الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

لله ثم للضمير وقفةٌ مع السيد منير " الحلقة الرابعة عشر"





لله ثم للضمير وقفةٌ مع السيد منير
" الحلقة الرابعة عشر"


مادة البحث:
لا نزال نواصل التعليق على ما ذكره السيد منير الخبّاز من معاني وحدة الوجود, وفي هذه الحلقة سنناقش بإذن الله تعالى النوع الثالث من تلك المعاني.
وكعادتنا في التوثيق نعرض أولاً محتوى المقطع المرئي لكلام السيد منير ونفرّغه نصياً ثم نعلّق عليه:
١- يقول السيد منير الخبّاز : المعنى الثالث لوحدة الوجود المقصود به أن الوجود الحقيقي لله عز وجل وغيره وجود مجازي وجود وهمي وليس وجوداً حقيقياً, ما معنى هذا الكلام؟ معنى هذا الكلام كما يحاول بعض العرفاء وبعض أهل المعرفة يقول: المستفاد من بعض النصوص ومنها هذا الدعاء الشريف الذي يقرأ في أيام شهر رمضان وهو دعاء (يامجير... تعاليت ياموجود) شنهو معنى (تعاليت ياموجود)؟ خوب كل الناس موجودين! ليش بس الله يقول له: تعاليت يا موجود؟ الإنسان هم موجود، والشمس هم موجوده، القمر هم موجود, لماذا يقول الامام عليه السلام في الدعاء (تعاليت ياموجود)؟ ماهو المقصود بقوله (تعاليت ياموجود)؟ المقصود به الوجود الحقيقي المحض لله عز وجل وما سواه وجودات وهمية، وجودات مجازية، وجودات خيالية وليست وجوداً حقيقياً، الوجود الحقيقي هو لله عز وجل فلا وجود لغيره ، هذا المعنى الثالث لمصطلح وحدة الوجود أن لاوجود لغير الله. هذا المصطلح بهذا المعنى يناقش فيه السيد الخوئي "قدس سره" في كتابه التنقيح في شرح العروة الوثقى. يناقش في هذا المعنى لهذا المصطلح ألا وهو مصطلح وحدة الوجود, يقول: ما معنى هذه الكلمة؟ يعني نحن عندما نقول: (لا وجود لغير الله, الله هو الموجود فقط غيره وجوده خيالي وجوده وهمي) ما معنى هذا الكلام؟ هل نقصد بهذا الكلام أنه لا وجود حقيقةً لغير الله؟, يعني احنا نتخيل أن احنا موجودين وحنا ما موجودين، نتخيل أن الشمس والقمر موجودة وهي ليست موجودة؟ إذا كان المقصود بهذا الكلام أن ما سوى الله وهمٌ وخيالٌ وليس موجوداً أصلاً فهذا الكلام سفسطة يتنافى مع شهادة الوجدان فإنّ الوجدان شاهدٌ على أن الإنسان موجود وأن الكائنات التي براها الله وأبدعها موجودة, لذلك هذه الكلمة المشهورة لديكارت (أنا مفكر إذاً أنا موجود)  التفكير حياة والحياة دليل على الوجود, إنكار وجود ما سوى الله، أن لا يوجد شيء الا الله وما سواه وهم أو خيال هذا يتنافى مع شهادة الوجدان.
