الأربعاء، 13 يونيو 2018

تقريب القرآن هو تفسير معاني لا تفسير روائي

تقريب القرآن هو تفسير معاني لا تفسير روائي

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين، إلى قيام يوم الدين.
كعادته الغزي دائماً يحاول التدليس والخداع للطعن في العلماء الصالحين ومساواتهم بأشباه العلماء الطالحين وخلط الحابل بالنابل لخداع البسطاء واستغلال حماسة واندفاع آخرين وذلك بأساليبه التمويهية الرخيصة التي تخدع حتى بعض من لديهم ثقافة دينية جيدة فكيف بالسذج من الناس؟!
فهو في هذا التسجيل يحاول الطعن في السيد الشيرازي أعلى الله مقامه بأنّه لم يأتِ على ذكر سيدة نساء العالمين عليها السلام في تفسيره لسورتي القدر والدخان وأنّ تفسير أهل البيت عليهم السلام خصّ الزهراء عليها السلام بهاتين السورتين.
وهذا هو التسجيل:

يريد هذا الأحمق من خلال كلامه القول بأنّ السيد الشيرازي الذي يُعد صاحب المدرسة الولائية الأبرز هو في الحقيقة  ليس ولائياً والدليل على ذلك أنه لم يأتِ على ذكر الزهراء عليها السلام في تفسيره للسورتين!
والجواب على كلامه من وجوه:
أولاً: التفاسير أنواع فهناك تفسير لمعاني الكلمات في ظهورها البدوي بما لا يتعارض ومعانيها الروائية، وهناك تفسير روائي للآيات وهناك تفسير موضوعي وغيرها .. وهذا الأحمق الغزي يخلط بين هذه التفاسير أو يتعمد الخلط لكي يخدع العوام.

ثانياً: تفسير المرجع السيد الشيرازي المسمى "تقريب القرآن إلى الأذهان" هو تفسير معاني الكلمات وليس تفسيراً روائياً للآيات فهو يبيّن معنى مفردات الآية من حيث اللغة ولم يتعرّض لذكر الروايات في هذا التفسير لكي يقول هذا المعتوه بأن السيد الشيرازي قدس سره لم يأتِ على ذكر السيدة الزهراء عليها السلام في تفسير سورة القدر وسورة الدخان!

ثالثاً: حينما نريد معرفة شخصية معيّنة ونبيِّن منهجها يجب مراجعة تراثها من حيث المجموع لا أن نحكم خلال نص واحد على هذه الشخصية.

رابعاً: إنّ هذا الأحمق المسمى بعبد الحليم الغزي لا يميّز بين التفسير بمعنى شرح المعاني لغوياً والتأويل، فحينما يذكر السيد الشيرازي تفسير الآية الكريمة من حيث المعنى لا يعني أنه يُنكر تأويها الوارد عن المعصومين عليهم السلام فقد ذكر في كتبه الأخرى تأويل سورة القدر أو ليلة القدر بالسيدة فاطمة عليها السلام فقد جاء في كتاب "أمهات المعصومين عليهم السلام" تحت عنوان " لماذا سمِّيت بفاطمة؟" : (عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:{إنا أنزلناه في ليلة القدر} الليلة فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فُطِمُوا عن معرفتها).
المصدر: أمهات المعصومين عليهم السلام، السيد الشيرازي، ص140.

أما عن تأويل سورة الدخان فقد جاء في كتاب "من حياة الإمام الكاظم عليه السلام"
أنّ نصرانياً جاء للإمام الكاظم عليه السلام فقال: إني أسألك أصلحك الله.
قال عليه السلام: سل.
قال النصراني: أخبرني عن كتاب الله الذي أُنزِل على محمد ونطق به، ثمّ وصفه بما وصفه به، فقال: {حم * وَالكِتَابِ المُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} ما تفسيرها في الباطن؟
فقال عليه السلام: أما [حم] فهو محمد صلى الله عليه وآله، وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه، وهو منقوص الحروف، وأما [الكِتَابِ المُبِينِ] فهو أمير المؤمنين علي عليه السلام، وأما الليلة ففاطمة (صلوات الله عليها).....) إلى آخر الرواية.
المصدر: من حياة الإمام الكاظم عليه السلام، السيد الشيرازي,ص35-36.

أما عن تأويل قوله تعالى: {والتِّينِ والزَّيْتُونِ} فقد ذكر السيد الشيرازي قدس سره في كتاب "من حياة الإمام الحسن عليه السلام": *(عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام في قوله تعالى: {والتِّينِ والزَّيْتُونِ} قال عليه السلام: الحسن والحسين عليهما السلام).
المصدر:من حياة الإمام الحسن عليه السلام، السيد الشيرازي، ص24.

الخلاصة:
يتبيّن  للقارئ الكريم من خلال ما تقدّم أنّ الغزي-إذا احسنّا الظنّ به- جاهلٌ لا يميّز بين التفاسير الروائية وغيرها، ولا يميّز بين التفسير الظاهري لمعنى الآية وبين التأويل الوارد عن المعصومين عليهم السلام.

تنبيه هام:
لا يتوهمنّ الفرد الشيعي البسيط أنّ علماءنا الأفذاذ كالمجلسي وغيره يفسرون بالرأي كما يشيع عنهم أنصاف المتعلمين..
لقد فهم قسم من علمائنا أنّ التفسير بالرأي لا يُراد به ذلك الذي يُفهم من فحوى ظاهر النص، ولو كان كذلك ينتفي العرض على الكتاب حيثُ أنّ روايات التفسير هي أيضاً نعرضها على الكتاب.
وإنما فهموا أنّ المقصود بالتفسير بالرأي هو التفسير بالمعاني الباطنية المُخترعة والمتكلفة بغير دليل من السنة.. فقد نصّ آل محمد عليهم السلام على أنّ للكتاب العزيز ظاهراً وهذا الذي نعرض عليه من محكمات الكتاب، وباطناً تأويله وبيانه عندهم عليهم السلام..
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
طالب علم
28/شهر رمضان/1439هـ