحسين عليه السلام وبين ما يدعيه هؤلاء المتصوّفة, فإنّ الإمام يقول بأن الله تعالى متميّز عن خلقه مستغنٍ عنهم, ولكن العرفاء يقولون بأن المخلوقات هي عين ذات الله ولا مغايرة بينهما!! بل الله محتاج إلى مخلوقاته لكي يظهر بها!
وهنا نعرض بعض النماذج من كلام العرفاء في نفي الغيرية بين الله تعالى ومخلوقاته:
يقول القيصري : اعلم أن ظهور عينه -أي السالك- له عين ظهور الحق –الله- له ورؤية صورته –السالك- عين رؤيته الحق –الله-، لأن عينه الثابتة ليست مغايرة للحق (الله) مطلقاً، إذ هي شأن من شؤونه وصفة من صفاته واسم من أسمائه. وقد عرفت أنه من وجه عينه ومن وجه غيره، فإذا شاهدت ذلك، شاهدته. ومن هنا قال الحسين المنصور الحلاج قدس الله سره:
أنا من أهوى، ومن أهوى أنا *** نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته *** وإذا أبصرته أبصرتنا
فهو مرآتك في رؤيتك نفسك، وأنت مرآته في رؤيته أسمائه وظهور أحكامها.
المصدر : شرح فصوص الحكم, القيصري, ص435-436.
أقول : إنّ قول القيصري (ورؤية صورته عين رؤيته الحق) هو شرح للبيت الثاني من قصيدة الحلاج الكفرية:
فإذا أبصرتني أبصرته *** وإذا أبصرته أبصرتنا
فإذا رأيت الحلاج رأيت الله وإذا رأيت الله رأيت الحلاج! فهو هو!
فهذا معنى الظهور عند العارف القيصري صاحب أعظم شرح لفصوص الحكم والذي يدّرسه العرفاء في الحوزة!
ويقول شيخهم الأكبر ابن عربي : إنّ اتصاف الممكنات بالوجود هو ظهور الحق –الله- لنفسه بأعيانها!
المصدر : الفتوحات المكية , ابن عربي , ج1 ص328.
أقول : أي أنّ الله ظهر بصور الممكنات! والعياذ بالله!
وقال أيضاً : إن للحق في كل خلق ظهوراً فهو الظاهر في كل مفهوم، و هو الباطن عن كل فهم إلا عن فهم من قال –أي العرفاء- إن العالم صورته و هويته!
المصدر: فصوص الحكم, ابن عربي, ص68.
وقال أيضاً : فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي, فلا قرب أقرب من أن تكون هويته –الله- عين أعضاء العبد و قواه، و ليس العبد سوى هذه الأعضاء و القوى فهو حق مشهود في خلق متوهم!
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 108.
أقول : إنّ الهوية تعبير يقصد به في الفلسفة حقيقة الشيء التي تميزه عن غيره، فالله تعالى حسب تصريح ذلك الزنديق حقيقته هي عين أعضاء العبد وقواه! أي قلباً وقالباً! والعبد ليس سوى تلك الأعضاء والقوى التي هي عين هوية الله! تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
وقال ابن عربي أيضاً : و هو –الله- من حيث الوجود عين الموجودات!
المصدر: فصوص الحكم, ابن عربي, ص76.
وقال أيضاً : إن العارف من يرى الحق –الله- في كل شي ء، بل يراه عين كل شيء!
المصدر: فصوص الحكم, ابن عربي, ص192.
أقول : تنبهوا! ولا تتوهموا ! بل إن هذا الزنديق بنفسه لا يترك لكم مجالاً للتوهم! بكل وقاحة وجرأة على الله وزندقة مُبينة يقول (بل عين كل شيء!!) فيقول لكم لا تتوهموا أيها السذج أني أعني بقولي (يرى الحق في كل شيء) مظاهر العظمة!
كلا بل يقول (عين كل شيء) أي قلباً وقالباً!

ويقول الخميني : فالظهور كلّ الظهور، له –الله-  و البطون كلّ البطون، له –الله-. لا ظهور لشيء من الأشياء, ولا بطون لحقيقة من الحقائق, بل لا حقيقة لشيء أصلاً. كما في دعاء يوم عرفة لمولانا وسيّدنا أبي عبدالله الحسين روحي له الفداء:…أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك... ، إلى آخر . صدق ولي الله .…وبهذا ينظر كلام الأحرار : العالم خيال في خيال!
المصدر: مصباح الهداية, الخميني, ص88.
أقول : تلاحظ أخي القارئ الفرق بين كلام مولانا الإمام الحسين عليه السلام الذي يثبت الغيرية بين الله تعالى ومخلوقاته، وأنه مستغنٍ عنهم وهم محتاجون إليه وبين تصريح الخميني الذي ينكر وجود الأشياء بل يعتبر أن ظهورها هو ظهور الله ! تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
وقد قلنا  أنّ من معاني  الظهور في اللغة البروز , فعندما نقول فلان بارز في البلاد أو بارز في المجتمع نقصد أنه متفرّد عنهم، ومتمايز عنهم وعديم النظير, فظهور الله تعالى في خلقه يعني تمايزه عن خلقه تعالى وتفرده عنهم فاللفظ والتعبير على سبيل الكناية وقد وظفوه لمعنى لا يستقيم مطلقاً مع السياق! فهذا اللفظ فيه إثبات لغيريته ووحدانيته تعالى وليس العكس! بقرينة انّ مولانا الحسين عليه السلام يؤكد على ذلك بإثباته أن الله تعالى مستغنٍ عن مخلوقاته في إظهار عظمته! (أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المُظهِرَ لك؟) فإنّ لله تعالى صفاتاً تميّز بها عن خلقه لذا هو مستغنٍ عنهم في الدلالة عليه! وأحد تلك الصفات استغناؤه المطلق عنهم واحتياجهم التام إليه تعالى.
ثم إنّ المقطع من الدعاء لا ينفي وجود المخلوقات لكي يقول الخميني: (بل لا حقيقة لشيء أصلاً) وقوله : (العالم خيال في خيال) فالدعاء ينفي فقط احتياج الله لمخلوقاته في الدلالة عليه.