هناك وجود، كما أن لله وجود للكائنات أيضاً وجود, وإذا كان المقصود بهذا الكلام أن الوجود المحض لله يعني وجود غيره وجود لكن مشوب بالعدم ، وجود الانسان مثلاً محدود في القدرة، محدود في العلم، محدود في الحياة, وجودٌ محاطٌ بالحدود من كل مكان. وجود الانسان وجود محاط بالحدود، في قدرته محدود, في حياته محدود, في طاقته محدود, بما أن وجود الانسان وجود محاط بالحدود فهو وجود ضعيف لا يستحق أن يسمى وجوداً, هو موجود في الواقع لكنه لضعفه لمحدوديته لايستحق أن يسمى وجوداً {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}
إذا كان الذباب يقدر على هذا الانسان (تؤلمه البقة تنتنه، العرقة تقتله، الشرقة) فهو وجود ضعيف جداً لا يستحق أن يسمى بالوجود, بينما الوجود الحقيقي هو الوجود المحض الذي لايشوبه حد ولا يشوبه ظلمة, علمه عين ذاته, قدرته عين ذاته, حياته عين ذاته لاحد لكماله عزوجل لا إله إلا هو الحي القيوم, فالوجود الحقيقي المحض له تعالى دون غيره، لذلك قال في الدعاء الشريف (تعاليت ياموجود) يعني يا موجود بالوجود المحض الذي لايشوبه ضعف ولاعدم ولانقص فإذا كان المراد بوحدة الوجود أن الوجود المحض الذي لايشوبه نقص ولا عدم خاص بالله عز وجل فهذا المعنى معنى صحيح. إذا كان المراد بوحدة الوجود هو هذا المعنى هذا المعنى معنىً صحيح بل لا يمكن إنكاره، بل هو من الضروريات في الدين.

هاتوا برهانكم:
يتحقق صدق إخبار الله تعالى بصفة من صفات أفعاله التي يَثبت صدق إخباره تعالى بأنها من صفاته الفعلية من خلال تحقق المفعول في عالم الإمكان, ومن تلك الصفات صفة (الخالق), فإن تلك الصفة تُثبِتُ وجوداً حقيقياً للمخلوق في عالم الإمكان.
ثم إن تنزّلنا من باب المجاراة للعرفاء وقلنا أن وجوده تعالى وحده هو الوجود الحقيقي وأننا وهم وخيال ولو في قباله تعالى كما يزعمون! فما جوابكم على السؤال التالي:
هل وصف الله تعالى وجود خلقه في مقابل وجوده بالوهم؟
إن الله سبحانه وتعالى عند الحديث عن وجود عباده في مقابل وجوده لم يذكر أبداً أنهم عدم أو وهم وخيال ولا حقيقة لوجودهم بل يصفهم بالذلة والفقر والعبودية كما في الآيات الشريفة والأدعية المأثورة عن آل رسول الله صلى الله عليه وآله كقولهم صلوات الله عليهم: (أنت الرب وأنا المربوب , أنت الغني وأنا الفقير ,أنت الخالق وأنا المخلوق) هذه وجوه المقابلة التي نعرفها فإن كان عندكم نص يقول: (أنت الحقيقة وأنا الخيال) فهاتوا برهانكم!
أين وصف الله تعالى مخلوقاته بأنها في مقابل وجوده وهم و خيال أو عدم حتى ولو بمعنى الوجود المشوب الناقص كما يقول السيد منير؟!
إنا نجد أن الله سبحانه وتعالى يصف نفسه بأنه خالقها فكيف تكون وهماً وخيالاً وهو خالقها؟!

مقابلة خاطئة:
٢- أما استدلال السيد منير بقول الإمام عليه السلام (تعاليت يا موجود)  وقوله بأنّ المقصود بهذا النص أن الوجود الحقيقي المحض لله عز وجل وما سواه وجودات وهمية، وجودات مجازية، وجودات خيالية وليست وجوداً حقيقياً, والوجود الحقيقي هو لله عز وجل فلا وجود لغيره...
أقول : إن من صفات الله تعالى (الرحمة) وكذلك رسول الله صلى الله عليه آله متصف بالرحمة! فهل يصح أن تقول بأن رحمة رسول الله في مقابل رحمة الله تكون قسوة؟! كلا لا تتمكن أن تقول ذلك لأن الله تعالى لم يصف رسوله أبداً سوى بالرحمة والرأفة.
قال تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.
