الخميس، 22 مارس 2018

الإمامُ الهادي عليه السلام في مُواجهةِ المُتصَوِّفَة

الإمامُ الهادي عليه السلام في مُواجهةِ المُتصَوِّفَة



كان الإمام الهادي (عليه السلام) جالساً في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) إذْ أتاهُ جماعة من أصحابه, منهم أبو هاشم الجعفري رضي الله عنه وكان رجلاً بليغاً, وكانت له منزلة عظيمة عنده عليه السلام. ثمّ دخل المسجد جماعة من الصُّوفِيّة وجلسوا في جانبٍ مُستدِيرِين, وأخذوا بالتهليل, فقال (عليه السلام): لا تلتفِتوا إلى هؤلاء الخدّاعين, فإنهم حُلفاء الشياطين ومُخرِّبو قواعد الدين, يتزهَّدُون لِراحةِ الأجسام, ويتهجّدون لتصَيُّدِ الأنعام, يتجوّعُون عُمْراً حتى يُدِيخُوا للإيكافِ حُمْراً , لا يُهلِّلُونَ إلا لِغُرورِ النّاس, ولا يُقلِّلون الغِذاء إلا لمَلَأِ العِسَاس ,واخْتِلاسِ قلبِ الدِّفْناسِ، يتكلّمُون الناس بِإملائهم في الحُبِّ, ويطرحونهم بِإدْلائهِم في الجُبِّ ,أورادُهُم الرّقصُ والتّصْدِيَة ,وأذكارهم التّرنُّمُ والتّغْنِيَة ,فلا يتبعهم إلا السُّفهاء ولا يعتقِد بهم إلّا الحُمقاء , فمَن ذهب إلى زيارة أحدٍ منهم حيّاً أو ميِّتاً فكأنّما ذهب إلى زيارة الشّيطان وعَبَدةِ الأوثان, ومَن أعانَ أحداً منهُم فكأنّما أعان يزيدَ ومعاوية وأبا سُفيان!

فقال له رجل مِن أصحابه عليه السلام: وإن كان مُعترِفاً بحقُوقكم؟

قال: فنظر إليه شِبهَ المُغضَب وقال: دَعْ  ذا عنك، مَن اعترفَ بحقُوقِنا لم يذهبْ في عُقُوقِنا , أما تدري أنّهم أخسُّ طوائفِ الصُّوفيّة, والصُّوفيّةُ كُلُّهُم مِن مُخالفِينا , وطريقتهُم مُغايِرةٌ لِطريقتنا, وإنْ هُم إلا نصارى ومجُوس هذه الأمّة , أولئك الذين يَجهَدُون في إطفاء نور اللّه, واللّه يُتِمُّ نوره ولو كرِه الكافرون.

المصدر : سفينة البحار , الشيخ القمي, ج2 ص58, حديقة الشيعة, الأردبيلي, ص603.

أقول: حذّر الإمام الهادي عليه السلام في هذه الرواية الشريفة من الصُّوفيّة ووصفهم أولاً "بالخدّاعين" لكثرة خداعهم للناس وبتظاهُرهم بالعبادة وهم في الحقيقة يُخرِّبون الدين ويُفسِدون فيه, ولأنّهم عمدُوا إلى أوّل أصلٍ من أصول الدين وهو التوحيد فأبدلوه بالوحدة لذلك عبّر الإمام عليه السلام عنهم بأنهم: "مُخرِّبو قواعد الدين"! ووصفهم أيضاً بأنهم حُلفاء وأعوان للشياطين!

كما أوضح الإمام عليه السلام أنّ أخسّ هذه الطوائف هي الطائفة التي تدّعي التشيُّع! وهي في الحقيقة من الصُّوفِيّة .

فحينما سأله الرجل: "وإن كان مُعترِفاً بحقوقكم؟" أي حتى لو كان يُقِرُّ لكم بالإمامة؟

فنظر إليه الإمام عليه السلام وهو شِبْهَ المُغضَب: "دعْ ذا عنك , مَن اعترفَ بحقُوقنا لم يذهبْ في عقُوقنا, أما تدري: أنّهم أخسُّ طوائف الصُّوفيّة"!

فوصفَهُم بأنّهم أخسُّ وأردى الطوائِف الصُّوفيّة.

ولم يستثنِ الإمام عليه السلام نوعاً من أنواع التصوُّف فيصفهُ بالصّلاح، بل جعلهم كلهم مُخالفين بل أعداء لأهل البيت عليهم السلام!

قال عليه السلام: "والصُّوفيّة كلهم مِن مُخالفِينا, وطريقتهُم مُغايرة لطريقتنا, وإن هُم إلّا نصارى ومجُوس هذه الأمّة"!

أمّا لماذا جعل مُتصوِّفة الشيعة أخسّ طوائف الصُّوفية ؟

أقول : لأنّ هذه الفرقة المُندسّة في الجسد الشيعي تُروِّج عقيدة المُتصوِّفة من الداخل وبِاسْمِ العمامة الشيعية لذلك خُدِعَ بها الكثير، ففِتْنَتُهُم أشدُّ خطراً على الشِّيعة من فتنة المُتصوِّفة الأصليِّيْن, وقد بيَّنَ ذلك الإمام العسكري عليه السلام -كما جاء في رواية أخرى- حينما وصف مُتصوِّفةَ الشيعة بأنّهم "قُطّاع طريق المؤمنين والدُّعاةُ إلى نِحْلة المُلْحِدِين (وحدة الموجود), فمن أدركهُم فلْيحذر منهُم ولْيصُن دينه وإيمانه."! لأنّهم يُضلِّلون الشيعة ويحرِفونهم عن الطريق المستقيم!

هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

3/رجب/1439هـ

ذكرى استشهاد الإمام الهادي عليه السلام

طالب علم