خامساً : ذكر المرجع الروحاني دام ظله معنى قوله عليه السلام (متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك) فقال: أن المقصود من الفقرة الواردة في دعاء عرفة  أن معرفة الله سبحانه معرفة فطرية تكوينية, كما يدلّ على ذلك قول الإمام الصادق عليه السلام لمن قال له : دلّني على ربي : هل ركبت سفينة في البحر فانكسرت بك السفينة حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟
قال : نعم.
قال (عليه السلام) : هل تعلّق قلبك بشيء اعتقدت أنه قادر على أن يخلصك من ورطتك؟
قال : نعم.
قال (عليه السلام) : فذلك هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجي, وعلى الإغاثة حيث لا مغيث.
فمعرفة الله تعالى بمقتضى هذا النص معرفة فطرية, ولكنها بسبب الموانع قد يحجبها الإنسان ولا يلتفت إليها, وهذا ما يشير إليه قول النبي الأعظم : ( كل مولود يولد على الفطرة, إما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) وحينئذ يحتاج الإنسان إلى إزالة الغبار عنها من خلال تشييد الأدلة والبراهين.
المصدر:  أجوبة المسائل ,الروحاني, ج1 ص304,المسألة رقم (602).

سادساً : رغم أننا بيّنا أن كلام الإمام الحسين عليه السلام مختلف عن أقوال العرفاء وليس له دخل بعقيدتهم الخرافية إلا انّنا آثرنا التنويه إلى أنّ بعض علمائنا لا يُسلّم بأنّ كل ما ورد من دعاء عرفة بدءً من هذه الفقرة: (إلهي أنا الفقير في غناي إلى آخره) كله صحيح النسبة للإمام الحسين عليه السلام, بل يرون أنّ فيه ما هو من إدخالات الصوفية! , ونحن لا نؤيد هذا القول فالصوفية هم من تعدّوا على كلام الإمام الحسين عليه السلام الذي لا يتفق من قريب أو بعيد مع عقائدهم الفاسدة ونسبوه لأنفسهم ومشايخهم أمثال الاسكندري وغيره!
ولكن لا بأس من عرض الرأي القائل بأن ذلك المقطع من إدخالات الصوفية رغم عدم تسليمنا بذلك:
قال العلامة المجلسي: قد أورد الكفعمي "قدس سره" هذا الدعاء في البلد الأمين وابن طاووس في مصباح الزائر ولكن ليس في آخره فيهما بقدر ورق تقريباً وهو من قوله " إلهي أنا الفقير في غناي " إلى آخر هذا الدعاء، وكذا لم يوجد هذه الورقة في بعض النسخ العتيقة من الإقبال أيضاً، وعبارات هذه الورقة لا تلائم سياق أدعية السادة المعصومين أيضاً وإنما هي على وفق مذاق الصوفية، ولذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون هذه الورقة من مزيدات بعض مشايخ الصوفية ومن إلحاقاته وإدخالاته! وبالجملة هذه الزيادة إما وقعت من بعضهم، أولا في بعض الكتب، وأخذ ابن طاووس عنه في الإقبال غفلة عن حقيقة الحال، أو وقعت ثانياً من بعضهم في نفس كتاب الإقبال، ولعل الثاني أظهر على ما أومأنا إليه من عدم وجدانها في بعض النسخ العتيقة، وفي مصباح الزائر ، والله أعلم بحقايق الأحوال .
المصدر: بحار الأنوار, المجلسي, ج91 ص 228.

الخلاصة :
تبين من خلال ما تقدّم بأنّ المقطع المذكور من دعاء الإمام الحسين عليه السلام يوم عرفة لا يمت إلى ما ذهب إليه المتصوّفة بصلة بل عباراته تثبت عكس مدعاهم وترد عليهم ولكنهم خذلهم الله يؤولون الآيات والروايات بما يوافق عقيدتهم الباطلة, وأما السيد منير (هداه الله) فإنه يردد ما يقوله العرفاء بغير تأمل, وقد كشفنا بطلان ذلك وبيّنا فساد قولهم .
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
طالب علم
25/رجب/1436 هـ