أنتم استخدمتم في المقابلة بين وجودنا ووجود الله الضدية والسلب! فتقولون إن وجود الله تعالى هو فقط حقيقة وإنّ وجودنا في مقابله وهم وخيال والحال أن الله تعالى وصفنا بأننا مخلوقاته ولم يصفنا بأننا وهم وخيال! لذا لا يصح في المقابلة بين وجودنا ووجوده تعالى استخدام الضدية والقول بأننا وهم وخيال!
نعم تصح تلك المقابلة بالضدية ولكن متى؟ فيما نحن بالفعل متصفون به كأن نقول علمنا في مقابل علم الله جهل فالإنسان عالم بالتعلم فهو يتصف بالعلم والجهل معاً.
قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}
فإذن الصحيح في المقابلة بين وجودنا ووجود الله هو القول أن وجودنا في مقابل وجوده تعالى وجود صغير حقير فقير وهو ما وصفنا الله تعالى به في مقابل وجوده الغني جل شانه.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
ولو تأملت في وجوه المقابلة للدعاء الوارد عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: (أنت الرب وأنا المربوب , أنت الغني وأنا الفقير ,أنت الخالق وأنا المخلوق) -والتي سنعرضها كلها- لن تجد بينها أنت الوجود وأنا العدم! أو أنت الحقيقة وأنا الخيال!
إن وجودنا هو وجود حقيقي فالله تعالى خالقنا, ويعرض علينا الفناء بالموت وهذا حق, وحتى فناؤنا في عالم الدنيا هو فناء جسدي فقط وإلا فلنا حياة برزخية بعد هذا العالم ولنا بعث ونشر فنعود بأرواحنا وأجسادنا الدنيوية ذاتها, لذا فإنّ من صفاتنا الزوال وهو في اللغة التحوّل والانتقال بينما من صفاته تعالى أنه دائم فلا يعرض عليه تعالى الزوال الذي من لوازمه التحوّل, تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
أما نحن البشر فنزول من عالم الدنيا ونتحول إلى عالم البرزخ والآخرة , فإذن وجودنا من حيث هو وجود يكون وجوداً حقيقياً وليس وهماً واختراعات خيال كما يقول الخميني وغيره من العرفاء!
لاحظ هنا كلام أمير المؤمنين عليه السلام: (مولاي يا مولاي أنت المولى وأنا العبد وهل يرحم العبد إلا المولى, مولاي يا مولاي أنت المالك وأنا المملوك وهل يرحم المملوك إلا المالك, مولاي يا مولاي أنت العزيز وأنا الذليل وهل يرحم الذليل إلا العزيز, مولاي يا مولاي أنت الخالق وأنا المخلوق وهل يرحم المخلوق إلا الخالق, مولاي يا مولاي أنت العظيم وأنا الحقير وهل يرحم الحقير إلا العظيم, مولاي يا مولاي أنت القوي وأنا الضعيف وهل يرحم الضعيف إلا القوي, مولاي يا مولاي أنت الغني وأنا الفقير وهل يرحم الفقير إلا الغني, مولاي يا مولاي أنت المعطي وأنا السائل وهل يرحم السائل ألا المعطي, مولاي يا مولاي أنت الحي وأنا الميت وهل يرحم الميت إلا الحي, مولاي يا مولاي أنت الباقي وأنا الفاني وهل يرحم الفاني إلا الباقي, مولاي يا مولاي أنت الدئم وأنا الزائل وهل يرحم الزائل إلا الدائم, مولاي يا مولاي أنت الرازق وأنا المرزوق وهل يرحم المرزوق إلا الرازق, مولاي يا مولاي أنت الجواد وأنا البخيل وهل يرحم البخيل إلا الجواد, مولاي يا مولاي أنت المعافي وأنا المبتلى وهل يرحم المبتلى إلا المعافي, مولاي يا مولاي أنت الكبير وأنا الصغير وهل يرحم الصغير إلا الكبير, مولاي يا مولاي أنت الهادي وأنا الضال وهل يرحم الضال إلا الهادي , مولاي يا مولاي أنت الرحمن وأنا المرحوم وهل يرحم المرحوم إلا الرحمن, مولاي يا مولاي أنت السلطان وأنا الممتحن وهل يرحم الممتحن إلا السلطان, مولاي يا مولاي أنت الدليل وأنا المتحير وهل يرحم المتحير إلا الدليل, مولاي يا مولاي أنت الغفور وأنا المذنب وهل يرحم المذنب إلا الغفور, مولاي يا مولاي أنت الغالب وأنا المغلوب وهل يرحم المغلوب إلا الغالب, مولاي يا مولاي أنت الرب وأنا المربوب وهل يرحم المربوب إلا الرب, مولاي يا مولاي أنت المتكبر وأنا الخاشع وهل يرحم الخاشع إلا المتكبر).
المصدر: مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام.
فهذه وجوه المقابلة كما ترى أخي القارئ فهل وجدت بينها انّ الأمير عليه السلام قال مثلاً : أنت الموجود وأنا العدم؟ أو أنت الحقيقة وأنا الخيال؟!

وهم وخيال على وجه الحقيقة:
٣- أما محاولة السيد منير الترقيع للعرفاء بأنهم لا ينكرون وجود المخلوقات بوصفهم لها بأنها خيال أو عدم إنما يقصدون أنّ وجود المخلوقات ضعيف جداً قبال وجود الله تعالى فلا تستحق أن تسمى وجوداً!!
أقول : تبين من خلال ما تقدم بطلان ما يدعيه العرفاء من أنّ وجود المخلوقات في قبال وجود الله تعالى وهم وخيال سواءً بمعنى ضعفها في مقابل وجوده تعالى او بالمعنى الذي يقصده العرفاء كما سيأتي بيانه.
أما قوله أنهم لا ينكرون وجودها فتصريحات العرفاء واضحة وصريحة في ذلك ويتجلى من خلالها انهم يقصدون بقولهم انّ الكون وهم وخيال انه كذلك على نحو الحقيقة. من ذلك ما ذكره الخميني في تعليقاته على الفصوص حيث يقول: (وهذا من الأسرار التي لا يمكن إفشاء حقيقتها والتصريح بها فالعالم خيال في خيال ووهم في وهم ليس في الدار غيره ديار)!
المصدر : الفصوص بتعليق الخميني , ص381.
ويقول الخميني أيضاً : لا وجود للظل أصلاً فوجوده وجود خيالي فإن الظل عدم تنور المحل عن نور المنير ولكن يتخيل أنه شيء مع أنه ليس بشيء كالعالم يٌتخيل أنه موجود وليس بموجود عند التحقيق العرفاني ألا كل شيء ما خلا الله باطل!!
المصدر : تعليقات على شرح فصوص الحكم ومصباح الأنس ، الخميني , ص149.
تلاحظ أخي القارئ أن الخميني يقول بكل صراحة (أن العالم وهم وخيال) ولم يقل لك (إن العالم متصاغر في مقابل خالقه)!
 ثم نقول أيضاً: هل الله تعالى يرضى أن تقول عن خلقه الذي أبدعه أنه مجرّد خيال ولا حقيقة لوجوده؟! قال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} هو تعالى لم يصف خلقه بأنهم وهم وخيال!
ولكي تعرف لماذا قال العرفاء عن العالم  بأنه خيال ووهم تأمل في التصريح التالي:
يقول ابن عربي :
إنما الكون خيالٌ*** و هو حقٌ في الحقيقة
و الذي يفهم هذا*** حاز أسرار الطريقة
المصدر :فصوص الحكم ،ابن عربي, ص 159.
إن الكون هو مجرّد خيال وحقيقته أنه الله!! فلاحظ قوله: (وهو حقٌ في الحقيقة)! والحق كلمة يقصد بها المتصوّفة الله سبحانه وتعالى, ولذلك صحح العرفاء كلمة الحلاج الكفرية (أنا الحق) لأن الكون حق-الله- في الحقيقة، والحلاج هو كل هذا الكون وإن بدى ظاهرا جزءً منه وبالنتيجة هو الله والعياذ بالله!
وكلمة (أنا الحق) هي سر عقيدتهم لذلك يدعو ابن عربي مريديه بأن يصونوا هذا السر بقوله:
فمن فهم الإشارة فليصنها *** وإلا سوف يقتل بالسنانِ
كحلّاج المحبة إذ تبدّتْ*** له شمس الحقيقة بالتداني
فقال أنا هو الحق الذي لا*** يغير ذاته مر الزمانِ
المصدر: شرح وتحقيق ديوان الحلاج , هاشم عثمان,ص21, مؤسسة النور للمطبوعات, العلويون بين الغلو والفلسفة والتصوف والتشيع, الشيخ علي عزيز الابراهيم, ص256.
فالذي يمنع ابن عربي من التصريح كالحلاج بقوله (أنا الحق) هو الخوف من السيف فقط! وإلا فالحلاج مثله الأعلى!

السوفسطائية المؤسْلَمة:
٤- أما قول السيد منير: إذا كان المقصود بهذا الكلام أن ما سوى الله وهمٌ وخيالٌ وليس موجوداً أصلاً فهذا الكلام سفسطة يتنافى مع شهادة الوجدان...
أقول: تبين مما تقدم أن العرفاء يعتقدون بأن العالم وهم وخيال على وجه الحقيقة, وهذا الكلام سوفسطائية فارغة عند العقلاء لكنه عند العرفاء علم رفيع أداته هي السوفسطائية! ولكن السيد منير لم يستوعب حقيقة اعتقادهم لذلك يبرئهم من السوفسطائية بينما هم أنفسهم يفتخرون بسوفسطائيتهم ويقرون بها أداةً للمعرفة!
ويبدو لنا مع احترامنا للسيد منير انه هو في دفاعه عن العرفاء قد بدأ ينحو منحىً سوفسطائياً!
يقول ابن عربي: الحضرة الوجودية إنّما هي حضرة الخيال ثم تقسم ما تراه من الصور إلى محسوس ومتخيل، والكلّ متخيّل... ولا يقرب من هذا المشهد إلاّ السوفسطائية!
المصدر: الفتوحات المكية, ابن عربي,ج3 ص508.
ويقول حسن حسن زادة آملي :على أساس النظر الدقيق كل ما في دار الوجود يكون وجوباً، والبحث عن الإمكان يكون هزلاً ولعباً!
المصدر: ممد الهمم في شرح فصوص الحكم, حسن حسن زادة آملي، ص 107.
والأكثر صراحة من هؤلاء هو العارف صمدي آملي حيث يقول مفتخراً بالسوفسطائية: (وكم نشعر بالراحة أن نصير سوفسطيين من أول الأمر، ونقول ليس لنا أي ألف أصلاً، وما أعجب أنّه يجب علينا أخيراً أن نصير بأجمعنا في هذا الطريق سوفسطيين، ونقول إنّا لا نكون موجودين وكذا غيرنا، والموجود هو الله فقط، أول الكلام وآخره هو الله، والله هو الذي يشتغل بكونه إلهاً، وبعد ذلك فلا همّ للإنسان أصلاً ويستريح)!
المصدر: شرح نهاية الحكمة, داوود صمدي آملي,ص15.
فالقوم غارقون وسارحون في عالم الوهم والخيال ولا يعرفون سوى إله عالم الوهم والخيال وهم في الحقيقة رواد السوفسطائية المؤسلمة! نسأل الله السلامة والعافية.
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
21/شهر رمضان المبارك/ 1436 هـ
ذكرى شهادة أمير  المؤمنين عليه السلام
طالب علم